تنزيل المقال تنزيل المقال

الأمر الجميل فيما يتعلق بالشخصية الطيبة والاستقامة، وهما أمران مرتبطان تمامًا، أنهما ضمن أشياء قليلة في الحياة لا يستطيع أحد انتزاعها منك بالقوة؛ فحتى إن أُزهقت روحك، فلن يستطيع أحد إجبارك على الرضا بما تراه خطأ. ما يلي من خطوات لا يمكن القيام به دفعة واحدة، ولا ينبغي ذلك؛ فكل منها يحتاج وقتًا كي تحسن فهمه وتطبيقه في حياتك. تعلم عن فضائلك وقِيَمك، وكيف تنعكس على حياتك والعالم من حولك.

جزء 1
جزء 1 من 2:

تنمية حس بشخصيتك

تنزيل المقال
  1. كثيرًا ما يساء فهم المراد بهذه الكلمات أو يُوسع معناها أكثر من اللازم. عليك فهم معناهما الحقيقي:
    • في هذا السياق، تعني الشخصية مجموع الصفات التي لدى شخص ما أو مجموعة من الناس، ومدى قوة الحس الأخلاقي والأدبي لديه، وطبيعة صفاته وعاداته وقدراته. الشخصية تصف أي إنسان أنت وتعكس جوهرك، وترسم مسار سلوكياتك بشكل إيجابى كما هو منشود.
    • الاستقامة هي التزام لا يتزحزح بقواعد أخلاقية وقيمية صارمة سليمة لا تفسد وتامة لا تتجزأ. [١]
    • يمكن تلخيص الاستقامة ببساطة على أنها فعل الصواب للسبب الصحيح حتى فى الخفاء.
  2. يستمد بعض الناس مبادئهم الأخلاقية من الدين، والبعض الآخر يتجه للفلسفة الأخلاقية أو يضع مبادئه لنفسه بناءً على خبراته.
    • هناك اتجاهان مختلفان للمبادئ الأخلاقية: النفعية (أو العواقبية) والواجبية. المذهب الأول يركز على تحقيق أقصى قدر من المنفعة العامة.
    • على سبيل المثال، لا يرى أصحاب هذا المذهب خطأً في إتلاف الممتلكات إن كان ذلك يعني حماية قرود تجرى عليها تجارب غير أخلاقية. [٢]
    • في مقابل ذلك، يرى المؤمنون بمذهب الواجبية أن هناك أشياء هى ببساطة خطأ بغض النظر عن العواقب المحتومة. قد يرى المقتنع بهذا المذهب أن إتلاف الممتلكات خطأ مهما كان السبب الدافع له. [٣]
    • ليس عليك أن تعتنق اتجاهًا بكامله دون الآخر؛ إذ أنك تستطيع، مع اتضاح مفاهيم الصواب والخطأ لديك، أن تحدد ما إذا كنت ترى هذا الموقف أو ذاك في هذه الظروف أو تلك صوابًا أم خطأً.
  3. انظر في خياراتك السابقة وحدد القَدْر الذي كنت تلتزم فيه بمبادئك.
    • مع ذلك، لا تضيع الوقت في الشعور بالذنب والندم. فكر في أخطائك واعترف بها، وابذل وسعك لتفاديها في المستقبل.
  4. لا معنى لأن تبدأ من الصفر عند تحديد كيفية العيش باستقامة. تعلم ممن سبقوك، سواء ممن تعرفهم في حياتك الخاصة أو من الشخصيات التاريخية التي اتصفت بالاستقامة، وقد ترى في اتخاذ الأفاضل قدوة تحفيزًا لك على الاستقامة في حياتك أنت. [٤]
    • إذا كان في حياتك من تراه قدوة أخلاقية، فالتقِ به لتتحدثا معًا. اسأله عن كيفية العيش وفق خياراتك أنت، وبالتحديد كيف تحافظ على منطلق إيجابي في الحياة، وكيف يتعامل مع نَزَعات الارتداد والاستسلام والمساومة في القيم وعدم إعلاء الحقائق فوق أى رأي شخصي المبني على المنفعة الخاصة.
    • لا تقلد غيرك، وأبقِ في اعتبارك أنك تختلف عنهم، وحياتك تختلف عن حياتهم؛ ولذلك عليك ألا تحاول تقليد شخصية غيرك أو هويته؛ بل تعلم من الآخرين واستعِن فقط بما يتلاءم بصدق معك أنت.
  5. لقد بدأت في رحلة تمتد بطول عمرك وستقابل عقبات كثيرة. اعرف لنفسك متى تتصرف باستقامة واعترف لها حين لا تفعل، لكن لا تيأس أو تفتُر عن أهدافك وغاياتك إذا زللت أو أخطأت؛ فكما تسامح غيرك، على الأرجح، على أخطائهم مع الوقت، تعلم ألا تقنط من نفسك.
  6. حدد لنفسك مجموعة من المبادئ والقواعد الأخلاقية ترى أنها ستؤدي إلى حياة سعيدة راضية صالحة، وتساهم في عالم أفضل.
    • كن على استعداد لتقويم قواعدك كلما ازدت خبرة في الحياة. يمكن أن يتطور إحساسك بالصواب والخطأ ومنطقك الأخلاقي، ويتغير مفهوم أغلب الناس عن الصواب والخطأ مع كل مرحلة من مراحل النضج. [٥]
    • ستعتمد القواعد الأخلاقية التي تعيش على أساسها على قيمك الخاصة.
  7. لمعرفة أي نوع من القواعد الأخلاقية تريد أن تعيش به، عليك التفكير في القيم ذات الأهمية عندك. قد يساعدك في تحديد تلك القيم أن تسأل نفسك بعض الأسئلة [٦] :
    • فكر في شخصيتين تعجبانك كثيرًا. ما الذي يثير إعجابك فيهما؟ هل هي أن تلك الإنسانة صدوقة دائمًا، حتى إن كان ذلك يلحق بها اللوم؟ هل هذا الشخص لا يبخل بوقته؟ ما الذي يلهمك من صفاتهما؟
    • إذا أتيح لك تغيير شيء واحد فقط في منطقتك التي تعيش فيها، فما هو؟ ما أهمية إحداث التغيير في هذا الشيء بعينه وليس في أي شيء آخر لفت انتباهك؟ على سبيل المثال، هل تريد أن تجعل قضية ما أكثر عدالة؟ هل تريد أن يحترم الناس وطنهم بشكل أكبر؟
    • حاول تذكر أي أوقات حياتك كنت فيه أكثر رضا وهناءً من أي وقت آخر. ماذا كان يجري في ذلك الوقت؟ ماذا ترى كان السبب في إحساسك هذا؟
    • أي القضايا العالمية تجعلك أكثر حماسة أو ضيقًا من غيرها؟ لم تظن أنها تسبب فيك ذلك؟ هل استكشاف الفضاء هو ما يستحثك؟ وإذا كان كذلك، فربما كان ذلك لأنك تثمّن مساعدة البشرية عن طريق العلم؟ هل أكثر شيء يحزنك القراءة عن مشكلة الجوع؟ وإذا كان الأمر كذلك، فقد يكون من قيمك الاعتناء بالآخرين والإحساس بمشاكلهم.
  8. فور أن تنتهي من إجابة الأسئلة، تفحص إجاباتك بحثًا عن أنماط أو قواعد أخلاقية تتضح منها. على سبيل المثال، قد تُعجب بصديق لا يذكر الآخرين بسوء أبدًا، وقد تكون قد شعرت بالرضا عندما كانت أمامك الفرصة لاغتياب شخص ما لكنك امتنعت. ربما تعجب بشخص ترى فيه التقوى والصلاح، وهذا يشير إلى قوة الجانب الديني عندك وأثره في القواعد الأخلاقية التي تريد اتخاذها لنفسك. [٧]
جزء 2
جزء 2 من 2:

العيش باستقامة

تنزيل المقال
  1. انظر في النهج المثالي في التصرف كما تراه بناءً على القيم التي عرفتها، وانظر في سلوكك الحالي، وخذ خطوات في تغيير حياتك لتتفق أكثر مع الحياة المستقيمة كما تراها.
    • يمكنك القيام بذلك عن طريق تحري الفرص لإعمال الاستقامة، وكذلك عن طريق وضع التغيير نحو الاستقامة موضع الأولوية في حياتك، وعن طريق الانتباه للمواقف التي تعطيك المجال للتصرف بالطريقة التي تريد.
    • على سبيل المثال، لنقل أنك تريد أن تصبح أكثر كرمًا. لا تجلس مكانك وتنتظر أن تأتيك فرص الكرم؛ فقد تفوتك الفرص في الحياة إن لم تسعَ لها. يمكنك، في هذه اللحظة، أن تبحث عن جمعية خيرية محترمة وتساهم بوقتك أو بمالك. يمكنك أن تخرج من بيتك وتتصدق على فقير بما يسمح له بأن يشتري وجبة غداء، أو يمكنك أن توالي سلسلة الخير وتدفع ثمن تذكرة المترو لمن يقف خلفك في الصف.
  2. قل لنفسك أن بوسعك تنفيذ ما قررته. قد تلاقي صعوبات وعثرات، لكنك ستكون أقدر على التحكم في سلوكك إن اعتقدت بقدرتك على ذلك وعلى التحسين من نفسك. [٨]
    • لكي تثق بقدرتك؛ تذكر النجاحات التي حققتها من قبل. سيريك هذا دليلًا واضحًا على إمكانية نجاحك في أن تصبح الإنسان الذي تريد؛ لأن هذا قد حصل من قبل.
    • فكر كذلك في الكيفية التي حسّنت بها من نفسك سابقًا واستعن بهذا العلم في تذكير نفسك بأن الأمر ممكن في المستقبل كذلك.
  3. الاستقامة وتقدير النفس أمران مرتبطان؛ فالانحراف الأخلاقي يقوض من احترامك لنفسك، والثقة بالنفس تعينك على مواجهة التحديات والعيش باستقامة عن طريق فعل الصواب وإن كان صعبًا. [٩]
    • هناك طرق متعددة لتحسين الثقة بالنفس. ابدأ بوضع توقعات معقولة من نفسك وألا تبتئس إن قصّرت أحيانًا. إذا كنت تنتظر من نفسك نجاحات شاهقة، فستخفق طيلة الوقت وتكون في عينيك 'فاشلًا' مع أن واقع الأمر هو ألا أحد أو قلة معدودة على الأرجح يمكنهم الوصول لما وضعته لنفسك من أهداف. [١٠] يمكنك كذلك تحسين ثقتك بنفسك بأن تكون مستعدًا لتعديل صورتك الذهنية، وهي نظرتك لنفسك كإنسان. يمكن القيام بذلك عن طريق تعديل قناعاتك عن نفسك وأنت على مسار التغيير. [١١]
    • على سبيل المثال، إذا كنت تشارك بشكل نشط في بعض الرياضات من قبل، فقد يكون جزء من ثقتك بنفسك يأتي من رؤيتك لنفسك كشخص رياضي. مع ذلك، وبمرور الوقت، تتغير المسؤوليات والأولويات في الحياة وقد لا يتاح لنا نفس الوقت لممارسة الرياضة. فكر في كيف ترى نفسك الآن بدلًا من الماضي.
    • بدلًا من أن ترى نفسك رياضيًا 'فاشلًا' أو 'أفل نجمه'، انظر لنفسك بصورة أكثر إيجابية بناءً على ما تقوم به الآن. قد تكون أبًا أو شقيقًا مخلصًا، أو موظفًا يسعى لإتقان عمله. ضع هذا الأمر في أسس رؤيتك لنفسك، وقد ترى ثقتك بنفسك تتحسن والعيش باستقامة أسهل عليك. [١٢]
  4. مهما كانت تلك القرارات صغيرة أو كبيرة، ومهما كانت درجة تقريبها إياك من الشخصية التي تريد أن تكون عليها، فكن مدركًا بالكامل لقراراتك وما تنطوي عليه.
    • يتضمن جزء من هذا أن تعي عواقب قراراتك على نفسك وعلى الآخرين. كمثال لكيف يمكن لقرار بسيط أن يرتبط باستقامة المرء، تخيل أنك تتناول الطعام مع أصدقائك ولم يبق سوى شطيرة واحدة. أنت تريدها، لكنك ترى صديقك يريدها كثيرًا هو الآخر، كما تعرف أنه لم يتناول إفطارًا ذلك اليوم. فكر في عواقب أخذك تلك الشطيرة على نفسك وعلى صديقك.
    • سيكون صديقك أكثر جوعًا إذا لم يأكل تلك الشطيرة. إذا علمت أن صديقك أحوج لها منك لكنك أكلتها مع ذلك، فقد يؤثر هذا على حسك الأخلاقي؛ أي أنك إذا انتقصت من استقامتك ولو في القليل، فقد يغير هذا من نظرتك لنفسك ونظرة الآخرين لك كشخص طيب.
  5. سيكون أسهل عليك العيش باستقامة إذا اتخذت خطوات لتجنب التواجد في محيط قد ينحدر بك.
    • على سبيل المثال، إذا صاحبت من يدمن المخدرات بما يتضارب مع حس الاستقامة عندك، فاسعَ لإخراج هذا الشخص من محيطك عن طريق البحث عن أصدقاء جدد. سيكون أصعب عليك أن تدمن المخدرات وتنتهك حسك الأخلاقي إذا لم يكن حولك أصدقاء سوء!
  6. ينطوي العيش باستقامة على التزام قواعدك الأخلاقية مهما كان رأي الآخرين. لا ترضخ لمن يريد أن يحملك على ما لا تريد فعله. [١٣]
    • إذا حاول أحدهم أن يجعلك تفعل ما لا تود فعله، فذكر نفسك بأنه لن يتطوع ليحمل عنك وزرك، وأن عاقبة التصرف ستكون في عنقك وضميرك أنت.
  7. لا تكن فظًا في تعاملاتك مع الآخرين. اتبع الآداب المتعارف عليها كعدم التجشؤ على المائدة أو رفع صوت الأجهزة في الليل والناس نيام، ولا تغتَب أحدًا. [١٤]
  8. ضع نفسك مكان الآخرين وانظر للمواقف من منظورهم. قد تجد هذا صعبًا، لكنه سيجعلك أقرب للتصرف بشكل أكثر ودًا (أي بطرق أقرب لمفهومك عن الاستقامة). [١٥]
    • لكي تتشاعر مع غيرك، فكر في الموقف الذي هو فيه، واسأل نفسك ما إذا كنت قد مررت بهذا الموقف من قبل. إذا كانت الإجابة بنعم، ففكر في شعورك حينها. فكر كذلك في ظروفه هو وكيف تختلف عن ظروفك، وكيف أن ذلك الاختلاف قد يجعل مشاعره في الأمر غير مشاعرك. إذا لم تكن قد مررت بمثل هذا الأمر من قبل، فتخيل نفسك فيه وكيف قد تشعر.
    • على سبيل المثال، إذا سألك مشرد بلا مأوى بعض المال كي يشتري طعامًا، ففكر في شعورك لو كنت جائعًا وبردان وليس فوق رأسك سقف.

أفكار مفيدة

  • ستشعر على الأرجح بثقتك في نفسك وعزمك ينموان مع كل تحدٍ تقابله وتتغلب عليه في أمر الثبات على مبادئك أيًا كانت.
  • لا تسأل "بم نفعني العالم؟"، بل اسأل "بم أنفع العالم؟".
  • اقرأ سيرة فيكتور فرانكل الناجي من معتقلات النازيين في الحرب العالمية الثانية، والتي يلخصها هذا الاقتباس:

    "من عاش بيننا في تلك المعسكرات يتذكر الرجال الذين كانوا يتنقلون بين الأكواخ لمواساة الآخرين، ويؤثرونهم بآخر قطعة خبز لديهم. قد يكونون قلة، لكنهم دليل كافٍ على أنك تستطيع سلب الإنسان أي شيء إلا شيئًا واحدًا، وهو أعمق حرية لديه: أن يختار فكره ومنطلقه في أي ظرف كان - أن يختار طريقه الذي سيسلك."

  • سجل في دفتر يوميات تقدمك يومًا بيوم. بهذه الطريقة يمكنك أن تتذكر نجاحاتك في يوم صعب تكافح فيه للتمسك باستقامتك.

تحذيرات

  • احذر من يحاول صرفك عن الاستقامة والشخصية الحسنة. قد يحاول هؤلاء أن يتحججوا بألا أحد كامل، وقد يغيظونك بوصفك بالمثالي. عليك الانتباه إلى أن عدم تمام الكمال لبشر لا يعني أن تنتهك ما تؤمن بصوابه. من المفيد أن تتعلم من أخطائك، لكن ليس علينا تعمد ارتكاب الأخطاء لكي نتعلم منها. تذكر أن السعي نحو الكمال والكمال نفسه أمران مختلفان، فالأول لا يُترَك والثاني لا يُدرَك.
  • شخصية كل إنسان متفردة فلا تحاول استنساخ شخصية غيرك، وابنِ شخصيتك على أساس من ميولك ونقاط قوتك. التقييم الذاتي ومراجعة النفس وتَبَصُّر ما في داخلك وغيرها تفيد في الوصول لمصدر تفردك والعمل عليه.

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ٥٬٢٢٨ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟