تنزيل المقال
تنزيل المقال
العيش بسلام هو العيش في وئام مع النفس والآخرين وسائر المخلوقات من حولنا. في حين قد يختلف مفهوم السلام ومظاهر الحياة المسالمة من شخص لآخر وفقًا لاعتقاداته وأسلوب حياته، فهنالك بعض الأساسيات التي لا يمكن أن تتغيّر ليعيش الشخص بسلام؛ كابتعاده عن العنف وتسامحه مع الآخرين وامتلاك آراء معتدلة والاحتفاء بعجائب الحياة. يقدم لك هذا المقال بعض الاقتراحات التي تساعدك على خوض رحلتك من أجل العيش بسلام، إنما هي رحلة وأسلوب حياة لا يمكن لأحد من دونك أن يتحمَّل مسئوليتها.
الخطوات
-
عليك أن تدرك أن العيش بسلام يتم على المستويين الداخلي والخارجي معًا. تحديد مفهوم السلام ليس بالأمر البسيط، لكن أبسط شيء يمكن تعريفه به هو أنه العيش بدون عنف (سواء من الناحية البدنية أو الذهنية أو الروحية أو غيرها) والعيش بطريقة ترسّخ الاحترام والتسامح. يتم ذلك في العالم الخارجي وفي داخل الشخص:
- خارجيًا: يتمثل العيش بسلام في أسلوب الحياة الذي نحترم ونحب فيه بعضنا البعض بصرف النظر عن اختلافاتنا الثقافية والدينية والسياسية.
- أما داخليًا، فنحن جميعًا بحاجة لإيجاد السلام وهذا يقتضي منا فهم ومواجهة العوامل التي تدفعنا نحو العنف وتلك تتمثل في الخوف والغضب وعدم التسامح والافتقار للمهارات الاجتماعية. في حال الاستمرار في تجاهل الغضب الذي بداخلنا، لن تهدأ العاصفة بالخارج أبدًا.
-
اسعَ للحب وليس السيطرة. أول خطوة للعيش بسلام هي التوقف عن محاولة السيطرة على الناس وعلى ما تؤول إليه الأمور في حياتك. إنما تعني محاولة التسلّط على الناس سعيك إلى فرض إرادتك وحقائقك على الآخرين. هذا الإجبار منك للآخرين – حتى وإن كان بنية حسنة – إنما ينزع السلطة من بين أيديهم ويسبب خللًا كبيرًا لأنه يتسبب في الغضب والأذى والاستياء. سوف تبقيك محاولة السيطرة والتسلط على الآخرين في صراع دائم مع الآخرين. البديل الصحي لذلك هو السعي لفهم الآخرين قبل محاولة تغييرهم والتسامح مع الاختلاف غير المؤذي واستخدام الإقناع والقيادة بطريقة ملهمة للآخرين. لا يعني السلام قبول الإهانة أو الخضوع وعدم الدفاع عن نفسك وإنما يعني بناء العلاقات بدلًا من محاولة السيطرة.
- السلام دون السلطة. يوضح غاندي أن السلطة المبنية على الحب تعتبر أكثر تأثيرًا واستمرارية من تلك السلطة المكتسبة عن طريق التهديد بالعقاب.
- التحكم في الآخرين عن طريق التهديدات سوف يتم الاستجابة له بالإكراه وليس بالحب والاحترام، وهو ما يؤدي إلى الغضب والاستياء. بينما قد يحصل الشخص على مبتغاه، فإنه يسلب الآخرين سعادتهم؛ والعيش بهذه الطريقة لا ينطوي على أي سلام.
- على سبيل المثال: قد يستخدم أحد المعلّمين أسلوب القوة والتهديد بالعقاب حتى يجبر طلابه على الانضباط. في حين قد يستخدم معلّم آخر مع الطلاب أسلوب المكافأة من أجل حسن السلوك، بذلك يشعر الطلاب بالتقدير ومن ثم يتخذون منه قدوة. قد يحصل كلا المعلمين في النهاية على فصل منضبط، لكن أي الفصلين سوف يود الطالب أن يدرس فيه؟ وأيهما من المرجح أن يتعلم طلابه بصورة أكثر فاعلية؟
- تعلَّم فن التفاوض وتسوية النزاعات و التواصل الحازم . تعد تلك المهارات الحياتية مهمة من أجل التواصل البنَّاء، حيث تساعدك على تجنب النزاع مع الآخرين أو تضمن لك على الأقل الخروج منه بسلام. ليست كل النزاعات يمكن تجنبها وليست جميع النزاعات سيئة إذا كنت تعرف كيف تتعامل معها بمهارة. إذا كنت تشعر أنك تفتقر إلى المهارات الكافية في هذه النواحي، فاقرأ باستفاضة في طرق تحسينها. الوضوح هو المفتاح الأساسي من أجل السلام، حيث أن نسبة كبيرة من النزاعات تنشب كنتيجة لسوء الفهم أو الالتباس.
- حاول أثناء تعاملك مع الآخرين أن تتجنب استخدام اللغة الآمرة أو الوعظ أو المطالبة أو التهديد أو الضغط بصورة زائدة عن طريق طرح الأسئلة التي تهدف إلى انتزاع الكثير من المعلومات. جميع تلك الأساليب في التعامل من شأنها أن تخلق صراعًا مع الآخرين لأنها تشعرهم أنك تحاول السيطرة عليهم بدلًا من التحدث معهم كشخص مساوِ لهم.
- كن على ثقة بأن الآخرين قادرون على أن يحيوا حياة أفضل طالما كان ذلك ممكنًا. هكذا يصبح مجرد إسداء النصيحة نوعًا من التحكم بالآخر إذا كنت تقدم النصيحة كوسيلة تتدخل بها في شئون حياته بدلًا من الاكتفاء بطرح وجهة نظرك دون أن تنتظر منه أن يأخذ بها. يقول الدبلوماسي السويدي داغ همرشولد: «لأنه لم يكن يدري السؤال، فقد كان من السهل عليه أن يقدم الإجابة». عندما نسدي النصيحة لغيرنا، فإننا قد نفترض إلمامنا بالمشاكل التي يواجهها، في حين أننا في الحقيقة لسنا كذلك وإننا فقط نقوم بفحص مشكلاته من خلال تجاربنا الخاصة. من الأفضل عمومًا احترام ذكاء الطرف الذي أمامك والاكتفاء بالتواجد من أجله حينما يحتاج إليك بدلًا من محاولة إقحام تجربتك عليه باعتبارها «الحل» لمشكلته. بذلك سوف ترسّخ السلام بدلًا من الاستياء؛ الاحترام بدلًا من التقليل من رأيه؛ الثقة في ذكاء الآخر بدلًا من إهانته.
- السلام دون السلطة. يوضح غاندي أن السلطة المبنية على الحب تعتبر أكثر تأثيرًا واستمرارية من تلك السلطة المكتسبة عن طريق التهديد بالعقاب.
-
اجعل آراءك معتدلة. التفكير في الأمور على نحو مطلق والتمسك بالآراء دون أي اعتبار لوجهات النظر الأخرى هو طريقة مضمونة لعيش حياة بدون سلام. يقود هذا النوع المتطرف من التفكير في الغالب إلى سلوك أهوَج ومتسرع ومندفع يفتقر إلى مزايا التأمل والتفكير المتروي. في حين قد يكون ذلك التفكير ملائمًا لأنه يتيح لك التصرف بثقة وفقًا لاعتقاداتك المطلقة، إلا أنه يحجب عنك حقائق أخرى في العالم كما يمكن أن يجعلك في صراع مع الآخرين عندما لا يمكنهم الاتفاق معك في آرائك. إنه من الأصعب أن تكون منفتحًا على الآخرين ومستعدًا دائمًا لإعادة النظر في آرائك، إلا أن ذلك مفيد أكثر لأنك سوف تنضج على المستوى الشخصي كما ستحيا في انسجام أكبر مع كل ما يحيط بك.
- قلّل من أفكارك المطلقة بأن تكون على استعداد دائم لطرح الأسئلة و التفكّر . تقبَّل حقيقة أن أفكارك واعتقاداتك وعواطفك وآراءك ليست سوى جزءًا من بين الكثير من الأفكار والاعتقادات والعواطف والآراء الأخرى الموجودة بالعالم. تبنَّ نسقًا أخلاقيًا من الاعتدال بحيث تقدّر الكرامة والقيمة الإنسانية. اتّبع المبدأ المطلق الوحيد في العالم، ألا وهو معاملة الآخرين كما تود أن تتم معاملتك (القاعدة الذهبية).
- احصل على مجموعة أشياء متعددة تقوم بها في حياتك إذا كنت تجد نفسك تتبنى مواقفًا غير معتدلة ضد الآخرين، حيث يكون من الصعب أن تكون غير معتدل مع الآخرين إذا كنت تنشغل بالعديد من الأشياء وتلتقي بالكثير من الأشخاص من مختلف ميادين الحياة.
- طوّر من حسك الفكاهي . الفكاهة هي السلاح السحري الذي يمتلكه الشخص المحب للسلام؛ قليلًا ما يكون المتعصبون مرحين لأنهم منشغلون كثيرًا بأخذ أنفسهم وقضاياهم على محمل الجد. تسمح لك الفكاهة بالتخلص من التوتر كما توضح للآخرين عزوفك عن التفكير المتطرف.
-
كن متسامحًا . تسامحك في كل ما تفكر فيه وكل ماتقوم به من شأنه أن يصنع فارقًا في حياتك وحياة الآخرين من حولك. يتمثل التسامح مع الآخرين في احترام الاختلاف والتعددية التي يتسم بهما المجتمع المعاصر وإبداء استعدادك لأن تحيا مع السماح للآخرين أيضًا بأن يحيوا. عندما لا نستطيع التسامح مع آراء وأفكار الآخرين وطريقة عيشهم، تكون النتيجة هي التفرقة والقمع وامتهان البشر وارتكاب العنف. إن التسامح هو جوهر العيش بسلام.
- بدلًا من القفز إلى الاستنتاجات السيئة حول الأشخاص الآخرين، غيّر من منظورك واعمل على تغذية الجوانب الإيجابية في داخلهم، حيث تستطيع من خلال تغيير منظورك للناس أن تُحدث تغيّرًا في نظرتهم الذاتية لأنفسهم. [١] X مصدر بحثي Piero Ferrucci, <i>The Power of Kindness</i>, pp. 168-169, (2007), ISBN 978-1-58542-588-4 <ol><li class="mw-empty-elt"></ol> على سبيل المثال: بدلًا من أن تنظر لشخص على أنه غبي وغير كُفء، ابدأ في وصفه بالذكي والبارع والمؤثّر. سوف يدعمه ذلك ويشجعه على أن يرتقى بنفسه لمضاهاة الصورة الجيدة التي قد ارتأيته عليها ومجاراة توقعاتك. رؤية الآخرين كأشخاص مثيرين للاهتمام ومميزين وطيبين – بالرغم من تبجّحهم وغضبهم وتعنتهم – من شأنه أن يجلب تغييرًا هائلًا إلى الأفضل.
- لمزيد من الأفكار حول كيفية التسامح أكثر في حياتك، اقرأ مقالات ويكي هاو عن كيفية التسامح وكيفية أن تكون متسامحًا مع الآخرين وكيفية مسامحة نفسك .
-
كن مسالمًا . يقول غاندي: «هناك أسباب كثيرة مستعد للموت من أجلها، لكن لا يوجد سبب واحد يمكنني أن أقتل من أجله». لا يمكن أن يستخدم الشخص المسالم العنف ضد إنسان أو حيوان أو أي مخلوق آخر. في حين يوجد الكثير من العنف في هذا العالم، اختر بنفسك ألا يكون الموت والقتل جزءًا من فلسفتك في الحياة.
- عندما يحاول أحد إقناعك بأن العنف شيء عادي، التزم بمعتقداتك واختلف معه بأدب. اعلم أن البعض سوف يحاول استدراجك عن طريق إصرارهم وادّعائهم بأنك تمارس الاستعلاء على كل من طرفي النزاع. إنك تعلم أن هذا غير صحيح وأن هذه رؤية مشوّهة تقدّر الصراع الذي يخلّف وراءه الكثير من الموتى والأيتام والمشردين. تقول ماري روبينسون المفوَّضة السابقة للأمم المتحدة: «من واقع خبرتي مع الصراع فإن أولئك المتورطين فيه يتوقون إلى يوم واحد من السلام. لابد أن يأتي اليوم الذي يتم فيه وقف استخدام العنف. إن هذه الفكرة قد حان وقتها بالنسبة لي». استنِد دائمًا إلى هذه الحقيقة؛ أن العنف شيئًا لا يرغب فيه أحد حتى أولئك المتورطين فيه ولذلك ينبغي أن تتمنى أن يعم السلام البشرية كلها.
- تعني المسالمة أن تكون قادرًا على التعامل برحمة مع أولئك الذين يمارسون العنف. من حق حتى المجرمين أن يعرفوا ما هي الرحمة، لأنه حينما يتعامل المجتمع بقسوة؛ فيحبس ويعذّب ويسمح بوجود العنف داخل السجون وداخل قلوبنا، لن يكون هناك فارق بيننا وبين أولئك المجرمين. [٢] X مصدر بحثي اسعَ لتوضيح مبادئ المجتمع العادل والمنصف ومن ثم قدّم مثالًا يُحتذى به ولا تكتفِ بالحديث فقط.
- ابتعد عن الأفلام العنيفة وتقارير الأخبار التي تنقل أحداث العنف وكذلك ابتعد عن الموسيقى ذات الكلمات المعادية أو المهينة.
- أحِط نفسك بالمشاهد والموسيقى والأشخاص المسالمة.
- فكّر بجدية في التحول إلى النباتية أو الخضرية في المستقبل كوسيلة لحماية نفسك والنأي بها عن ارتكاب العنف. بالنسبة للعديد من محبي السلام لا يعد العنف المرتكب في حق الحيوانات مواتيًا للعيش في سلام. اقرأ باستفاضة حول ما يحدث للحيوانات داخل المزارع وخلال الصيد وفي صناعة الأدوية واقرأ كذلك حول أسلوب الحياة النباتي والخضري حتى تتشكَّل لديك أفكارك الخاصة بشأن المخلوقات الأخرى. حاول المواءمة بين ما تخرج به من نتائج واستنتاجات في هذا البحث وبين ما يعنيه العيش بسلام بالنسبة لك.
-
تفكَّر . الإمعان في التفكير أمر مهم، فكم من ردود فعل متسرعة قد أدت إلى نتائج مأساوية بسبب عدم أخذ الوقت الكافي للنظر في الأمر من مختلف الزوايا. طبيعي أنه توجد أوقات يتحتَّم فيها التصرف على وجه السرعة لحفظ السلامة لكن هذه الأوقات لا يمكن أن تحل محل الأوقات الأخرى الكثيرة التي تتطلب التصرف بدقة وحذر حتى تعود بمردود طيب على جميع الأطراف.
- إذا تعرضّت للأذى الجسماني أو النفسي من قِبَل أحدهم، لا تستجب بغضب أو بعنف. توقَّف لتفكر. اختر بدلًا من ذلك أن تستجيب بطريقة مسالمة.
- اطلب من الطرف الآخر أن يتوقَّف ليفكر هو أيضًا وقل له أن الغضب والعنف لن يحلا المشكلة. قل له ببساطة: «من فضلك لا تفعل ذلك». إذا رفض التوقف، أعرِض عن سبيله وانسحب من المشهد.
- امنع نفسك وحسب. عندما تشعر برغبة قوية في الاستجابة لأمر ما بطريقة تحمل الغضب أو الاستياء أو الإحباط، فقل لنفسك «توقَّف». أبعِد نفسك عن الموقف الذي يثير بداخلك الحيرة ويمنعك من التفكير. بمنح نفسك تلك المساحة، سوف يكون لديك الوقت للتغلب على مشاعر الغضب الأولية واستبدالها بالحلول المتعقّلة التي من بينها عدم الرد.
- مارس الاستماع المتأمل. اللغة المنطوقة ليست دقيقة دائمًا والناس تحت الضغط يتفوهون بأشياء تُخفي الحقائق التي يودّون قولها بالفعل. يقول جون باول: «عند الاستماع الحقيقي يمكن التوصل إلى ما تخفيه الكلمات وما تحمله وراءها ومن ثم يمكننا أن نرى حقيقة الشخص المتحدث. الاستماع هو البحث لإيجاد كنز، يتمثل هذا الكنز في حقيقة الشخص المتحدث التي يتم الكشف عنها سواء من خلال الحديث أو بدونه». يساعدك الاستماع المتأمل على العيش بسلام لأنه يجعلك تتوقف عن رؤية الأشخاص من منظورك الشخصي تمامًا لتحاول جاهدًا الوصول إلى ما يقوله الشخص وما يعنيه حقًا. ذلك من شأنه أن يؤدي إلى فهم مبني على الأخذ والعطاء بدلًا من الاستجابة بناءً على ما تقوم بافتراضه أو تخمينه.
-
اسعَ للمغفرة وليس الانتقام. تُرى إلامَ قد تودي بك الندّية والرغبة في الانتقام؟ أغلب الأمر أنها لن تؤدي إلى شيء سوى إلحاق الألم والأذى بأحدهم. إنه أمر متكرر وغير ذي نفع، والتاريخ زاخر بالأمثلة على ذلك. أيًا كان المكان الذي نعيش فيه وأيًا كان ديننا وأيًا كانت ثقافتنا، فبالرغم من كل شيء؛ نحن جميعًا بشر ولنا نفس الطموحات ونفس الرغبات في أن ننشئ عائلتنا وأن نحيا الحياة لمنتهاها. لا ينبغي أن تمثل اختلافاتنا الثقافية والدينية والسياسية سببًا للنزاع فيما بيننا، فالنزاع لا يجلب سوى الحزن والدمار إلى العالم. عندما تشعر برغبة مُلِحة لإيذاء أحد الأشخاص لأنك تشعر أنه قد أساء إليك أو لأنك ترى أن تصرفاته تستحق رد فعل مساوِ لها في السوء، فإنك بذلك تسعى لتكريس الغضب والعنف والحزن. استبدل ذلك بالمغفرة حتى تحيا بسلام.
- عِش في الحاضر وليس الماضي. التفكير فيما كان ينبغي أن يحدث وإعادة عيش التجارب المؤلمة السابقة من شأنه أن يُبقي على سلبيات الماضي حية دائمًا ويجعلك في حالة دائمة من الصراع الداخلي. تسمح لك المغفرة بأن تحيا في الحاضر وتتطلّع إلى المستقبل وتسمح للماضي أن ينتهي في هدوء. المغفرة هي الانتصار المطلق لأنها تجعلك تستمتع بالحياة من جديد عن طريق عقد السلام والتصالح مع الماضي.
- إن المغفرة تسمو بك وتحرّرك من مشاعر الضغينة. المغفرة هي عملية تعلُّم؛ تعلُّم التعايش مع المشاعر السلبية الناجمة عن الأفعال التي تثير غضبك، إنك تتعلَّم عن طريق الإقرار بتلك المشاعر بدلًا من نفيها. إنك بمغفرتك إنما تتعاطف مع الآخر، وهو ما يقودك إلى فهم ما قد دفعه لفعل ذلك. لست مضطرًا للاتفاق معه فيما قد فعل، يكفي فقط أن تتفهّمه.
- اعلم أنك حين تخفي غضبك تحت مسمّى «المدافعة عن كرامة شخص آخر» إنما بذلك تهينه، حيث تنزع بذلك الاستقلالية عن الأشخاص الذين من المفترض أنك تدافع عنهم بالتحدث والتصرف بالنيابة عنهم (وهو ما يحثهم بدوره على أن يكونوا خانعين)، فذلك عذر مزيّف لتبرير العنف. عندما يُلاحظ أن كرامة أحدهم تُمتهن، دع الشخص المَعني يتحدث ويعبر عن نفسه (ربما حتى لا يرى الأمر كما رأيته أنت) ويصل إلى تسوية الأمر عن طريق المغفرة والفهم الواسع.
- حتى عندما تشعر أنه ما من سبيل للمغفرة، فذلك ليس سببًا للعنف. بدلًا من ذلك أبعِد نفسك وكن الشخص الأفضل.
-
ابحث عن السلام الداخلي . في غياب السلام الداخلي سوف تجد نفسك في حالة دائمة من الصراع. السعي المستمر لملء حياتك بالمقتنيات المادية وتحسين مستواك الاجتماعي دون التوقف أبدًا لتقييم حالتك الداخلية من شأنه أن يجعلك تعيسًا دائمًا. عندما تبحث عن شيء ولا تحصل عليه تصبح في حالة صراع، حيث من السهل أن تغفل عن الشعور بالامتنان لما لديك بالفعل إذا كنت دائمًا تتوق إلى زيادة أملاكك ورفع مستوى عملك ومنزلك وحياتك. سيخلق امتلاك الكثير من الأشياء صراعًا لديك كما سيمنعك من العيش في سلام لأنك دائمًا رهن إشارة ما تتطلّبه منك ممتلكاتك، بداية من أعمال التنظيف والصيانة وصولًا إلى التأمين الصحي والأمن.
- ابقَ فقط على الأشياء الأساسية واتخَذ قرارات واعية بشأن ما يمكنه تحسين حياتك وتجميلها مع التخلي عن باقي الأشياء.
- عندما تشعر بالغضب، ابحث عن مكان هادئ لتتوقف فيه ثم خذ نفسًا عميقًا واسترخِ. قم بتشغيل التلفاز أو الكاسيت أو الكمبيوتر. اخرج إلى الطبيعة إذا كان ذلك ممكنًا أو اذهب للتمشية طويلًا. قم بتشغيل بعض الموسيقى الهادئة أو أطفِئ الأضواء. عندما تستعيد هدوءك، انهض من مكانك واستكمل حياتك كأن شيئًا لم يكن.
- اقضِ عشر دقائق من اليوم في مكان هادئ يبعث على السلام، مثل الجلوس تحت شجرة أو في الحديقة؛ أي مكان يمكن لك أن تجلس فيه هادئًا من دون تشتيت.
- لا يقتصر مفهوم العيش بسلام على مجرد العيش بدون عنف. اسعَ لتكريس السلام في جميع مناحي الحياة عن طريق تقليل القلق إلى أقل حد ممكن. تجنَّب قدر إمكانك المواقف التي تبعث على القلق، مثل الازدحامات المرورية والتواجد بين الحشود الكبيرة… إلخ.
-
العيش في بهجة. اختيار مشاهدة عجائب العالم هو بمثابة الدرع الواقي الذي يجنّبك العنف، حيث يصعب عليك أن تتحفّز للعنف في حضرة الأشياء التي تجدها جميلة وعجيبة ومبهرة ومبهجة؛ فمن المؤكد أن الحزن الكبير الذي تسببه الحروب ينبع من تدمير البراءة والجمال والبهجة في الحياة. يمكن للبهجة أن تجلب إلى حياتك السلام لأنك خلالها تكون على استعداد دائم لرؤية الجمال في الآخرين والعالم وكذلك الاحتفاء بعجائب الحياة.
- لا تنكر حقك في أن تكون سعيدًا . الشعور بعدم جدارتك بالسعادة والقلق حول نظرة الآخرين لك عندما تشعر بالسعادة وكذلك القلق بشأن الشعور بالسوء المحتمل أن يحدث عندما تنتهي السعادة؛ جميعها أنماط من التفكير السلبي التي يمكن أن تعيق رحلة بحثك عن السعادة.
- افعل ما تحب. الحياة أوسع من عملك. بينما ينبغي أن تكون وظيفتك شيئًا يضمن لك العيش وكسب الرزق، تحتاج أيضًا إلى ملء حياتك. يقول الراهب البوذي ثيت نات هانه: «لا تعمل في وظيفة تعود بالضرر على البشر أو الطبيعة. لا تستثمر أموالك في الشركات التي تحرم الآخرين من الحق في الحياة. اختر وظيفة تساعدك على تحقيق مبدأ الرحمة». حدّد بنفسك إلى أي مدى تريد الأخذ بهذا التوجيه وابحث عن عمل يساعدك أن تحيا حياة سلمية.
-
كن التغيير الذي تودّ أن تراه في العالم. هذه ليست مجرد إشارة إلى إحدى مقولات غاندي الشهيرة، وإنما هي دعوة للعمل. هناك العديد من الطرق السبّاقة لكي تصبح التغيير السلمي الذي تتمنى رؤيته في العالم، والتي من بينها:
- غيّر من نفسك. يبدأ العنف عندما تقبله كوسيلة ممكنة لحل النزاع بل وأحيانًا عندما تقبله كوسيلة حتمية. لذلك فإن داخلك هو المكان الذي تحتاج إلى التوجه إليه من أجل إيقاف العنف واستبداله بالسلام. امتنع عن إيذاء المخلوقات الأخرى والعيش في سلا عن طريق تغيير نفسك أولًا ثم تغيير العالم بعدها.
- كن جزءًا من الحل . كن شخصًا يحب جميع الناس لما هم عليه حقًا. اجعل الناس مرتاحين وهم حولك واسمح لهم بأن يكونوا على طبيعتهم معك. سوف تكتسب الكثير من الأصدقاء وتحظى بالاحترام من أصدقائك الحاليين.
- انضم لموقع Peace One Day [٣] X مصدر بحثي . اخلق التزامًا عالميًا عبر الإنترنت بالاحتفال باليوم العالمي للسلام، وهو اليوم العالمي لوقف جميع الأعمال العدائية والذي أقرته الأمم المتحدة ليكون في الـ۲۱ من سبتمبر كل عام.
- تحدَّث مع الآخرين حول رأيهم في السلام. شارك أفكارك حول الطرق التي تساعد في خلق عالم مسالم أكثر وطرق احتضان الاختلاف دون وقوع نزاع. قد ترغب في تصوير بعض المقاطع وإتاحتها عبر الإنترنت أو كتابة القصص أو القصائد أو المقالات التي تطرح بها على الجميع أهمية السلام.
- قم بالتضحية من أجل مساعدة الآخرين. إن أنبل القضايا هي إبداء رغبتك في جلب السلام إلى هذا العالم من خلال تضحيتك أنت وليس انتظار تضحية من يختلفون معك في وجهات النظر. فقد ضحّى المهاتما غاندي وتنازل عن عمله المربح في المحاماة في مدينة ديربان بجنوب أفريقيا لكي يعيش حياة بسيطة ويشارك الضعفاء والفقراء ألمهم. لقد نال حب الملايين من الناس دون ممارسة أي سلطة على أحد؛ إنما كانت قوته الوحيدة هي مشاعر الإيثار. أنت أيضًا في إمكانك جلب السلام للعالم بإبداء استعدادك للتضحية والتخلي عن رغباتك الأنانية. تستطيع أن تكسب قلوب الآخرين إذا ما أعربت عن استعدادك لخدمة إحدى القضايا السامية التي تتجاوز شخصك. [٤] X مصدر بحثي أقله فكّر في التطوع.
- اسعَ لخلق الانسجام في العالم عن طريق مناصرة الحب والسلام كحق للجميع. في حين قد يبدو ذلك أمرًا عسيرًا، انظر كيف استطاع غاندي أنْ يثبت أنه يمكن لشخص هزيل وضعيف البنية أن يحقق إنجازات هائلة العِظم، كل ذلك فقط بفضل تصديقه القوي في مبدأ ممارسة السلام دون عنف. [٥] X مصدر بحثي مساهمتك الفردية ذات أهمية.
-
توسيع مفهوم السلام لديك. لك مطلق الحرية في أن تختار الطريق الذي تريد السير فيه. كل شيء قد قرأته في هذا المقال لا يعدو كونه مجرد اقتراح ولا يقتضي منك اتباعه كعقيدة، فليس هناك أي سعي لأن يُقحم عليك أي شيء مما سبق ويمكنك اعتباره كأي مجموعة نصائح أخرى يمكن أن تقرأها. في نهاية الأمر، فإن العيش في سلام سيصبح اختيارك اليومي الواعي الذي يقوم على رغباتك ومفاهيمك المُستقاة من مناطق مختلفة من العالم ومن جميع الناس الذين قد التقيتهم أو عرفتهم ومن علمك ومعرفتك. فلتنطلِق إذن في سلام.
- واصل التعلم. لم تتطرق تلك المقالة سوى إلى السطح الخارجي من مسألة مهمة واحتياج داخلي وعالمي عميق ومستمر، ألا وهو السلام. اقرأ باستفاضة أكثر حول مفهوم السلام ، خاصة حول دعاة السلام والنشطاء العاملون من أجل السلام الذين يمكنك أن تتعلم منهم الكثير. شارك معرفتك مع الآخرين وانشر المعلومات حول السلام أينما ذهبت.
أفكار مفيدة
- تقبَّل أن هناك بعض الأشخاص الذين لن يتساهلوا معك أبدًا نظرًا لأنهم لا يتساهلون مع أنفسهم. ينبغي النظر إلى هؤلاء الأشخاص بعين الرحمة، وليس الخوف أو الكره، لكن كذلك لا ينبغي عليك مجاراتهم أو السير على أهوائهم أو التواجد بالقرب منهم. كن مهذبًا وحازمًا وطيبًا مع مثل هؤلاء الأشخاص.
- البحث الدائم عن تأكيد أهميتك من قِبَل الآخرين ليس طريقة مناسبة للعيش، إنما هو طريقة لمواءمة رغباتهم ولعيش حياة غير مستقرة. بدلًا من ذلك اقبل نفسك كما هي واحْيَ حياة ثرية بالحب والتقدير لنفسك وللآخرين.
- إذا طُلب منك أو من أبنائك إجراء تشريح في الفصل، ابحث عن بدائل لذلك السلوك المؤذي. هناك بدائل أفضل متاحة.
تحذيرات
- السعي للسلام بأي ثمن من شأنه أن يتسبب في استعبادك أو القضاء عليك على يد أعدائك. هناك بيننا من يتبنون أيدولوجيات الأنظمة المسلحة والأنظمة الشمولية التي تتسم بالتعصب والعدائية. يمكن لهؤلاء أن يتعايشوا في سلام إلا أن ذلك من المستحيل أن يحدث دون التصدي لهم وإبقاء النظر عليهم طوال الوقت.
- اعلم الكثير حول قواعد التغذية إن كنت ستتحول إلى النباتية، حيث يتطلب الأمر تنظيمًا وتخطيطًا من أجل الحصول على جميع العناصر الغذائية التي تحتاجها من الخضروات فقط.
الأشياء التي ستحتاج إليها
- قراءات لدعاة السلام
المصادر
- ↑ Piero Ferrucci, The Power of Kindness , pp. 168-169, (2007), ISBN 978-1-58542-588-4
- ↑ Leo Babauta, 5 Teachings to Bring About World Peace, http://zenhabits.net/mahatma-gandhis-5-teachings-to-bring-about-world-peace/
- ↑ Peace One Day, http://www.peaceoneday.org/welcome
- ↑ Leo Babauta, 5 Teachings to Bring About World Peace, http://zenhabits.net/mahatma-gandhis-5-teachings-to-bring-about-world-peace/
- ↑ Leo Babauta, 5 Teachings to Bring About World Peace, http://zenhabits.net/mahatma-gandhis-5-teachings-to-bring-about-world-peace/