تنزيل المقال
تنزيل المقال
هل تريد إتقان فن الاستماع والإصغاء؟ إذا كنت تميل إلى التشتت والاستغراق في أفكارك عندما يبدأ شخص ما في التحدث إليك أو تلاحظ أن الناس لا يختاروك في كثير من الأحيان للبوح لك بأسرارهم فقد حان الوقت لبدء اكتساب هذه المهارة. سيؤدي اتباع نهج نشط وفعال للاستماع إلى تحسين علاقاتك وإثراء تجربتك مع العالم. إذا كنت ترغب في تعلم كيفية الاستماع باهتمام تام والاستجابة بطريقة تجعل الناس يواصلون الحديث، واصل قراءة هذا المقال.
الخطوات
-
تخلص من المشتتات. أول شيء يجب عليك فعله عندما يبدأ شخص ما في التحدث هو التخلص من أي شيء قد يصرفك عن كلامه. قم بإيقاف التليفزيون وأغلق الكمبيوتر المحمول وكذلك أغلق أي شيء آخر تقرأه أو تقوم به. من الصعب جدًا سماع وفهم ما يقوله المتحدث عندما تكون محاطًا بأصوات أو أنشطة أخرى تتنافس كلها على الاستحواذ على انتباهك.
- قد يكون مفيدًا لك الانتقال إلى غرفة خالية من المشتتات، سواء كنت تجري المحادثة عبر الهاتف أو بصورة شخصية. اذهب إلى مكان لا تتعرض فيه للمقاطعة من قبل أشخاص آخرين.
- يجد الكثيرون أنه من الأسهل إجراء المحادثات العميقة في أماكن خارجية حيث يوجد عدد أقل من الشاشات والأجهزة التي تشتت الانتباه. اخرج للتنزه في الحديقة أو المنطقة التي تقطن بها.
-
احتفظ بتركيزك. عندما يتحدث الشخص الآخر ركز على ما يقوله؛ لا تدع عقلك يقفز إلى التفكير فيما يجب عليك قوله للرد. راقب وجه الشخص وعينيه وجسمه. ما الذي يحاول الشخص الآخر قوله؟
- جزء من الاستمرار في التركيز والاستماع حقًا يكمن في تفسير صمت الشخص وملاحظة لغة جسده أيضًا. ليست هذه الطرق غير اللفظية للتواصل أقل أهمية من الكلمات.
-
لا تكن واعيًا كثيرًا بذاتك. يجد الكثيرون صعوبة في التركيز أثناء المحادثات لأنهم يشعرون بالوعي الذاتي حيال الصورة التي يظهرون بها للشخص الآخر. قد يكون من المفيد أن تعرف أنه عندما يتحدث معك شخص ما عن أفكاره فمن غير المحتمل أن يحكم عليك في الوقت نفسه. اعلم أن المتحدث ممتن لأنك تعيره اهتمامك وتصغي لما يقول. جزء من كونك مستمعًا جيدًا يتمثل في القدرة على التوقف عن التفكير في نفسك خلال المحادثة. إذا كنت مشغولًا بالتفكير في مناطق ضعفك أو احتياجاتك فإنك لا تنتبه إلى ما يقوله الشخص الآخر.
-
كن متعاطفًا. عامل آخر أساسي في حسن الاستماع هو القدرة على وضع نفسك موضع الشخص الآخر. إذا كان شخص ما يثق بك ويبوح لك بمشاكله فحاول أن تنسى نفسك قليلًا وتخيل كيف سيكون الوضع إن كنت مكانه. يتم التواصل الحقيقي عندما يفهم الناس بعضهم البعض. اعثر على أرضية مشتركة مع الشخص الذي يتحدث وابذل قصارى جهدك لرؤية الأمور من وجهة نظره.
-
تمتع بسمع أفضل. أنت في الغالب تعلم أن هناك في الحقيقة فرق بين السمع والاستماع. السمع هو الفعل المادي لاستشعار الأصوات، بينما الاستماع هو القدرة على تفسير تلك الأصوات باعتبارها وسيلة لفهم العالم والآخرين من حولك. ينبغي للاختلافات البسيطة التي تطرأ على سمعك أن تساهم في الاستنتاجات التي تتوصل إليها كمستمع. على سبيل المثال: يمكنك من خلال نبرة صوت الشخص أن تستنتج ما إذا كان مسرورًا أو مكتئبًا أو غاضبًا أو خائفًا، لذا فإن العمل على تحسين قدرتك على السمع من شأنه في النهاية أن يجعلك مستمعًا أفضل.
- اعمل على تحسين مستوى سمعك عن طريق الانتباه أكثر للأصوات. متى كانت آخر مرة أغلقت فيها عينيك وأطلقت العنان لسمعك كي يتولى زمام الأمور؟ توقف من حين لآخر واستمع فقط إلى ما حولك حتى يتسنى لك تقدير حجم المعرفة التي يمكن اكتسابها عند تحسين سماعك.
- استمع إلى الموسيقى بإصغاء أكثر. لقد اعتدنا حاليًا على وجود الموسيقى في خلفية حياتنا اليومية وحسب، حيث لا نجعلها كثيرًا محور التركيز الوحيد. أغلق عينيك واستمع إلى أغنية أو ألبوم كامل من الأغاني. حاول التقاط الأصوات منفردة. في حالة وجود العديد من العناصر، كما هو الحال مع الموسيقى السيمفونية فحاول الاستماع فقط إلى إحدى الآلات الموسيقية بينما يتنقل صوتها خلال عزف الأوركسترا بأكملها.
-
مِل بجسمك للأمام قليلًا. توضح هذه اللفتة البسيطة للشخص الذي يتحدث إليك أنك تريد الإصغاء أكثر. [١] X مصدر بحثي ينبغي أن يكون جسمك بأكمله موجهًا نحو الشخص الذي يتحدث، كما ينبغي أن يصنع النصف العلوي من جسمك زاوية بالميل قليلًا للأمام. لا ينبغي بالضرورة أن تكون ميلتك نحو المتحدث واضحة جدًا لكي تكون فعالة.
-
احرص على التواصل البصري، لكن ليس كثيرًا. يشير أيضًا إجراء الاتصال بالعين أثناء الحديث إلى أن محدّثك يحظى بكامل اهتمامك، لذلك فإن التواصل البصري وسيلة مهمة للغاية لإنشاء قنوات اتصال مفتوحة بينكما. مع ذلك لا يجب الحفاظ على الاتصال البصري لفترة طويلة من الزمن لأن ذلك قد يسبب للمتحدث شعورًا بعدم الارتياح.
- تظهر الأبحاث أنه خلال المحادثات الفردية يقوم معظم الأشخاص بإجراء الاتصال بالعين لمدة 7-10 ثوانٍ قبل الإشاحة بنظرهم بعيدًا. [٢] X مصدر بحثي
-
أومئ بالموافقة. يعتبر الإيماء برأسك طريقة أخرى فعّالة لكي تظهر لمن يتحدث إليك أنك حاضر وأن ذهنك معه. يمكنك الإيماء بالموافقة أو الإيماء كوسيلة لحث الشخص على قول المزيد. احرص فقط على الإيماء عند الأجزاء المناسبة من الحوار، فإذا أومأت بالإيجاب عندما يخبرك المتحدث بشيء مرفوض في الأساس فقد يشعر حينها أنك لا تستمع حقًا.
- يمكنك أيضًا تشجيع الشخص على مواصلة الحديث بإطلاق تعبيرات شفهية قصيرة، مثل "نعم" أو "أفهم" أو "آه". [٣] X مصدر بحثي
-
لا تُبدِ تململك. تأكد من أن لغة جسدك توحي بالاهتمام وليس الملل. إذا كنت مشغولًا في قضم أظافرك أو تحريك قدميك أو عقد ذراعيك أو إسناد رأسك على يدك ففي هذه الحالة سرعان ما سينهي معظم الأشخاص حديثهم حتى لا يسببوا لك الملل. اجلس بشكل مستقيم لإبداء انخراطك في المحادثة.
- إذا كنت تعاني من فرط مزمن في الحركة وتحتاج إلى الحركة من أجل الاستماع فابحث عن طرق سرية للقيام بذلك، مثل هز قدمك أو الضغط على كرة التوتر مع إراحة يدك على الطاولة. إذا كنت تقوم بذلك بصورة غير ظاهرة لوجه المتحدث مباشرة فمن المحتمل له ألا يمانع. إذا أشار المتحدث إلى الأمر فأوضح له أن هذا يساعدك على الاستماع بتركيز ثم اطلب منه مواصلة الحديث.
-
استخدم تعبيرات الوجه المناسبة. تذكر أن الاستماع نشاط إيجابي وليس سلبيًا. من المهم أن تتفاعل مع ما يقوله الناس لك، حيث يمكنهم الاستعاضة عنك بالكتابة في دفاتر يومياتهم. أظهر أنك مهتم عن طريق الابتسام والضحك والعبوس والإيماء برأسك وإبداء غير ذلك من التعبيرات والإيماءات وليدة اللحظة.
-
لا تقاطع المتحدث. من غير المقبول مقاطعة شخص ما أثناء حديثه لأن ذلك يظهر أنك لا تستمع حقًا، حيث يوحي ذلك بأنك متشوق جدًا للتأكد من سماع صوتك. إذا كنت تميل إلى القفز برأيك قبل أن ينتهي الشخص الآخر من الحديث فعليك أن تتخلى عن عادة المقاطعة لديك. انتظر حتى ينتهي الشخص من طرح فكرته قبل أن تبدأ في الحديث.
- إذا قمت بالمقاطعة (الجميع يفعل ذلك من وقت لآخر) فمن الجيد أن تعتذر بعدها وتطلب من الشخص أن يواصل ما يقوله.
-
اطرح الأسئلة. اجعل الآخرين يتكلمون أكثر بطرح أسئلة تشير إلى أنك كنت تستمع وتود معرفة المزيد. يمكنك طرح سؤال عابر وبسيط مثل: "ماذا حدث بعد ذلك؟" أو طرح سؤال يتعلق بالموضوع الذي يجري الحديث عنه تحديدًا. إلقاء عبارات مثل "أوافقك" أو "وأنا أيضًا" من شأنه أن يساعد أيضًا في تحريك المحادثة.
- يمكنك تكرار ما يقوله لك المتحدث كطريقة لاستقاء وجهة نظره وبلوَرتها. [٤] X مصدر بحثي
- متروك لك أن تحدد إلى أي مدى يمكن أن تكون أسئلتك شخصية. إذا وجد المتحدث أن أسئلتك قد تجاوزت الحدود فسوف ينتهي الحديث سريعًا.
-
لا تكن انتقاديًا، بل كن منفتحًا ومستعدًا لفهم وجهة نظر الشخص الآخر حتى وإن كنت مختلفًا معه في الرأي. إن انتقاد الشخص لقوله شيئًا تجده غير ملائم أو سخيفًا هو طريقة مضمونة لفقد ثقة المتحدث وعزوفه عن الحديث معك مرة أخرى. المستمع الجيد هو من يمكنه الاستماع بأكبر درجة ممكنة من الحياد. إذا كان لديك وجهة نظر مخالفة فانتظر حتى ينتهي الشخص من طرح وجهة نظره قبل الإدلاء برأيك.
-
ليكن ردك ردًا صادقًا. عندما يأتي دورك للتحدث فينبغي عليك الرد بصراحة ووضوح وليكن ردك مهذبًا دائمًا. قدم النصيحة لمحدثك إذا طلبها منك. إذا أردت للعلاقة أن تتطور وكنت تثق في الشخص الذي تتحدث معه فكن على استعداد لمشاركته آراءك ومشاعرك في المقابل. الإسهام بشيء خاص بك في المحادثة من شأنه أن يعزز عملية الاستماع ويجعلها متبادلة.
أفكار مفيدة
- تدرب على الاستماع من خلال وسيلة ممتعة أو غنية بالمعلومات. احصل على كتاب صوتي أو تسجيل لكاتب فكاهي أو عمل كوميدي أو استمع إلى الراديو.
- لا تستمع للناس فقط. من حين لآخر استمع إلى صوت الضوضاء في الجوار أو أصوات الشارع. الأفضل من ذلك هو القيام بنزهة في الريف أو الصحراء والاستماع إلى أصوات الطبيعة.
- انتبه إلى كل من نبرات الصوت وطريقة الأداء وأسلوب التحدث واللكنة والعادات. حافظ على الهدوء ودع الشخص الآخر يتحدث. احرص على إبداء تجاوبك خلال المحادثة باستخدام الأسئلة والإيماءات والكلمات التي تثبت أنك تستمع. ضع نفسك في موضع الشخص الآخر وحاول أن تتخيل شعوره أو ما يفكر به.
- عند الاستماع إلى شخص يتحدث بسرعة، وربما بلغة مختلفة عن لغتك الأم، تخيل دائمًا معاني ما يقولوه وجوهر المحادثة بدلاً من التفكير في الكلمات والعبارات المحددة التي يستخدمها. لا تفكر في محاولتك فهم ما يقولوه وإنما فكر فيما يحاول توصيله لك من خلال المحادثة ثم شكّل صورًا من ذلك.
تحذيرات
- يمكن للضوضاء الصاخبة للغاية أن تتلف السمع، فارتدِ سدادات الأذن أو غطِّ أذنيك بيدك لحماية سمعك.