PDF download تنزيل المقال PDF download تنزيل المقال

تقول كلمات أغنية قديمة: "صعب جدًا أن تتواضع عندما تكون عظيمـًا في كل شيء"، لكن فئة قليلة جدًا من الناس تظن أنها عظيمة في كل شيء، ومع ذلك فمن الصعب على الإنسان أن يتواضع خاصةً إن كنت تحيا في مجتمع يشجع على المنافسة والفردية. لكن حتى في وسط المجتمعات التي تتصف بهذه العقلية يظل التواضع فضيلة هامة جدًا، فتعلـُّم الشعور بالتواضع له بالغ الأهمية بالنسبة للجانب الروحاني للإنسان، كما أنه سيساعدك على تطوير نفسك، واكتساب علاقات إنسانية أقوى مع الآخرين، بالإضافة إلى أنه يجعلك تسعى لخلق الفرص لنفسك والحصول على احترام الجميع.

جزء 1
جزء 1 من 3:

تقبـُّل حدودك

PDF download تنزيل المقال
  1. فمهما بلغت موهبتك في أمر ما فسوف يوجد دائمـًا من هو أفضل منك، ولهذا ينبغي عليك ملاحظة أولئك الذين هم أفضل منك والتفكير في تطوير نفسك، فلا يوجد شيء اسمه ذلك الأفضل بشكل مطلق.
    • وحتى وإن كنت "بطل العالم" في شيء ما فسوف توجد دائمـًا أشياء أخرى لا ولن تستطيع فعلها.
    • لكن معرفتك لحدودك لا تعني أبدًا أن تتخلى عن أحلامك، أو التوقف عن تعلـُّم أشياء جديدة أو التطوير من قدراتك ومهاراتك، بل يعني بكل بساطة أن تتقبـَّل كونك بشرًا لا تستطيع الوصول إلى الكمال، وأنه لا يوجد بيننا كبشر من يستطيع فعل كل شيء بمفرده.
  2. فنحن دائمـًا ما نميل إلى انتقاد غيرنا لأنه أسهل بكثير من انتقاد أنفسنا، ولكن لسوء الحظ لا يـُعد هذا أمرًا مثمرًا على الإطلاق ومضر للغاية. فالحكم على الآخرين وانتقادهم يتسبب في تدهور العلاقات الإنسانية بيننا وبين غيرنا، كما أنه يمنعنا من تكوين علاقات أخرى جديدة، بل والأسوأ من ذلك كله أنه يعيقنا عن محاولة تطوير أنفسنا، ولا يوجد من هو خال من الأخطاء.
    • ونحن نقوم بالحكم على الآخرين طوال الوقت دون حتى أن نلاحظ ذلك. ومن أجل التمرين على إيقاف هذه العادة السيئة يمكنك ملاحظة نفسك، وعندما تجد نفسك تهمُّ بانتقاد شخص ما أو مجموعة من الناس انتقد نفسك بدلًا من ذلك. وفكـِّر كيف تحاول التطوير من نفسك بدلًا من التفكير في الطريقة التي ينبغي أن يتصرف بها غيرك؛ ففي نهاية الأمر أنت لن تستطيع أبدًا التحكم في سلوكيات أو قرارات غيرك لكن تستطيع التحكم في سلوكياتك وقراراتك أنت.
    • اعمل على إصلاح عيوبك، وتذكـَّر أن تطوير الذات مهمة تدوم ما دام الإنسان حيـًا، وينبغي ألا تتوقف حتى وإن كنت بارعـًا جدًا في مجال ما.
  3. لنفترض أنك قد تخرجت من الجامعة الأمريكية وكنت الأول على دفعتك فأنت بالتأكيد تستحق كل التقدير لمجهودك ومثابرتك والساعات الطويلة التي كنت تذاكر فيها، لكن لنفترض أيضـًا أنه يوجد شخص في مثل ذكائك واجتهادك بالضبط لكنه لم يلقى الدعم من والديه مثلك، أو قد تربـَّى في بيئة مختلفة، أو أنه حتى قد اختار اختيارًا خاطئـًا لمرة واحدة في حياته؛ وأنت كان الممكن أن تكون مكانه، أليس كذلك؟
    • تذكـَّر دائمـًا أن اختيارًا خاطئـًا واحدًا بالأمس يمكنه تغيير حياتك بأكملها في المستقبل، بل والأكثر من ذلك أن اليوم قد يكون اليوم الذي يجب أن تتخذ فيه قرارًا صحيحـًا يغير مسار حياتك.
    • وبالرغم من أنه مؤكد أنك قد اجتهدت كي تستحق ما لديك، إلا أنك لم تكن لتحصل على كل ذلك دون دعم الآخرين، فكل ما نفعله نحن هو نتيجة لكل ما كان يفعله الآخرون معنا، ونحن نتشكـَّل ونصبح أشخاصـًا أفضل في مرحلة معينة من حياتنا حتى نستطيع أن نحقق أحلامنا بفضل من كانوا حولنا ودعمونا ووقفوا بجانبنا في كل مراحل نموِّنا.
  4. فجزء من كونك متواضعـًا هو معرفتك بأنك بشر تقترف الأخطاء، لتفهم ذلك جيدًا وعندما تفهم أيضـًا أن جميع البشر يقترفون الأخطاء مثلك سترفع حملًا كبيرًا من على عاتقك. وهذا لا يعني أبدًا أن تكون شخصـًا مهملًا لكن تجنـَّب الأخطاء الواضحة ولا تخشى أن تجرِّب طرقـًا جديدة لتصل إلى أهدافك.
    • وكل شخص يحيا لفترة قصيرة من الوقت فدائمـًا ما ستجد من هم أكبر منك وأكثر حكمة منك ولعله من الأفضل لك أن تستمع لنصائحهم رغم أنه يجب عليكَ اتخاذ قراراتك بنفسك في النهاية.
  5. فينبغي عليك دائمـًا الاعتراف بأخطائك وعدم إخفائها حتى وإن كنت خائفـًا من غضب الآخرين منك. وأيـًا كان الخطأ الذي اقترفته سواء كنت مديرًا، أو والدًا، أو صديقـًا سوف يتفهـَّم الآخرون ويقدِّروا اعترافك بالخطأ ومعرفتك أنك لست كاملًا وأنك تعمل على التحسين من نفسك وإصلاح الأمر. فالاعتراف بالخطأ يـوضح أنك لست شخصـًا عنيدًا أو أنك لا تريد الاعتراف بالخطأ حتى تبدو كاملًا دائمـًا ومنزهـًا عن الأخطاء.
    • كما أن الاعتراف بالخطأ سيجبر الناس على احترامك أكثر سواء كانوا أبناءك أو زملاءك في العمل.
  6. فمن الجيد أن يكون لديك اعتزاز بنفسك وأن تفخر بإنجازاتك لكن لا يحب الناس أن يظل الشخص طوال الوقت يحاول لفت الانتباه لنفسه وإنجازاته، وأنت عندما تفعل شيئـًا عظيمـًا حقـًا فغالبـًا ما سوف يلاحظ الناس أو يعرفوا بالأمر دون أن تتحدث عنه بل وسيحترمونك أكثر لتواضعك.
    • وهذا لا يعني أن تخفي إنجازاتك، فإذا سألك شخص مثلًا إن كنت قد شاركت في سباق مؤخرًا وأنت قد فعلت فلتجب بـ "نعم" بالطبع لكن لا تتخذ هذا السؤال مدخلًا كي تصف كيف كنت مذهلًا في السباق أو في أي إنجازات أخرى.
  7. فلا يتعين على الأشخاص المتواضعة أن تطأطيء رأسها فالتواضع لا يعني أبدًا ألا يكون لديك اعتزاز بنفسك، لكن الشخص المتواضع ينتبه لكلام الآخرين أثناء الحديث ولا يقلل من شأن غيره أو يقاطعهم. فكونك شخصـًا متواضعـًا يجعلك تفهم أن الجميع –بما في ذلك أنت- لديه أحلامه وأهدافه التي يريد التحدث عنها وعن آرائهم في الأمور الأخرى.
  8. فكلنا بشر وما نحن عليه الآن هو حصيلة تأثير ودعم الآخرين الذين كانوا حولنا، فالكثير من الناس قد دعموك وساعدوك كي تصبح ما أنت عليه الآن وتحقق أحلامك. ومن الجيد أن تفخر بإنجازاتك لكن ينبغي أن تضع في ذهنك أنه لا يوجد من يفعل شيء بمفرده تمامـًا فكلنا نساعد بعضنا البعض من أجل تحقيق أهدافنا جميعـًا.
    • ولتشارك الحب مع غيرك، ولتنسب الفضل لمن يستحقه ممن ساعدوك ووقفوا بجانبك حتى تصل للنجاح.
جزء 2
جزء 2 من 3:

تقدير الآخرين

PDF download تنزيل المقال
  1. تحدَّى نفسك كي تنظر للآخرين بعين التقدير لما يستطيعون فعله أو تقدير غيرك لشخصهم بشكل عام. وافهم أن كل شخص مختلف عن غيره واسعَ لمعرفة الأشخاص المختلفين عنك، وسوف تظل محتفظـًا بآرائك وذوقك فيم تحب أو تكره لكن درّبِ نفسك على الفصل بين آرائك ومخاوفك وسوف تتعلم تقدير الآخرين وتكن متواضعـًا أكثر أيضـًا.
    • بالإضافة إلى ذلك فإن تقديرك لمواهب وقدرات غيرك سيلفت انتباهك للأشياء التي تريد تطويرها في نفسك.
  2. على الرغم من أن المنافسة أمر صحي وتحفيزي للجميع إلا أنه من الصعب جدًا أن يحافظ الإنسان على تواضعه بينما يتنافس الجميع على أن يكونوا "الأفضل" أو أن يكونوا "أفضل" من غيرهم على الأقل. لكن حاول في خضم ذلك كله أن تركـِّز على نفسك فقط، وتذكـَّر أن هدفك ليس أن تكون أفضل من الجميع بل أن تكون أفضل مما كنت في الماضي، فعندما تضع كل تركيزك على تحسين نفسك بدلًا من مقارنة نفسك بالآخرين سوف تجد أن تطوير نفسك أمر أسهل بكثير لأنك لا تقلق بشأن كونك أفضل أو أسوأ من غيرك.
    • فكل شخص متفرد عن غيره، ولتقدِّر الجميع كونهم بشرًا وليس بناءً على مهاراتهم أو مظهرهم أو إنجازاتهم مقارنة بتلك التي لديك.
  3. فبالرغم من أن تحديد الخطأ من الصواب أمر يرجع إليك كليةً إلا أن اعترافك بأنك تقترف الأخطاء أحيانـًا وأنك لست على صواب دائمـًا شيء مختلف تمامـًا. بل والأصعب من هذا أن تعترف بأن الآخرين –بما في ذلك من هم ضد وجهة نظرك- قد يكونوا على صواب. فالخضوع لرغبة من رغبات زوجتك مثلًا، أو الانصياع لأحد القوانين التي لست مقتنع بها، أو حتى وجهة نظر طفلك تجعلك تدرك حدود تفكيرك وتتفهم وجهة نظر الآخر.
    • فبدلًا من القول أنك شخص متواضع وأنك تقترف الأخطاء كجميع البشر، حاول أن تحيا بهذه العقلية فالتواضع أسلوب حياة وليس طريقة التصرف في موقف يمر عليك فقط.
  4. فهذه طريقة أخرى تساعدك على تقدير الآخرين أن تقرأ عن التواضع في الكتب السماوية، أو في كتب الأخلاق أو الأقوال المأثورة. واطلب من الله أن يعينك على التواضع وتأمل في الأمر كثيرًا وافعل كل ما بوسعك كي تبعد التفكير في نفسك وفي قيمتك (وبالأخص بالمقارنة بالآخرين). يمكنك القراءة في القرآن أو الإنجيل، أو قراءة السير الذاتية الملهمة، أو في الكتب، أو حتى في الأدب عن كيفية تحسين حياتك، أو ما يجعلك متواضعـًا ويجعلك تقدِّر قدرات الآخرين وتحترمهم.
    • وحتى إن لم تكن شخصـًا متدينـًا أو روحانيـًا، فالعلم أيضـًا يقتضي التواضع، فهو يقتضي منك التجرُّد من كل أحكامك ومفاهيمك السابقة وإدراك أنك لا تعرف كل شيء أو أنك حقـًا تعرف ما تظن أنك تعرفه.
  5. فلا يوجد شخص كامل أو الشخص الأفضل في كل شيء، فدائمـًا ما ستجد من هو أفضل منك ومن هنا تكون فرصة التعلم من الآخرين. حاول أن تجد أشخاصـًا تطمح بأن تكون مثلهم في جوانب معينة واطلب منهم تعليمك، وبينما أنت تتعلم سوف تنمـِّي صفة التواضع واحترام الآخرين في نفسك، وكلما تشعر بأن تعديت مرحلة التعلـُّم راجع نفسك وابدأ في التعلـُّم من جديد، فسعيك للتعلـُّم يـُعَد اعترافـًا ضمنيـًا بأنه يوجد المزيد والمزيد لتتعلمه في الحياة.
    • ويمكنك أن تصبح متواضعـًا أكثر إن أخذت دروسـًا في شيء لا تعلم عنه شيء مثل صناعة الخزف، أو لغة البرجمة مثلًا لأنك تعرف حينها أن الآخرين سيعلمونك هذا الشيء ويمهدوا لك الطريق، وهذا سيساعدك في إدراك أن كل منا لديه ما يجيده وأن كلنا نحتاج لبعضنا البعض كي نصبح أشخاصـًا أفضل.
  6. فجزء كبير من التحلي بصفة التواضع يكمن في احترامك للآخرين، وجزء من احترام الآخرين يكمن في مساعدتهم. فلتعامل الجميع بالتساوي ولتساعدهم لأن هذا هو الصواب فالكل متساوي معك في الإنسانية. وتوجد مقولة تقول أنك تتعلم التواضع عندما تساعد الآخرين الذين لن يستطيعوا مساعدتك في المقابل، كما أن مساعدة المحتاجين تجعلك تقدِّر النعم التي لديك.
    • وبالطبع لا نحتاج لأن نذكـِّرك بعدم التباهي بما تفعله من عمل تطوعي أو اشتراك في أعمال خيرية. أمر جيد أن تفخر بما تفعله لكن تذكر أن التطوع ومساعدة الغير ليس من أجلك بل من أجل من ساعدتهم.
  7. إن كنت دائمـًا تحاول الوقوف في أول الصف وأن تنهي ما تفعله قبل الآخرين فتحدَّى نفسك بأن تفسح المجال للآخرين مثل كبار السن، والمعاقين، الأطفال، أو حتى الأشخاص المتعجلة لإنهاء أمورهم قبلك.
    • واسأل نفسك دائمـًا: "هل يجب أن أنهي هذا الأمر أولًا وقبل الجميع؟" وغالبـًا ما ستكون الإجابة بـ "لا" في كل مرة.
  8. قل مجاملة لطيفة لشخص تحبه أو حتى لشخص تعرفه بالكاد، قل لزوجتك أنها تبدو رائعة اليوم، أو قل لزميلك في العمل أن ذوقه جيد في اختيار الملابس، أو قل للكاشير أن لديه ابتسامة جميلة، أو حتى تعمـَّق في الأمر وامدح صفات معينة في شخصيات الآخرين. حاول أن تمدح على الأقل شخصـًا واحدًا كل يوم وسترى كم الطاقة الإيجابية التي ستبثها فيهم وتساعدهم أن يقدِّموا الأفضل للعالم.
    • ركـِّز على النواحي الإيجابية عند الآخرين بدلًا من التركيز على أخطائهم ونواحيهم السلبية.
  9. اعترف بأخطائك وقل أنك كنت مخطئـًا عندما تخطيء في شيء ما. وبالرغم من أن قول: "آسف" أمر صعب على الكثير منا لابد وأن تتخلى عن غرورك وتعتذر للشخص الذي أخطأت بحقه أو آذيته، وسوف يسهل عليك الاعتذار بالتعود، بل ومع زوال الصعوبة ستجد بدلًا منها شعورًا بالارتياح لأنك تعمل على إصلاح أخطائك، وسوف يوضح اعتذارك للشخص أنك تقدِّره وأنك تعترف بالخطأ الذي اقترفته.
    • انظر للشخص في عينيه أثناء اعتذارك له أو لها حتى يعرفوا أنك تهتم فعلًا.
    • لا تكرر أخطاءك كثيرًا؛ فالاعتذار عن فعل ما لا يمنحك مبررًا كي تعيد الخطأ مرة أخرى، فتكرار الخطأ سيمنع الناس من الوثوق بك وبما تقول.
  10. فهذه إحدى أفضل الطرق التي تجعلك تقدِّر الآخرين وتشعر بالتواضع أكثر. ففي المرة القادمة التي تتحدث فيها مع شخص ما دعه يتحدث ولا تقاطعه، واسأله أسئلة حول الموضوع لتبقه يتحدث ويشاركك الأمر، وبالرغم من أنك ينبغي أن تشارك في الحديث إلا أنه من الأفضل أن تدع الآخرين يتحدثون عن أنفسهم أكثر مما تتحدث أنت عن نفسك حتى لا تكن تتصرف وكأنك تهتم فقط بما يدور في حياتك أنت.
    • اسأل المتحدث أسئلة لتبين له أنك تفهم ما يقول ولا تنتظر فقط كي ينهي دوره في الحديث لتتحدث أنت، وتذكـَّر أنك إن كنت منشغلًا بالتفكير فيما ستقوله أنت فعلى الأغلب أنك لن تستطيع التركيز فيما يقوله غيرك.
جزء 3
جزء 3 من 3:

اكتشاف أشياء تدعو إلى الاندهاش

PDF download تنزيل المقال
  1. قد تظن أننا قد نندهش كثيرًا أكثر مما نفعل في الحقيقة بما أننا نعرف القليل جدًا عن الكون، لكن الأطفال لديهم حس الدهشة وهذا ما يجعلهم دائمي ملاحظة كل شيء من حولهم ويجعل عندهم قابلية للتعلم. هل تعرف كيف يعمل الميكرويف الموجود بمنزلك؟ هل تستطيع صنع واحد مثله؟ وماذا عن سيارتك؟ هل تفهم كيف يعمل مخك؟ أو حتى دورة حياة الزهرة؟
    • فأسلوب التفكير بأنك "قد رأيت كل شيء" أسلوب بالي ويجعلنا نظن أننا أهم مما نحن عليه في الحقيقة فلا يوجد من رأى كل شيء ولا يوجد من يعرف كل شيء، فحاول أن تندهش مثل الأطفال ولن تصبح متواضعـًا فقط، بل ستصبح لديك قابلية للتعلم أيضـًا.
  2. فالرفق في المعاملة يؤدي بالتأكيد إلى التواضع. إن واجهت مشكلة مع شخص ما حاول قدرما تستطيع أن تمتص غضب غيرك وتحوِّله لشيء إيجابي من خلال تفهـُّم موقفه ومعرفة سبب غضبه واتخاذ رد فعل يتسم بالرفق والاحترام. فممارسة الطيبة مع غيرك ستساعدك في اكتشاف حس الاندهاش لديك بما أنـَّك ستركـِّز فقط على الجوانب الإيجابية في الحياة.
  3. اذهب للتمشية في الحديقة، أو قف إلى جانب شلال من عند قاعه، أو تسلـَّق جبل وانظر للعالم من فوقه، أو اذهب في نزهة طويلة سائرًا على قدمك، أو عُم في البحر أو المحيط. ولتجد أنسب مكان أو فعل بحيث تقضي كثيرًا من الوقت وسط الطبيعة وتتأمل جمال تفاصيلها، واغمض عينيك واشعر بالنسيم يداعب وجهك. وسوف تشعر بالتواضع أمام تلك العظمة المتمثلة في قوة الطبيعة، وكلما شعرت بالاندهاش والاحترام لكل ما خـُلق قبلك وسوف يظل حتى بعد أن ترحل أنت عن الدنيا سوف تدرك مدى ضآلة حجمك في خضم هذا الكون.
    • وسوف يجعلك قضاء الوقت وسط الطبيعة ترى كم أن الكون كبير ومعقد وأنك لست محور الكون.
  4. فاليوجا هي ممارسة للحب والعرفان، وستساعدك على تنمية حس الاندهاش لديك فيما يتعلق بأنفاسك، وجسدك، بالإضافة إلى إدراك كم الحب، والطيبة الموجودون في العالم من حولك. كما ستجعلك اليوجا تدرك أنك ضيف على العالم تقضي به فترة قصيرة ثم ترحل عنه؛ لذلك حاول ممارسة اليوجا مرتين في الأسبوع على الأقل كي تحصد كل الفوائد النفسية والجسدية لليوجا.
    • وتعتمد اليوجا بشكل كبير على التواضع، فلا يوجد بها تنافس أو تباهي بالأوضاع الجديدة التي تعلمتها مثلًا، لأن الأمر كله يعتمد على عملك لكل شيء بوتيرتك أنت فقط.
  5. فالأطفال لديها حس دهشة لا يمكن لشخص كبير أن يضاهيه. فلتقضِ وقتـًا أطول مع الأطفال لترى كيف يقدِّرون ويندهشون من كل شيء في العالم من حولهم، كيف يسألون الكثير من الأسئلة، وكيف أنهم يجدون المتعة والفرح بأشياء صغيرة أو حتى رتيبة جدًا بالنسبة للكبار. فيمكن لزهرة أو بكرة مناديل ورقية أن تكون أروع شيء في العالم في عيونهم - حتى تنقضي فترة الظهيرة مثلًا!
    • لهذا فإن قضاء وقت أطول مع الأطفال سيذكـِّرك كيف أن العالم مكان ساحر حقـًا.

أفكار مفيدة

  • اسأل الأسئلة عندما لا تعرف شيئـًا، أو عندما تعرف القليل، أو حتى عندما تظن أنك تعرف كل شيء.
  • لا تتباهى أبدًا بما لديك، وأعطِ كي تستحق الأخذ.
  • من الجيد أن تتحدث عن نفسك قليلًا، لكن ابذل الجهد حتى تسأل الآخرين عن أنفسهم أيضـًا، كما أن الإنصات للردود التي ستتلقاها أمر جيد جدًا.
  • كن عطوفـًا ومراعيـًا لغيرك، وساعد غيرك، وأعلمهم أنك تقف بجانبهم.
  • قدِّر مواهبك ولا تستهـِن بها؛ فالشعور بالتواضع لا يعني ألا تشعر شعورًا جيدًا حيال نفسك، والاعتزاز بالنفس لا يساوي الفخر، فكلاهما ينبع من إدراك مواهبك ومميزاتك لكن نوع الفخر بالنفس الذي يؤدي بالشخص إلى الغرور يتفرع من عدم الشعور بالأمان أو الثقة في نفسك؛ لهذا فكـِّر في قدراتك واشعر بالعرفان لأجلها.
  • اطلب النصح من ذوي الحكمة والثقة وحاول أن تجد شخصـًا يساعدك على الالتزام إن كانت هذه نقطة ضعف في حياتك، فالغرور يؤدي إلى سقوط الإنسان والوقاية خير من العلاج في هذه الأمور.
  • تعلـَّم الاعتراف بأخطائك ولا تسمح لغرورك أن يقنعك بأن أفعالك لها تبرير دائمـًا.
  • ضع في ذهنك أن للتواضع فوائد كثيرة؛ فهو سيساعدك مثلًا على الشعور بالرضا تجاه حياتك، وسيساعدك على تحمـُّل الأوقات العصيبة، وتحسين علاقاتك بالآخرين. كما أنه أمر هام كي تصبح لديك قابلية كبيرة للتعلـُّم؛ فأنت عندما تظن أنك "تعرف كل شيء" لن تصبح منفتح الذهن ولن تسعى للمعرفة. والتواضع أيضـًا يـُعد أداة جيدة جدًا تساعدك على تطوير ذاتك، لأنك عندما تظن أنك أفضل من غيرك لن يكون عندك دافعـًا للتعلـُّم وتطوير ذاتك. والأهم من ذلك كله أن التواضع يساعدك على الصدق مع نفسك.
  • كن محبـًا وطيب القلب دومـًا فأنت لا تعرف متى يكون شخص ما في أمسِّ الاحتياج إليك.
  • ولتعرف أن عيش حياة تتسم بإنكار الذات أفضل بكثير من عيش حياة أنانية.

تحذيرات

  • ينبغي عليك ألا تخلط بين التواضع والتملـُّق (والتملـُّق هو مدح شخص بشكل مفرط للحصول على شيء من الشخص) وبالرغم من أن الصفتين مختلفتين تمامـًا إلا أن البعض قد يخلط بينهما.
  • ولتعلم أن تصنـُّع التواضع ليس كالتواضع ذاته أبدًا، وغالبًا ما يتصنـَّع البعض التواضع من أجل الحصول على مديح الآخرين، لكن الناس تستطيع التمييز المتواضع بحق من ذاك الذي يتصنـَّع، وحتى وإن غافلت البعض فإنك لن تستطيع الوصول إلى مميزات التواضع التي يتصف بها المتواضع الحقيقي.
  • وبينما يظل التواضع أمرًا جيدًا لا ينبغي عليك التمادي فيه حتى لا تصبح متكئـًا للجميع وتذكـَّر دائمـًا أن خير الأمور الوسط، والتواضع ليست صفة ضعف في الإنسان بل هي صفة قوة كما أن طيبة القلب صفة قوة، فالمطالبة بحقك أو الدفاع عن نفسك مثلًا بطريقة متواضعة ليس أمرًا مستحيلًا بل يتطلب بعض الممارسة فقط، فحاول تدريب نفسك على الأمر ولا تفقد الأمل إن شعرت أنك لا تستطيع التوازن بين الاثنين.

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ٢٤٬٤٣٨ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟