تنزيل المقال
تنزيل المقال
الاستقلال والمرونة العاطفية من الأمور الأساسية لاستكمال سعادتك. عندما نعتمد على الآخرين فيما يتعلق بتصورنا عن أنفسنا، فإننا لا نتمكن أبدًا من معرفة حقيقتنا. لحسن الحظ، عندما نتقبل أنفسنا ونُعدِّل طريقة تفكيرنا ونتخذ خطوات فعلية كي نصل لحقيقة أنفسنا وشعورنا، عندها نتمكن من إيجاد ذلك الشعور الداخلي بالسلام والحرية اللذين كنا نبحث عنهما. وكل ذلك يبدأ بخطوة 1 الموجودة أدناه.
الخطوات
-
أعِد النظر في ماضيك. دعنا نبدأ بالوالدين: معظمهم ليسوا آباء وأمهات عظماء. هل هم ليسوا جيدين كما يُفتَرَض بهم لأنهم لا يحبوننا أو لأننا لا نستحق الحب؟ لا هذا ولا ذاك. بالرغم من أننا كان يصعُب علينا أن نرى ذلك ونحنُ أطفال، إلا أنهم ليسوا رائعين لأنهم ليس لديهم فكرة عمّا يفعلونه؛ هم يحاولون، لكنهم مجرد بشر. بدلًا من لومهم (أو لوم حبيب سابق مثلًا) على ألمك، أعِد تشكيل نظرتك للأمر. سترى أنهم لا يستحقون الغضب أو الكراهية أو الاستياء منهم. في أسوأ الأحوال هم يستحقون الشفقة، وفي أفضلها يستحقون التعاطف.
- سواءً كنت في السابعة من عمرك أو في السبعين، يُرَجّح في كل الأحوال أنك مررت بعلاقات انتهت وأنت بحالٍ أسوأ. نميل – نحنُ البشر – لأخذ كل فشل أو جدال أو إحباط أو رفض بشكل شخصي ونقوم بتسجيله في مذكرتنا الذهنية، لنخرج من ذلك برقم تجارب مساوٍ للمقدار الذي نُقدّر به أنفسنا. الأولويات تأتي أولًا، يجب أن يتوقف ذلك. الماضي في الماضي وسيبقى هناك، أهميته الآن صغيرة.
-
سامح وانسَ. هذه خطوة رئيسية لتقبل نفسك وتغيير نظرتك لماضيك. عندما تتوقف عن حمل الضغائن وتتوقف عن أخذ الأمور على محملٍ شخصي، يتبقى لك نسخة حيوية منك ونقية وغير ملوثة؛ أنت بصورة مستقلة ومرنة عاطفيًا وستكون أكثر سعادة كذلك!
- عندما تضبط نفسك في المرة القادمة وأنت تشعر بالغضب من أحدهم، استوعب أن ليس لهذا علاقة بك. الأمر يتعلق بهم وهم يتخذون قراراتهم الخاصة، وليس لك أي سُلطة على ذلك، وهو أمرٌ لا بأس به. هذه لحظة عديمة الأهمية على مسار حياتِك والتي ستكون قد نُسِيَت تمامًا على المدى القصير.
- مع ذلك، هذا لا يعني أنك يجب أن تُعفي بعض الناس من مسؤوليتهم عن تصرفاتهم. سامحهم، انسَ تصرفهم، لكن غير من توقعاتك. هل تأخر صديقك ساعة عن موعد الغداء معك؟ عُلِم. في المرة القادمة (إذا كانت هناك مرة قادمة) ستعرف كيف تتعامل مع الموقف.
-
امضِ وقتًا مع نفسك. متى كانت آخر مرة تجد لديك وقت فراغ ترغب بقتله ولم تُخرج هاتفك المحمول أو شيئًا من هذا القبيل لكي تُلهي نفسك؟ في عالمِ عصرنا الحالي، دائمًا ما نكون محاصَرين بمثيرات لأذهاننا، ما يُسفِر في النهاية عن إبعادنا عن تأمل أنفسنا والتعرف على عقولنا. بِدْءًا من الآن، خصص لنفسك 20 دقيقة أو ما يقارب ذلك من كل يوم. هل توجد صُحبة لك أفضل من صُحبة نفسك؟
- في هذا الوقت، راقب ذهنك وهو يتجول. إلى أين يذهب؟ كيف يفكر؟ لاحظ كم هو مذهل ذلك الشيء بداخل رأسك. ما الذي يمكنك معرفته عن نفسك؟
-
اعرف من تكون . هذا شبيه بإخبار نملة بأن تنظر في المرآة وتقول "أنا نملة" أليس كذلك؟ حسنٌ، بالإضافة للخطوات السابقة والتالية، هناك القليل من الأمور الثابتة التي تنطبق على الجميع:
- أنت مهم تمامًا كأهمية كل الناس الذين تعرفهم. هم ليسوا بشرًا "أفضل"، لكلٍ منا صفاته الحسنة والسيئة.
- لك مواهب واهتمامات، ما هي؟
- لديك أفكار وآراء. توجد أشياء تحبها وأشياء تكرهها. ما هم؟
- لديك قيم. لديك اعتقاداتك. ما هي الأشياء والمفاهيم والأفكار التي تعتبرها حقيقية؟
-
اختبر نفسك. توجد عدة طرق يمكن من خلالها أن يصبح الشخص اتكالي عاطفيًا. الطريقة الأكثر شيوعًا هي الاعتماد على علاقة عاطفية. نتعلم أن نعتمد على شريك حياتنا لنشعر أننا محبوبين ومُتقبلين وما إلى ذلك. عندما لا يحدث ذلك، نشعر بأننا قمنا بفعل شيء غير مناسب أو أننا بشكل ما قيمتنا أقل. بأي طريقة تعتمد نفسيًا على الآخرين؟ في علاقة عاطفية؟ أم تعتمد على أصدقائك؟ أو على زملاء أو رئيس عمل؟ على كل شخص تقابله؟ فكر في النقاط التالية لتحدد لنفسك النواحي التي ينبغي عليك إصلاحها:
- هل تغار بسهولة؟ هل تقارن نفسك بالآخرين إلى الدرجة التي قد تتسبب بإفساد يومك ومزاجك؟
- هل يخذل الناس توقعاتك باستمرار؟ من الذي يفعل ذلك عادةً؟
- عندما تكون بمفردك، هل تبحث عن تواجد أشخاص حولك فقط لتشعر أنك بخير؟ هل ينبثق بداخلك فراغ عندما لا تكون مع الناس؟
- هل شريكك أو فكرة الشريك تعني السعادة بالنسبة لك؟
-
تحمّل المسؤولية. عندما نلقي اللوم على الآخرين، يكونون هم المخطئون. لذا، يصبحون هم وحدهم القادرون على حل المشكلة. هذا فظيع! لكي تتحكم في مشاعرك وأفكارك، لابد أن تتحمل المسؤولية.
- يجبرك هذا أن تصبح معتمدًا على نفسك لحل أمورك. بدلًا من التخبط في البؤس، تبدأ بالتفكير في الخيارات المتاحة أمامك لتُحسِن استغلال الموقف. يساعدك هذا كذلك على التخلص من المشاعر السلبية التي تظهر لديك، ما يجبرك على أن تصبح أكثر منطقية وتشعر بأنك ممسك بزمام الأمور.
-
عندما تشعر بالإهانة في المرة القادمة، توقف وتمهل قليلًا. ما الداعي لإثارة مشاعرك؟ هذا مجرد شخص يُطلق أحكامًا وانتقادات. ليست هذه نهاية العالم، وليست حتى شيئًا يُذكَر. كل الناس يفعلون ذلك. لماذا تهتم وتُشعره بالرضا عن فعله؟ الأمر لا يستحق.
- ذكر نفسك أنك لا ينبغي أن تتصرف بالطريقة التي تشعر أنك مجبول عليها. قد يبدو أن رد الفعل البشري الطبيعي الوحيد هو الغضب، لكن نادرًا ما يكون هذا بالفعل هو خيارك الوحيد. يمكنك أن تغضب، يمكنك أن تحزن – أو يمكنك أن تلتفت لما حدث ثم تلتفت عنه وتتابع حياتك. في النهاية ليست هناك فائدة من الغضب أو الحزن، أليس كذلك؟ بمَ سيفيدك ذلك؟
-
افهم أن السعادة لا توجد إلا بداخلك. بالمعنى الحرفي. السيروتونين والدوبامين هما ما يجعلانك فعليًا تشعر بالاستمتاع. إذا أردت أن تعوّد نفسك على الانتشاء لدى رؤية سجادة بنية، ستستطيع أن تنفذ ذلك. عقولنا مخلوقات صغيرة ظريفة بهذا الشكل. السعادة تأتي من الداخل – لن تتمكن من إيجادها في الخارج.
- في حال أنك لم تلاحظ ذلك بعد، هذه أخبار رائعة "للغاية". لديك سُلطة على مشاعرك كلها! أنت لست نزوة لشخص! كل شعور ترغب به، يمكنك أن تشعر به. كل شعور لا ترغب به، لست مضطرًا لأن تشعر به. السعادة ما هي إلا قرار.
-
ابذل أقصى ما بوسعك لتتجنب المبالغة في 'الإنصاف'. هناك خيط رفيع بين أن يكون الشخص مستقلًا نفسيًا، وأن يكون – بصراحةً – وغدًا. يعلَق بعض الناس في منطقة "إخبارهم بالحقيقة" حتى أنهم يخطون فوق الجميع في محاولة لفرض أنفسهم. تذكر أن هذا ليس عذرًا للبلطجة ولشق طريقك بأي أسلوبٍ كان. يمكنك أن تكون طيبًا مع الآخرين ومراعيًا لهم وتكون في نفس الوقت صريحًا معهم.
- معظم الأشخاص الذين يهينون الآخرين يحاولون بذلك أن يعوضوا عن إحساس داخلي بعدم الأهلية أو الأهمية. لا يشعرون بأن لهم أي قيمة، لذا يقومون بفرض "قيمتهم" على الآخرين في محاولة لإقناع أنفسهم بهذه القيمة. هذه ليست استقلالية نفسية – هذه قساوة واضحة.
-
قرر لنفسك. في المرة القادمة عندما يجتمع أصدقائك يشْتُمون آخر الأفلام أو ينتقدون الليبراليين المزيفين أو حتى يغتابون أحد أصدقائكم، بدلًا من تركهم يشكلون لك آرائك، احكم لنفسك. بماذا تشعر أنت؟ لماذا يكون لآرائهم أي تأثير على رأيك؟
- جرب تنفيذ ذلك على أشياء صغيرة أيضًا. عندما ترغب بتجربة فيلم أو محل أو مقهى أو أي شيء جديد، وتكون قد سمعت عن كونه أقل من المستوى وما إلى ذلك، اذهب لتجربته على أية حال! أحيانًا لا يعرف الناس حقًا ما يتحدثون عنه.
- بعد أن تحكم بنفسك، استعد للتحدث عن آرائك. يُحتَمل أن هناك آخرين لديهم نفس الرأي لكنهم أخجل من أن يفصحوا عنه. ربما تكشِف لهم عن فكرة جيدة لم يفكر فيها غيرك.
-
قُل "لا". عندما تقابلك مناسبة في المستقبل لعمل شيء لا تشعر بالرغبة في عمله، قل لا. لا لأنك لا ترغب بالمشاركة في هذا العمل فحسب، لكن لأنه ما من مشكلة على الإطلاق في عدم تقيدك بتوقعات الآخرين لمجرد أنها لا تزعجك . استمع لقلبك – غالبًا يكون على حق.
- يوجد مع ذلك خيط رفيع يفصل بين أمرين هنا. هل يجب عليك ألا تحضر زفاف صديقك المفضل لمجرد أنك تشعر أن مزاجك لا يسمح بذلك؟ على الأرجح كلّا. هل يجب عليك أن تتجنب اجتماع عمل إلزامي لأنك تشعر بالكسل؟ كلّا. بصياغة أخرى، قرر ما يستحق مجهودك.
-
تعلم أن تحل مشاكلك بنفسك. في هذه الأيام، نعيش في عالم به ملايين الثقافات. لدينا كمّ هائل من المصادر تحت تصرفنا مما يجعلنا غير قادرين على فعل شيء بأنفسنا. يتم تصليح سياراتنا، أنابيب المياه، حواسيبنا، صحتنا – تطول القائمة وتطول. للأسف، يسلبنا هذا سعة الحيلة وحس المسؤولية. في سبيل التوقف عن الاعتماد على الآخرين، علينا أن نحل مشاكلنا بأنفسنا.
- لذا حين تشعر بالكآبة في المرة القادمة، تحمل الأمر على عاتقك وافعل شيئًا حياله. أمضِ الليل وأنت تفعل شيئًا تحبه، تسوّق لتُرفِّه عن نفسك، أو ببساطة، اهدأ. عندما تكون ناجحًا، يمكن لهذا أن يُشعرك بأنك تملك الطاقة لتجعل كل شيء بحال أفضل، "أنت" وليس الآخرين.
-
توقع القليل من الآخرين. هناك مقولة من شعار جيمس بوند تقول: "سلّح نفسك لأن ما من أحد غيرك سينقذك". هذه الفكرة تشاؤمية إلى حد ما، لكنها حقيقية: كلنا بشر وعلينا في نهاية المطاف أن نكون أنانيين ونضع لنفسنا الأولوية لنكون سعداء. كل الناس يفعلون ذلك، لذلك يمكنك أنت أيضًا أن تفعل هذا – من غير أن تشعر بالذنب.
- تذكُّر ذلك يمكن أن يساعدك كيلا ترتفع آمالك ثم تُخذَل. عندما تتوقع القليل من الناس، يسهُل على الآخرين تلبية هذه التوقعات. وسيكون من السهل ملاحظة الفرق بين من يصل لتوقعاتك بصعوبة وبين من يفوقها.
-
اخرج بصحبة أنواع مختلفة من الناس. عندما تتمحور حياتنا كلها حول مجموعة صغيرة من الناس، يصعُب ألّا نعتقد أن آرائهم يمكنها أن تحرك الجبال. لكي تُوَسِّع عالمك وتُقلل من أهمية آرائهم، تسكع مع أشخاص آخرين. الشبكة الاجتماعية الكبيرة هي أمر جيد من حيث أنها تتيح وجود أصدقاء في السرّاء والضرّاء.
- يمكن لكل البشر أن يتعلقوا بأشياء. يمكن أن يكون هذا أمرًا كريهًا، لأنه يعني أن مشاعرنا عُرضة لنزوات وتغيرات الناس والأشياء التي نتعلق بها. الفكرة هنا هي ألّا نبالغ في تعلُّقنا. يوجد خيط رفيع فاصل أنت وحدك الذي يمكنك إيجاده. الطريقة الأفضل لتحقيق ذلك هي بتنويع حياتك بين أشخاص مختلفين وتوزع وقتك على حسب هذا التنوع.
-
افعل الأشياء لنفسك. هذا ما يَخلُص إليه الأمر: ليس لك غيرك ولذلك ستفعل الأشياء بنفسك، أيًا يكن ما يعنيه ذلك. عندما تعرف من أنت وتظل على موقفك، لن يكون بإمكان أحد أن يوقف إحساسك الداخلي بالسعادة والذي سيعُمّ كنتيجة.
- الأشخاص الذين ينتمون لما يعرفونه عن أنفسهم نادرون. لا يجب أن يتسبب ذلك بالحكم عليهم، بل بأن يكونوا مصدر إلهام. سيرى الناس أنك أنت نفسك من تمثل ينبوع سعادتك ويتمنوا لو كانوا مثلك. في حين أن هناك أشخاص لن يتقبلوا ذلك، ليسوا هم نوعية الناس الين تراغب بالتواجد في محيطهم على أية حال.
أفكار مفيدة
- اعتبر من أخطاء ماضيك ولتكُن تجارب تتعلم منها وتكون مُلهمة لك لتكون قويًا ولا ترتكب نفس الأخطاء مرة أخرى.