PDF download تنزيل المقال PDF download تنزيل المقال

إن الأحداث السلبية التي وقعت في الماضي من شأنها أن تجعل حياتك صعبة. فتلك الذكريات المزعجة قد تجعل النوم مستحيلا، أو تُحيل يومك إلى جحيمٍ لا يُطاق. وفي كل الأحوال، ستأتي المرحلة التي يجب أن تختار فيها هل ستترك الماضي خلفك، أم ستُفسح له المجال ليُحدد مستقبلك! فحتّى الآن فنحن دائما ما نحمل ماضينا معنا، والذي يتجلى في طريقة تفكيرنا وحديثنا وإدراكنا للعالم من حولنا. إن التحكم في هذا الأمر صعبٌ، ويبدو وكأنك تسير على حبلٍ طويل ممتد في الهواء، ولا ترى نهاية الطريق! ولكن التعامل مع الأمر برويّة، خطوةً بخطوة، ومُحافطاً على عقلك مفتوحاً ، يُمكّنك من قبول ماضيك كجزء من نفسك. حيثُ يمكنك ترك كل العادات السلبية ورائك، تلك التي قيدت أحلامك ومنعتك من تحقيقها، أو حالت بينك وبين الوفاء بالوعود التي قطعتها.

جزء 1
جزء 1 من 3:

قبول الماضى والآثار الناتجة عن تلك التجارب

PDF download تنزيل المقال
  1. إن الخبرات والتجارب الماضية والتي لم تجد لها حلاً ، قد ينشأ عنها بعض الآثار النفسية والفسيولوجية. في مثل هذه الحالات، من المهم أن تتصالح مع ماضيك وكيف يؤثر على توقعاتك أو عاداتك الحالية.
    • فالخطوة الأولى الهامة هي أن تكُفّ عن محاولة التظاهر بأن هذه الأحداث لم تؤثر بك. فلن تستطيع تجاوز الماضي دون أن تعترف به وتتقبله. فإذا حدث شيء يذكرك بذلك الحدث الأليم أو تسبب لك في ردة فعلٍ عاطفية قوية، فلتحاول بهدوء أن تعترف لنفسك أن هذا هو الحال ، وتتقبله. واسمح لنفسك أن تشعر بما شعرت به في الماضي. وهناك خطوات سنذكرها لاحقاً في هذا المقال ، توفر لك بعض الإستيراتيجيات التي تُساعدك في هذا الأمر.
    • فعلى سبيل المثال، إذا وجدت نفسك في وضعٍ اجتماعي تنطلق فيه مشاعر قوية عن الماضي، فلا تحاول أن تدفعها بعيدًا. وبدلاً من ذلك، استأذن من الحضور، وعش بعض اللحظات لنفسك. ثم توقف بُرهة لتفكر في الماضي، وكيف يؤثر عليك، وذلك قبل أن تندمج مرة أخرى مع الحضور.
    • فصدمات الماضي قد تكون قوية وخاصة إذا كنت وحدك دون شبكة دعم اجتماعية قوية. [١]
    • في بعض الأحيان، قد تكون الصدمات النفسية الناتجة عن التجارب السابقة قوية لدرجة أنها تؤثر على الأشخاص الذين تهتم بهم. [٢] . فتجارب الماضي التي تُركت دونما حل، قد تمنعك من بناء علاقات قوية مع من تحب. كما يُمكن أن تُبقيك مشغولاً مع الأحلام التي لم تتحقق. وهذا بطبيعة الحال يمكن أن يؤثر على عاداتك ومظهرك الحالي، ويجعل من الصعب التعامل مع العقبات التي تظهر في حياتك. [٣]
  2. تؤثر علينا التجارب المريرة أو الصعبة وبشكل خاص في كيمياء الجسم العصبية. حتى أنه وفي بعض الأحيان يمكن أن تؤثر على بنية الدماغ.
    • فإذا ما راودك ذاك الشعور بأنه ينبغي " أن ينتهي هذا الأمر" ، فلتُذّكر نفسك أن الواقع أكثر تعقيدا من ذلك. فالأحداث المؤلمة يمكنها بالفعل تغيير الطريقة التي يُفكر بها الدماغ. وهذا يمكن أن يستغرق وقتا طويلا للتغلب عليه، فلتحاول إذا التحلي بالصبر.
    • حيث تُشير بعض الأبحاث الحديثة في علم الأعصاب إلى أن أدمغتنا لديها نوعاً من "التكيف والمرونة". فجيناتنا الوراثية لديها الميول لأن يتم التلاعب بها والتعبير عنها بطرق غير متوقعة بعد التجارب القوية. [٤] وبعبارة أخرى، فالدماغ يمكن أن يتغير. فهو نتاج جيناتك وخبراتك.
    • وعلى ما يبدو، فمن الصعب التغلب على الآثار الفسيولوجية والنفسية من التجارب السابقة ، ودمجها في حياتك. ولكنّ من المهم أن نضع في الاعتبار أن الجسم والدماغ يُعيدان تنظيم أنفسهم باستمرار بناء على التجارب الجديدة. [٥] . فقد تغير الدماغ والجسم من قبل، وسوف يتغيران مرة أخرى. ويمكنك أن تجعل هذا التغيير إيجابياً.
  3. ولا يمكنك أيضاً إعادة النظر في الماضي، ولكن يمكنك تغيير الطريقة التي تنظر إليه بها والتعامل على ذلك الأساس من الآن فصاعداً. [٦] لأنك إن لم تفعل ذلك ، فستُحمّل نفسك المرهقة المزيد من الألم في كل علاقاتك وتجاربك المستقبلية.
    • فكل ما تبذله من جهد في هذه المرحلة هي أن تتقبل ماضيك، وتسامح من أخطأوا بحقك. [٧] واسمح لنفسك بتقبل إحساسك وشعورك نحو ماضيك مهما يكن. ثم بعد ذلك ، اترك هذه المشاعر لترحل. [٨]
    • إذا واجهت أو عانيت بعض الغضب أو الحزن على الماضي، حاول أن تُذّكر نفسك بأن هذه المشاعر السلبية المُعلّقة لن تضر سواك في النهاية. فلا يمكن لأي قدر من الغضب أن يغير ما حدث. فلتعترف بإحساسك وشعورك. ثم انظر بعين الرحمة لمن أخطأوا في حقك كثيراً، وامتلك القوة لتسامحهم. [٩]
    • وستستغرق هذه المرحلة وقتاً ، يختلف وفقاً لكل شخص. ولقد وُضِعت الخطوات الأخرى في هذه المقالة لتُعزز من هذه المرحلة.
    • الخوض في الماضي يمكن أن يسبب المشكلات رغماً عنك ، دونما أن تشعر.
  4. هناك العديد من الأنشطة الجسدية والتي يمكنها مُساعدتك كي تمنحك سلاماً مع ماضيك. فالتأمل واليوجا، على سبيل المثال، يمكنهما أن يساعداك على تطوير تقنيات المواجهة الشخصية. وتساعدك هذه الأنشطة على أن تصبح أكثر حساسية للطرق التي تؤثر بها عواطفك على أجزاء الجسم المختلفة. [١٠] .
    • من الأفضل تعلم اليوجا تحت إشراف مدرب محترف. وإن لم تكن قد قمت بذلك من قبل ، فحاول البحث على الإنترنت إذا ماكانت هناك دروسٌ مجانية أو تمهيدية منخفضة التكلفة في محيط سكنك. فهناك العديد من الأماكن والعديد من الخيارات المعقولة التي يمكنك استخدامها لتجربة اليوجا ومعرفة ما إذا كانت مناسبة لك.
    • التأمل هو شيء يمكنك القيام به بسهولة وحدك في منزلك. ابحث لنفسك عن مكانٍ مريحٍ للجلوس، اعقد ساقيك، وضع يديك في حجرك. أغلق عينيك، وتنفس بعمق وببطء. حاول أن تُخرج كل شيء من عقلك مع كل زفير. هناك أقراص مدمجة يمكنك شراءها وملفات صوتية يمكنك تحميلها ، من شأنها أن أن توجهك وتساعدك على التركيز خلال هذه العملية. [١١]
    • إن هذه الممارسات تعطيك الوقت النفسي والمجال لتحديد عواطف معينة ذات صلة بتجاربك السابقة. وقيامك بهذا يسمح لك بملاحظة الآثار التي خلفتها تلك التجارب على سلوك وتفكيرك. [١٢] .
  5. وهذه وسيلة فعّالة جدا للتعامل مع المواقف والعواطف الصعبة. [١٣]
    • ببساطة إبدأ في ليلة ما بسرد الأحداث التي شهدتها على مدار اليوم. ولست بحاجة لأن تضعهم في أي ترتيب. حاول ألا تفكر بعمق في الأحداث، فقط اترك عقلك مفتوحاً، واكتب ما تشعر به بشكل بسيط وطبيعي. قم بذلك وستشعر بالراحة في كل مرة تقوم فيه بالكتابة.
    • وينبغي أن تُصبح الكتابة أسهل بمرور الوقت، حيث سيتحول الأمر إلى عادة. وعند هذه النقطة يمكنك البدء في الكتابة عن التجارب السابقة التي تتبادر إلى ذهنك أثناء جلسات الكتابة.
    • ركزّعلى أفكارك ومشاعرك. ولاحظ أن الشيء المهم هو أن تعبّر عن نفسك، وليس أن تحكي قصة جميلة. [١٤]
    • تدوينك اليومي للأحداث المؤسفة التي وقعت لك في الماضي ، يساعدك على تقبل الماضي وجعله أقل تأثيراً على حياتك يوماً بعد يوم. فالكتابة التعبيرية لها الكثير من الفوائد الصحية النفسية والجسدية. حيث يمكنها مساعدتك على التعامل مع العواطف ، وكذلك استعادة أنماط النوم المضطربة. [١٥]
    • وهذا النوع من العمل العاطفي يمكن أن يستغرق وقتاً بجانب بعضٍ من تأمل الذات ، لكنه يمكن أن يكون مثمراً للغاية إذا ما تركت هذه العملية تنكشف لك من تلقاء نفسها مع الوقت.
  6. في بعض الأحيان تعطيك الخبرات والتجارب الماضية التي تُرِكَت دون حل، شعوراً أنه من المستحيل أن تثق بأشخاص جدد في حياتك. وهذا يمكن أن يُصعّب من أمر بناء علاقات جديدة سويّة. ومع ذلك، يمكن لنظم الدعم الاجتماعي القوية أن تكون العامل الأكثر أهمية في التعافي من آثار التجارب الضارة. [١٦]
    • من المهم أن تشعر بدعم الأشخاص الآخرين من حولك ، بدلا من الخوف ، لذا فلتكن البداية بقليل من التروّي. ربما مجرد تلبية شخص جديد لتناول القهوة ستكون بداية جيدة.
    • العمل التطوعي يمكن أن يكون أيضا وسيلة رائعة بالنسبة لك لتصبح أكثر راحة من خلال التفاعل مع الآخرين مرة أخرى. وهذا يمكن أن يساعدك كي تشعر بالمزيد من الراحة مع نقاط ضعفك ، في كل مرة ترى فيها الآخرين يتحاملون على أنفسهم.
  7. إذا كنت تشعر بالإرهاق أو العجز التام عن الحصول على مساعدة ، فضع في اعتبارك أن تتلقى مُساعدةً مهنية. وإذا كان ما تتعامل معه لم يختفي أو يتحسن مع الخطوات المذكورة أعلاه ، فلتتحدث إلى مُعالج أو مُستشار نفسي. [١٧]
    • هناك أوقات تكون فيها التجارب السابقة مُنْهِكَة للغاية ، لذا فمن الضروري الحصول على المساعدة من شخص قد ساعد الناس في مثل هذه الأمور من قبل. وهذا هو دور المُستشارين والمُعالجين النفسيين.
    • إذا كنت لا تعرف كيفية العثور على أحدهم ، فيمكنك التحدث إلى طبيب الرعاية الأولية الذي من المرجح أن يُحيلك إلى أحدهم.
    • وسياسة التأمين الخاصة بك قد تغطي عددا معينا من زيارات مختص الصحة النفسية. فلتحقق من تلك التفاصيل.

.

جزء 2
جزء 2 من 3:

تكوين عادات جديدة

PDF download تنزيل المقال
  1. ضع في اعتبارك أن تترك خلفك هؤلاء الأشخاص الذين يذكرونك بالماضي . فالبيئة الإجتماعية التي نعيش فيها هي جزء أساسي من مكوّن شخصيتنا. [١٨]
    • امض بعض الوقت في التفكير (أو ربما اكتب في مذكراتك الخاصة) عن الناس الذين قضيت معهم بعض الوقت، وكيف كان شعورك وقتها. إذا كان هناك شخص في حياتك يجعلك تشعر بالسوء أو يعزز لديك بعض من العادات السلبية، فلتقلل من الوقت الذي تقضيه معه.
    • على سبيل المثال، هؤلاء الذين يُشعرونك دوماً بالإحباط، قد لا يكون أمراً جيداً الإحتفاظ بهم في حياتك. الأصدقاء الذين تجد صعوبة في فعل ما تريده بصحبتهم ، وخاصة ما يتعلق بدمج تجارب الماضي القاسية في حياتك الحالية ، قد يعرقلونك إلى حدٍ ما. فلتنظُر في أمر تكوين صداقاتٍ جديدة أو على الأقل إبدأ في تغيير المشهد والأجواء الحالية.
    • هذا ليس من الأمور السهلة على الدوام ، ولكن يمكن أن يكون وسيلة رائعة كي تُجبرك على النُضج والخروج من مرحلة الخمول والكسل.
    • ومن الأفكار الجيدة في هذا الشأن أن تجد لك هواية أو تجرب بعض الهوايات الجديدة مع أصدقائك الجُدد. وعندما تكونُ مُستعداً، فلتبدأ في الخروج من نطاق الراحة والخمول من خلال الإنضمام إلى فريق رياضي أو أحد الملتقيات (الفصول) الفنية. الاتجاهات الجديدة في حياتك ستظهر تدريجيا حتى وإن بدت قبل ذلك غير ممكنة.
  2. لا تُزعِج نفسك بالتفكير فيمن لم يحترموك أو يُقدروك. وبدلا من ذلك، ركزّعلى أولئك الذين وقفوا بجانبك. ولتدعهم يشعرون بمدى تقديرك لمساعدتهم إيّاك. [١٩]
    • فالأمر قد يكونُ صعباً ألا تغرق في السلبية. لكنّ أصدقاءك الذين يدعمونك، يستحقّون تقديرك واهتمامك.
    • حافظ على أصدقاءك الجيدين بمقربة ٍمنك خلال هذه الفترة. إنّ وجود مُجتمعٍ داعمٍ من الناس حولك يُساعدك أن تظلّ قوياً. فهذا سيُتيح لك الشعور بالثقة الكافية للتعامل مع الخبرات الماضية التي تُرِكَت دون حلّ ، وكذلك المشاعر الصعبة؛ دون الشعور بالوحدة.
    • وإذا شعرت في لحظة ما بأنك على وشك الانزلاق، حاول قضاء بعض الوقت مع شخص تثق به ، حيث يمكن أن يساعدك على البقاء في المسار الصحيح. [٢٠]
    • إذا كنت تشعر بأنك تسير فعلا في طريق الانزلاق إلى هذه العادة السيئة التي تركتها، أو أنك على وشك اليأس، فلتتواصل مع صديق تثق به وأسأله إذا كان يمكنه أن يلبي دعوتك لتناول القهوة في مكانٍ ما أو يأتي في زيارة سريعة لك في المنزل. فوجود أحد ما حولك يمكنه مساعدتك سيُشعرك بالدعم. وهذا من شأنه أن يُساعدك في تخطي الأوقات الصعبة.
  3. جرّب إزالة الحساسية المنهجية إزالة الحساسية المنهجية هي عملية دمج الناس تدريجياً في حالات ومواقف من المُحتمل أن تكون مؤلمة لهم، باستخدام تقنيات الاسترخاء. والهدف من ذلك هو أن يشعر الناس بمزيد من الراحة بمرور الوقت مع هذه الحالات إذا واجهوها بأنفسهم. [٢١]
    • ويمكنك اتباع هذا النهج لتبدأ في الشعور بالراحة تجاه المواقف التي تُسبب لك الكثير من القلق.
    • ولتبدأ بتعلم تقنيات الاسترخاء الأساسية، مثل تمارين التنفس العميق أو التأمل. ثمّ تعرض لتلك الحالات التي تُسبب لك الضيق وعدم الإرتياح. ومن ثَمّ استخدم تقنيات الإسترخاء التي تعلمتها لتظل هادئاً.
    • ولتكن بداية تعرضك لمثل هذه المواقف المؤرقة قصيرة. فالهدف هنا هو أن تتحرك حسب قدرتك أنت، مُحافظاً على نفسك ومُبقياً إياها بعيداً عن تلك المواقف. لأنه وفي نهاية المطاف، يجب أن تكون قادرا على الانخراط بشكل مريح في المواقف التي تسبب لك الضيق حاليا.
    • على سبيل المثال، تخيل أنك تعرضت لهجوم من كلب شرس وأوذيت بشدة. وقتها قد تبدأ في تجنب كل الكلاب. وكي تتخطى ها الأمر ، فيمكنك زيارة صديق لك تثق به ممن يقتنون الكلاب الأليفة في منزلهم. ثم استخدم تقنيات الإسترخاء قبل وأثناء تلك الزيارة القصيرة. وكرر هذه الزيارة لاحقا، مع زيادة طول مدة الزيارة في كل مرة. هذا الأمر قد يكون صعباً في البداية ، ولكن قضاء بعض الوقت مع كلب لن يُهددك أصلا ، سيساعدك في التغلب على الشعور الدائم بفكرة احتمالية التعرض للهجوم.
  4. في بعض الأحيان فنحنُ نطور من عاداتٍ تبقى لدينا وتمنعنا من المواجهة وتجاوز تجارب الماضي التي لم تُحل بعد. ويمكن أن تظل آثارها في قراراتنا حتى وقتنا الحاضر. [٢٢] . لذا فجزءٌ كبير من الإندماج مع هذه الآثار هو لكسر هذه العادات ومواجهة مشاعرنا.
    • ولنُكمل الشرح مُستعينيين بمثال الخوف من الكلاب. إن كُنت قد هُجمت من قِبَلِ كلبٍ من قبل ، فهذا يجعلك قد تُطور عادة تجاه عبور الطريق إذا ما رأيت شخصاً يمشي ومعه كلب. وقد تصلُ إلى مرحلةِ فعلك لهذا الأمر دونما أن تشعر. وعلى المدى القصير، فهذا قد يقلل من قلقلك. لكن على المدى البعيد ، فقد يمنعك هذا من التغلب على الخوف. وإن لم يكن هناك أمرٌ آخر، فهذا وحده شئ مُزعج. وفي هذه الحالة ، ربما تبذل بعض الجهد لتتغلب على هذه العادة. فأنت لست بحاجةٍ للالتفاف حولك لترى إن كان هناك كلاباً أم لا، ولكن حاول التوقف عن عبور الطريق إذا ما رأيت كلباً قادماً. وبعد أن ترتاح للأمر، يُمكنك أن تطلب من هذا الغريب أن تُدلل كلبه. تدريجياً ، فهذا سيُساعدك على تجاوز الحدث الصادم الذي وقع لك في الماضي.
    • إزالة الحساسية المنهجية يمكن أن تكون مفيدة في محاولة تغيير العادات العكسية.
    • ففي بعض الأحيان نحن لا نلاحظ كيف غيرتنا تلك التجارب التي لم نجد لها حلاً. فمحاولاتنا لتجنبها جعلتها جزءاً لا يتجزأ من عاداتنا اليومية. وهناك طريقة واحدة لتصبح أكثر وعيا بالتغييرات السلوكية ، وهي أن تسأل شخصاً تثق به عمّا إّذا لاحظ أي شيء غريب في الطريقة التي تتعامل بها. فالأشخاص الآخرين قادرين على التقاط وملاحظة الأشياء التي نعجز عن الشعور بها بأنفسنا في كثير من الأحيان. [٢٣]
    • وعلى سبيل المثال، بعد انفصالك ، يُمكنك أن تسأل صديقك المُقرّب: "هل كنت أتصرف بغرابة بأي شكل من الأشكال منذ أن انفصلت عن صديقتي ؟"
  5. قم بكتابة قائمة تحوي كل المرات التي تجنبت فيها فعل شئ معين، لأنك كنت خائفاً أو تشعر بعدم الارتياح. ولا يتطلب الأمر بالضرورة معرفة سبب خوفك وقتها. وفي بعض الأحيان تكون الكتابة عن مشاعرك تجاه التجارب السابقة مُجّرد طريقة رائعة كي تسمح لها بالتدفق بشكل أكثر وضوحاً وصراحة.
    • وهذا قد يكون أمراً ذا قيمة، وبخاصةً إن لم يكن لديك صديق مُقرّب يمكن أن تسأله عن التغيرات السلوكية التي رُبما قد تطرأ عليك.
    • وعندما تبدأ الأفكار في التدفق، فكّر في طرق جديدة يمكنك من خلالها التعامل مع هذه الحالات في المستقبل.
    • على سبيل المثال، تخيل أن قائمتك هذه ستوضح لك ما إذا كنت مترددا في الخروج مع أصدقائك. ثم إبدأ بدعوتهم إلى منزلك بحيث يكون لديك سيطرة على الوضع بشكل أكثر قليلا. من الممكن أيضاً في بداية الأمر أن تقوم بدعوة من هم أقرب إليك، ثم بعد بضع مرات ، تطلب منهم أن يحضروا معهم المزيد من الأشخاص الذين لا تعرفهم .
    • تدرج في هذا الأمر بروّية، ولا تخشى طلب المساعدة ممن تثق بهم. حيث أن التقدم التدريجي يمكن أن يساعدك على دمج آثار معظم التجارب السلبية السابقة التي لم تتمكن من حلها.
    • فعن طريق دمج نفسك ببطء في الطرق التي أشعرتك بعدم الراحة من قبل ، ستبدأ هذه العادات غير المُلائمة (غير الفعّالة) بالتلاشي. وبعد ذلك تبدا في بناء عاداتٍ جديدة ، أكثر إفادة وفعالية ومُلاَئمَة لحياتك اليومية.
جزء 3
جزء 3 من 3:

تخطّي الأوقات العصيبة

PDF download تنزيل المقال
  1. من الممكن تنحية الأشياء التي تُذكرك بالتجارب الماضية - التي لم تستطع حلها - بعيداً. فهذا قد يكون مفيداً لبعض الوقت. فلتأتِ بصندوقٍ كبير لترمي فيه كل شئ يُذّكرك بالعلاقة التي فشلت في الماضي، والتي تركت على هذا النحو الموجِع. وليذهب أي شئ مادي آخر قد يذكرك بتلك التجارب الماضية المُقلقة إلى هذا الصندوق.
    • وبعد مرور بعض الوقت، ستُقرر ماذا كان من الصحيح الإبقاء على هذا الصندوق أو التخلص منه. وفي كلتا الحالتين، ستكون قد توصلت إلى نتيجة واحدة، وهي أن محتويات هذا الصندوق لم تعد قادرة على التأثير عليك.
  2. فوضع الكلمات والاسماء بجوار العواطف والتجارب التي لم تُحل ، من شأنها أن تجعلها أكثر واقعية. وهذا سيُساعد بشكل أكبر في التعامل مع شعورك.
    • يمكنك على سبيل المثال أن تكتب خطاباً لذاك الشخص - أو الأشخاص - الذي آذاك أو كان لك معه تجربة صعبة. فقدرتك على التعامل مع مثل هؤلاء الأشخاص من ماضيك أمرٌ مفيد جدا، حتى لو لم يكونوا متواجدين على أرض الواقع لتتكلم معهم. [٢٤]
    • يمكنك أن تكتُب أو تُلقي شعراً أو نثراً. فأي شيء يسمح لك بالخروج من مشاعر الماضي السيئة، لهو شئٌ مفيد. ومهما كانت فظاعة هذه الكلمات التي ستتبادر إلى ذهنك، فقط دعها تخرج.
  3. وبينما تمضي في عملية التعافي القلبي من تجارب الماضي ، ينبغي أن تكون على بيّنة بتلك الأشياء التي يُمكنها إشعال فتيل الذكريات لتُرسلك مرة أخرى لعادات الماضي السيئة. وهذا قد يتضمن التواصل مع شخص قد آذاك في الماضي. بل إن مُشاهدة فيلم يذكرك بتجربة لم تحل ، أحياناً قد تكون الشعلة التي تقدح النار.
    • وإذا ما تعرضت لمثل هذه الحالة، فلتستخدم الأساليب المذكورة أعلاه. فهي تهدف بفاعلية أن تتوقف عن إبداء أية ردّ فعل معتادة، بل وتتحدى نفسك كي تقوم بالأشياء بشكل مختلف.
    • وهذا يعني أيضا تجنب اتخاذ القرارات على عجل ، والتي قد تندم عليها لاحقاً. فعلى سبيل المثال، فكّر بعناية قبل قطع العلاقات مع شخص ما في عائلتك أو قبل أن تُرسل لشخصٍ ما ملاحظة غاضبة . فقبل الإقلاع عن شيء ما تقومون به لفترة طويلة، كالوظيفة مثلا، ينبغي عليك أن تدرس قرارك هذا بشكل متأنٍ. حيث أن بعض هذه الخيارات قد ينتهي الأمر بها إلى نفس المسار الذي تسلكه. وبرغم ذلك ففي البداية فالهدف من هذه العملية هو تعزيز نفسك والحفاظ عليها هادئاً خلال الأوقات الصعبة وكذلك تعزيز قدرتك على اتخاذ القرارات بشكل أكثر استنارة ووضوحاً.
    • والمتابعة مع المُعالج النفسي أو مستشار الصحة العقلية قد يكون مفيدا بشكل خاص للتأكد من قراراتك. لأنه سيُساعدك من خلال بعض الإقتراحات حول كيفية التعامل مع تلك التجارب السابقة التي تُثير لديك مشاعراً سلبية.
    • تذّكر أن تهتم بالغد حتى في الأوقات الصعبة. إنّ هدفك هو مسؤوليتك عن بناء مستقبلٍ مدروسٍ وواضح وخالٍ من سيطرة عادات الماضي عليك.
  4. فلا تتوقع أن تحصد النتائج بين عشية وضحاها. ولسوف تُحقق أفضل النتائج من خلال السماح لنفسك بأخذ الوقت والمساحة الكافية لإدراج آثار الماضي في حياتك.
    • كل شخص يتعافى بوتيرة مختلفة فإذا ما بدأت بالإعتقاد أنّه: " لا بُد أن أكون قد تعافيت الآن " ، فحاول استبدال طريقة التفكير تلك بـ : "لقد حققت تقدماً وسأواصل التقدم ."

أفكار مفيدة

  • بعض الخسائر ليست دائمة. فلا تزال هناك العديد من الأشياء الجميلة التي حُرِمَ منها طفلٌ ما، وأنت - كبالغ - تمتلكها. امض قُدُماً ، وابدأ ببجمع الكتب المصورة - نعم وأنت بالغ هكذا - ، حتى لو كانت عن الدُمى، أو أياً ما يكن ما تشعر أنك تفتقده. ولا تتعجب، فقد تكون بالغاً ويظل هذا الطفل بداخلك، حتى لو لم تعش الطفولة التي كنت تتمناها.
  • صدّق نفسك دائماً. ولا تُصغِ مُطلقاً لأي نوع من الإحباطات، أو تأخذها بشكل شخصي (على محمل الجد).
  • حاول دوماً أن تكون إيجابياً، وتُركزّ على التقدّم الذي تُحرزه، بدلاً من التفكير في انتكاسات الماضي.

تحذيرات

  • لا تجعل من الماضي ذريعة بألا تُطور الحاضر. فعندما لا تُصبح الأمور في حياتك على النحو الذي تتمناه ، فأعد ترتيبها، بدلاً من الحنين حول كيف كانت هذه الأمور تسير بشكل أفضل في الماضي. أنت إنسان مبتكر وخلاق، وتستطيع التّكيُّف والقُدرة على أن تجعل حياتك تسير بشكلٍ أفضل. ولكن مُحاولة مقارنة وضعك الحالي بالماضي، قد يُعيقك. .
  • الطفولة البائسة ليست شيئاً مميزاً. فاستخدامها كذريعة بشكلٍ مستمر كي لا تُحسّن من أوضاعك، لن يُسبب لك سوى الضرر. بل ويُمكنها كذلك أن تعوق قدرتك على دمج آثار التجارب السابقة التي لم تُحل مع الحاضر. فلا ضير إذاً من أن تقبل بأن ما حدث خلال مرحلة الطفولة التعيسة لم يكن صحيحاً أو جيداً، ولكن اسمح لنفسك بالتعافي. لذا فاحصل على العلاج عند الحاجة، ولكن لا تسمح للماضي بتدمير فرصتك الحالية أن تعيش حياةً جيدة ، وتُخلِص لهذه الحياة. لأنك إن فعلت ذلك، فستسمح لشيطان الماضي بالانتصار عليك.


المصادر

  1. Mock, S. E., & Arai, S. M. (2011).Childhood trauma and chronic illness in adulthood: mental health and socioeconomic status as explanatory factors and buffers. Developmental Psychology, 1, 246. http://doi.org/10.3389/fpsyg.2010.00246
  2. Van der Kolk, B. (2014).The Body Keeps the Score: Brain, Mind, and Body in the Healing of Trauma (1 edition). New York: Viking.
  3. Sparrow, T. (2011). Ecological Necessity. Thinking Nature, 1. Retrieved from http://issuu.com/naughtthought/docs/ecological_necessitybytomsparrow
  4. Changeux, J.-P. (2012). Synaptic Epigenesis and the Evolution of Higher Brain Functions. In P. S. Corsi & Y. Christen (Eds.), Epigenetics, Brain and Behavior (pp. 11–22). Springer Berlin Heidelberg. Retrieved from http://link.springer.com/chapter/10.1007/978-3-642-27913-3_2
  5. Malabou, C. (2012). The New Wounded: From Neurosis to Brain Damage. (S. Miller, Trans.) (1 edition). New York: Fordham University Press.
  6. http://www.restorativejustice.org/articlesdb/articles/1273
  7. http://www.restorativejustice.org/articlesdb/articles/1273
  8. http://sayw.com/articles/how-to accept-your-past-and-move-on
  9. https://www.psychologytoday.com/blog/happiness-in-world/201002/how-forgive-others
  1. NurrieStearns, M., & NurrieStearns, R. (2013). Yoga for Emotional Trauma: Meditations and Practices for Healing Pain and Suffering (1 edition). Oakland, CA: New Harbinger Publications.
  2. http://theconsciouslife.com/how-to-meditate-a-guide-for-beginners.htm
  3. Siegel, D. J. (2010). Mindsight: The New Science of Personal Transformation (Reprint edition). New York: Bantam.
  4. D’Mello, S., & Mills, C. (2014). Emotions while writing about emotional and non-emotional topics. Motivation & Emotion, 38(1), 140–156. http://doi.org/10.1007/s11031-013-9358-1
  5. https://www.psychologytoday.com/blog/brain-babble/201208/turning-trauma-story the-benefits-journaling
  6. https://www.psychologytoday.com/blog/brain-babble/201208/turning-trauma-story-the-benefits-journaling
  7. http://trauma-recovery.ca/recovery/building-a-support-system/
  8. http://www.rcpsych.ac.uk/healthadvice/problemsdisorders/copingafteratraumaticevent.aspx
  9. Casey, E. S. (2009). Getting Back into Place, Second Edition: Toward a Renewed Understanding of the Place-World (Second Edition edition). Bloomington: Indiana University Press.
  10. http://www.huffingtonpost.com/gloria-horsley/8-things-you-can-do-to-ta_b_5673735.html
  11. http://www.traumasurvivorsnetwork.org/traumapedias/772
  12. http://www.simplypsychology.org/Systematic-Desensitisation.html
  13. Duhigg, C. (2014). The Power of Habit: Why We Do What We Do in Life and Business (Reprint edition). New York: Random House Trade Paperbacks.
  14. Merleau-Ponty, M., & Edie, J. M. (1964). The Primacy of Perception: And Other Essays on Phenomenological Psychology, the Philosophy of Art, History and Politics. Northwestern University Press.
  15. Johnson, W. R., & L, W. (1997). Gestalt empty-chair dialogue versus systematic desensitization in the treatment of a phobia. Gestalt Review, 1(2), 150–162.

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ٢٧٬٠٠٤ مرات.

هل ساعدك هذا المقال؟