PDF download تنزيل المقال PDF download تنزيل المقال

يمكن أن يقتل الهوس علاقة الحب، فالرغبة في أن يبقى حبيبك بجانبك طوال الأربع وعشرين ساعة، ولمدة سبعة أيام بالأسبوع، وعدم السماح لحبيبك بالاختفاء عن نظرك أو الغياب عن عقلك هو أكثر شيء يمكن أن يطفئ شعلة الحب بينكما. ومن سخرية القدر أن هذا الهوس والتمسك الشديد إنما يجعلك تخسر تلك العلاقة التي أنت مهووس بها. لهذا يجب أن تتعلم كيف تتغلب على هذه المشكلة وتجد الحب الحقيقي.

طريقة 1
طريقة 1 من 2:

فهم أخطار الهوس

PDF download تنزيل المقال
  1. يؤدي الهوس بشخص آخر إلى إعاقة نموك الشخصي وتفرُّدك، لأنه ليس ممكنًا أبدًا أن تحصل على كل ما تحتاج إليه في الحياة من إنسان آخر، ومحاولة الوصول لذلك ستخنق الشخص وتتركك تشعر بالعجز وقلة الحيلة، وكلها نتائج سلبية عليك وعلى الشخص الآخر. [١]
  2. يكون حبك للآخر صادقًا عندما يصدر الحب عن طبيعتك أنت وليس بسببه، فهذا الإنسان لا يستطيع إكمال مواضع النقص لديك لأنه لا أحد يستطيع فعل ذلك غيرك أنت. الحب اختيار تأخذه، وليس نوعًا من الخلاص الذي تلجأ له لينقذك، كما أنه ليس عذرًا أو شيء ينبغي أن يلهيك عن التحديات التي تواجهها بالحياة. الحب أيضًا ليس طريقة للهرب من مهمتك الصعبة بالحياة في أن تنمو وتنضج وتجد طريقك. [٢]
  3. لأنك عندما تكون مهووسًا بشخص فغالبًا لن تستطيع أن ترى مواضع النقص بالعلاقة واقتراب انتهاء صلاحيتها. في الوقت نفسه يمكن أن يمر الشخص المناسب لك حقًا بجانبك ولا تراه لأنك مفتون بعلاقة هوسية من جانب واحد. وأنت تحرر نفسك – عندما لا تستسلم للهوس بشخص معين – كي تستطيع أن تحدد إذا ما كانت علاقاتك بالآخرين علاقات مناسبة وصحية، وإن كان الأمر غير ذلك ستستطيع حينها أن تتخلص تدريجيًا من تلك العلاقات وتبدأ بإنشاء علاقات سوية أكثر.
  4. قد يكون لدى الشخص الذي أنت مهووس به أولويات أخرى بالحياة لا تعرفها أو تفهمها أنت، وحينها يكون هوسك بالشخص والأمل بطريقة مجنونة أن وجودك وحده بجانب الشخص قد يغنيه عن تلك الأولويات يوضح نقص فهمك بالحياة ويشير إلى أنك بحاجة إلى الاصطدام بالواقع، لأن الأشخاص الذين يغيرون خطط حياتهم من أجل شخص فقط ينتهي بهم الأمر إلى بغض هذا الشخص. وقد لا يظهر ذلك الآن لكنه سيطفو على سطح العلاقة بنهاية الأمر وغالبًا ما يحدث ذلك عندما تكون منغمس بالعلاقة لدرجة أن فقدان هذا الشخص يصبح كفقدان قطعة من روحك. [٣] لهذا من الأفضل أن تدرك تلك الاحتمالات بطريقة حكيمة منذ البداية بدلًا من أن تغرق بخيالك وتخدع نفسك وتضغط على هذا الشخص بجنون كي يحبك.
  5. إن كنت تظن أن هذا هو الشخص المناسب لك فتذكَّر أنه قد لا يكون وصل لنفس المرحلة من العلاقة التي وصلت لها أنت. لهذا استرخِ وكن على طبيعتك بدلًا من تحاول تعجُّل الأمر، واضبط خطواتك بحيث تكون هادئة ومستقرة، فالجميع لا يقعون في الحب بنفس المقدار فإن خفضت لهيب الحب قليلًا ستشعر بتحسن حتى أنه يمكن أن يفتقدك الشخص ويسعى للارتباط بك.
طريقة 2
طريقة 2 من 2:

التغلب على الهوس

PDF download تنزيل المقال
  1. ستمنح نفسك بعض المساحة للعمل على معالجة هذا الهوس عندما تعترف به مسبقًا. فأنت لن تستطيع التغلب على هذا الهوس إلا إن اعترفت به أولًا.
  2. أحب نفسك أولًا وأخيرًا. [٤] ولا تخطئ حبك لذاتك بالتمركز حول ذاتك فكلاهما يختلف عن الآخر وليس لهم علاقة ببعضهما البعض. حب الذات يتعلق باحترامك لكرامتك والإيمان بها، وبإدراك مواهبك وتغذيتها، والاهتمام باحتياجاتك ورغباتك. مهم جدًا أيضًا أن تكون لك غاية بالحياة تتوافق مع شخصيتك، بالرغم من أن البعض يستغرق وقتًا أكثر من غيره لمعرفة شخصيته.
    • أما التمركز حول الذات فهو عكس ذلك حيث تضع احتياجاتك ورغباتك قبل أي شخص آخر. وقد يستميت الأشخاص المترمكزون حول ذاتهم من أجل الحصول على احترام الآخرين بالرغم من أنهم لا ينظرون لأنفسهم على أنهم شخصيات جيدة. [٥]
  3. كلما كنت مشوشًا تجاه شخصيتك ومن أنت كإنسان كلما وجب عليك أكثر عدم التعلق بالآخرين والهوس بهم، لهذا يجب أن ترسم خطوطًا واضحة لأي علاقة تربطك بالآخرين لأنك لا زلت "تبحث عن ذاتك". [٦] ويختلف هذا الأمر عن عدم رغبتك في الارتباط بشخص أو الالتزام معه لأنك حينها ستكون تختبيء من واقع الحياة. لكن ما ينبغي عليك فعله هو أن تخبر الشخص أنك لازلت تبحث عن طريقك بالححياة وأنك تشعر بالحيرة أحيانًا، وأن تطلب منه إخبارك وقتما يشعر بأنك تتخطى الحدود وتعتمد على دعمه وحبه واهتمامه بك فقط بدلًا من الوقوف على قدميك معتمدًا على ذاتك. وسيساعدكما الصدق على أن تتخطيا التحديات بأعين مفتوحة ومنتبهة.
  4. يُعد تركك لكل شيء خلف ظهرك والتوقف عن فعل كل شيء وفعل ما يفعله الشخص الآخر فقط، وحب ما يحبه الشخص الآخر فقط، والتركيز على ما يركز عليه الشخص اللآخر فقط أحد علامات الهوس بهذا الشخص. [٧] وبالطبع فعل القليل من ذلك أمر متوقع ببداية علاقة الحب لكن لدرجة أن تستغني عن اهتماماتك بالحياة وتستبدلها باهتمامات من تحب. لذلك يجب أن توازن بين مشاركة من تحب باهتمامه بدافع الفضول والحب وبين المحافظة على ما تحب فعله بالحياة.
    • حافظ على ممارسة هواياتك والرياضة التي تحبها، واطلب ممن تحب أن يرى ما تفعله لكن لا تتوقع منه أن "يلتزم إلى الأبد" باهتماماتك من جانبه.
    • كلما نضجت أكثر ونمت شخصيتك بطريقة أفضل اختر اهتمامات جديدة ولا تخنق تطورك لأنك تخشى أن حبيبتك لن تحب منك أن تتغير أو تتعلم أشياءً جديدة، فالشخص الذي يفكر بتلك الطريقة لن تربطك به علاقة سوية فكل البشر ينضجون ويتطورون ويتغيرون بمرور الوقت، وهذا هو المتوقع من الجميع. [8]
    • حافظ على نشاطك بالأشياء التي تشغف بها، وعلاقتك ليس إلا شغف من بين كل ما يمكن أن يثير شغفنا بالحياة وليست بديلًا عن كل متع الحياة التي تحبها.
  5. [9] وتجنب أن تمنح نفسك عذر أن الشخص الذي تحبه يعني لك كل شيء بالحياة وأنه لابد أن تظل إلى جانبه على حساب جميع الناس بحياتك. بالرغم من أن الأشهر الأولى بأي علاقة حب تتضمن عنصر الانغماس الكامل مع الحبيب إلا أنه ليس جيدًا أن يدوم ذلك لفترة طويلة.
    • أما إن طلبت منك حبيبتك ألا تلتقي بأي شخص آخر وأن تقضي وقتك معها فقط فانتبه لأن تلك علامة على أنها شخصية مسيطرة وقد تتلاعب بك لدرجة أنك تصبح مهووسًا بها ولا تسمح لشخص آخر بالنفاذ إلى حياتك. وقد ينتهي بك الأمر إلى أن تقنع نفسك بأنك قمت بهذا الاختيار بنفسك في حين أنها تلاعبت بك لتصل لذلك الحد. [10]
  6. يقضي الهوس على المرح بالعلاقة ويحوِّل كل شيء بينكما إلى عمل مضني، ويجعلك تقلق حيال كل كلمة وكل حركة، وأن تشعر بالغيرة من أي شخص ومن أي شيء يمكن أن يلهي حبيبتك عنك. [11] ويمكن أن يكون هذا الشخص هو "حبك الحقيقي" فعلًا وقد لا يكون، وأدرك أن فكرة "الحب الحقيقي" فكرة مثالية وتجعلك تقع في شراك الهوس بأن تريد أن يكون هذا الحب هو "الحب الحقيقي". إن نجحت علاقتكما معًا سيكون ذلك بسبب أنكما تستمتعان بصحبة أحدكما الآخر، وتجدون أنه من السهل أن تقضيا الوقت سويًا، وأنكما لا تنفصلان بروحكما عن بعضكما البعض عندما تتباعد المسافة بينكما. أما إن لم تنجح العلاقة فلن يستطيع كل الهوس الموجود بالعالم أن يقربكما من بعضكما البعض إن كنتما غير متوافقيْن.
  7. تجنَّب احتلال وقتها وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي. ولا تظل تقول لها تعليقات جارحة بخصوص تصرفاتها والناس الذين تتواصل معهم على تلك المواقع أو حتى عن مشاعرك التي تنجرح من هذا الأمر. كل ما تكتبه لها يظهر للجميع وكلما أظهرت هوسك على الملأ بتلك المواقع كلما بدى جليًا للشخص ولجميع من بشكته الاجتماعية أنك لديك مشكلة في تخطي الحدود بطريقة غير سوية. امنحها مساحتها على الإنترنت بدلًا من ذلك وحافظ على أن تكون الرسائل بسيطة ولطيفة واترك الكلام العميق لوقت لاحق عندما تتقابلا وجهًا لوجه.
    • توقف عن تعقبها بفيسبوك وتويتر. هل حقًا تحتاج لمعرفة ما تفعله حبيبتك طوال الوقت؟ تجنَّب أن تقضي وقتًا كثيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وابحث عن أشياء أخرى تلهيك مثل قراءة كتاب أو الذهاب للتمشية بين أحضان الطبيعة.
  8. لاحظ مشاعرك وأفكارك إن لم تتصل بك حبيبتك أو ترسل لك رسالة ، إن كنت تُجنّ من ذلك وتستشيط غضبًا أو تجلس حزينًا لدرجة أنك تتوقف عن فعل أي شيء لتنتظر إشارة منها ثم تظل تمنحها الأعذار على عدم اهتمامها فاعلم أنك غالبًا مهووس بها وأنك غير قادر على مواصلة حياتك. لا تستسلم للأحلام بأن الشخص الآخر يظل يفكر بك طوال الوقت. الحقيقة هي أنه حتى وإن كنت شخصًا رائعًا فغالبًا ستكون حبيبتك منشغلة بحياتها الشخصية، فإن كانت مهتمة بك ستبادر بالتواصل معك. أما إن لم تفعل فاعلم إنها منشغلة، أو تظن أنكما تواصلتما بما يكفي مؤخرًا، أو أن لديها أشياء أخرى تفعلها دون اللجوء إليك. ولا يتعلق أيًا مما سبق بك كشخص أو برغبتها في هجرك بل بكونها تمضي بحياتها اليومية بطريقة طبيعية.
    • حتى وإن لم تتواصل معك حبيبتك لأنها لا تهتم بك كثيرًا أو لأنها متعلقة بشخص آخر، هذا لا يستدعي أن تصبح مهووسًا بها بل يستدعي أن تبحث عن حبيبة غيرها.
  9. [12] إن كنت تفتقر إلى الثقة بنفسك ، أو كان اعتزازك بنفسك منخفض، أو كنت تخشى من المستقبل، أو لازلت تتعامل مع جراح الماضي العاطفية، أو لم تحصل على تربية سوية بالمنزل فاطلب مساعدة الطبيب النفسي. لأنك إن لم تسعى للتنفيس عما بداخلك بطريقة سوية وتجد طرقًا للتأقلم مع ما يدور بذهنك ويؤرقك فستخاطر بأنك ستحاول أن تستخدم حبيبتك لتشعر بشعور أفضل تجاه نفسك. ارفع ثقتك بنفسك ، وتعامل مع شعورك بالوحدة ، وتعلَّم أن تتواصل مع الآخرين خارج علاقتك العاطفية. ستبذل بهذه الطريقة الجهد الصحيح لتبني شعورك بقيمة ذاتك بدلًا من القفز للحصول على قيمتك من شخص آخر (فالأمر لا يسير بهذه الطريقة أبدًا).
    • إن شعرت أنك "بحاجة" لوجود شخص بحياتك فانتبه لأن هذا يعد تحذيرًا كي تنظر لنفسك جيدًا، فلا أحد "يحتاج" لحبيب بل نحتاج جميعنا لعلاقات اجتماعية سوية، ولأشخاص يدعموننا وإلى الحب بالطبع، لكن ما الحبيب إلا جزء من ذلك كله. وهو بالطبع شيء يحبه الكثير من الناس لكن لا ينبغي أن "الاحتياج" هو الدافع وراء ارتباطك بشخص ما، فتذكَر أن الحب اختيار وليس إجبار فاختر بحكمة.
    • انتبه لمفارقة أنه كلما اهتممت بنفسك وبمن حولك أكثر، زادت احتمالية أن ينجذب شخص لحبك بعمق، فالتركيز على أن تصبح أفضل نسخة ممكنة من نفسك والاهتمام بجميع من حولك يُعد من صفات الشخصية الجذابة بشكل عام.
  10. اعلم أنك لن تستطيع إيقاع الشخص الآخر في حبك أكثر من خلال هوسك به. والمثل الذي يقول: "إذا أردت شيئًا بشدة فأطلق سراحه، فإن عاد إليك فهو ملك لك وإن لم يعد فإنه لم يكن لك من البداية" لا ينطبق على شيء أكثر مما ينطبق على العلاقات المضطربة. افصح لمن تحب بحبك وأخبرها بأنك لن تقبل أن تكون درجة ثانية بحياتها ولن تتقبل المعاملة السيئة أو الخداع أو أي أقوال أو تصرفات سلبية أخرى. أما إن كان هوسك بالشخص الذي يسيء معاملتك وتحاول "أن تحبه" كي يحبك فسيكون صعبًا عليك أن تقف ذلك الموقف وتبتعد عنه؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى أن تتعلق بعلاقة غير سوية. اعلم أنك لا تستحق حبًا ناقصًا أو ظل حب فأنت تستحق ارتباط كامل، لذلك تخلى عن تلك العلاقة وانتظر ماذا سيحدث، فإن لم يأتِ الحب الكامل من جانب هذا الشخص فستصبح حرًا بدورك.

أفكار مفيدة

  • احتفظ بدفتر واكتب به مشاعرك، وعُد لقراءة ما كتبته لاحقًا ولاحظ أنماط التفكير التي كانت تسيطر عليك، وسيساعدك ذلك أن تتجنب الوقوع بعادات غير سوية بعلاقاتك.
  • أليس لديك أي أصدقاء؟ اخرج وقم بأشياء تحبها وقابل أناس آخرين غير أصدقائك، فكلكم كأصدقاء تحتاجون لأن تساندوا بعضكم بعضًا.
  • تُعد الوحدة من أهم أسباب الهوس والرد على ذلك يكون بملء حياتك بأناس أكثر، ويمكن أن يساعدك العمل التطوعي على ذلك إن لم يكن لديك أصدقاء أو معارف.
  • ابنِ لنفسك شبكة اجتماعية تدعمك من الأسرة والأصدقاء، وحافظ على علاقتك بالناس الذين تستطيع اللجوء إليهم وقت الشدة.
  • احذر من أن بعض الناس لن يمنحوك الاهتمام الذي تسعى ورائه مهما فعلت. وينبغي أن يكون هذا تحذيرًا مناسبًا إليك كي تدرك أن تلك العلاقة غير متوافقة أو ببساطة علاقة تختلف فيها احتياجات كل شخص عن الآخر. وفي الحالة الثانية يرجع الأمر إليك كي تفكر بنتيجة محاولاتك إنجاح العلاقة.
  • لا تستسلم لـ"ماذا لو"، بل تخلص من تلك الأفكار لأن بعض الأشياء لا تسير بطريقة مثالية، أو لا تحدث من الأساس. يكفيك المحاولة، فإن لم تنجح، لا تهتم بالأمر بعد الآن أو تشعر بالندم لأن العلاقة لم تُوَفّق.
  • تحدث مع شخص تثق به إن كنت تتأذى من ذلك الهوس، فالمرور بهذا بمفردك أمر صعب وليس ضروريًا.
  • ابحث عن الصداقة أولًا، فالصداقة الحقة يمكن أن تكون أفضل بكثير من علاقة رومانسية فاشلة. كما أن الصداقات تدوم أكثر بكثير من علاقات الحب غير الناجحة.

تحذيرات

  • إن كنت مكتئبًا ولا تستطيع القيام بمهامك اليومية العادية بسبب هوسك بالشخص فاطلب مساعدة الطبيب النفسي. أما إن عرت بميل إلى الانتحار فاتصل بالطوارئ بأحد المستشفيات أو بالإسعاف.
  • إن الهوس عادة سيئة للغاية وهو رد فعل يجعلك لا تفكر بنفسك فاحذر من هذا الميل إلى الهوس.

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ١٢٬٥٨٩ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟