تنزيل المقال تنزيل المقال

القيم الشخصية هي انعكاس لحاجاتنا ورغباتنا واهتماماتنا في الحياة. القيام تُعد قوة داعمة لهوياتنا، ويمكن اعتبارها ضوابط لاتخاذ القرارات ومن شأنها مساعدتنا على التعرف على أنفسنا. [١] تحديد قيمك الشخصية سيساعدك في تحديد ما عليك السعي لاكتسابه وما عليك تجنبه، مما يجعلك تخوض حياتك ببوصلة داخلية قوية. يمكن كذلك للقيم الشخصية أن تكون مذكرة لما علينا الاعتزاز به في المواقف الحرجة التي قد نضطر فيها للتصرف طبقاً لمقاييس أخرى. بهذه الطريقة فإن معرفة قيمك الشخصية سيساعدك في الاتساق مع نفسك بينما تمضي في حياتك.

جزء 1
جزء 1 من 2:

متابعة القيم الناشئة

تنزيل المقال
  1. يتطلب تحديد المواقف قضاء وقت في اكتشاف ذاتك، لذا عليك التأكد من وجود الوقت الكافي للتفكير. [٢] أغلق هاتفك واستمع للموسيقى الهادئة أو افعل شيئاً يساعدك على الاسترخاء والتركيز باللحظة الراهنة.
  2. [٣] تذكر لحظات قمة وقاع تجاربك مدوناً كل التفاصيل والمشاعر المحيطة بكل ذكرى. دون فقط الذكريات ذات التأثير الأكبر على حياتك وإحساسك بوجودك بدلاً من تلك التي جلبت لك إقرار وتقدير الآخرين.
    • مثال: أحد أوقات السعادة الغامرة هي الاستمتاع بليلة من توثيق العلاقة بصديق عزيز. قد لا يكون إنجازاً مدوياً ولكن ربما تعلمت الكثير عن شخصيتك وكيفية التواصل والمشاركة مع شخص آخر.
    • ابحث عن سمات مشتركة بين اللحظات المشحونة سواء السلبية أو الإيجابية. قد تكون تلك السمات متأثرة بعوامل روحية أو ميول سياسية. في كل الأحول ستجد أشياء جديدة تثير فيك مشاعر الظلم أو الحزن أو الغضب أو جميعها. لاحظ ما الذي كان ناقصاً وحاول إيجاد هذه القيمة في أسعد لحظاتك.
  3. جميعنا نتمتع باحتياجات أساسية متشابهة للغاية وتنبع من تكوين جسدنا وتطور ثقافتنا البشرية. [٤] الأشياء التي نقيمها تنبع بالأساس من احتياجاتنا، لهذا نحن شغوفون للغاية بالالتزام بقيمنا. إن فحص الاحتياجات البشرية يمنحك دفعة قوية للغوص في أعماق قيمك الشخصية. الاحتياجات المشتركة بين البشر تتضمن الآتي: [٥]
    • الرفاهية الجسدية (كالطعام والراحة)
    • استقلالية الذات (كحق الاختيار والكرامة والتعبير عن الذات)
    • السلام (كالقبول والأمل وراحة البال)
    • المعنى (كالاحتفال والاشتراك والتفهم)
    • التواصل (كالدفء والاحترام والمراعاة)
    • اللعب (كالمغامرة والمزاح والبهجة)
  4. قم بتضمين القيم التي تشعر باستحالة العيش دونها. يمكنك هنا دمج تجاربك الشخصية مع قيمك الثقافية بالإضافة إلى الاحتياجات البشرية التي يحددها تكويننا البيولوجي. [٦]
    • احرص على أن تكون صياغتك للحديث ذات أثرٍ شخصي بالغٍ عليك. [٧] إن كنت تقيم قدرتك على تحفيز نفسك وإكمال المهام دون مساعدة الآخرين فجرب صياغتها كالتالي: "أنا أقدر قوة الاستقلالية وتفرد الشخصية." إن كنت تقيم مساعدة أي شخص يحتاج لمساعدة فيمكنك أن تكتب "أنا أقيم خدمتي لزملائي دون قيد أو شرط ودون إطلاق أحكام."
    • ابدأ بتدوين 7 إلى 10 قيم، واعلم أنه يجدر بك تقليص عددها في النهاية إلى 3-4 ضوابط أساسية لاتخاذ القرارات.
  5. القيم تختلف عن الاستراتيجيات التي تضعها من أجل تحقيقها. [٨] عادة ما تنبع الاستراتيجيات تلك من عائلتك أو معتقداتك الإيمانية. إن معرفتك بحاجتك للتصرف تبعاً لقيمك سيكون له تأثير بالغ في فهمك للقيم التي تدفعك لفعل الأشياء الباعثة على الفخر.
    • قد تقيم مثلاً تقدير المجتمع لك، ولكن هل تتصرف تبعاً لهه القيمة عبر ارتداء ملابس لائقة لتحسين مكانتك أو عبر النشاط في الدفاع عن حقوق الإنسان؟ إن كنت تقيم الحس العميق بالسلم والنظام، فهل تنظم منزلك وتحافظ على تعطيره؟ أو ربما تحل الصراعات الناشئة في عائلتك؟ عليك بتكوين صلات بين قيمك وحياتك اليومية.
جزء 2
جزء 2 من 2:

اختبار وموازنة القيم الشخصية

تنزيل المقال
  1. أحد وسائل تحديد قيمك هي قضاء يوم في مراقبة دوافعك. إن كانت لديك قيمة هامة وواجهت موقفاً تعرضت فيه تلك القيمة للتهديد فستشعر بالتوتر والضعف وربما حتى الغضب. قد تسمع خبراً أو تشاهد شيئاً في التلفاز يضايقك. [٩]
    • قد يخبرك رئيسك في العمل أن ملابسك غير لائقة. بدلاً من الشعور بالتضايق لمدة قصيرة فقد تشعر بغضب عارم. في هذه الحالة قد يكون السبب هو تعرض قيمك العزيزة عليك للتهديد وهما قيمة القبول واستقلالية الذات.
  2. هذا الاختبار صالح للمواقف الحقيقية أو المتخيلة. لنفترض أنك تقيم الاستقلالية وفكرت في الانتقال للعيش مع محبوبتك. ما الخيارات المتاحة لك بوضع قيمك في الاعتبار؟ إن كنت تقيم الاسترخاء والتلقائية ولكن تعمل في وظيفة تتطلب العمل لمدة 70 ساعة أسبوعياً فكيف ستتجنب التوتر والصراع الداخلي؟ في تلك المواقف يكون فهم قيمك مساعداً على اتخاذ قرارات إبداعية تعكس اهتمامك بنفسك. [١٠]
    • اعلم بأنك سترى تأثير قيمك على أفعالك بشكل أفضل عند أخذ قرارات في الحياة الواقعية. أحياناً نكون عاشقين لأحد القيم لدرجة تخيلنا أنها ستقودنا دائماً لاتخاذ أفضل الخيارات بينما ذلك غير صائب.
  3. إن كانت بعض المواقف تتسبب لك بصعوبة التمسك بقيمك الشخصية ففكر ملياً فيما إن كنت ستجهر بالاعتراض. ألا يمكنك الحياة تبعاً لقيمك بسبب شيء قابل للتغيير، أم هل عليك ترك الموقف برمته؟ ما القيمة التي تتعرض للتهديد ولماذا؟
    • لنفترض أنك في علاقة مع شخص لا يقيم عملك الجاد، بينما أنت تقيم بشدة الإقرار بمجهوداتك. هل هذا شيء يمكن حله بالنقاش؟ هل يمكنك الالتزام بقيمتك عبر الإقرار بأجزاء أخرى في حياتك؟ هل من الممكن تمديد حسك بالإقرار ليتضمن طريقة شريكك الفريدة في التعبير عن إعجابه بك؟
    • ثمة احتمال آخر وهو أن تتحفز للجهر باعتراضك على قضية أو مشكلة في مجتمعك. ربما يضايقك تخفيض الدعم المالي للمدارس العامة، فهل هذا شيء تود التفكير به أو الاشتراك في مواجهته؟ ربما تكون قيمة الاهتمام بأجيال المستقبل هي المحفزة لك.
  4. يجب أن تكون تلك القيم متأصلة في ميولك الأولية لما هو مهم بالنسبة لك. عليك ذلك تضمين ما تعلمته من تدوينك اليومي واختبارك لقيمك في مواقف مختلفة. عليك السعي لكتابة وتحديد 3-4 قيم بشكل واضح.
    • تذكر أن تلك القيم تعد أدوات قوية لمساعدتك في خوض غمار الحياة. القيم الشخصية قد تتغير بين حين وآخر في الحياة، وذلك لأنها تعد أحد مكوناتك المهمة، لذا فهي تتغير وتنمو كما تنمو أنت وتتغير.
  5. القيم تُكون أنظمة مرتبة من الأولويات، وذلك على عكس العادات والسلوكيات. [١١] هذا يعني أنك قد تجد قيماً تتصارع على احتلال المكانة الأولى في حياتك. تلك إشكالية صعبة، ولكنها قد تجعل حياتك أكثر إثارة. إن نظرك لقائمة القيم ورسم خطوط موصلة بين القيم القابلة للتعارض يجعلك تمتلك حساً باحتمالية حدوث توتر مثمر في حياتك.
    • قد تقيم مثلاً امتلاك مساحة شخصية بالإضافة إلى الدعم غير المشروط في العلاقات. في هذه الحالة ستعلم أن الحرص على امتلاك مساحة شخصية يجب التحكم به بحرص بجانب قيمك الأخرى من أجل دعم أصدقائك أو الأحباب كلما احتاجوا للمساندة. قد يكون من الصعب موازنة تلك القيم المتضاربة، ولكن معرفة تضاربها قبلاً يساعدك في اتخاذ خيارات أفضل.

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ١٥٬٨٨٠ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟