تنزيل المقال تنزيل المقال

سواء كانت فاجعة موت شخص تحبه أمرًا متوقعًا أو مفاجئًا، ففي كل الأحوال يبقى الشعور أنّ هذا كله غير عادل، سواء للشخص المُتوفّى أو الأشخاص الذين تركهم خلفه، وإذا كنت تتعافى من فاجعة موت شخص تحبه فإنك غالبًا ما ستختبر التجربة الأقسى في حياتك، على الرغم من أنك ستظل دومًا تفتقد أحباءك، إلا أنّ هناك بعض الوسائل التي قد تساعدك لكي تستطيع التقدّم في حياتك حتى تستطيع تكريم ذكراهم والبقاء حاضرًا في حياة الذين يعيشون معك.

جزء 1
جزء 1 من 3:

تخطي مرحلة الحِداد

تنزيل المقال
  1. على الرغم من أن شعور الحزن هو شعور مؤلم جدًا، إلا أن تخطّي هذا الألم ضروري لكي تشفى وتتخطى هذه الخسارة الكبيرة في حياتك، [١] حاول أن تتجاوز الرغبة في أن تنغلق على نفسك أو أن تخّدر مشاعرك أو أن تدّعي أنك لم تفقد شخص تحبه بالفعل، لا تنكر أن هناك شيئًا ما سيئًا قد حدث في حياتك وأنك تتألم، فالحزن أمرٌ صحيٌ وليس ضعفًا. [٢]
  2. يختبر كل شخص مشاعر الحزن بشكل مختلف عن الآخرين، إلا أن الجميع يمرّون غالبًا بمراحل مشتركة، وعلى الرغم من أن نظرية "مراحل الحزن" لا يتبناها كل الأطباء النفسيين في تشخيصاتهم، إلا أن الدراسات الحديثة تُشير إلى أنها تجسد مراحل خوض تجربة الحزن عند الغالبية العُظمى من الناس، [٣] ومعرفتك بهذه المراحل يحضرّك للمشاعر القوية التي تستحضرها هذه التجربة، ربما لن تزيل معرفتك بهذه المراحل التي ستمر بها مشاعر الألم، إلا أنها ستقويك في مواجهته.
    • لاحظ أنك ربما لن تمر بهذه المراحل بنفس الترتيب، حيث أن بعض الأشخاص الذين يمرّون بهذه التجربة قد يكررون إحدى المراحل أو يتوقفون عند مرحلة معينة لفترة طويلة أو يختبرون عدة مراحل في نفس الوقت، أو يختبرون كل المراحل بترتيب مختلف تمامًا، بل إن في بعض الأحيان يستطيع الأشخاص الذين فقدوا ذويهم تخطي الحزن والتعامل مع حياتهم بسرعة وبدون المرور بأي من هذه الخطوات على الإطلاق، [٤] وتذكّر أن كل شخص يتعامل مع الحزن بطريقة مُختلفة عن الآخرين، إلا أن تعريف مراحل الحزن يظل عنصرًا مساعدًا أثناء مرورك بهذه التجربة الصعبة. [٥]
  3. قد تشعر بشيء من خدر المشاعر فور موت شخص عزيز لديك، وقد تعاني من إنكارهذه الحقيقة ولا تستطيع تصديق واقع أن هذا الشخص قد رحل فعلًا عن عالمنا، [٦] هذه المشاعر عادةً ما يعاني منها الأشخاص الذين يختبرون فاجعة الموت المُفاجئ، [٧] وبسبب مشاعر عدم التصديق هذه التي قد تعتريك فإنك قد تفقد القدرة على البكاء أو إظهار المشاعر، هذه ليست علامة على فقدان الاهتمام، بل على العكس، فإن هذه قد تكون علامة على أنك تهتم حتى أكثر من العاديّ، قد تصبح مشاعر الإنكار عاملًا مُساعدًا أثناء المرور بالأيام الأولى في الحزن، مما يسمح لك بترتيب الأمور المُتعلقة بالجنازة والاتصال بالأقارب ومعالجة المسائل المالية، [٨] غالبًا ما تساعد الجنازة واستقبال العزاء على تقبّل الأمر كحقيقة واقعة. [٩]
    • إذا كان موت هذا الشخص أمرًا متوقعًا من فترة طويلة، فقد لا تمر بمرحلة الإنكار، على سبيل المثال إذا كان هذا الشخص العزيز يعاني لفترة طويلة من مرض مُميت، فإنك على الأرجح سوف تمر بمرحلة الإنكار وعدم التصديق قبل موته. [١٠]
  4. بعد أن تستوعب حقيقة الموت كأمر واقع، قد ينتابك شعور بالغضب، وقد تبدأ في توجيه هذا الغضب نحو نفسك أو عائلتك أو أصدقائك أو أشخاص لم يخوضوا فاجعة الموت قريبًا أو طبيبك أو أحد المسؤولين عن ترتيب الجنازة أو حتى الشخص الذي قد مات للتو، [١١] لا تؤنب نفسك بسبب هذا الشعور بالغضب، حيث إن هذه المشاعر طبيعية وصحية.
  5. عند فقدان شخص تحبه، ربما تبدأ في التفكير في كل الأشياء التي كان من الممكن أن تقوم بها لمنع موته، [١٢] وقد يتملكك الشعور بالندم فتبدأ في التفكير فيما كان يمكن أن تفعله لتُعيد فقيدك للحياة مرة أخري، لكن إذا وجدت نفسك تفكر في أفكار مثل: "ماذا لو كنت فعلت شيء ما بشكل مختلف" أو "أقسم أنني سأصبح شخصًا أفضل في حياتي إذا عاد من موته مرة أخرى"، فغالبًا هذا يعني أنك في خضم مرحلة الحزن، تذكر فقط أن الموت ليس عقاب سماوي نتيجة خطأ أنت ارتكبته، حيث أنك لا تستحق الألم، ومن الطبيعي أن يأتي الموت بشكل مفاجئ وعشوائي وغير منطقي.
  6. هذه المرحلة قد تكون الأطول في مراحل التعامل مع الحِداد، وقد يصاحبها بعض الأعراض الجسمانية مثل فقدان الشهية والأرق ونوبات البكاء، ربما تشعر بالرغبة في الانعزال والتعامل مع حزنك وحيدًا، [١٣] هذا الحزن والاكتئاب هما أمران طبيعيان جدًا، ولكن إذا شعرت بميل لإيذاء نفسك أو فقدت القدرة على الأداء بفاعلية، فربما أنت في حاجة إلى مراجعة طبيب أو مُعالج نفسي. [١٤]
  7. التقبل جزء من عملية الحداد، وتقبلك يعني أن تتعلم كيف تعيش بدون هذا الشخص العزيز، وبينما لن تتخلص يومًا ما بشكل كُلًي من الشعور بالفقد، إلا أنك ستتمكن من تأسيس حياة طبيعية، أحيانًا يشعر الناس بالذنب عندما يتمكنون من الحياة بشكل طبيعي بعد فقد أحد الأحباء، ويشعرون أن الاستمرار في الحياة بمثابة الخيانة لذكراهم [١٥] ، لكن تذكّرعلى أية حال أن هذا الشخص العزيز لا يريد لك أن تظل مُكتئبًا للأبد، ومن المهم أن تعيش حياتك بطريقة تكرّم من خلالها ذكراه وتقدّر المنح التي وهبك إياها قبل وفاته.
  8. حيث أن معظم مراحل الحِداد قد تستغرق سنة تقريبًا، إلا أن هذا الحزن قد يُعاود الظهور في أوقات مُفاجئة أحيانًا على مدار الأعوام التالية، مثل أوقات الأعياد والمناسبات والذكريات السنوية أو حتى أثناء مرور أيام حزينة أخرى [١٦] ، تذّكر فقط أنك لن تتمكن من تخطي مشاعر الحزن طبق جدول زمني ما، حيث أن الناس يتعاملون مع الحزن بطرق مُختلفة، وقد تظل تتعامل مع حزنك لبقية حياتك.
    • من الطبيعي أحيانًا أن تختبر مشاعر الحزن والحداد لسنوات عديدة، إلا أن هذه المشاعر يجب ألا تصبح عائقًا أمام استعادتك لحياتك الطبيعية، وإذا كنت غير قادر على أداء مهامك بشكل فعّال بسبب عدم قدرتك على تجاوز هذه المشاعر، حتى بعد سنوات من هذه الخسارة، فربما أنت في حاجة للجوء إلى معالج نفسي متخصص في الأمور المتعلقة بالحِداد، وقد تبقى هذه المشاعر جزء من حياتك بشكل دائم، إلا أنها لا يجب أن تتحكم في حياتك. [١٧]
  9. معظم مراحل الحزن التي قد تمر بها تشجع على الرغبة في الوحدة والانعزال، وعلى الرغم من أنك ستمر بالكثير من الأوقات التي تتملكَّك فيها الرغبة في العزلة، إلا أنك ستجد الكثير من العزاء في صحبة آخرين ممن يشاركونك مشاعر الحزن والحِداد على فقيدكم العزيز، قُم بمشاركة مشاعرك المؤلمة وحُزنك مع مجموعة الدعم المقرّبة منك كما تتشاركون في ذكرياتكم السعيدة عن فقيدكم أيضًا [١٨] . لأنهم سيتمكنون من فهم مشاعرك وألمك أكثر من أي شخص آخر في هذا الوقت، مشاركة مشاعر الألم من شأنها أن تساعدكم جميعًا على البدء في تخطي هذه المشاعر.
  10. حيث أن الأشخاص الذين يمرون بنفس مشاعرك ويشعرون بالحِداد مثلك سيتفهمون ألمك، لكن الآخرين الذين لا يشعرون بنفس المشاعر سيكونون أقدر على مساعدتك لكي تستعيد مسار حياتك مرة أخرى، لا تتردد في طلب المساعدة للعناية بأطفالك أو منزلك أو حتى لتشتيت نفسك للتوقف عن التفكير في موت فقديك. [١٩]
    • لا تترد في طلب ما تحتاجه بوضوح. اطلب طعامًا من أحد أصدقائك إذا كنت تعاني من نقص الطعام أو إذا كنت لا تمتلك الطاقة لأداء المهام اليومية كتوصيل أطفالك للمدرسة، فربما يمكنك طلب هذه الخدمة من أحد جيرانك، قد تتفاجأ من استعداد الناس لتقديم المساعدة.
    • لا تشعر بالحرج بسبب انخراطك في مشاعر الحِداد، فعلى غير المُتوقع، قد تجد نفسك تُعيد سرد نفس القصص مرارًا وتكرارًا أو قد تنتابك مشاعر الغضب في وجود الآخرين، لا تشعر بالخجل من هذه التصرفات حيث أنها طبيعية، وتوقّع التفهّم من الأشخاص القريبين منك والمحيطين بك. [٢٠]
  11. بينما من الشائع أن معظم الناس يستطيعون تخطّي مرحلة الحداد بشكل مستقل أو بمساعدة الأصدقاء والعائلة، إلا أن نحو 15-20% من الأشخاص الذين يمرون بالحِداد يحتاجون دعماً إضافيًا، [٢١] إذا كنت تشعر بالعزلة أو إذا كنت تعيش بعيدًا عن أصدقائك أو عائلتك أو إذا كنت تشعر بصعوبة في التعايش مع الحياة بفاعلية، فأنت غالبًا تحتاج إلى مزيد من الدعم، [٢٢] اطلب من طبيبك أن يوصي لك بمستشار متخصص في التعامل مع حالات الحِداد وموت الأقارب ، أو إحدى مجموعات الدعم، أو طبيب نفسي يساعدك أن تتجاوز هذه المرحلة.
    • إذا كنت شخص متديّن، فربما يجب أن تتوجه إلى المسجد أو الكنيسة أو أحد المؤسسات الدينية، حيث يمكنك أن تجد هناك النصح والإرشاد، كثير من القادة الروحيين لديهم خبرة في مواساة الأشخاص الذين يمرون بتجارب مشابهة، وقد تستفيد من حكمتهم ومواساتهم.
جزء 2
جزء 2 من 3:

التأقلم على الحياة في غياب الفقيد العزيز

تنزيل المقال
  1. قد تعاني في الأيام والأسابيع التالية مباشرة لموت هذا الشخص من انقطاع أو تغير كبير في عاداتك اليومية من نوم وطعام وممارسة للتدريبات الرياضية، لكن بعد مرور بعض الوقت، عليك أن تعيد التوازن إلى تلك التفاصيل وأن تعيد ممارستها بشكل صحي، لكي تبدأ في إعادة وضع حياتك على المسار الصحيح.
  2. حتى لو لم تشعر بالجوع، حاول أن تأكل ثلاث وجبات يوميًا في مواعيد منتظمة، [٢٣] لأن تناول الطعام الصحي المغذي على فترات منتظمة يساعد على تحسين حالتك المزاجية وسيعيد لك الإحساس بأن الحياة عادت طبيعية بعد التجربة الصعبة التي مررت بها.
    • قاوم أي رغبة في تناول الكحوليات أو أي نوع من المخدرات، ربما يبدو لك في البداية أن مثل تلك المواد المخدرة أو الكحوليات مُعيِنة لك على تجاوز الأزمة، لكنها على العكس من ذلك تزيد من صعوبة التعافي على المدى البعيد، والعادات الصحية السليمة أكثر فاعلية وقدرة على مساعدتك في استعادة حياتك بشكل طبيعي. [٢٤]
  3. قد تشكل التمارين الرياضية تشتيتًا صحيًا لك عن الحزن، فممارسة المجهود البدني تمنح عقلك بعض من الراحة حتى ولو لدقائق، [٢٥] كما أن التمارين الرياضية تساعد على رفع معنوياتك خاصةً إذا مارستها في خارج المنزل في طقس مشمس. [٢٦]
  4. قد لا تتمكن من النوم بشكل جيد في فترة الحداد الأولى، لكن هناك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدك على أن تحظى بقدر أفضل من النوم ليلًا، وتساعدك على استعادة نمط نوم صحي [٢٧] .
    • جرب النوم في مكان بارد ومُظلم.
    • تجنّب الشاشات ذات الإضاءة الساطعة قبل الذهاب النوم.
    • قُم بوضع عادات في موعد ما قبل النوم، مثل قراءة كتاب أو الاستماع إلى الموسيقى.
    • تجنّب شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحوليات قبل الذهاب لموعد النوم.
    • إذا كان الفقيد يشاركك الفراش في العادة، حاول أن تنام في نفس الجانب الذي كان ينام عليه لبعض الوقت، فقد يشعرك ذلك بأنك متصل به بطريقة ما، وسيقلل من ضيقك وشعورك بفراغ ذلك الجزء من السرير كلما نظرت إليه. [٢٨]
  5. إذا منعتك عاداتك القديمة من استعادة حياتك بشكل طبيعي، حاول أن تفكر في أنماط حياة جديدة عليك لفترة من الوقت، وهذا لا يعني أنك تتخلى عن شريكك الذي فقدته، بل يعني أنك تخطط لمستقبلك. [٢٩]
    • إذا كانت الموجودات في المنزل تذكرك باستمرار بمن فقدت، فحاول أن تعيد ترتيب المنزل بطريقة مختلفة.
    • إذا تعودت مشاهدة برنامج ما معه، حاول أن تبحث عن شخص جديد يشاطرك مشاهدة البرنامج.
    • إذا كان هناك طريق أو شارع ما يذكرك به، حاول أن تبحث عن طريق جديد.
    • تذكر أنه يمكنك أن تعود إلى نشاطاتك القديمة بعد أن تمر بمرحلة الحداد، فليس الهدف هو أن تنسى شريكك، بالعكس من ذلك، فأنت تحاول أن تمضي قدمًا بحياتك، وهذا سيساعدك على تذكر هذا الشخص العزيز بسعادة وبهجة بدلاً من أن ترتبط ذكراه بالحزن المستمرّ الذي يعيقك عن الاستمرار في حياتك.
  6. بعد أن تمر بفترة الألم الأولى بعد تجربة الفقد، حاول أن تعود مرة أخرى إلى عاداتك القديمة والروتين القديم الذي كنت عليه مرة أخرى، لأن هذا سيشتت تفكيرك عن الألم وسيجعلك تشعر بأن حياتك العادية قد عادت من جديد، وهذه الأنشطة مهمة على وجه الخصوص إذا كانت مرتبطة برفقة الأصدقاء والمعارف.
  7. بعد مرور بعض الوقت، ربما عليك أن تفكر في العودة إلى العمل، قد تعود للعمل لأنك تحب عملك، وقد تعود إليه حتى تحافظ على دخلك المادي، وعلى الرغم من أن عودتك إلى العمل ستكون صعبة في بدايتها، إلا أنها ستساعدك في التفكير في المستقبل بدلًا من التفكير في الماضي.
    • اطلب جدول أعمال خفيف نسبيًا إذا أمكن. قد لا تعود إلى العمل بصورة كاملة مرة واحدة، فقد تعمل في البداية بدوام جزئي أو بمهام أقل من المعتاد، تكلم مع زملاءك في العمل إذا كام بمقدورهم مساعدتك في ذلك. [٣٠]
    • تواصل مع الآخرين في مكان عملك حول احتياجاتك، إذا كنت لا ترغب في الحديث عن وفاة فقيدك في مكان العمل فيمكنك أن تطلب من زملاء عملك أن يتجنبوا الحديث في هذا الموضوع، أما إذا كنت بالفعل ترغب في الحديث عن الأمر فمن الممكن أن يساعد مستشار العلاقات العامة زملاء عملك على أن يناقشوا معك هذا الأمر الحساس بطريقة لائقة. [٣١]
  8. من المحتمل أن تشعر بالرغبة في بيع منزلك مثلًا أو الانتقال إلى مدينة أخرى بعد حالة الوفاة، إلا أن مثل هذه القرارات لا يجب أن تُعامل باستخفاف، خاصًة إذا كنت تعاني من الاضطراب العاطفي، خُذ بعض الوقت للتفكير في العواقب قبل أن تتخذ أي قرارات دائمة، وربما من الجيد أيضًا أن تستشير معالجك النفسي.
  9. إذا كان هناك مكان كنت تفكر في زيارته دومًا، أو إذا كان هناك هواية لطالما رغبت في تجربتها، على الأرجح فإن هذا هو الوقت الأمثل لفعل شيء جديد، على الرغم من أن هذه التجارب الجديدة لن تفصلك عن مشاعر الألم، إلا أنها قد تكون فرصة جيدة لك لتقابل أشخاص جُدد ولتكتشف طرقًا جديدة للسعادة، [٣٢] ويمكنك أيضًا أن تضع في اعتبارك القيام بهذه الأنشطة الجديدة مع الأشخاص الذين يتشاركون معك حالة الحِداد، بحيث يتسنّى لكم تخطي هذه المرحلة سويًا والتقدّم في حياتكم سويًا.
  10. ربما تشعر ببعض التشتت بعد فاجعة وفاة شخص عزيز لديك، وقد تقوم ببعض الأخطاء في عملك أو تتهاون في بعض الأعمال المنزلية، ومن الضروي أن تسامح نفسك على مثل هذه الأخطاء التي قد ترتكبها أحيانًا، هذه أمورطبيعية ومُتوقعة، حيث أنه لا يُفترض أن تتصرف وكأن شيئًا لم يحدث، وهذه الفترة قد تستغرق بعض الوقت حتى تبدأ في استعادة الشعور الطبيعي بعد الخسارة التي تعرضت لها، امنح نفسك بعض الوقت للتعافي. [٣٣]
  11. حتى بعد أن تُعيد بناء حياتك الخاصة بعد هذه الفاجعة، سيعاودك الحزن في أوقات غير متوقعة، [٣٤] فكّر في مشاعر الحزن مثل موجات تنحسر أحيانًا وتعود أحيانًا، [٣٥] اسمح لنفسك أن تشعر بهذه المشاعر متى راودتك وتواصل مع أصدقائك عندما تحتاج لذلك.
جزء 3
جزء 3 من 3:

تكريم ذكرى الفقيد العزيز

تنزيل المقال
  1. ليس الهدف من تلك المراسم فقط هو تكريم الفقيد، بل إنها تساعد أحبابه على تقبل الخسارة، وتشمل الجنازة والعزاء العديد من تلك الطقوس، مثل ارتداء لون معين أو تلاوة بعض الأدعية أو الصلوات، التي تسمح لمجموعة من الناس أن تتشارك مشاعرالحزن التي يشعرون بها، وبغض النظر عن ثقافتك وثقافة هذا الشخص الذي رحل عنك، فإن تلك الطقوس ستساعدك على التقدّم في أولى خطوات التعافي من الحزن.
  2. أظهرت الدراسات أن مثل تلك العادات تساعد الشخص الذي يمر بفترة الحداد على الاستمرار في حياته، خاصةً إذا بدأت تلك الطقوس بعد الجنازة [٣٦] وعادةً ما تكون تلك الطقوس فريدة في طبيعتها لأنها تعكس تفرد علاقتك مع الفقيد، ومن الممكن أن تكون جزءًا مهمًا من تكريمك لذكراه، بينما تترك فرصة لجراحك لكي تُشفى. [٣٧] ربما تفكر في مثل هذه العادات من قبيل:
    • أن تلمس شيء ما كان يمتلكه ذلك الشخص كلما شعرت بالحزن.
    • أن تجلس في مكان ما كان يفضله ذلك الشخص في المتنزه أو على الشاطئ مرة واحدة في الأسبوع.
    • أن تستمع إلى الموسيقى التي يفضلها بينما تطهو بعض الطعام.
    • أن تلقي عليه تحية المساء كل يوم قبل أن تخلد إلى النوم.
  3. بينما تستمر في حياتك، قد تجد أنه من الممكن أن تفكر في ذلك الشخص العزيز الذي فقدته وأن تتذكره بالسعادة والحب بدلًا من الحزن، حاول أن تعانق تلك اللحظات وأن تحافظ عليها، وفكر في العطايا التي منحك إياها، ومن خلال محافظتك على تلك الذكريات السعيدة، يمكنك أن تستعيد ذكراه بالفرح والسعادة بدلًا من الحزن، ويمكنك أن تشارك تلك اللحظات مع الآخرين.
  4. تحدث مع أفراد عائلتك وأصدقائك عن لحظاتهم المفضلة التي جمعتهم مع الفقيد، وعن قصصه ودعاباته المفضلة، وابحث عن صور له وهو يضحك أو يقوم بنشاط ما كان يحبه، واجمع تلك الصور والقصص والعبارات التي تذكرك به في كتاب للذكريات، وعندما تنتابك نوبة حزن، يمكنك أن تفتح الكتاب وتقلب صفحاته وتستعيد أوقات السعادة والفرح التي جمعتكم سويًا، والتي خلفها وراءه في ذلك العالم.
  5. فكر في تعليق بعض الصور التي تجمعك به على حائط المنزل أو في ألبوم للصور، وتذكر أن لحظة موت ذلك الشخص ليست هي الذكرى الوحيدة التي بقيت منه، وأن الأوقات التي قضيتموها سوياً كانت هي الأكثر والأهم.
  6. ليست الأشياء العينية هي الوحيدة التي يمكن من خلالها أن تستعيد ذكرياتك مع هذا الشخص، بدلًا من ذلك يمكنك أن تجمع بعض الأصدقاء أو أفراد العائلة الذين أحبوه وأن تتشاركوا جيمعًا ذكرياتكم معه والأوقات الرائعة التي قضيتموها سويًا والضحك والحكمة والتي كان يضيفها إلى حياتكم..
  7. عندما تجد نفسك مستغرقًا في التفكير فيمن فقدت، حاول أن تكتب أفكارك وذكرياتك في دفتر يوميات، فلعلك تتذكر إحدى أوقاتك الرائعة معه التي لم تتذكرها من فترة طويلة، أو ربما تتذكر وقتًا شعرت فيه بالغضب من ذلك الشخص، وعليك الآن أن تتعامل مع هذا الغضب، لكن لا تحاول الابتعاد بتفكيرك عنه، بل عانق هذه الذكريات والأفكار كجزء من حياتك ومستقبلك.
    • إذا غمرتك المشاعر ولم تتمكن من الكتابة في دفتر اليوميات، حاول أن تضع روتينًا لنفسك، على سبيل المثال، حاول أن تكتب لمدة عشرة دقائق يوميًا، ورتب أفكارك في هيئة عناصر إرشادية، أو ابدأ بكتابة قوائم على سبيل المثال بدلاً من أن تكتب عبارات مكتملة. [٣٨]
  8. على الرغم من كل شيء، حاول أن تستمر في المضيّ قدمًا في حياتك وابحث عن السعادة لأن فقيدك العزيز كان سيتمنى لك أن تخرج من دائرة اليأس والحزن، خذ وقتك في الحداد والحزن ثم استمر وعِش حياتك، يمكنك أن تعيش حياة سعيدة وأن تصطحب ذكرى أحبابك معك في نفس الوقت.

أفكار مفيدة

  • تجاوزك لفقدان شخص عزيز عليك لا يعني نسيانك له، بل يعكس حرصك على احترام حياته/ها وتذكرها أكثر من التركيز على موته/ها.
  • حتى لو شعرت بأنك قد تقبلت الأمر بشكل كامل، فمن العادي أن تشعر بانتكاسات من الحزن بشكل مفاجئ من وقت لآخر، وهذا أمر طبيعي تمامًا.
  • خلال الأوقات العصيبة، اتجه إلى أصدقائك أو عائلتك أو إلى المسجد أو الكنسية أو إلى معالجك النفسي.

تحذيرات

  • إذا كنت تفكر بشكل مستمر في إيذاء نفسك أو إيذاء الآخرين، عليك أن تتصل بالطوارئ أو بطبيبك فورًا، من الطبيعي أن تشعر بالحزن خلال فترة الحداد، لكن الأفكار الانتحارية أو العنيفة تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا.
  1. http://jama.jamanetwork.com/article.aspx?articleid=205661
  2. http://psychcentral.com/lib/the-5-stages-of-loss-and-grief/
  3. http://www.webmd.com/mental-health/mental-health-coping-with-grief
  4. http://www.webmd.com/mental-health/mental-health-coping-with-grief
  5. http://www.twu.edu/downloads/counseling/E-14_Grief_and_Loss.pdf
  6. http://www.twu.edu/downloads/counseling/E-14_Grief_and_Loss.pdf
  7. http://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/end-of-life/in-depth/grief/art-20045340
  8. http://www.twu.edu/downloads/counseling/E-14_Grief_and_Loss.pdf
  9. http://www.grief.org.au/grief_and_bereavement_support/understanding_grief/about_grief
  10. http://www.rcpsych.ac.uk/healthadvice/problemsdisorders/bereavement.aspx
  11. http://www.rcpsych.ac.uk/healthadvice/problemsdisorders/bereavement.aspx
  12. http://www.grief.org.au/grief_and_bereavement_support/understanding_grief/about_grief
  13. http://www.rcpsych.ac.uk/healthadvice/problemsdisorders/bereavement.aspx
  14. http://kidshealth.org/teen/your_mind/emotions/someone_died.html#
  15. http://kidshealth.org/teen/your_mind/emotions/someone_died.html#
  16. http://kidshealth.org/teen/your_mind/emotions/someone_died.html#
  17. http://www.apa.org/monitor/2011/12/exercise.aspx
  18. http://kidshealth.org/teen/your_mind/emotions/someone_died.html#
  19. http://www.griefhealingblog.com/2010/11/tips-for-coping-with-sleeplessness-in.html
  20. http://www.everydayhealth.com/news/when-grieving-lingers/
  21. http://americanhospice.org/the-bereaved-employee-returning-to-work/
  22. http://americanhospice.org/the-bereaved-employee-returning-to-work/
  23. http://www.wsj.com/articles/SB10001424052702304610404579402940770172268
  24. http://www.huntsvillehospital.org/images/PDFs/UnderstandingGrief.pdf
  25. http://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/end-of-life/in-depth/grief/art-20045340?pg=2
  26. http://kidshealth.org/teen/your_mind/emotions/someone_died.html#
  27. http://www.theatlantic.com/health/archive/2014/03/in-grief-try-personal-rituals/284397/
  28. http://www.hbs.edu/faculty/Publication%20Files/norton%20gino%202014_e44eb177-f8f4-4f0d-a458-625c1268b391.pdf
  29. http://journaltherapy.com/wp-content/uploads/2011/01/Article-KA-Managing-Grief-through-Journal-Writing.pdf

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ٤٧٬٣٠٠ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟