PDF download تنزيل المقال PDF download تنزيل المقال

التعامل مع الأفراد من ثقافات مختلفة سلاح ذو حدين، فكما أن يوسع أفقك ويُعرفك على عادات وأفكار جديدة عليك كليًا، قد يكون من المرعب أن تتعامل مع شخص له لغة وعادات اجتماعية مختلفة، ومع هذا التباين بين الثقافات في العالم، ستكون عرضة للوقوع في الخطأ دون قصد، سواء لاستخدامك لكلمات يتغير معناها من ثقافة أو لغة لأخرى، أو فيما يتعلق بالنكات والتشبيهات، وبالطبع بالنسبة للأفعال والسلوكيات. القاعدة الأساسية للنجاة من تلك المواقف أن تُظهر صدق نيتك وحرصك على فعل أقصى ما يمكنك فعله للتعرف على الآخر واكتساب صداقته. لا تشعر بالرهبة من الثقافات الأخرى، بل بمساعدة ويكي هاو بالعربية، اتبع ما نعرضه لك من أفكار وطرق لتجنب سوء الفهم والوصول لأرضية مشتركة مع كل من يصادفونك في حياتك، التي نأمل لك أن تكون عامرة بالتجارب والخبرات والانفتاح على العالم بكل ثقافاته.

1

أبقِ على مسافة بينك وبين الطرف الآخر لفترة من الوقت.

PDF download تنزيل المقال
  1. من غير اللائق عامة أن تتصدى لمواجهة الطرف الآخر أو أن تجلس أو تقف قريبًا للغاية من شخص لا تعرفه. حافظ على مسافة ذراع على الأقل بينك وبين الآخرين (مسافة كافية لمد الذراعين والتحية) إلى أن تتعود على ما يرتاح له الطرف الآخر. [١]
    • من الشائع على سبيل المثال في ثقافات أمريكا اللاتينية أن يقف الأفراد على مقربة ويتبادلا التلامس بأريحية كثيرًا، لكن لا تعني معرفتك لتلك المعلومة أن تقترب للغاية من شخص من البرازيل في مرات مقابلتك الأولى معه.
2

تكلم بتأنٍ واختر كلماتك بعناية.

PDF download تنزيل المقال
  1. التعامل مع شخص من ثقافة مختلفة يعني أن اللغة أو على أقل تقدير اللهجة ليست واحدة، ومن ثم يجدر بالطرفين تلفظ الكلمات بعناية ووضوح، واختيار الكلمات الشائعة، لتسهيل عملية التواصل. لست بحاجة لرفع صوتك (إلا بالطبع إن كان يواجه صعوبة في سماعك)، ولكن وجه تركيزك أكثر على النطق الدقيق لكل مقطع من كلماتك على حدة. توقف بين الجملة والأخرى ليتسنى له فهم ما تقوله والإلمام بمقصدك. [٢]
    • حافظ على تواصل بصري أثناء الحديث لتتحقق من أنه يتابع ما تقوله ويفهمه، وإن بدى عليه الارتباك، توقف واطرح الأسئلة الاستفهامية للتأكد من أنكما تسيران معًا جنبًا إلى جنب على مسار المحادثة.
3

استخدم لغة بسيطة ومباشرة.

PDF download تنزيل المقال
  1. التشبيهات والمجازات والاصطلاحات اللغوية واللغة العامية الصرفة من أمتع ما يكون في أي لغة، ولكن استخدامها مع شخص غير متمرس في اللغة صنع معروف في غير أهله . يفهم غير الناطقين باللغة/ اللهجة الكلمات حرفيًا، ونادرًا ما سيتجاوبون مع الكلمات المجازية ويصل لهم معناها. تعمد أن يكون قولك بلغة واضحة ومبسطة لتضمن وصول المعنى كاملًا وبوضح، وتوفر على نفسك وعليه عناء الفهم الخاطئ. [٣]
    • الكلمات العامية متأصلة في الحديث الشفهي لنا جميعًا لدرجة يصعب علينا تمييزها عن الكلمات الفصيحة. تجنب قدر الإمكان تعبيراتك المعتادة في بلدتك المحلية عند الحديث مع أفراد من أماكن مختلفة في بلدك، وعند اللقاءات مع الإخوة من الدول العربية، اعتمد على العربية الواضحة وليست الكلمات والتعبيرات المحلية المميزة للهجة بلدك، وانتبه كذلك لخطأ الترجمة الحرفية للتعابير من لغتك إلى الإنجليزية أو أي لغة أخرى، فقد لا تكون بنفس المعنى الدلالي ويصعب على محدثك فهمها.
    • النكت والمزاح بمثابة استعارة لغوية، ومن ثم فهي عصية على الفهم غالبًا للثقافات الأخرى أو عند ترجمتها حرفيًا إلى لغة وسيطة بينك وبين محدثك. ستكون دائمًا صعبة الفهم، ومحاولة الشرح قد تكون أصعب وأصعب، خاصة مع فرد من ثقافة غير معتادة على القول اللاذع والدعابات الصادمة أو السخرية عامة.
4

قلل نسبيًا من الإيماءات والإشارات باليد.

PDF download تنزيل المقال
  1. للجسد لغته، وبالتالي لكل ثقافة وضعية الجسد، وتأويلات لحركتك أثناء الكلام، مختلفة عن الأخرى. حافظ على وضعية رسمية متحفظة واطوِ يديك أو ثبتهما على جانب جسدك. لحركة اليد بالتحديد خطورتها الشديدة في مواقف التواصل العابر للثقافات، بما في ذلك تحريك يدك بعفوية أثناء الحديث، فعلى الرغم من شيوع هذا الأمر في بعض الثقافات، قد يُعتبر تباسطًا وكسرًا للحواجز زائدًا وغير مرغوب في الكثير من المواقف. [٤]
    • انتبه كذلك إلى أن بعض الإيماءات الدارجة والمقبولة في ثقافتك قد تكون وقحة ومزعجة في ثقافات أخرى. الإشارة بيدك باتجاه الطرف الآخر سلوك وقح في العديد من الثقافات على سبيل المثال، بينما أن الإيماءة برأسك لا تعنى "نعم" دائمًا، بل ستعني تمامًا النقيض في حال كنت تتحدث مع شخص بلغاري أو يوناني . [٥]
    • اكتفِ كحيلة مبدئية بمحاكاة وقفة الطرف الآخر ولغة جسده. هل ترى أنه على سبيل المثال يقف ويده مشبوكة وراء ظهره؟ وقوفك بنفس الطريقة يضمن لك أنك تتخذ وضعية على الأغلب لا تحمل أي إهانة أو تقليل من شأنه في ثقافته الخاصة.
    • وأنت جالس، حافظ على استواء قدمك على الأرض وحاول ألا تتململ وتغير من وضعية جلوسك كثيرًا. بالنسبة لوضع قدم فوق قدم، فعليك أن تضع في اعتبارك مقامك ومقام محدثك وما إن كانت وضعية مقبولة اجتماعيًا بالنسبة له أم لا، فالأمر متغير من سياق لآخر. أما عن إظهار باطن قدمك أو توجيهه نحو الطرف الآخر، فهو سلوك غير مفضل، بالتحديد في بعض دول الشرق الأوسط والهند. [٦]
5

خاطب الطرف الآخر بتأدب باسم العائلة ولقبه.

PDF download تنزيل المقال
  1. قد تجد تحررًا من تلك الرسميات في ثقافات عديدة وبدرجات متفاوتة، ولكنك لن تقع في الخطأ أبدًا إن كنت مفرطًا في الأدب، على خلاف التفريط فيه. سوف يبادر الطرف الآخر عادة بتصحيح تصرفاتك ودعوتك لأن تكون أقل رسمية، ولكنه سيكون تصحيحًا عن طيب خاطر ويكسر الحواجز بينك وبينه، خلافًا لما سيكون عليه الوضع إن تسبب عدم حرصك في إهانته. [٧]
    • تحدث مع الغرباء عامة باللقب (السيد/ة، الأستاذ/ة، الدكتور/ة… ). في دولنا العربية، الأصل هو المناداة باللق والاسم الأول، لكن تلتزم العديد من الثقافات الأخرى بأن تكون المناداة بين الغرباء باسم العائلة. بعد كسر حاجز التعارف الأول، تبادلا الاتفاق على صيغة الاسم واللقب المفضلة ثقافيًا لكل منكما، لتضمنا أنكما تقفان على أرض واحدة.
    • التزم بأقصى درجات التأدب في الحديث. لا تفوت فرصة للاعتماد على كلمات مثل "من فضلك" أو "شكرًا لك" أو "بعد إذنك" أو "عذرًا". تتعلم معنى تلك الكلمات في الدروس الأولى لأي لغة ثانية تدرسها، وذلك لسبب وجيه، أنها محل تقدير وتساعدك على التواصل بلطف وأريحية أكثر مع الغرباء ومتحدثي اللغات الأجنبية.
6

تواصل بصريًا بنظرات قصيرة ومتكررة.

PDF download تنزيل المقال
  1. اكتف بنظرات متبادلة للحظات من الوقت لإظهار انتباهك لمحدثك واحترامك له. لكل ثقافة تأويلها للتواصل البصري وطريقته، لذا كقاعدة عامة اكتفِّ بنظرات سريعة معتدلة التكرار، لتكون في منطقة وسط آمنة؛ الامتناع عن النظر، سيعد غالبًا بمثابة تجاهل، وفي المقابل، تجد في المجتمعات الآسيوية واللاتينية والأفريقية أن نظرة العين الثابتة لفترة طويلة بمثابة فعل غير متأدب وكأنك تتحدى الطرف الآخر. [٨]
    • في الثقافات الهرمية، كما هو الأمر في الثقافات الآسيوية، يجدر بك تجنب التواصل البصري عند الحديث مع شخص أكبر عمرًا أو في موقع سلطة، وهو ما يعتبر من أساسيات إظهار الاحترام لقامته.
    • لفهم اختلاف الثقافات، لدينا في دول الشرق الأوسط، من الشائع التواصل البصري في الحديث بين طرفين من نفس الجنس، بينما بين رجل وامرأة غرباء عن بعضهما البعض، من الملزم تجنب نظرات العين قدر الإمكان. يختلف ذلك كليًا في الثقافات الغربية.
7

طبق ما تشرحه للطرف الآخر عمليًا.

PDF download تنزيل المقال
  1. الشرح الحركي بمثابة لغة مفهومة بين البشر من مختلف الثقافات واللغات، وتملأ فراغ ما يفقد من معنى في الترجمة الحرفية للكلام. التزم الحرص في إيماءات يدك أثناء الكلام، ولكن في المقابل تحرر في استخدام يدك وجسدك كأدوات تمثيلية توضح بها مقصد كلامك، وكذلك لتشرح عمليًا للطرف الآخر طريقة عمل شيء معين. الشرح العملي أسهل دائمًا من التوجيهات اللفظية، وهو ما تزداد أهميته في حالة التواصل مع شخص لا تجمع بينكما اللغة الأم. [٩]
    • هل تتحدثين على سبيل المثال عن خبز الكعك؟ حاكي بيدك التقليب وحركة الملعقة في الوعاء وحركي يدك فوق الكعكة للتعبير عن عملية وضع الكريمة ومزينات التورتة فوقها… وما شبه ذلك.
    • وأنت تشرح للطرف الآخر طريقة عمل شيء معين، طبق الخطوات عمليًا بنفسك ولا تكتفِ بمجرد الشرح الشفوي.
    • الشرح العملي بحركة الجسد واحدة من الطرق المفيدة للتواصل مع متحدثي اللغات الأخرى في حالة نسيانك للكلمة التي تحاول قولها. استخدم لغة الإشارة أو التعبير الجسدي لتسهيل على الطرف الآخر فهم مقصدك.
8

اطرح الأسئلة لتعرف المزيد.

PDF download تنزيل المقال
  1. الأسئلة بصيغة "هل؟" سهلة ومباشرة، ولكنها لا تجدي نفعًا عادة إن اكتفى من يجيب بالرد بنعم أو لا فقط، بل إن الكثير من الثقافات تتجنب الإجابات المنفية، ومن ثم قد تتلقى ردًا مقتبضًا بالإيجاب لا غير. ستنضب المحادثة ولن تؤدي في أحسن الأحوال إلا إلى المزيد من الالتباس. في المقابل، استفد من الأسئلة مفتوحة النهايات (بأدوات الاستفهام الأخرى غير "هل؟") لتشجيع محدثك على الإسهاب ولتساعده على توضيح مقصده. [١٠]
    • بالمثل، للتأكد من أن الطرف الآخر فهمك بشكل صحيح، يمكنك تشجيعه على تكرار ما قولته أو إعادة صياغته بنحو أو آخر، بدلًا من السؤال المباشر: هل فهمت ما أقصده؟
    • كرر الكلمة أو التعبير الغامض بنبرة استفهام كطريقة سلسلة لطلب التوضيح. [١١] قد يكرر الطرف الآخر على سبيل المثال كلمة معينة وتفهم معناها بشكل منفصل، ولكنك لا تفهم سياق ما يقصده، وهنا يمكنك تكرار تلك الكلمة بالتحديد بنبرة استفهامية، ليفهم حاجتك للإيضاح، ومن ثم تقدر على مواصلة التواصل معه بعدما يتضح لك مقصده.
9

اعرف كل ما يمكنك معرفته عن الثقافات المختلفة.

PDF download تنزيل المقال
  1. استفد من الإنترنت للبحث عن الأعراف الثقافية والتقاليد قبل موعدك المنتظر. ابحث عبر الإنترنت بالعربية والإنجليزية عن المقالات التي تتناول المعايير الثقافية والسلوكيات المتبعة في دولة الطرف الآخر الذي تخطط لمقابلته أو في دولة تنوي زيارتها في القريب العاجل. اقرأ كل ما يقع بين يدك عن الأعراف والتقاليد والمميزات الثقافية، وتعرف على التعبيرات اليومية الشائعة وما تحمله بداخلها من مظاهر التأدب والاحترام مع الغير، أو العكس، لتحصل أكبر قدر ممكن من المعلومات. وعلى سبيل المثال، إن كنت ستقابل الطرف الآخر في سياق اجتماعي عمل، لا تفوت على نفسك الإلمام تحديدًا بالأعراف الثقافية في بلده لاجتماعات العمل. [١٢]
    • استوعب أن الثقافات متفرعة ومتباينة حتى بداخل ما قد تظن أنها ثقافة واحدة، وأكبر دليل أن الدول العربية، بل والمدن في نفس الدولة، تختلف فيما بينها في الأعراف والتقاليد. لا تبحث عن "الثقافة الآسيوية" عامة، بل تطلع لمعلومات أدق من خلال البحث عن "الثقافة الصينية" أو "الكورية" أو "اليابانية".
    • وأنت مقبل على لقاء عمل مع شخص من ثقافة مختلفة للتفاوض على عقد أو صفقة، اطلع على الأعراف الثقافية في بلده، سواء على مستوى شخصي أو مهني، لتحسن التعامل معه بما يعود بالنفع على إتمام التفاوض.
    • تعلم الكلمات والتعبيرات الشائعة بمختلف لغات العالم أو بلغة تنوي التعامل مع الكثير من المتحدثين بها مستقبلًا. الكلمات المتأدبة محل ترحيب في أي ثقافة أو لغة، لذا تعود على قول "أنا آسف" و"من فضلك!" و"شكرًا لك" واعتمد عليها كورقة سحرية للتراجع عن المواقف المحرجة غير المقصودة.

أفكار مفيدة

  • في حالة تسببك عن طريق الخطأ في إهانة شخص من ثقافة مغايرة بالقول أو الفعل، يجدر بك الاعتذار فورًا، بل والدردشة معه عن الموقف لتعرف ما يجب عليك الانتباه له أكثر مستقبلًا. اقلب الطاولة بمعنى إيجابى، واستفد من الفرصة لتعلم المزيد عن ثقافة هذا الشخص والتقرب إليه.
  • عند سماعك لجملة ذات طابع ثقافي لا تفهمها، اطلب من قائلها الشرح، وفي الأغلب الأعم سوف يرحب بالتفسير ويساعدك على تعلم شيء جديد من ثقافة مختلفة. [١٣]

تحذيرات

  • تجنب السخرية والمزاح خاصة في سياقات التعاملات المهنية. انتبه عن التواصل مع فرد من ثقافة مختلفة، فكثيرًا ما سيكون لبعض النكات -بل والكلمات- سياقات ومعانٍ مغايرة من ثقافة لأخرى، ولن يقتصر الأمر على سوء الفهم، بل قد يصل في بعض الحالات للإهانة غير المقبولة. [١٤]

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ١٬٩٣٤ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟