تنزيل المقال تنزيل المقال

حساسية المشاعر أمر صحي لكنها مع ذلك إن تجاوزت حدًا معينًا، يمكن أن تتحول إلى شيء مؤذِ. تحكَّم في عواطفك القوية لتجعل منها صديقًا لكَ لا عدوًا ضدك. قد تجعلك الحساسية المفرطة تفترض وقوع إهانات غير حقيقية أو على الأقل غير مقصودة، كما يمكن لسوء تفسير التصرفات اليومية العادية أن يحد من قدرتك على عيش حياة سعيدة وصحية. اعمل على موازنة حساسيتك الزائدة باستخدام المنطق والتحلي بالثقة والمرونة وذلك كيلا تستجيب بشكل مبالغ فيه على أحداث الحياة اليومية المعتادة.

جزء 1
جزء 1 من 3:

اكتشاف مشاعرك

تنزيل المقال
  1. وجد علماء الأعصاب أن جزءًا من قابليتنا للحساسية الزائدة يعود إلى العامل الوراثي، فقرابة نحو 20% من سكان العالم لديهم حساسية مفرطة في المشاعر، مما يعني أنهم يستشعرون المحفزات غير الملحوظة بالنسبة للجميع ويدركونها بصورة أكبر من غيرهم ولذلك فهم يشعرون بتلك المحفزات بشكل قوي. [١] تلك الحساسية الزائدة مرتبطة بجين يؤثر على هرمون النورابينفرين وهو أحد هرمونات التوتر والذي يعمل أيضًا كأحد الناقلات العصبية في المخ المحفزة للانتباه والاستجابة. [٢]
    • بعض أنواع الحساسية المفرطة مرتبط كذلك بهرمون الأوكسيتوسين وهو الهرمون المسئول عن مشاعر الحب والحميمية عند البشر. يمكن للأوكسيتوسين هو الآخر أن يزيد حساسية المشاعر. إذا كان لديك بالطبيعة معدلات عالية من هرمون الأوكسيتوسين، فقد تكون قدراتك الاستيعابية الفطرية عالية، مما يجعلك أكثر حساسية لاستقبال (وربما سوء تفسير) حتى أصغر الإشارات.
    • تتعامل المجتمعات المختلفة مع الأشخاص ذوي الحساسية الزائدة بطرق مختلفة. في كثير من المجتمعات العربية عادة ما يتم إساءة فهم الأشخاص الحساسين ويُنظر لهم على أنهم ضعفاء ويفتقرون إلى الثبات الداخلي وغالبًا ما تُمارس ضدهم صورًا من التنمّر. لكن هذا ليس هو الحال في العالم كله ، ففي كثير من الأماكن يُنظر إلى هؤلاء الأشخاص على أنهم موهوبون، حيث تتيح لهم هذه الدرجة من الحساسية قدرة هائلة على رؤية – ومن ثم على فهم – الآخرين بصورة صحيحة. فما يقتصر على كونه مجرد صفة شخصية من الممكن أن يُنظر له بصورة مختلفة تمامًا بحسب الثقافة المحيطة بك، وبناء على أمور مثل الهوية الجنسية (ذكر أو أنثى) وبيئة الأسرة وكذلك على نوع المدرسة التي تذهب إليها.
    • بينما من الممكن (بل من المهم) – إذا كنت بطبيعتك شخصًا شديد الحساسية – أن تتعلم السيطرة على مشاعرك بشكل سليم. لابد أيضًا أن تتعلم أن تقبل هذا الشيء عن نفسك. يمكنك مع التدرب أن تصبح أقل تأثرًا، لكن لن تتمكن أبدًا من أن تصبح شخصًا آخر ولا يجب أن تحاول ذلك، إنما عليك فقط أن تصبح أفضل صورة ممكنة من نفسك . [٣]
  2. إذا كنت لست متأكدًا أنك تعتبر حسَّاسًا بشكل زائد، يمكنك اتخاذ بعض الخطوات لتقييم نفسك. من الطرق المتاحة أن تجري أحد اختبارات الشخصية الحساسة المتاحة بالإنترنت، [٤] حيث تساعدك تلك الأسئلة على النظر في مشاعرك وتجاربك.
    • حاول ألا تصدر حكمًا على نفسك بينما تجيب على الأسئلة، بل أجِب بصدق. بعد أن تعرف مدى حساسيتك تستطيع عندها أن تركز على ضبط وتوجيه مشاعرك بطريقة سليمة.
    • تذكَّر أن هذا الأمر لا يكون مجديًا إذا استجبت على أنك شخص الذي من المفترض أن تكونه؛ بل أجِب بصدق، سواء كنت بالفعل شخصًا حساسًا أو كنت فقط شخصًا يُظَن أنه حساس بدرجة أكبر من الحقيقة.
  3. قد يساعدك الاحتفاظ بـ "دفتر خاص بالمشاعر" على تتبع واستكشاف كل من مشاعرك واستجاباتك. [٥] يمكّنك ذلك من معرفة المحفزات التي تثير لديك الاستجابات الشديدة في عاطفيتها، كما سوف تساعدك أن تعرف متى تكون استجابتك ملائمة. [٦]
    • حاول أن تكتب كل شيء تشعر به في اللحظة الحالية واسترجع كل شيء قد حدث حتى تفكر فيما تسبب في هذه المشاعر. على سبيل المثال، هل تشعر بالقلق؟ ما الذي حدث على مدار اليوم يمكن أن يكون قد أثار لديك هذا الشعور؟ قد تجد أنه يمكن حتى للأحداث الصغيرة أن تثير بداخلك استجابات عاطفية كبيرة.
    • يمكنك أيضًا أن تسأل نفسك بعض الأسئلة حول كل عامل من المعطيات، مثل:
      • بماذا أشعر الآن؟
      • تُرى ما الذي قد حدث وتسبَّب في إثارة تلك المشاعر؟
      • ما الذي أحتاجه عندما أكون في هذه الحالة؟
      • هل سبق أن شعرتُ على هذا النحو من قبل؟
    • يمكنك أيضًا تخصيص وقت محدد للكتابة عن أحد الأشياء. اكتب جملة مثل "أشعر بالحزن" أو "أشعر بالغضب" عندما..، واضبط المؤقت على دقيقتين بالعدد ثم اكتب خلالهما كل شيء في حياتك له علاقة بهذا الشعور. لا تتوقف من أجل تصحيح شيء أو للحكم على مشاعرك. اكتفِ فقط بتحديدها في الوقت الراهن. [٧]
    • بمجرد أن تفعل ذلك انظر فيما كتبت. هل يمكنك التوصل إلى الأشياء المتكررة في تعبيرك؟ المشاعر خلف بعض الاستجابات؟ على سبيل المثال، عادة ما يظهر الخوف نتيجة للشعور بالقلق، كما ينتج الحزن عن الشعور بالفقد، بينما يأتي الغضب نتيجة للتعرض للهجوم ... وهكذا. [٨]
    • بإمكانك أيضًا أن تتفكّر في أحد المواقف. على سبيل المثال، أثناء ركوبك الحافلة قد يكون هناك من حدَّق بك بنظرة قد أسأت فهمها واعتبرتها انتقادًا لمظهرك. يمكن لشيء مثل ذلك أن يجرح مشاعرك وبسببه ربما تشعر كذلك بالحزن أو الغضب. حاول أن تذكِّر نفسك بشيئين: 1) أنك في الواقع لا تعرف ما الذي يدور في رأس الآخرين، 2) أن أحكام الآخرين عليك ليست مهمة. قد تكون تلك النظرة المليئة بالتقزز موجَّهة لشيء آخر تمامًا. حتى لو كانت هذه النظرة حكمًا عليك، لا بأس، فهذا الشخص لا يعرفك ولا يعرف الأشياء الكثيرة الرائعة بك.
    • لا تنسَ أن تكون رحيمًا بنفسك أثناء الكتابة. لا تصدر أحكامًا على نفسك بسبب مشاعرك. تذكَّر دائمًا أنك ليس في مقدورك أن تسيطر على ما تشعر به في البداية لكنك تستطيع أن تتحكم في استجابتك لتلك المشاعر. [٩]
  4. للأسف أن الأشخاص مرهفي الحس كثيرًا ما يتم إهانتهم وتشبيههم بالأطفال المدللين ووصفهم بالشكائين البكائين، بل الأسوأ من ذلك أن هذه الشتائم أحيانًا تصبح أسماءً لهم "يُنعتون" بها من قِبَل الآخرين. في لحظة معينة يكون من السهل أن تُلصق هذا النعت بنفسك ولا تنظر لنفسك حينها على أنك شخص حساس قد يبكي فعلًا في وقت لكنه لا يفعل في 99.5% منها. إذا فعلت ذلك فربما تركز انتباهك بشكل كامل على جانب واحد من نفسك (والذي قد يكون إشكاليًا بعض الشيء) إلى درجة أنك قد تعرِّف نفسك بالكامل وفقًا له. [١٠]
    • واجه تلك النعوت السلبية عن طريق إعادة صياغتها؛ وهذا يعني أن تحدّد النعت أو الصفة وتبعدها عن الصورة تمامًا، ثم تنظر للوضع من منظور أبعد.
    • على سبيل المثال، قد تبكي إحدى الفتيات المراهقات لدى مواجهة إحباط ما ويتمتم أحد المعارف بجوارها قائلًا "يا لها من طفلة بكَّاءة" ثم يسير مبتعدًا. لكن الفتاة بدلًا من أن تتأثر بتلك الإهانة، تقول لنفسها: "أنا أعلم أنني لست بطفلة باكية. بلى، أحيانًا ما أستجيب بشكل عاطفي لبعض المواقف وهذا قد يعني أحيانًا أن أبكي في المواقف التي لن يبكي فيها الأشخاص الأقل حساسية. أنا أعمل جاهدة على تعلم كيفية الاستجابة بالشكل الملائم اجتماعيًا أكثر. في كل الأحوال، إهانة شخص أثناء بكائه هي فعل حقير وأنا شخص مُراعِ لغيره بما يكفي كيلا أفعل ذلك في أحدهم".
  5. قد تكون على علم حقيقي بما يثير لديك الاستجابات العاطفية شديدة القوة وقد لا تكون كذلك. ربما يكون عقلك قد طوَّر أنماطًا من الاستجابة التلقائية لمحفزات بعينها، ذلك مثل التجارب التي تبعث على القلق. بمرور الوقت يصبح هذا النمط إحدى العادات حتى تجد نفسك تستجيب فورًا لأحد الأحداث بطريقة معينة دون أدنى تفكير. [١١] لحسن الحظ أنك تستطيع أن تعيد تدريب عقلك من جديد لتشكّل أنماطًا جديدة من الاستجابة. [١٢]
    • في المرة القادمة التي تختبر فيها إحدى المشاعر، كالخوف أو القلق أو الغضب، توقَّف عما تفعله في الحال وركِّز انتباهك على تجاربك الحسية. ماذا يحدث لكل من حواسك الخمس؟ لا تحكم على ما يحدث بل لاحظه فقط.
    • يمثل هذا نوعًا من المراقبة الذاتية وهو يعمل على تفكيك المستويات المتعددة من المعلومات المكونة لتجربتك. كثيرًا ما نشعر بالارتباك والحيرة أمام إحدى المشاعر ولا يسعنا أن نفرّق بين مجموعة المشاعر والتجارب الحسية التي تصارع بعضها بعضًا بداخلنا. سوف تتمكن من إعادة تشكيل أنماط الاستجابة التلقائية لعقلك عن طريق التمهل والتركيز على كل من حواسك والفصل بين مسارات المعلومات المختلفة. [١٣]
    • على سبيل المثال، يمكن لعقلك أن يستجيب للضغط عن طريق زيادة معدل ضربات القلب بشكل هائل، مما قد يؤدي إلى شعورك بالذعر والتوتر. لدى معرفتك بأن هذا هو رد فعل جسمك التلقائي سوف تستطيع أن تفسر ردود أفعالك بطريقة مختلفة.
    • يمكن لكتابة اليوميات كذلك أن تساعدك في هذا الأمر. في كل مرة تشعر أنك تستجيب بشكل عاطفي، اكتب اللحظة التي شعرت عندها أنك عاطفي وماذا كان شعورك وما الذي حدث لكل حاسة بجسمك حينها، وفيمَ كنت تفكر وما هي تفاصيل اللحظة، وماذا كانت الظروف المحيطة. لدى تسلحك بتلك المعلومات سوف تستطيع أن تدرِّب نفسك على الاستجابة بشكل مختلف.
    • يمكن في بعض الأحيان لبعض التجارب الحسية مثل التواجد في مكان بعينه أو حتى شم إحدى الروائح فجأة أن تُطلق بعض الاستجابات العاطفية. لا يعد ذلك دائمًا "حساسية زائدة". على سبيل المثال، قد تثير رائحة فطيرة التفاح لديك استجابة عاطفية تتمثل في الشعور بالحزن لأنها تذكرك بجدتك الراحلة التي كنت قد اعتدت في الماضي على إعداد تلك الفطيرة معها. الاعتراف بهذه الاستجابة أمر صحي. فكِّر في الأمر بشكل واع لبضع لحظات ثم استوعب لماذا له عليك هذا التأثير: "أنا أشعر بالحزن لأنني قد قضيت أوقاتًا كثيرة ممتعة في صنع فطيرة التفاح مع جدتي والآن أنا أفتقدها". أما الآن، بعد أن فهمت شعورك، تستطيع أن تنتقل إلى شيء آخر إيجابي: "سوف أعدّ اليوم فطيرة تفاح من أجل تخليد ذكرى جدتي".
  6. تحدث العلاقات الاعتمادية عندما تشعر وكأن قيمتك الشخصية وهويتك تعتمدان على تصرفات وردود فعل شخص آخر. ربما تشعر أن هدفك في الحياة يتمثل في تقديم التضحيات من أجل شريكك، حيث من الممكن أن تشعر بالانهيار إذا أبدى شريكك عدم موافقته على شيء مما تفعله أو تشعر به. الاعتمادية أو التعلق العاطفي المرضي هي شيء شائع في العلاقات العاطفية تحديدًا، إلا أنها يمكن أن تحدث في جميع أشكال العلاقات الأخرى. فيما يأتي علامات للعلاقة الاعتمادية: [١٤] [١٥]
    • إذا كنت تشعر بأن رضاك عن حياتك متوقِّف على شخص آخر.
    • أن تدرك وجود بعض العيوب الخطيرة في شخصية شريكك لكنك تقرر الاستمرار معه رغم ذلك.
    • أن تدعم شريكك بصورة كبيرة حتى ولو تضمَّن ذلك أن تضحي باحتياجاتك الخاصة وبصحتك.
    • تشعر باستمرار بالخوف والقلق حيال وضع علاقتكما.
    • ليس لديك إدراك جيد للحدود الشخصية.
    • تواجه صعوبة بالغة في قول "لا" لأي شخص أو أي شيء.
    • تستجيب لآراء ومشاعر الآخرين إما بالموافقة أو بأن تصبح دفاعيًا.
    • الاعتمادية شيء يمكن معالجته. رغم أن هناك برامج للعلاج عن طريق مجموعات الدعم، إلا أن اللجوء إلى الطبيب النفسي المختص هو أفضل حل. [١٦]
  7. يتطلب اكتشاف مشاعرك – وخاصة تلك الحساسة منها – جهدًا كبيرًا منك. لا تدفع نفسك بعيدًا مرة واحدة. أثبت علم النفس أن الخروج من منطقة راحتك الاعتيادية أمر ضروري من أجل النضج، إلا أن محاولة فعل ذلك بصورة جذرية كبيرة وسريعة جدًا يمكنه في الواقع أن يؤدي إلى التدهور والانتكاس. [١٧]
    • حدِّد مع نفسك موعدًا تجلس فيه لتفكر في الأشياء التي تشعر بالحساسية تجاهها. لنقل إنك ستخصص 30 دقيقة من اليوم من أجل التفكير في تلك الأشياء والعمل على اكتشافها. بعد ذلك وبعد أن انتهيت من تأدية فروضك اليومية العاطفية، اسمح لنفسك أن تقوم بشيء ممتع أو يساعدك على الاسترخاء.
    • سجِّل عندما تجد أنك ربما تتجنب التفكير في الأشياء التي تشعر بحساسية نحوها لأن ذلك يعطيك شعورًا غير مريحًا أو أنه أمر شديد الصعوبة. عادة ما يكون السبب وراء المماطلة هو الخوف، حيث نخشى أن المهمة أو المسؤولية الموكلة لنا سوف تكون سيئة وبالتالي فإننا نؤجل النهوض بها. ذكِّر نفسك بأنك قوي كفاية لتفعل ذلك ثم تدبَّر الأمر. [١٨]
    • إذا كنت حقًا تجد صعوبة في استجماع شجاعتك من أجل مواجهة مشاعرك فحاول أن تحدد لنفسك أهدافًا قابلة للتحقيق. ابدأ بـ30 ثانية فقط إذا كان ذلك يناسبك. كل ما يتوجب عليك فعله هو مواجهة تلك الأشياء التي تجد نفسك حساسًا تجاهها لمدة 30 ثانية فقط. تستطيع أن تفعل ذلك. عندما تنتهي من فعل ذلك، ضع لنفسك هدفًا آخر بالنظر في الموضوع لمدة 30 ثانية جديدة. سوف تجد أن إنجازاتك الصغيرة معًا قد ساهمت في شحن طاقتك من جديد وتحفيزك لاستكمال ما بدأت.
  8. ليس من المفترض أن تتوقف عن الشعور بأي عاطفة بهدف التغلب على حساسية المشاعر الزائدة. في الواقع يمكن لمحاولتك كبت أو إنكار مشاعرك أن تلحق بك مزيدًا من الأذى. [١٩] في المقابل ينبغي أن يكون هدفك هو الاعتراف بالمشاعر السيئة، مثل الغضب والألم والخوف والحزن والتي لا تقل أهمية عن المشاعر الأخرى التي تعد إيجابية، مثل الفرح والسعادة، في الوقت نفسه لا يجب أن تسمح لتلك المشاعر السلبية بالنيل منك، بل اهدف إلى تحقيق التوازن ما بين مشاعرك المختلفة. من المهم أن تتمكن من تسمية كل حالة حتى تعرف كيف تتصرف معها.
    • حاول أن تمنح نفسك "مساحة آمنة" للتعبير عن أي شيء تشعر به داخلك. على سبيل المثال، إذا كنت تواجه شعورًا بالحزن من أجل الفقد فامنح نفسك وقتًا من كل يوم لتطلق فيه جميع مشاعرك. [٢٠] اضبط المؤقت ثم ابدأ في تسجيل يومياتك أو البكاء أو الحديث مع نفسك حول ما تشعر به؛ افعل أي شيء تشعر أنك تحتاجه. بمجرد أن يعلن المؤقت عن انتهاء الوقت المحدد، ارجع إلى تفاصيل يومك العادي. سوف تشعر بالتحسن لدى معرفتك بأنك قد اكتشفت مشاعرك. كذلك سوف تقي نفسك قضاء معظم يومك حبيسًا داخل شعور واحد، حيث يمكن أن يكون لذلك تأثير سيئ. [٢١] لدى معرفتك بأنك سوف تحظى بوقت من أجل "مساحتك الآمنة" للتعبير عما تشعر به، سوف يصبح من الأسهل عليك استكمال مهامك اليومية.
جزء 2
جزء 2 من 3:

التفتيش في أفكارك

تنزيل المقال
  1. تعرَّف على التشوهات الإدراكية التي ربما تكون سببًا في حساسيتك المفرطة. التشوهات الإدراكية هي عادات غير سليمة من التفكير والاستجابة قد اكتسبها مخك عبر الوقت. بإمكانك أن تتعلَّم كيفية التعرف على تلك التشوهات وكيفية مواجهتها بمجرد ظهورها. [٢٢]
    • عادة لا تحدث التشوهات الإدراكية بمعزل عن بعضها البعض. بينما تعمل على اكتشاف أنماط التفكير لديك، قد تجد نفسك تقع في أكثر من واحدة منها أثناء الاستجابة إلى شعور أو حدث واحد. ينبغي أن تأخذ كامل وقتك من أجل تأمل استجاباتك بشكل متعمق لأن ذلك سوف يساعدك أن تعرف ما هو مفيد وما ليس كذلك.
    • هناك صور عديدة للتشوهات الإدراكية، لكن الأكثر شيوعًا من بينها في حالات الحساسية الزائدة هي الشخصنة والتصنيف والعبارات الإلزامية والاستنتاج المبني على العاطفة والقفز إلى الاستنتاجات.
  2. الشخصنة هي أحد التشوهات الإدراكية الشهيرة التي يمكن أن تسبب الحساسية الزائدة في المشاعر. عند الشخصنة سوف تظن أنك سببًا في أشياء ليس لها أدنى علاقة بك أو ليس لك سلطة عليها مطلقًا. كذلك يمكن أن تأخذ بعض الأشياء على محمل "شخصي" في حين أنها ليست موجَّهة لك نهائيًا.
    • على سبيل المثال، إذا تلقى طفلك بعض التعليقات السلبية من معلمته في الفصل حول سلوكه، فقد تأخذ هذا النقد بشكل شخصي باعتباره موجهًا لك شخصيًا: "معلمة أحمد ترى أنني أب سيئ، كيف لها أن تهينني وتعدِّل على دوري كأب". قد يقودك مثل هذا التحليل إلى التصرف بحساسية شديدة وذلك لأنك تفسر النقد البناء على أنه لوم موجه إليك.
    • بدلًا من ذلك انظر للموقف بصورة عقلانية (وهو ما سوف يتطلب منك بعض الممارسة، لذا كن صبورًا مع نفسك). اكتشف ما الذي حدث بالضبط وما الذي "تعرفه" أنت عن الموقف. إذا أرسلت معلمة ابنك إلى المنزل رسالة تخبرك فيها أن ابنك يحتاج للتركيز بشكل أكبر داخل الفصل فهذا ليس لومًا موجهًا لك لكونك أبًا "سيئًا" وإنما هي بذلك تقدم لك معلومة تستطيع استخدامها في تحسين مستوى طفلك الدراسي؛ فهي فرصة من أجل النمو وليست شيئًا للوصم.
  3. يعد التصنيف شكلًا من أشكال التفكير وفقًا لمبدأ "الكل أو لا شيء". عندما تصنِّف نفسك، فإنك تعمم حكمًا على نفسك نتيجة لموقف أو حدث واحد، بدلًا من إدراك أن شخصك ليس متمثَّلًا فقط فيما تفعله .
    • على سبيل المثال، إذا سمعت تعليقات سلبية بخصوص إحدى مقالاتك فقد تجد نفسك تصنف حالك كشخص "فاشل". تصنيفك لنفسك أنك شخص فاشل يعني أنك تشعر وكأنك لن تصبح أفضل أبدًا ولذلك لا ينبغي حتى أن تشغل بالك بالمحاولة، وهو ما يمكن أن يؤدي بك إلى الشعور بالذنب والخزي، كما يجعل من الصعب عليك تقبل النقد البناء لأنك ترى أي رأي على أنه علامة على "الفشل".
    • بدلًا من ذلك تعرَّف على الأخطاء والمشاكل كما هي عليها، أي استنبط المواقف التي يمكنك التعلم منها والنضج في المستقبل. بدلًا من تصنيف نفسك كشخص فاشل عندما لا تحصل على درجة جيدة في الاختبار، اعترف بأخطائك وفكِّر فيما يمكن أن تخرج به من التجربة: "حسنًا، أنا لم أبلِ بلاءً حسنًا في حل هذا الاختبار وهذا محبط، لكنه ليس نهاية المطاف. سوف أتحدَّث مع معلمي حول ما يمكنني تحسينه في المستقبل".
  4. يمكن لاستخدام أسلوب الإلزام أو العبارات الإلزامية أن يكون مؤذيًا لأنه يقيدك (ويقيد الآخرين) بمعايير في الغالب لا تكون معقولة. تلك العبارات عادة ما تقوم على أفكار خارجية بدلًا من قيامها على الأشياء المهمة لك حقًا. عندما لا تلتزم بإحدى الفروض أو القواعد التي وضعتها لنفسك فقد تعاقب نفسك من أجل ذلك، مما يقلل من حافزك للتغيير بشكل أكبر. يمكن أن تؤدي تلك الأفكار إلى الشعور بالذنب والإحباط والغضب.
    • على سبيل المثال، ربما تخبر نفسك: "يجب عليّ أن أتبِّع حمية غذائية، عليّ ألا أكون كسولًا". بذلك أنت تحاول أن تؤنب نفسك من أجل فعل شيء، لكن الشعور بالذنب ليس حافزًا جيدًا على الإطلاق. [٢٣]
    • يمكنك التغلب على التفكير الإلزامي عن طريق اكتشاف ما يدور حقًا وراء الجملة الإلزامية التي وضعتها لنفسها. على سبيل المثال، هل تعتقد أنك "ينبغي" أن تسير على حمية غذائية لأن الآخرين قد طلبوا منك ذلك؟ أو لأنك تشعر بالضغط بسبب المعايير المجتمعية التي تحثك على الظهور بمظهر معين؟ هذه الأسباب ليست صحية ولا تكفي لتجعلك تفعل أي شيء.
    • من ناحية أخرى، إذا كان إلزامك لنفسك بهذه الطريقة ناتج عن تحدثك مع طبيبك الذي اتفق معك على أن اتباع الحمية الغذائية سيكون أفضل لصحتك؛ فعندها يمكنك تحويل تلك الجملة الإلزامية إلى شيء آخر بنَّاء أكثر: "أريد أن أهتم بصحتي ولذلك سوف أتخذ خطوات من أجل ذلك كأن أتناول طعامًا طازجًا أكثر لكي أحافظ على نفسي". بهذه الطريقة فإنك لا تثقل على نفسك في النقد وإنما تستخدم أسلوب التحفيز الإيجابي وتلك الطريقة فعَّالة أكثر على المدى الطويل. [٢٤]
    • كذلك يمكن أن تتسبب الجمل الإلزامية في حساسية المشاعر الزائدة عند توجيهها إلى الآخرين، فمثلًا قد تشعر بالإحباط عندما تجري حوارًا مع أحد ولا يستجيب وفقًا للطريقة التي تتوقعها أنت. إذا قلت لنفسك: "إنها ينبغي عليها أن تشعر بالحماس حول ما أقوله لها" فسوف تشعر بالإحباط والألم إذا لم يشعر الشخص الآخر بما قد ألزمته به في تفكيرك. تذكَّر أنك ليس في إمكانك التحكم في مشاعر أو استجابات الآخرين. تجنَّب انتظار أفعال أو ردود أفعال بعينها من الآخرين عند التعامل معهم.
  5. عندما تستخدم الاستنتاج المبني على العاطفة فإنك تفترض أن مشاعرك هي الحقيقة. تلك المغالطة شائعة جدًا لكن بقليل من الجهد يمكن أن تتعلم كيفية التعرف عليها ومن ثم التغلّب عليها.
    • على سبيل المثال، قد تشعر بالألم لأن رئيسك في العمل قد أشار إلى بعض الأخطاء في مشروع ضخم قد انتهيت لتوك من العمل عليه. إذا استخدمت الاستنتاج المبني على العاطفة فإنك في هذه الحالة سوف تفترض أن رئيسك في العمل يتصرف بشكل غير منصف نتيجة لشعورك ببعض المشاعر السلبية. فقد تفترض أنه لأنك تشعر بأنك "فاشل" فإنك في الواقع موظف غير جدير بمكانته. تلك الافتراضات ليس لها أساس منطقي.
    • من أجل مواجهة تلك الطريقة في الاستنتاج والمبنية على العاطفة، حاول أن تكتب بعض المواقف التي اختبرت فيها بعض ردود الفعل العاطفية السلبية، ثم اكتب الأفكار التي مرَّت بعقلك. اكتب المشاعر التي انتابتك بعد أن راودتك تلك الأفكار. في النهاية فكر في العواقب الفعلية التي ترتبت على الموقف. هل تتفق مع ما خبَّرتك عاطفتك به على أنه "الحقيقة"؟ في الأغلب سوف تجد أن مشاعرك لم تكن دليلًا جيدًا في النهاية.
  6. ما يحدث في مغالطة القفز إلى النتائج يشبه كثيرًا ما يتم خلال عملية الاستنتاج المبني على العاطفة. عندما تقفز إلى الاستنتاج أثناء عملية التفكير فإنك تتمسك بتحليل معين للمواقف دون أي أدلة تدعم هذا التحليل وتأبى التفكير في أي شيء غيره. في بعض الحالات يمكن كذلك أن يكون هناك عنصر التهويل الذي يسمح لأفكارك بالانتشار والتوسع دون سيطرة منك عليها إلى أن يحدث أسوأ سيناريو متوقع.
    • قراءة الأفكار هي شكل من أشكال القفز إلى النتائج والتي يمكن أن تسهم في النهاية في زيادة حساسية المشاعر. حينما تقرأ أفكار أحدهم فإنك تفترض أن الناس يستجيبون بشكل سلبي لأحد الأشياء المتعلقة بك حتى ولو لم يكن لديك أي دليل على ذلك.
    • على سبيل المثال، عندما لا يجيب شريككِ على رسالتكِ التي تسألينه فيها عما يود تناوله في العشاء، من الممكن أن تفترضي أنه يتجاهلكِ. بالرغم من عدم وجود دليل لديكِ على أن هذا هو الحال، إلا أن هذا التحليل المتسرِّع منكِ يمكن أن يتسبب في جرح مشاعركِ أو حتى شعوركِ بالغضب.
    • قراءة الغيب هي الأخرى أحد أشكال القفز إلى النتائج. يحدث ذلك عندما تتوقع حدوث أشياء سيئة في المستقبل بصرف النظر عن أي أدلة بين يديك. على سبيل المثال، قد تعزف عن طرح مشروع جديد في عملك لأنك تفترض أن رئيسك في العمل سوف يرفضه.
    • التهويل هو أحد الأشكال المتطرفة من القفز إلى النتائج. على سبيل المثال، إذا لم تصلك رسالة رد من شريكتك فربما تفترض أنها غاضبة منك. قد تقفز بعد ذلك إلى إحدى الأفكار وهي أنها تتجنب الحديث إليك لأنها تخفي شيئًا عنك وهو أنها لم تعد تحبك بعد الآن. من الممكن بعد ذلك أن تقفز إلى فكرة أخرى وهي أن علاقتكما تنهار وأنك سوف تقضي حياتك وحيدًا في غرفتك بمنزل والدتك. هذا المثال متطرف لكنه يوضح نوعية الخلل المنطقي الذي يمكن أن يحدث عندما تقع في مغالطة القفز إلى النتائج.
    • تغلَّب على قراءة الأفكار عن طريق التحدث مع الناس بصدق وصراحة. لا تتقرَّب منهم أو تتعامل معهم من موضع إلقاء الاتهام أو اللوم ولكن اسأل ببساطة عما يدور من حولك. على سبيل المثال، يمكنك أن ترسل رسالة نصية لشريكك تقول له فيها: "مرحبًا، هل هناك شيء تود التحدث عنه؟" إذا قال لك شريكك "لا" فصدِّق ما قاله وتعامل معه على أساسه.
    • تغلَّب على كل من قراءة الغيب والتهويل عن طريق تحليل الأدلة المنطقية لكل مرحلة من مراحل عملية التفكير لديك. هل لديك دليل مُسبق على ما تفكر فيه؟ في أغلب الوقت، إذا أخذت وقتك للنظر في استجابتك خطوة بخطوة، سوف تجد نفسك تقوم بقفزة منطقية وتستنتج شيئًا غير مدعوم بأدلة. مع المحاولة، سوف تتمكَّن من منع تلك القفزات المنطقية من الحدوث.
جزء 3
جزء 3 من 3:

أخذ خطوات فعلية

تنزيل المقال
  1. تأمَّل . يمكن للتأمل – وبخاصة تأمل الوعي التام – أن يساعدك على التحكم عند الاستجابة إلى مشاعرك. [٢٥] ويمكن له حتى أن يساعد على تحسين استجابة المخ عند التعرض إلى عوامل الضغط. [٢٦] يركز الوعي التام (أو ما يُسمى بتمارين اليقظة) على الاعتراف بمشاعرك في اللحظة الحالية وتقبلها دون الحكم عليها، وهذا مفيد جدًا من أجل التغلب على حساسية المشاعر. بإمكانك أن تتلقى درسًا تعليميًا أو تستخدم الإنترنت من أجل ممارسة التأمل أو تتعلَّم ممارسة تمارين اليقظة بمفردك. [27]
    • ابحث عن مكان هادئ حيث لا يتم مقاطعتك أو تشتيتك. اجلس في وضع معتدل، سواء على الأرض أو على كرسي مستقيم الظهر، حيث لا يساعدك التراخي على التنفس بصورة سليمة. [28]
    • ابدأ بالتركيز على عنصر واحد في عملية التنفس، مثل الشعور بصدرك يصعد ويهبط أو الصوت الذي ينتج عن تنفسك. ركِّز على هذا العنصر لعدة دقائق بينما تقوم بالتنفس بعمق .
    • اعمل على توسيع مجال تركيزك ليشمل المزيد من حواسك. على سبيل المثال، ابدأ بالتركيز على ما تسمعه وتشمه وتلمسه. يمكن أن يساعدك ذلك على إبقاء عينيك مغمضتين، حيث أننا غالبًا ما يسهل تشتيتنا بصريًا.
    • تقبَّل الأفكار والأحاسيس التي تمر بها ولا تحكم على أي شيء بأنه جيد أو سيء. من الممكن أن يساعدك الاعتراف بهم بمجرد طفوهم إلى السطح وخاصة في البداية: "أنا أشعر بالبرودة في أصابع قدمي. أظن أنني أتعرَّض للتشتيت الآن".
    • إذا شعرت أنك يتم تشتيتك، أعِد توجيه تركيزك مجددًا على عملية تنفسك. اقضِ 15 دقيقة يوميًا في ممارسة التأمل.
    • يمكنك أن تجد عبر الإنترنت ملفات صوتية خاصة بالتأمل الذهني مقدمة من قِبَل مركز أبحاث الإدراك الواعي في كاليفورنيا [29] أو من خلال موقع BuddhaNet. [30]
  2. يصبح الناس أحيانًا شديدي الحساسية عندما لا يتمكنون من إيصال مشاعرهم ورغباتهم إلى الآخرين بوضوح. إذا كنت شديد السلبية في تواصلك مع الآخرين، فهذا يعني أنك تجد صعوبة في قول لا ولا تعبر عن أفكارك ومشاعرك بصدق ووضوح. سوف يساعدك التواصل الحازم على التعبير عن رغباتك ومشاعرك أمام الآخرين وهو ما يساعدك بدوره أن تشعر بأهميتك وبأنك مسموع من قِبل الآخرين. [31]
    • استخدم الجمل التي تحمل صيغة المتكلم "أنا" عند التعبير عن مشاعرك، مثل قول "لقد تأثرتُ عندما تأخرت على موعدنا" أو "أنا أفضل أن أخرج مبكرًا من أجل المقابلات لأنني ينتابني القلق حالما أفكر أنني ربما أتأخر عن موعدي". بذلك تتجنب أن تبدو وكأنك توجه اللوم للطرف الآخر وتركز في المقابل على مشاعرك الخاصة.
    • حاول إلقاء الأسئلة الممتدة أثناء الحوار، فطرح الأسئلة من أجل الفهم بصورة أوضح سوف يمنعك من المبالغة في رد الفعل وخاصة إذا كان الحديث محملًا بكثير من العواطف. على سبيل المثال، بعد أن ينتهي الطرف الآخر من الكلام قل له "ما سمعتك تقوله الآن هو _____. هل هذا صحيح؟" ثم امنحه فرصة ليوضح لك. [32]
    • تجنَّب استخدام الصيغة الإلزامية عند الكلام. يمكن لكلمات مثل "ينبغي" أو "يفترض" أن تلقي حكمًا أخلاقيًا على تصرفات الآخرين وقد توحي لهم بأنك توجه اللوم لهم وتطالبهم. بدلًا من ذلك حاول استبدالها بكلمات مثل "أنا أفضل" أو "أريد منك أن". على سبيل المثال، بدلًا من قولك: "ينبغي عليك أن تتذكر أن تأخذ القمامة معك لإلقائها"، قُل: "أريد منك أن تتذكر أخذ القمامة إلى الخارج لأنني أشعر أنني مضطر لتولي جميع المسئوليات حينما تنسى". [33]
    • اضرب بجميع الافتراضات عرض الحائط. لا تفترض معرفتك بما يجري. ادعُ الآخرين لكي يشاركوك أفكارهم وخبراتهم. استخدم عبارات مثل "ماذا تعتقد؟" أو "هل لديك أية اقتراحات؟"
    • اعترف أن الآخرين لديهم تجارب مختلفة. يمكن للخلاف حول من منكما على حق في أحد المواقف أن يتركك مشحونًا وغاضبًا. المشاعر أمر ذاتي وينبغي أن تتذكر دائمًا أنه لا يوجد ما هو "صواب" بين المشاعر. استخدم تعبيرات مثل: "إن تجربتي مختلفة" مع الاعتراف منك بمشاعر الطرف الآخر وذلك للسماح لكل شخص بالتعبير عن خبرته.
  3. يمكن لمشاعرك أن تؤثر على ردود فعلك خلال المواقف والتصرف عندما تكون المشاعر في أوجها قد يقودك إلى فعل أشياء تندم عليها فيما بعد. قبل الاستجابة إلى أحد المواقف التي تشعل فيك إحدى المشاعر القوية أعطِ نفسك فرصة، حتى ولو لدقائق قليلة. [34]
    • اسأل نفسك سؤالًا افتراضيًا بصيغة "إذا حدث.. فعندها؟" مثل أن تسأل "إذا فعلت هذا الآن، عندها تُرى ما الذي قد يحدث؟" حاول أن تضع في حسبانك أكبر قدر ممكن من العواقب التي يمكن أن تترتب على فعلك، سواء كانت إيجابية أو سلبية. بعد ذلك قارن بين حجم العواقب المحتملة وبين فعلك وانظر أيهما أقوى.
    • على سبيل المثال، قد تكون قد خضت نقاشًا حادًا مع زوجتك وأنت الآن مجروح وغاضب بشدة لدرجة أنك ترغب في الطلاق. احصل على فترة استراحة ثم اسأل نفسك الأسئلة الافتراضية التي ذكرناها، مثل "إذا حدث.. عندها؟" إذا طلبت الطلاق فما الذي يمكن أن يحدث عندها؟ ربما يترتب على ذلك أن تشعر شريكتك بالألم أو بأنها مكروهة. كذلك يمكن لها أن تتذكر هذا فيما بعد حينما تهدأ الأمور بينكما وتراها علامة على أنها لا يجب عليها الوثوق بك عند الغضب. كما يمكن أيضًا أن توافق على تنفيذ ذلك أثناء غضبها هي الأخرى. هل ترغب في حدوث أي من هذه العواقب؟
  4. قد تجد نفسك تتجنب التعرض لبعض المواقف التي تضغط عليك وتشعرك بعدم الراحة نتيجة لحساسيتك الزائدة، فقد تفترض أن أي خطأ يرد في العلاقة يقتضي إنهائها ومن ثم فإنك تتجنَّب العلاقات برمتها، أو تحظى فقط بما هو سطحي منها. كن رحيمًا بنفسك وبالآخرين عند التعامل. افترض أفضل شيء في الآخرين وخاصة أولئك الذين يعرفونك جيدًا. إذا جُرحت مشاعرك، لا تفترض أن ذلك كان عن قصد من الطرف الآخر: أبدِ تفهمك الرحيم بأن الجميع – بما فيهم الأصدقاء والأحباء – يرتكبون الأخطاء.
    • إذا تعرضت لجرح مشاعرك، استخدم التواصل الحازم للتعبير عن مشاعرك بوضوح لأولئك الذين تحبهم. قد لا يكون هو واعيًا بما سببه لك من جرح وإذا كان يحبك حقًا سوف يود أن يعرف كيف يتجنَّب التسبب لك في مثل هذا الأذى في المستقبل.
    • لا تنتقد الشخص الآخر. على سبيل المثال، إذا نسى صديقك أن هناك موعد غداء بينكما وتسبب ذلك في جرح مشاعرك، لا تذهب وتقول له "لقد نسيتني وجرحت مشاعري بذلك". قُل له بدلًا من ذلك: "لقد حزنتُ عندما نسيتَ موعد غدائنا لأن قضائنا الوقت معًا هو أمر مهم بالنسبة لي". بعد ذلك ألحِق ما قلته بدعوة لمشاركة صديقك ما يمر به، قائلًا: "هل هناك شيء يجري معك؟ هل تود الحديث عن ذلك؟"
    • تذكَّر أن الآخرين ليسوا دائمًا على استعداد لمناقشة مشاعرهم أو تجاربهم، خاصة إن كانت تلك المشاعر والأحداث قريبة وحديثة العهد. لا تأخذ الأمر بصورة شخصية إذا لم يبدِ الشخص الذي تهتم لأمره رغبته في التحدث عن الأمر في وقتها. كما لا يشير ذلك لأنك قد فعلت شيئًا خاطئًا؛ كل ما في الأمر أنه يحتاج فقط لبعض الوقت حتى يتخطى مشاعره.
    • عامِل نفسك بنفس الطريقة التي كنت ستعامل بها أحد الأصدقاء الذين تحبهم وتهتم لأمرهم. إذا لم تكن لتقول شيئًا جارحًا أو هجوميًا لأحد أصدقائك فلما تفعل ذلك مع نفسك؟ [35]
  5. يمكن أحيانًا أن تفعل كل ما في وسعك للتعامل مع حساسيتك العاطفية ولا تزال تشعر بالعجز حيالها. يمكن للاستعانة بطبيب نفسي مختص ومعتمد أن تساعدك على اكتشاف مشاعرك واستجاباتك في ظل ظروف آمنة وداعمة لك، حيث يستطيع الطبيب أو المعالج النفسي المدرَّب أن يساعدك على كشف طرق التفكير غير السليمة ويفيدك بمهارات جديدة للتعامل مع مشاعرك بطرق صحية.
    • قد يحتاج الأشخاص الحساسون بشكل زائد إلى مساعدة خارجية من أجل تعلم السيطرة على مشاعرهم السلبية واكتساب مهارات للتعامل مع المواقف المؤثرة. هذا لا يعد بالضرورة دليلًا على المرض النفسي وإنما يساعدك فقط على اكتساب المهارات اللازمة لمواجهة العالم.
    • يتلقى الأشخاص العاديون المساعدة من قِبَل الأطباء النفسيين المتخصصين. لا يجب أن تكون بالضرورة "مريضًا نفسيًا" أو تواجه أزمة خطيرة في حياتك لكي تستعين بالأطباء والأخصائيين والمعالجين النفسيين. إن هناك أطباء نفسيين يضاهون في عددهم وأهميتهم أطباء الأسنان وأطباء العيون والممارسين الطب العام وأطباء العلاج الطبيعي. رغم أن العلاج النفسي أحيانًا ما ينظر له كأنه جنون (خلافًا مثلًا لعلاج التهاب المفاصل أو التهاب الجيوب الأنفية أو الالتواءات) إلا أنه شيء يستفيد منه الكثيرون من الناس. [36]
    • قد يرى بعض الناس أيضًا أن هؤلاء الأشخاص عليهم أن يتحملوا الأمر بمفردهم ويكونوا أقوياء. تلك الخرافة يمكن أن يكون لها تأثير مدمر. بينما ينبغي عليك بالتأكيد أن تفعل ما في وسعك من أجل التعامل مع مشاعرك بمفردك، يمكنك أيضًا الاستفادة من مساعدة شخص آخر. يمكن لبعض الاضطرابات أن تجعل من المستحيل للشخص أن يتعامل مع مشاعره بمفرده، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب المزاج ثنائي القطب. ليس هناك ما ينم عن الضعف في الاستعانة بالطب النفسي، بل على العكس من ذلك فإنه يظهر مدى اهتمامك وخوفك على نفسك. [37]
    • لا يستطيع معظم الاستشاريين والمعالجين النفسيين أن يصفوا لك دواءً طبيًا. يمكن مع ذلك للمعالج النفسي المتدرب أن يعلم متى يجب إحالتك إلى طبيب نفسي أو طبيب مختص يستطيع تشخيص حالتك ووصف الدواء من أجل اضطرابات مثل الاكتئاب والقلق. [38]
  6. يولد بعض الناس بدرجة عالية من الحساسية وذلك يكون واضحًا جدًا منذ طفولتهم المبكرة. لا يعد ذلك اضطرابًا أو مرضًا نفسيًا أو شيئًا "خاطئًا"، إنما هو واحدة من الصفات الشخصية. مع ذلك إذا تحولت الحساسية العادية عند الشخص إلى حساسية عاطفية شديدة بحيث أصبح شخصًا سريع التأثر أو كثير الشكوى والنحيب أو سريع الغضب أو ما شابه ذلك كله؛ فقد يشير ذلك إلى أن هناك شيئًا غير سليم.
    • أحيانًا ما تكون حساسية المشاعر الزائدة ناتجة عن الاكتئاب وتتسبب في شعور الشخص بالعجز والضعف أمام مشاعره (السلبية وأحيانًا الإيجابية أيضًا).
    • يمكن للخلل في التوازن الكيميائي أن يسبب حساسية المشاعر؛ حيث يمكن مثلًا للمرأة الحامل والطفل في مرحلة البلوغ والأشخاص الذين يعانون من مشاكل بالغدة الدرقية أن يستجيبوا بصورة عاطفية جدًا. كذلك تتسبب بعض الأدوية والعلاجات الطبية في تبدل المشاعر.
    • ينبغي للطبيب الممارس المتدرِّب أن يكون قادرًا على تشخيص الاكتئاب لديك. من السهل أن تجري تشخيصًا ذاتيًا إلا أن من الأفضل دائمًا الاستعانة بالمتخصصين الذين يمكنهم معرفة ما إذا كان الشخص مكتئبًا أم يعاني من الحساسية الشديدة بسبب شيء آخر.
  7. النضج العاطفي مثله مثل النضج الجسدي، يحتاج لوقت ومن الممكن أن تشعر بعدم الراحة أثناء حدوثه. سوف تتعلَّم من خلال الأخطاء والتي تعد شيئًا حتمي الوقوع والانتكاسات والصعوبات جميعها ضرورية خلال هذه الرحلة.
    • غالبًا ما تكون الحساسية الشديدة أصعب على الشباب منها على الأشخاص الكبار. بينما تتجه إلى النضج، سوف تتعلم كيفية التعامل مع مشاعرك بصورة أكثر فاعلية كما ستكتسب مهارات للتأقلم ذات قيمة كبيرة.
    • تذكَّر أنك لابد أن تعرف الشيء جيدًا قبل أن تبدأ في التعامل معه وإلا ستكون كمن يتوجه إلى منطقة بعد النظر في الخريطة بينما لا يفهم أصلًا الخريطة. إذا كنت تفتقر إلى المعرفة اللازمة بالمنطقة التي تريدها، فحتمًا سوف تضل الطريق. اكتشف خريطة عقلك وعندها سوف تحصل على فهم أفضل للأشياء التي تشعر بالحساسية تجاهها ومن ثم لكيفية التعامل معها.

أفكار مفيدة

  • الرحمة مع نفسك والتسامح مع عيوبك يساعدانك على التخلص من الشعور بالخزي وعلى التعاطف مع الآخرين.
  • لا تشعر وكأنك تحتاج دائمًا لشرح قلقك ومخاوفك إلى الجميع من أجل تبرير أفعالك أو مشاعرك. لا توجد أي مشكلة في اختيار الاحتفاظ بها إلى نفسك.
  • تحدَّ الأفكار السلبية. يمكن للحديث الداخل السلبي أن يكون مدمرًا جدًا. عندما تجد نفسك تصبح حاد النقد مع نفسك فكِّر كالآتي: "كيف كان سيشعر أحد غيري لو وجهت له هذا الكلام؟"
  • المحفزات العاطفية ذاتية بطبيعتها، فحتى إذا تعرض شخصًا تعرفه إلى نفس المحفز الذي يخص نفس المشكلة، فقد تختلف الطريقة التي يؤثر بها عليه عن تأثيره عليك. الأمر نسبي حقًا ولا يمكن تعميمه.
  • تقبل نفسك على طبيعتها هو عامل رئيسي للتمكن من التحسّن والوصول لنسخة أفضل من نفسك.
  1. http://centerforparentingeducation.org/library-of-articles/child-development/understanding-temperament-emotional-sensitivity/
  2. http://scan.oxfordjournals.org/content/2/4/259.full
  3. http://blogs.psychcentral.com/emotionally-sensitive/2012/01/knowing-your-emotions-internal-triggers/
  4. http://scan.oxfordjournals.org/content/2/4/259.full
  5. http://www.webmd.com/sex-relationships/features/signs-of-a-codependent-relationship
  6. http://psychcentral.com/lib/symptoms-of-codependency/
  7. http://www.coda.org
  8. http://psychclassics.yorku.ca/Yerkes/Law/
  9. https://www.psychologytoday.com/blog/overcoming-self-sabotage/201005/avoidance-anxiety-self-sabotage-how-running-away-can-bite-you
  10. http://www.scientificamerican.com/article/negative-emotions-key-well-being/
  11. http://greatergood.berkeley.edu/gg_live/science_meaningful_life_videos/speaker/fred_luskin/the_resolution_of_grief/
  12. http://psychcentral.com/blog/archives/2011/01/20/why-ruminating-is-unhealthy-and-how-to-stop/
  13. http://psychcentral.com/lib/15-common-cognitive-distortions/
  14. http://psychcentral.com/lib/15-common-cognitive-distortions/
  15. https://www.psychologytoday.com/blog/notes-self/201308/how-set-goals
  16. http://www.mindful.org/how-meditation-helps-with-difficult-emotions/
  17. http://news.harvard.edu/gazette/story/2012/11/meditations-positive-residual-effects/
  18. http://www.helpguide.org/harvard/benefits-of-mindfulness.htm
  19. https://www.psychologytoday.com/blog/the-courage-be-present/201001/how-practice-mindfulness-meditation
  20. http://marc.ucla.edu/body.cfm?id=22
  21. http://www.buddhanet.net/audio-meditation.htm
  22. http://socialwork.buffalo.edu/content/dam/socialwork/home/self-care-kit/exercises/assertiveness-and-nonassertiveness.pdf
  23. http://www.mindtools.com/CommSkll/ActiveListening.htm
  24. https://www.psychologytoday.com/blog/think-well/201009/feeling-angry-or-guilty-maybe-its-time-stop-shoulding
  25. http://blogs.psychcentral.com/emotionally-sensitive/2015/06/making-decisions-in-wise-mind-the-if-then-question/
  26. http://tinybuddha.com/blog/5-ways-to-deal-with-emotional-oversensitivity/
  27. http://www.apa.org/helpcenter/psychotherapy-myths.aspx
  28. http://psychcentral.com/lib/9-myths-and-facts-about-therapy/
  29. http://mentalhealthdaily.com/2014/09/15/who-can-prescribe-antidepressants/

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ٢٧٬٣٨١ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟