تنزيل المقال تنزيل المقال

يوجد خيط رفيع بين الترويج لنفسك وبين الغرور، ويحتاج الإنسان في كثير من المواقف مثل أثناء مقابلات العمل، أو طلب زيادة في الراتب أو طلب الترقية، أو عند مقابلة عروس، أو تكوين صداقات جديدة إلى أن يتحدث عن نفسه دون أن يُنفِّر الشخص الآخر، فالناس تميل إلى الشعور بالانجذاب إلى الأشخاص الذين يقولون أشياء إيجابية عن أنفسهم، [١] لكن قد يصعُب أن تُعدد كل الأشياء الإيجابية عن نفسك دون أن تشعر أنك تفرط في التباهي.

طريقة 1
طريقة 1 من 2:

الترويج لنفسك بلباقة

تنزيل المقال
  1. تُعد أكثر المواقف التي تحتاج لأن تتباهى بنفسك شيوعًا هي تكوين المعارف الجديدة، خاصةً أثناء مقابلات العمل أو مقابلة عروس، ففي كلتا الحالتيْن أنت تحاول أن تصف قيمتك لشخص آخر لا يعرف عنك كي شيئًا يحكم عليك من خلاله غير ما تقوله له.
    • إن كنت في موعد مع عروس ستتقدم إليها فحتمًا ستريد أن تترك انطباعًا جيدًا لدى تلك الفتاة وتريدها أن تعرف عنك أشياء أكثر لكنك بالطبع لا تريدها أن تظن أنك متكبر أو مغرور، ولذلك يمكنك أن تنتظر حتى تسألك الفتاة لتحدثها عن نفسك بدلًا من أن تتطوع أنت بالمعلومات من تلقاء نفسك.
    • إن سألتك الفتاة مثلًا إن كانت لديك أية هوايات قد تقول: "أحب الركض جدًا، ولقد بدأت بمجرد الهرولة بالمنطقة التي أقطن بها، ثم أخذت أطيل المسافات شيئًا فشيئًا، حتى أنني ركضت في أول ماراثون لي بالشهر الماضي. هل تحبين الركض بدورك؟ سأحب أن يكون لديّ شريك في الركض." فهذا الكلام يبدو طبيعيًا وأقل تباهيًا من أن تجلس معها بالمطعم لتقول: "أنا عدَّاءٌ عظيم ولقد ركضت بماراثون لتوّي وفزت بالمركز الثاني على منافسيني من نفس الفئة العمرية، وسأخوض ثلاثة ماراثون هذا العام".
  2. غالبًا ما يكون لدى التباهي جانبًا سيئًا ألا وهو الجانب التنافسي والتركيز على الذات، لكن عندما تُرجِع الفضل في إنجازاتك إلى الفريق ككل، سيقلل ذلك من احتمالية أن تبدو مغرورًا.
    • ولقد أثبتت الدراسات أن المستمع يشعر بإيجابية أكثر تجاه الناس الذين يستخدمون اللغة الجماعية مثل "نحن" و"الفريق". [٢]
    • إن كنت تعمل بشركة تصميمات معمارية مثلًا ووقَّعت شركتك على عقد لبناء مبنى جديد احرص على أن تستخدم الضمير "نحن" بدلًا من "أنا" عندما تتحدث عن هذا الإنجاز، لذلك ستبدو جملة مثل: "بعد عدة أشهر متواصلة من العمل الشاق استطعنا أخيرًا أن نوقِّع عقد من أجل تصميم وبناء مكتبة عامة حديثة، وطبعًا تلك فرصة عظيمة لفريق العمل بالشركة." أفضل من جملة مثل: "لقد حققت لتوي إنجازًا بتوقيع عقد تصميم وبناء مبنى جديد، الأمر الذي سيدعم مستقبلي القادم".
  3. بالطبع ستحتاج لاستخدام ضمير المتكلم "أنا" في بعض السيناريوهات عندما تحتاج للترويج لنفسك لكن ينبغي حينها أن تركز على الإنجازات ذاتها.
    • حاول أيضًا أن تتجنب استخدام صيغة التفضيل مثل: "أنا كنت أفضل موظف حصل عليه صاحب العمل الذي كنت أعمل لديه سابقًا" أو "لقد كنت دائمًا ما أعمل أكثر من أي شخص بالشركة" فتلك العبارات المتطرفة غالبًا ما لا تكون حقيقية حتى بالنسبة لأكثر الأشخاص تحقيقًا للإنجازات بالفعل، بل إنها دائمًا ما تبدو مبالغًا فيها.
    • فالجمل التي تستخدم صيغة التفضيل حيث يزعم المتحدث أنه "الأفضل" أو "الأعظم" (حتى وإن كان ذلك حقيقيًا) تميل إلى أن تُفسَر بأنها مجرد تباهي لا إنجازات حقيقية للشخص. [٣]
    • ستبدو جملة مثل: "لقد كان خلق مساحة حيث يستطيع الموظفون التحدث بحرية عن مشاكلهم فكرتي أنا" أكثر تباهيًا من جملة مثل: "لقد خلقت مساحة حيث يستطيع الموظفون التحدث بحرية عن مشاكلهم".
    • وجرب أن تقول بدلًا من ذلك: "لقد كنت أبذل كل ما في وسعي كي أكون موظفًا ملتزمًا ومجتهدًا طوال الفترة التي عملت بها في الشركة السابقة".
  4. عندما تستخدم اللغة التي تعزز روح الفريق وتذكُر إنجازاتك بطريقة أكثر تواضعًا ستبدو أكثر إيجابية وتتحدث عن نفسك وكأنك لا تتباهى.
    • وإليك مثال على جملة يمكن أن تبدو تباهيًا ويمكن أن تبدو جملة إيجابية بطريقة أخرى: [٤]
      • النسخة الإيجابية: "لقد ذهبنا كفريق كرة القدم للعشاء احتفالًا بتلقِّينا للكأس، فلقد كان موسمًا رائعًا بالنسبة للفريق وكان الجميع بمزاج جيد؛ حتى أنني حصلت على كأس أحسن لاعب لهذا الموسم، ولقد تفاجأت بالطبع إثر هذا التكريم فلقد اجتهدت جدًا باللعب هذا الصيف لكنني كنت أفعل ذلك للمتعة ومن أجل الفريق بالطبع، لذلك سررت جدًا عندما حصلت على هذا الكأس وهذا التقدير، ولقد كنت في منتهى السعادة لمساعدتي للفريق إنهاء الموسم بهذا الأداء الجيد".
      • أما النسخة المتباهية: "لقد فاز فريق كرة القدم الذي أنتمى له بالكأس وذهبنا للعشاء أمس احتفالًا بذلك، ولقد مررت بأفضل موسم بالنسبة لي حتى الآن لذلك كان مزاجي جيدًا، كما أنهم منحوني كأس أحسن لاعب لهذا الموسم لكنني لم أتفاجأ فلقد كنت أقود اللعب طوال الصيف، بل في الحقيقة لقد كنت أفضل لاعب شهده هذا الدوري، وأستطيع أن أختار اللعب بأي فريق أرغب باللعب معه العام القادم لذلك قد أنضم إلى فريق أفضل العام القادم".
  5. إليك خدعة جيدة إن كنت ما زلت مترددًا بشأن التباهي؛ وهي أن تلاحظ ردود فعلكَ أنت تجاه تصرفات الآخرين، فعندما تستمع إلى شخص آخر يتباهى مثلًا فكِّر لماذا تعتبر ذلك تباهيًا، وكيف يمكن أن يعيد الشخص صياغة حديثه بحيث لا يبدو تباهيًا.
    • عندما تجد أنك قلق بشأن التباهي فاسأل نفسك: "هل هذا الأمر حقيقي؟ كيف أعرف أنه حقيقي؟"
طريقة 2
طريقة 2 من 2:

الشعور بالثقة

تنزيل المقال
  1. يمكنك أن تبدأ تلك العملية بإعداد قائمة طويلة ومفصَّلة بجميع إنجازاتك، وكيف أنجزتها، ولماذا أنت فخور بنفسك.
    • يمكنك أن تكون فخورًا مثلًا بتخرُّجك من الجامعة لأنك أول شخص ينجح بذلك في أسرتك، وأنت فعلت ذلك أثناء ما كنت تعمل بوظيفتيْن.
    • وستساعدك هذه الطريقة على أن ترى أنك أنجزت بعض الأشياء بحق، كما ستجعلك تتبصر إنجازاتك بعمق.
    • يكون الكثير منا أكثر كرمًا وسرعة في مدح الآخرين عن مدح أنفسهم، [٥] ولتساعد نفسك على أن تكون أكثر حيادية مع نفسك وتتغلب على أي توجس من مدح نفسك أمام الآخرين فكر في مهاراتك وإنجازاتك من الخارج، ويمكنك أن تفعل ذلك من خلال كتابة صفاتك الإيجابية بضمير الغائب وكأنك تكتب خطاب توصية لصديق أو زميل بالعمل.
  2. غالبًا ما يميل الأشخاص الأنانيون (والأشخاص غير الواثقين بأنفسهم) أن يستمروا في الحديث عن أنفسهم وعن خصالهم الإيجابية حتى وإن توقفهم مستمعوهم عن الاستماع إليهم.
    • تعلَّم أن تحدد مفاتيح لغة الجسد مثل تشتت العينين أو النظر في الساعة أو التقاط الوبر من الملابس، فكل تلك المفاتيح توضِّح أن المستمع قد شعر بالملل منك وأنك تحتاج للتوقف عن التباهي، حينها ينبغي أن تتوقف عن التحدث عن نفسك فورًا وتسأل الشخص كي تشجعه أن يتحدث عن نفسه.
    • ينبغي أن تستمع للآخرين وأن تلخِّص ما قالوه في النهاية لتبيِّن لمُحدِّثك أنك كنت منصتًا له وأنك تفهم ما قاله، ويمكنك أن تقول مثلًا: "ما كنت تقوله أنك ..." ففعل ذلك سيُعد مدحًا للشخص، كما أنه يعطي انعكاسًا جيدًا عن شخصيتك، فالاستماع دائمًا ما سيبهر الآخرين خاصةً عندما يبدو جليًا أنك تنصت وتفهم ما يقوله غيرك.
    • كن مختصرًا لأن ما تقوله سيثبت بعقول مستمعيك أكثر إن استطعت أن تختصره بجملة أو جملتيْن، لكن إن ظللت تثرثر بالحديث عن نفسك لمدة ربع ساعة سيهرب الناس من وجهك إن رأوك قادمًا بالمرة التي تليها لأنهم سيظنوا بأنك مغرور ومزعج.
  3. لا تتجاهل الجوانب التي تحتاج لأن تطورها بنفسك في الوقت الذي تفخر فيه بإنجازاتك، لأن تجاهل الجوانب التي تحتاج لتطويرها بنفسك سيجعلك تبدو شخصًا مغرورًا لا أكثر.
    • يمكن أن يمنح الاعتراف بالجوانب التي تحتاج لتطويرها بنفسك مصداقية أكثر للجمل الإيجابية التي تقولها عن نفسك ويجعلك تبدو أكثر إلمامًا بالمجال الذي تتحدث عنه.
  4. بالرغم من أن إنجازات الرجال تُحتَسب لمهاراتهم إلا أن إنجازات النساء تُحتَسب لحسن حظهن، [٦] ولذلك فإنه يُحكَم على النساء اللاتي يتباهيْن بمهاراتهن بطريقة قاسية عما يُحكَم به على الرجال عندما يتباهون، [٧] مم يعني أنه إن كنتِ امرأة تحاول أن تُظهر إنجازاتها الإيجابية ينبغي أن تتأكدي من أن تروِّجي لمهاراتكِ بالإضافة إلى إنجازاتكِ.
    • يمكنكِ أن تفعلي ذلك من خلال شرح ما فعلته كي تستحقي إنجازاتكِ تلك؛ مثل إن كنتِ قد فزتِ بجائزة أو مُنِحتِ منحة دراسية فاشرحي العمل الذي قمتِ به من أجل أن تحصلي على تلك الجائزة بدلًا من أن تتحدثي عن الجائزة نفسها.
  5. ينبغي عليك أن تطلب المساعدة الطبية إن كنت تعاني من فقدان الثقة بالنفس أو الاكتئاب أو القلق الاجتماعي، لأنه يمكن أن تُصعِّب كل تلك المشاكل من قدرتك على التحدث بإيجابية عن نفسك إلى شخص آخر بل يمكن أن تجعلها مستحيلة.
    • يمكن أن يظن الموظفون الذين يعانون من فرط نقص الثقة بأنفسهم أن إيجاد شيء إيجابي بأنفسهم أمر مستحيل، ومن ثَمَّ يغمرهم الحزن أو القلق أو الخوف.
    • يمكن أن يساعدك الطبيب النفسي على أن تصبح لديك الأدوات التي تعزز بها ثقتك بنفسك وتعمل على التخلص من بعض المشاكل النفسية مثل القلق الاجتماعي أو الاكتئاب ويساعدك على إيجاد طرق تستطيع من خلالها تغيير نمط تفكيرك وتصرفاتك كي تحسِّن حياتك.
  6. امدح الآخرين كثيرًا للأشياء التي يفعلونها وتعجبك بحق، ولا تمدح الناس أبدًا مدحًا زائفًا.
    • عندما يمدحك شخص ما لا تبدأ في الحديث عن عظمتك وكن متواضعًا واقبل المدح بقول: "شكرًا لك" وإن شعرت أنك بحاجة لأن تقول المزيد حينها يمكنك أن تقول: "أنا ممتن لأنك لاحظت ذلك فلقد كنت أجتهد بهذا الأمر منذ فترة".
    • لا يتعين عليك دائمًا أن تقابل المدح بمدح الشخص بدورك إن لم يكن لديك شيء صادق لتقوله له، فأحيانًا ما تكون مجرد قولة: "شكرًا هذا من ذوقك" كافية.

أفكار مفيدة

  • قبل أن تبدأ في التباهي بأي شيء تخيَّل نفسك مكان الشخص الذي تتباهى أمامه وفكر إن كان هذا التباهي سيطفئ اهتمامه بك.
  • لا تبدأ في جمع أشياء مادية لمجرد أن تستطيع التباهي بها، فلن يهم إن كانت لديك سيارة رياضية جديدة وباهظة الثمن وساعة رولكس إن كنت خاويًا من الداخل، فلن يساهم قدر التباهي بالأشياء التي تمتلكها في جعلك تشعر بشعور جيد تجاه نفسك.

تحذيرات

  • تختلف الثقافات في تقبُّلها للتباهي، فالأمريكيون مثلًا يميلون إلى تقدير الفردية ويحبون التحدث عن إنجازاتهم، أما في بلدان أخرى قد يتربَّى الناس على التواضع مع الآخرين وعلى فكرة أن التحدث عن إنجازاتك أمام الآخرين أمر غير لبق، لذلك ينبغي أن تنتبه لتلك الاختلاف وتحترمها قبل أن تشرع في التباهي بإنجازاتك.

المصادر

  1. Gilbert, S.J., & Horenstein, D. (1975). The communication of self-disclosure: Level versus valence. Human Communication Research, 1, 316-322.
  2. Gilbert, S.J., & Horenstein, D. (1975). The communication of self-disclosure: Level versus valence. Human Communication Research, 1, 316-322.
  3. Gilbert, S.J., & Horenstein, D. (1975). The communication of self-disclosure: Level versus valence. Human Communication Research, 1, 316-322.
  4. Miller, L.C., Cook, L.L., Tsang, J., & Morgan, F. (1992). Should I brag? Nature and impact of positive and boastful disclosures for women and men.
  5. Miller, L.C., Cook, L.L., Tsang, J., & Morgan, F. (1992). Should I brag? Nature and impact of positive and boastful disclosures for women and men.
  6. Deaux, K., & Emswiller, E. (1974). Explanations of successful performance on sex-linked tasks: What is skill for the male is luck for the female. Journal of Personality and Social Psychology, 29, 80-85.
  7. Miller, L.C., Cook, L.L., Tsang, J., & Morgan, F. (1992). Should I brag? Nature and impact of positive and boastful disclosures for women and men.

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ٥٬٥١٤ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟