تنزيل المقال
تنزيل المقال
تعدّ كتابة المذكّرات شكلًا من الأشكال الإبداعية للتعبير عن مشاعرك دون الخوف من الحكم عليها أو نقدها من قبل الآخرين. وتسمح لك كتابة المذكرات بالتعامل مع المشاكل المعقّدة في حياتك، كما تسمح لك أيضًا باستكشاف هذه المشاكل بصورة متعمّقة وخفيّة. يمكن أن تكون كتابة المذكرات أيضًا طريقة للتخلّص من التوتّر، عوضًا عن قيامك بصبّ مشاعرك السلبية المكبوتة على الآخرين من حولك في محاولة للتخلّص منها. اقرأ الإرشادات التالية للبدء بكتابة مذكّراتك الخاصة.
الخطوات
-
ابحث عن شيء يمكنه استيعاب مُدخلات مذكّراتك. عادة ما يستخدم الأشخاص الذين يقومون بكتابة مذكّراتهم وسائل الكتابة التقليدية - مفكّرات ورقية صغيرة الحجم. قد ترغب باستخدام المفكّرات ذات الأسلاك اللولبية الرخيصة أو أن تكتب مذكّراتك في مفكّرة بغطاء قاسٍ ليكون شكلها أجمل. هذا ويتوفّر في زماننا الحالي الكثير من الوسائل الرقمية المتاحة أيضًا. يمكّنك أي برنامج حاسوبي يسمح لك بإدخال النصوص وحفظها من أن تقوم باستخدامه لكتابة المذكّرات - تعمل مُعالجات النصوص الاعتيادية بشكل ممتاز لتحقيق هذا الهدف، كما يمكن أيضًا استخدام خدمات الكتابة السحابية كخدمة Google Docs لتحقيق نفس الغرض أيضًا.
- إن كنت تفضّل استخدام الحاسوب لكتابة وتخزين مذكّراتك، فكّر أيضًا بإنشاء مدوّنة - وهي ببساطة مذكّرات إلكترونية منشورة على الإنترنت "ويمكن للآخرين مُطالعتها وقرائتها". يوجد على شبكة الإنترنت الكثير من مواقع المدوّنات المجانية، وتسمح لك بعض هذه المواقع أن تتحكّم بالأشخاص الذين يمكنهم قراءة مدوّنتك، وبالأشخاص الذين لا يمكنهم قرائتها.
-
ابدأ أولًا بتحضير المشهد كمُدخلك الأوّل في المذكّرات. للبدء بالكتابة في مذكّراتك، قم بإضافة التاريخ، والوقت، والمكان (إن رغبت بذلك) إلى مُدخلك الأوّل في المذكّرات. على سبيل المثال، قد تبدأ كتاباتك بجملة على الشكل التالي "الاثنين، 1 يناير، 1:00 مساءً، غرفة النوم". تاليًا، ابدأ بتحيّة (إن كنت تفضّل ذلك). يقوم العديد من الأشخاص الذين يقومون بكتابة مذكّراتهم بالبدء بتحيّة على شاكلة "عزيزتي المذكّرة" أو أيّ تحية مشابهة لذلك قبل البدء بالكتابة. هذا الأمر اختياري ولا يجب الالتزام به إن لم تكن تفضّل ذلك.
- إن كنت تكتب مذكّراتك في مدوّنة إلكترونية، لعلّك ترغب بالبدء بتحيّة قرّاء المدوّنة أولًا.
-
اكتب! اسمح لمشاعرك بالتدفّق! لا يوجد طريقة صحيحة لكتابة المذكّرات - لا يتوجّب عليك سوى كتابة مشاعرك التي تشعر بها لحظة بدئك بالكتابة. أمّا فيما يتعلق بمواضيع الكتابة، لا تحجم نفسك - لا يوجد أيّ موضوع محذور في هذا الصدد. من المواضيع التي يجب التفكير في الكتابة عنها: مشاعرك، وأحلامك، ورغباتك، وحياتك الأسريّة، وغير ذلك الكثير. يمكنك أيضًا كتابة وصفٍ ليومك إن لم تكن ترغب بإضافة المزيد من العمق على مذكّراتك! اسمح لقلبك بالتغلغل إلى كتاباتك من خلال قلمك أو لوحة المفاتيح التي تستخدمها للكتابة. اكتب مشاعرك الحقيقية - لا ترضَ بغير ذلك بديلًا.
- كاستثناء لهذه القاعدة، فكّر بإحداث توازن بين التعبير عن مشاعرك والتفكير بقرّاء مدوّنتك إذا ما كنت تكتب مذكّراتك في مدوّنة إلكترونية. لعلّك ترغب بحجب مشاعرك الحادّة وتلك شديدة الخصوصية في هذا الوضع.
-
اخلق عادة روتينية. تضيف كتاباتك المستمرّة إلى مذكّراتك بشكل كبير. تسمح لك الكتابة المستمرّة بالمحافظة على سجلّ متواصل ومتلاحق لأفكارك ومشاعرك. لذا، استمر بالكتابة! من السهل أن تفقد حماسك للكتابة بعد التحمّس خلال الفترة الأولى من تدوين مذكّراتك، إلّا أنّ فوائد كتابة المذكّرات تصل إلى حدّها الأقصى إن استطعت أن تجعل من التدوين فيها عادة روتينية.
- يفضّل الكثير ممّن يكتبون مذكّراتهم التدوين فيها قبل الخلود إلى الفراش. هذه العادة صحيّة للغاية، حيث أنّها تسمح للشخص بالاسترخاء والبعد عن التوتّر في نهاية اليوم عن طريق "التخلّص" من مشاعره وانفعالاته المكنونة.
-
اقرأ مُدخلاتك السابقة للحصول على أفكار جديدة. لماذا تكتب أفكارك إن لن تكن تنتوي قرائتها أبدًا؟ من المفيد جدًا استقطاع دقائق معدودة بين الحين والآخر للاطّلاع على كتاباتك السابقة. قد تتفاجئ من حالتك الشعورية التي شعرت بها في الماضي! إنّ تمكّنك من الاطّلاع على مشاعرك وأفكارك السابقة بشكل موضوعي مع وجود حاجز زمنيّ بينكما يمكن أن يقدّم لك أفكارًا لكيفية المضي قُدُمًا بحياتك المستقبلية.
- استخدم مُدخلاتك السابقة لعكس المتحصّل منها على حياتك. أثناء قرائتك، اسأل نفسك أسئلة على شاكلة "هل لازلت نفس الشخص الذي كتب هذه المُدخلات؟"، و "هل تسير حياتي وفقًا للطريقة التي أرغب أن أحيا بها؟"، و "كيف يمكنني العمل على حل أيّ مشكلات أزعجتني أثناء كتابتي لهذا الأمر؟"
-
اصبغ مذكّراتك بصبغة شخصيّة. يجب أن يعبّر كل سطر من سطور مذكّراتك "عنك" بشكل فريد. إن لم تكت تكتب مذكّرات للاحتفاظ بسجلّ للأحداث اليومية فقط (عدد الكيلومترات التي مشيتها، أو المهمّات التي أنجزتها، وما إلى ذلك)، يتوجّب عليك محاولة الاستمتاع أثناء كتابة مُدخلات مُذكّراتك! قم بإضافة رسومات بسيطة، أو كلمات أغاني، أو تقييماتك للأفلام، أو أي شيء آخر على أطراف المذكّرات - يرجع الأمر لك أنت لتحديد ذلك!
-
اصطحب مذكّراتك معك عند سفرك. لا يمكنك الإضافة إلى مذكّراتك إن لم تكن بحوزتك! يعدّ السفر أحد "أفضل" فرص كتابة المذكّرات - حيث توفّر الأوقات الطويلة المنقضية في الطائرات، والقطارات، والسيّارات الكثير من الوقت والفرص للكتابة باستفاضة في المذكّرات، كما أنّ التجارب التي تتعرّض لها خلال سفرك عادة تكون أرضًا خصبة للتعليق عليها والكتابة عنها. اكتب خلال سفرك دائمًا، ولاحظ الأشياء التي تدور من حولك - افتح عينيك وأذنيك للمشاعر والتجارب الجديدة حتّى تتمكّن من الكتابة عنها.
- قد تكون المشاعر التي تواجهك أثناء أسفارك أكثر المشاعر تأثيرًا في حياتك. يمكن لكل من اكتشاف جمال الطبيعة من حولك، واكتساب أصدقاء جدد في أماكن بعيدة، وحتّى مغادرة المنزل الإضفاء إلى شخصيّتك، لذا دوّن هذه التجارب!
-
قم بتخصيص مذكّراتك. إن لم تكن ترغب بأن تكون مذكّراتك بسيطة ولا تحتوي على أي افتراضات وآراء مُسبقة (وهو خيار وارد إن كنت قلقًا من اطّلاع الآخرين عليها)، فكّر بمحاولة تخصيص مذكّراتك. ترجع طريقة فعل ذلك لك أنت! فمثلًا، إن كنت تكتب مذكّراتك في مفكّرة ورقية، قد تحب تزيينها وزخرفتها برسومات أو ملصقات خارجية. قد ترغب أيضًا بإضافة صور، أو قصاصات صُحُف، أو زهور مجفّفة، أو غير ذلك بداخل مذكّراتك.
- إن كنت تقوم بتدوين مذكّراتك في مدوّنة إلكترونية، جرّب إضافة صور إلى منشوراتك، وتضمينها روابط، واختيار قالب ملوّن حسب رغبتك.
-
فكّر بمذكّراتك على أنّها مكان آمن للتعبير عن نفسك. إن لم تكن مذكّراتك في صورة مدوّنة إلكترونية يمكن لأيّ شخص يستخدم الإنترنت قرائتها، افترض دائمًا أنّك الشخص الوحيد الذي يقرأ هذه المذكّرات. يرجع لك اتّخاذ قرار مُشاركة مذكّراتك مستقبليًّا، إلّا أنّ المذكّرات مفيدة جدًّا حتّى إن لم تقم بمشاركتها مطلقًا. فكّر بمذكّراتك "كملاذ آمن" لأفكارك الخاصّة. المذكّرات هي مكان لا تحتاج فيه إلى القلق من حكم الآخرين عليك أو إلى الشعور بالإحراج بسبب مشاعرك، لذا لا تشعر بالخزي عند الكتابة.
-
اكتب أفكارك عند شعورك بها فورًا. يمتلك معظم الأشخاص أفكار مكنونة يقومون "بتصفيتها" عند تفاعلهم مع الآخرين. فعلى سبيل المثال، إذا ما قابلت شخصًا قبيحًا في الشارع، لن تقوم "أبدًا" بالتصريح عن مدى قبح هذا الشخص - عوضًا عن ذلك، ما تقوم به هو اختيار الأفكار التي تعبّر عنها وتحجب غيرها من الأفكار. الخدعة التي تجعل من مذكّراتك جيّدة هي أن تتجنّب عملية الترشيح هذه، أو أن تستغني عنها تمامًا أثناء الكتابة. يمكن أن يكون فعل ذلك صعبًا - حيث أنّ هذا الأمر غير معتاد بالنسبة للكثير من الناس.
- إن واجهت صعوبة في تحقيق ذلك، حاول أن تتدرّب عن طريق ممارسة "الكتابة الحرّة" - ويكون ذلك عن طريق كتابة الأفكار التي تجول في ذهنك أثناء ورودها، بغضّ النظر عن كونها أفكار منطقية أم لا.
-
قم بالتعليق على مُدخلات مذكّراتك السابقة. على الرغم من أنّ ما ترغب بتحقيقه هو أن يمتلك كلّ مدخلٍ من مدخلات مذكّرتك روحه الخاصّة، إلّا أنّك ستجد أنّ كتاباتك المستقبلية ستتحسّن كثيرًا عند استعانتك بالكتابات القديمة. يمكن أن يقودك التساؤل عن سبب كتابة ما كتبته سابقًا إلى الوصول إلى فهم أعمق لمشاعرك الشخصية.
- على سبيل المثال، هل كنت تشعر بالبؤس عندما كتبت في مذكّراتك بالأمس، إلّا أنّك تشعر بشعور أفضل الآن؟ قم بالتعليق على ذلك! سيقودك فعل ذلك إلى فهم سبب شعورك بالبؤس في المقام الأوّل.
-
استخدم أسئلة المدوّنين الآخرين عند نضوب أفكارك. لن يكون كلّ يوم مثمرًا من ناحية الكتابة. ولا تتوارد الأفكار الجديدة بسهولة. عوضًا عن إهدار اليوم وعدم الكتابة، جرّب أن تقوم بإجابة واحد من مئات الأسئلة (وربّما آلاف الأسئلة) التي يكتبها المدوّنون على الإنترنت. يقوم الكتّاب أحيانًا باستخدام الكتابة التدوينية كتدريب على الكتابة الأكاديمية - وعندما يفعلون ذلك، يقوم أولئك الأشخاص عادة بمشاركة أسئلة يطرحونها كتدريب على الكتابة. يمكن استخدام جملة بسيطة على شاكلة "journal writing prompts" للعثور على آلاف النتائج الجيّدة. استخدم الأدوات المتاحة لك للمحافظة على روعة مذكّراتك!
- قد تجد أنّ قرائتك للأسئلة التي يطرحها الآخرون يقودك نحو آفاق جديدة في الكتابة قد لا تجدها وحدك دون فعل ذلك. كُن مُغامرًا وابحث عن الموضوعات الجديدة واجعلها جزءًا من كتاباتك!
-
تعلّم من العظماء! تكون العديد من الكتب الرائعة والمؤثّرة إمّا مذكّرات حقيقية لأشخاص قرّروا أن يقوموا بنشر مذكّراتهم، أو كتب قصصيّة يتم كتابتها في صورة مذكّرات شخصية. يمكن لنوعيّ الكتب المذكورين سابقًا مُساعدتك على الارتقاء بمستوى كتابة مذكّراتك. إليك بعض الكتب التي يمكنك قرائتها للحصول على الإلهام:
- مذكّرات صامويل بيبس (The diary of Samuel Pepys)
- مذكّرات فتاة صغيرة (The Diary of a Young Girl') - وهي مذكّرات Anne Frank
- مذكّرات جيميما كوندكت (The diary of Jemima Conduct)
- مذكّرات فرانك كافكا (The diary of Franz Kafka)
- مذكّرات بريدجت جونز (Bridget Jones's Diary)
- مذكّرات فتى ويمبي (Diary of a Wimpy Kid)
- اللون الأرجواني (The Color Purple)
- زهور ألجيرنون (Flowers for Algernon)
- دراكولا (Dracula)
- يفضّل الرجال الشقراوات (Gentlemen Prefer Blondes)
أفكار مفيدة
- يفضّل الاحتفاظ بالمذكّرات سرّية. من المستحسن ألّا يقرأ أيّ شخص عن أسرارك ومشاعرك.
- يفضّل الكتابة بقلم جاف، حيث أنّ كتابة قلم الرصاص قد تبهت بمرور الوقت.
- حدّد موعدًا ومكانًا مفضّلين للكتابة (كأن تكتب في غرفة نومك مع إغلاق الباب مثلًا)، ويمكنك تحديد أماكن أخرى أيضًا. (باحة منزلك مثلًا).
- إن كنت تفضّل الكتابة في المدرسة، احرص على ألّا يراك أيّ شخص. اختر مكانًا تفضّل الكتابة فيه.
- اكتب حتّى آخر يوم في حياتك. إن أتممت كتابًا، ابدأ بكتابة غيره.
- إن كنت تدوّن في مدوّنة على الإنترنت، احصر حقّ القراءة على الكاتب فقط.
- تشارك المذكّرات مع أصدقائك وأقربائك. شاركهم الأسرار.
- تتضمّن الأماكن التي يمكن إخفاء المذكّرات بها: تحت الوسادة أو السرير، أو خلف الخزانة، أو بداخل درج، أو داخل خزانتك.
تحذيرات
- إن قام شخص بقراءة مذكّراتك خلسة، واجهه وأخبره أنّك مُستاء لفعله ذلك، وأنّ ذلك لا يحق له. اتّخذ بعد ذلك الاحتياطات اللازمة لضمان عدم تكرّر ذلك، كأن تشتري مذكّرة يمكن إغلاقها بقفل.
- احتفظ بمذكّراتك في مكان سرّي لا يمكن لأيّ شخص آخر الوصول إليه. يفضّل امتلاك مفكّرة يمكن إغلاقها بقفل.
- يمكن أن يكتشف شخص ما مكان مذكّراتك الشخصية.
- يمكن أن تتفشّى أسرارك ويتم نشرها على شبكة الإنترنت إن لم تقم بحمايتها. (هذا الأمر وارد لمن يستخدمون المدوّنات الإلكترونية فقط).
الأشياء التي ستحتاج إليها
- مفكّرة كتابة رخيصة ذات جودة جيّدة.
- قلم رصاص أو قلم جاف.
- ألوان خشبية أو مائية.
المزيد حول هذا المقال
تم عرض هذه الصفحة ٤٨٬٨٢٥ مرة.
