تنزيل المقال تنزيل المقال

يمكن أن تكون كتابة المقالات للمجلات دفعة قوية في المسار الوظيفي للكتاب المستقلين أو الراغبين في أن يحققوا نقلة قوية على المستوى المهني. لا توجد مؤهلات محددة للحكم على من يصلح لكتابة مقالات المجلات ومن لا يصلح، فالأمر الأهم دائمًا هو أن تتمتع بأسلوب كتابة قوي لغويًا بالإضافة إلى شغف البحث والقدرة على تقديم مقالك إلى جهة النشر الصحيحة التي يمكن أن تقبله، وفي الوقت نفسه تمتلك الجمهور المتشوق لقراءة هذا النوع من المقالات. يعتقد البعض، من جهة أخرى، أن عصر المجلات قد انتهى بحلول وسائل التواصل الاجتماعي والنشر الإلكتروني كبديل أكثر قوة، إلى أن ذلك لا يمنع نجاح عدد لا بأس به من المجلات في الحفاظ على جمهورهم وأرقام توزيعهم الأسبوعية أو الشهرية، وكذلك استمرار قدرتهم على دفع مكافآت مالية ممتازة للكتاب. [١] ابحث عن مجلة محلية أو متخصصة أو عامة ما زالت مستمرة للوقت الحالي واستهدف الانضمام لفريق الكتابة. تحتاج من أجل كتابة مقال مناسب للمجلات أن تراعي ما يلي: ركز كل جهدك على الوصول لأفكار قوية للمقال. ابذل كل ما بوسعك في عملية الكتابة وصياغة المقال. وفي النهاية، راجع المقال مع مراعاة شديدة لأدق وأبسط التفاصيل، بهدف إنتاج نص صحفي لا تشوبه شائبة.

طريقة 1
طريقة 1 من 3:

أفكار المقالات الجيدة

تنزيل المقال
  1. ضع في اعتبارك كل المجلات التي تملك اشتراكًا شهريًا لمتابعتها أو التي تستمتع بقراءتها من وقت لآخر. قد تميل إلى التركيز على المجلات التي تعرفها بشكل مسبق أو التي تستهويك كقارئ، لكن ينبغي كذلك أن تهتم بنوعية المجلات التي ترغب في أن تشارك بها ككاتب. اقرأ على الأقل آخر ثلاثة أو أربعة أعداد من المجلة، على أن تضع نصب عينيك الجوانب التالية: [٢]
    • راقب ما إذا كانت أسماء كُتاب المقالات متطابقة كليًا مع الأسماء الواردة في البيانات الإدارية للمجلة. تتبع أسماء الكتاب المرافقة لكل مقال أو تقرير منشور من خلال المجلة، وقارنها بالأسماء في صفحة معلومات قسم الإدارة. يؤكد وجود أسماء إضافية خارج فريق الإدارة على أن المجلة تقوم بتعيين كتاب مستقلين وتسمح بمشاركة الكتاب من خارج فريق العمل في صناعة محتوى الأعداد.
    • ابحث عن أسماء محرري الأقسام ومعلومات التواصل الخاصة بهم. يمكنك أن تكتفي بمحرر القسم الذي ترغب في النشر من خلاله. إذا كنت مهتمًا بالقسم الرياضي على سبيل المثال، فابحث عن اسم المحرر الرياضي وبيانات التواصل معه. بينما إذا كنت مشغولًا أكثر بالكتابة حول الأحداث الجارية والتقارير العامة، فابحث عن اسم مدير التحرير أو محرر قسم القصص الصحفية "الفيتشرز". يجب أن تتجنب التواصل مباشرة مع المحرر التنفيذي أو رئيس التحرير، لأنهما في مكانة مرتفعة للغاية في السلم الوظيفي، وعلى خلاف ما تتوقعه، يترتب على ذلك عدم اهتمامهم أو عجزهم عن تقديم المساعدة المباشرة التي تحتاج إليها ككاتب مستقل.
    • راقب طبيعة المواضيع والقضايا التي يتم تناولها من المجلة وزاوية أو أسلوب التناول. هل يبدو أن المجلة مهتمة أكثر بالتناول المثير للجدل للقضايا أم بالتناول الموضوعي المهني؟ هل يبدو أنهم متقبلون للشكل الحداثي أو التجريبي فيما يخص الأسلوب والمحتوى أم أنهم يميلون أكثر للأسلوب التقليدي؟
    • دقق النظر في طبيعة العناوين المستخدمة وبداية المقالات. هل العناوين صادمة وغامضة؟ هل يبدأ المقال باقتباس أم إحصائية رقمية أم بسرد حكاية أو موقف طريف؟ يمكنك من خلال ذلك أن تكوّن رؤية عامة حول أسلوب الكتابة الذي يُقبل نشره من خلال المجلة.
    • انتبه إلى نوعية المصادر المعتمد عليها في المقالات. هل هم أفراد أكاديميون أم أشخاص عاديون؟ هل يوجد العديد من الاقتباسات عن المصادر؟ وهل يوجد تنوع في المصادر المستخدمة في المقال؟
    • انتبه جيدًا إلى كيفية إنهاء الكتاب لمقالاتهم المنشورة من خلال المجلة. هل يعتمدون على الجمل الختامية المثيرة للمشاعر؟ أم الصور اللغوية والأسلوب الأدبي الملفت؟ أم يقدمون فكرة واستنتاجًا جريئًا في النهاية؟
  2. فكر في المواضيع الشائعة التي تسيطر على اهتمام الأغلبية والتي يدور حولها حديثك مع أصدقائك وزملاء العمل أو الدراسة. في حال استمتاعك بإجراء مناقشة مع صديقك حول قضية أو موضوع معين، فكر في كيف يمكنك تحويل محتوى النقاش ذلك إلى فكرة تصلح كقصة صحفية. ربما كان النقاش حول قضية أثارت الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي أو مدى تأثير ظاهرة التحرش على تواجد الفتيات في الشوارع أو غير ذلك. ركز على المحادثات الثرية العامرة بالأفكار المؤثرة والمشاعر القوية والمرتبطة بدورها بقضية راهنة يمكنها أن تجد الصدى لدى القراء. [٣]
    • لا يشترط أن تدور المحادثة الملهمة حول القضايا العالمية أو الأزمات الكبرى. تفتح المحادثات اليومية العادية مع جيرانك وأصدقائك الباب للكثير من المواضيع المحلية المؤثرة التي يمكنها أن تكون مخزنك السحري أو كومة القش التي تجد بها "الإبرة" التي تبحث عنها. يعتمد الأمر كذلك على طبيعة المحتوى المنشور في المجلة، فربما أنك بالأساس تستهدف النشر في مجلة محلية تبحث عن المواضيع وثيقة الصلة بالحياة اليومية للسكان المحليين وليس الوضع السياسي العالمي وتطورات أزمة الاحتباس الحراري!
  3. تحديدًا إذا كنت تستهدف كتابة مقال لمجلة محلية، فسوف يكون من الضروري أن ترصد الفعاليات والأحداث المحلية وشيكة التنظيم خلال الفترة المقبلة التي تستحق المتابعة الإخبارية أو التحليلية من قبلك كصحفي وكاتب. قد تكون مظاهرة محلية أو افتتاح لمطعم أو محل تجاري كبير أو أنشطة فنية (مسرحيات ومهرجانات غنائية). يُفضل البدء من خلال تغطية الأحداث المحلية والنشر مع المجلات محلية التوزيع كذلك، قبل الانتقال للنشر مع المجلات واسعة النطاق. يساعدك ذلك على وضع قدمك في المجال ككاتب، خاصة إذا كنت في بداية مسارك المهني. [٤]
    • ابحث بين صفحات الجرائد المحلية حول القصص الإنسانية المثيرة للانتباه التي قد تجتذب اهتمامًا من فئات أكبر وذات ارتباط وثيق بأحداث أو أفكار ذات نطاق أوسع. قد يمهد لك ذلك الكتابة عن هذه القصة المحلية لواحدة من المجلات الكُبرى. ابحث بصبر شديد عن القصص المحلية التي تثير التساؤلات وتحرك الذهن والعاطفة إلى أن تجد القصة الصحفية التي تناسب مقالك المنشود.
  4. يجب أن يكون لديك دراية وقدرة على تقييم ما يقوم الكتاب الآخرون بالكتابة حوله في الوقت الحالي وما يشاركونه من مقالات وأفكار عبر وسائل التواصل الاجتماعي. يضمن لك ذلك أن تمتلك رؤية جيدة لما يحدث من حولك في المجال الصحفي، وفي الوقت نفسه ألا يفوتك أي فكرة أو حدث يلفت الانتباه ويستدعي تفاعل الكتاب، كما يُضفي على مقالاتك زاوية أوسع للتناول والكتابة. [٥]
    • استفد من تنبيهات جوجل "Google Alerts" لإبلاغك إذا أصبحت واحدة من الكلمات الدلالية المهمة بالنسبة لك شائعة الاستخدام عبر الإنترنت. بالنسبة لتويتر وإنستغرام، استفد من خيارات الوسوم (الهاشتاج) في البحث عن المواضيع والقضايا المتداولة والشائعة في الوقت الحالي، والتي يمكنك أن تجد من بينها فكرة مقالك القادم.
  5. قد تشعر بالاهتمام بأحد الموضوعات التي قتلت بحثًا وكتابة في ملايين المقالات من قبل، لكن ذلك لا يجب أن يدفعك لصرف النظر عن الانشغال بهذا الموضوع. ما تحتاج إليه هو أن تجد زاوية تناول جديدة تضمن لك أن يكون مقالك حيويًا ومؤثرًا وجديدًا. بشكل عام، كلما تميز أسلوب تناولك للموضوع، كلما نجحت أكثر في جذب المحررين والتفاعل مع جمهور القراء. [٦]
    • على سبيل المثال: بدلًا من الكتابة حول "التأثير النفسي السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين – وهو الموضوع الذي كُتب آلاف المرات في العديد من المجلات والمواقع الإلكترونية من قبل – قد يكون من الأفضل أن تركز على الفئة السكانية التي نادرًا ما يتم مناقشة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياتها، ونقترح هنا مثلًا: الآباء وكبار السن. يوفر لك ذلك مدخلًا جديدًا للتناول وبالتالي تضمن أن يكون مقالك أكثر من مجرد "توضيح ما هو واضح" أو "لغو إضافي مشابه لكل ما قيل من قبل"، بل تنجح في كتابة مقال صحفي يستحق الانتباه والاستمتاع بمحتواه الطازج.
طريقة 2
طريقة 2 من 3:

صياغة المقال

تنزيل المقال
  1. أجرِ عملية بحث حول فكرة المقال باستخدام مختلف المصادر، مثل الكتب والنصوص المنشورة... وغيرها. البحث الجيد أحد أهم العوامل الرئيسية لكتابة مقال جيد. استغرق الوقت اللازم للوصول إلى المصادر الجيدة واقرأ مختلف المواد الإضافية اللازمة من أجل الاطلاع أكثر على موضوع المقال. تصفح مواد البحث بشكل كامل، سواء كانت مقالات أو كتبًا أو فيديوهات أو منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي. تلعب الاقتباسات الذكية من مصادرك دورًا كبيرًا في جودة المقال النهائية وتساعدك على صنع مادة نصية مميزة وفي الوقت نفسه دعم مصداقيتك ككاتب أو هدمها. [٧]
    • ابحث عن محتوى كتبه الخبراء في المجال الذي ينتمي له موضوع المقال. إذا كنت تنوي – على سبيل المثال – كتابة مقال حول "تناقص زراعة القطن في الريف المصري"، فيجب أن تقرأ عددًا كافيًا من النصوص المكتوبة من قبل اثنين (على الأقل) من خبراء زراعة القطن وإيجاد مصدر يعرض تعليقات الفلاحين العاملين في زراعة القطن ونظرتهم للأزمة.
    • يجب أن تراعي مصداقية ودقة أي نص تستخدمه كجزء من عملية البحث. انتبه إلى المواقع الإلكترونية التي تنشر محتوى عشوائي من أجل جذب حركة الزوار أو غير التابعة إلى لمنظمة معترف بها مهنيًا أو غير الموثوق في المعلومات المنشورة من خلالها من قبل خبراء المجال. راجع مصداقية المؤلف وتأكد من عدم وجود اعتراض من قبل الخبراء الآخرين في نفس المجال على مقالاته أو من يميل بشكل أكبر لإثارة الجدل بدلًا من نشر محتوى ذي مصداقية عالية. في الوقت نفسه، احرص على عرض مختلف وجهات النظر وأن تتناول الموضوع من وجهة نظر محايدة دون أن تُظهر تحيزًا أو ميل لرأي على حساب آخر بدافع شخصي.
  2. يوجد دائمًا أشخاص لديهم إضافة جديرة بالانتباه لمشاركتها حول موضوع المقال الذي تقوم بكتابته، من خلال قدرتهم على التعليق من وجهة نظر خبير أو الإدلاء برأي أو واقعة تثري عرضك النهائي. يمكنك كذلك الاعتماد على آراء المستهلكين والعملاء (أو الفئة المتضررة أو المستفيدة عامة) من القضية التي تتناولها. لا تشعر بهيبة التواصل الهاتفي مع الأفراد وطلب إجراء مقابلة صحفية. عادة سوف تجد ترحيب من واقع رغبة الجميع في الحديث عن أنفسهم وتجاربهم والإدلاء بآرائهم حول ما يحدث في العالم، فما بالك إذا كان بالفعل ضليعًا في هذا المجال. لا يجد الصحفيون أي حرج كذلك من سرقة المصادر من المقالات الأخرى، حيث لا توجد قاعدة تمنع اعتمادك على المصادر المذكورة بالاسم في مقالات وتحقيقات صحفية أخرى. [٨]
    • يمكنك أن تبحث عبر الإنترنت عن الأفراد القادرين على الإدلاء بآرائهم من واقع خبرتهم في مجال المقال والموجودين بالقرب منك. قد يفضل – لضمان أنك تصل لهؤلاء المصادر بشكل قانوني – أن تتواصل مع غيرك من الكتاب المستقلين لمعرفة معلومات الاتصال بشخص معين سبق لهم التعامل معه، أو أن تطلب الحصول على بياناتهم من خلال مركز الشرطة أو الجهة الحكومية المعنية (كما هو متبع في بعض الدول).
  3. ما أن تنجح في الحصول على موافقة الشخص على الجلوس معك وإجراء مقابلة حول موضوع مقالك، يجب أن تنفذ هذه المقابلة في الحال وأن تستغلها أحسن استغلال من أجل استخراج المعلومات التي تحتاج إليها في المقال، وفي الوقت نفسه بناء علاقة وثقة متبادلة مع المصدر. يمكن في بعض الحالات أن تتم المقابلة الصحفية عبر الهاتف أو دردشة الفيديو، لكن تظل للمقابلات الشخصية وجهًا لوجه سحرها وتأثيرها المميز. اسأل المصدر عن إمكانية تسجيل المقابلة صوتيًا أو بالفيديو واحرص على تسجيل كل الملاحظات اللازمة أثناء الحوار، لتلافي أي خطأ قد يحدث في عملية التسجيل. [٩]
    • جهز قائمة بالأسئلة قبل إجراء المقابلة. تعرف جيدًا على شخصية "المصدر" ومستوى خبرته في المجال المتعلق بموضوع المقال. كن محددًا في كل أسئلتك، فمن الضروري أن يدرك من تحاوره أنك أجريت عملية بحث جيدة وأنك على إطلاع جيد بموضوع المقال وبشخصه على حد سواء.
    • اطرح الأسئلة مفتوحة النهايات وتجنب تمامًا أسئلة "نعم" و"لا". على سبيل المثال: بدلًا من طرح سؤال: "هل شاهدت بنفسك الأبحاث التي تمت على هذا الدواء؟" قد يكون من الأفضل أن تطرح سؤال بصيغة: "ما هو تعليقك على الأبحاث التي تمت على الدواء؟". الصيغة الأولى ليست مرفوضة تمامًا، لكنها ستحتاج بدورها إلى سؤال لاحق يدفع الضيف للاسترسال في السرد بدلًا من الرد بكلمة واحدة فقط لا غير، وهو هدفك المنشود من أجل الوصول للمزيد من المعلومات. احرص بدورك على أن تنصت جيدًا للحديث وأن تحاول تقليص مساحتك من الكلام إلى أقل قدر ممكن تمامًا. يفترض أن تكون المقابلة حول الموضوع وفرصة للضيف للإدلاء بتصريحاته وتعليقاته، وليست فرصتك لعرض وجهة نظرك أو الحديث عما يدور بعقلك!
    • من المقترح عادة أن تختم المقابلة بطرح سؤال: "هل ترغب في إضافة المزيد الذي لم يتسن لنا التطرق له من خلال أسئلة المقابلة؟" كما يمكنك أن تطلب الإحالة إلى المزيد من المصادر والخبراء أصحاب الآراء التي تثري المقال عن طريق سؤال غير مباشر، مثل: "من هم المعترضون على وجهة نظرك فيما يخص هذه القضية؟" أو "من تقترح حضرتك أن أتحدث معه أيضًا حول هذه القضية؟"
    • لا تتردد عن معاودة الاتصال بالمصدر من أجل المزيد من الأسئلة الإضافية التي تفرضها عليك عملية البحث المستمر عن القضية. لا تنسَ كذلك أهمية الترتيب الذكي لأسئلة المقابلة، حيث يجب أن تؤجل الأسئلة الجدلية (أو الهجومية والمزعجة للضيف بشكل أو آخر) إلى الجزء الأخير لكيلا تهدر على نفسك فرصة قبول الضيف للحديث معك أو تخاطر باستمرار بقية المقابلة في حالة من التوتر المتبادل بينك وبينه.
  4. يطلب غالبية المحررين أن تتم عملية تفريغ صوتي كاملة لكل المقابلات المسجلة (تحويلها إلى نصوص مكتوبة). قد تظهر الحاجة لهذا التفريغ الصوتي في حالة احتاج المصدر إلى التأكيد على ما قاله أو مراجعة أي من هذه التصريحات. سوف يتم التحقق من صدق المعلومات الواردة في مقالك من قبل فريق المراجعة قبل أن يتم الموافقة على نشره، وهم بدورهم يحتاجون إلى قراءة المقابلات مفرغة صوتيًا كوسيلة للتأكد من التصريحات والمصادر. [١٠]
    • الطريقة الأفضل للتفريغ الصوتي هي أن تضع سماعات الرأس في جهاز التسجيل (أو الموبايل عادة في العصر الحديث) وأن تكرس من وقتك بضع ساعات للانتهاء من تدوين المقابلة. لا توجد طريقة أسهل أو مختصرة لإتمام الأمر، إلا في حالة لجأت إلى خدمة تفريغ صوتي، والتي تكون مقابل مبلغ من المال دون شك.
  5. قبل أن تستغرق في عملية الكتابة، يجب أن تكرس بعضًا من وقتك في العمل على الإطار الرئيسي للمقال أو خطوطه العريضة. أعد قراءة ملاحظاتك والمواد التي قمت بجمعها من عملية البحث، بما فيها الجزئيات الهامة التي استخرجتها من المقابلات الصحفية. انتبه إلى أي تصريحات أو اقتباسات قوية من لقاءاتك مع المصادر والمعلومات الرئيسية التي توصلت إليها من خلال عملية البحث. يمكنك الاستفادة مما سبق في عمل الإطار الرئيسي للمقال. [١١]
    • يجب أن يحتوي الإطار الرئيسي للمقال على الموضوع الرئيسي أو زاوية تناولك للقضية من خلال فقرة المقدمة ثم يتبع ذلك مجموعة من النقاط الداعمة في متن المقال، وفي القسم الختامي إعادة صياغة أو المزيد من تطوير طريقة تناولك للنقطة الرئيسية للمقال.
    • يعتمد أسلوب بناء المقال على نوعية المقال الذي تكتبه. إذا كنت تكتب مقالًا عن مقابلتك مع أحد الرموز العامة، فعادة ما يكون أسلوب بناء المقال مباشرًا ويبدأ من أول المقابلة وينتقل بشكل طبيعي وصولًا إلى ختامها. بينما في المقابل إذا كنت تكتب تحقيقًا استقصائيًا، فربما تبدأ بالنقاط الأكثر أهمية أو الإشارة إلى أحدث الأخبار المتعلقة، ثم تعود زمنيًا إلى الوراء لسرد المزيد من الأحداث التي توضح الصورة الكبرى للقضية أو موضوع المقال. [١٢]
    • ضع في اعتبارك دائمًا أن كل كلمة في المقال يجب أن توجد لغرض واضح وأن تلتزم في النهاية بالعدد المطلوب من الكلمات كحجم للمقال، وهو ما يقوم بمراجعته المحرر بانتباه شديد. يجب أن تكون المسودة الأولى للمقال ملتزمة بهذا الحد الأقصى أو أكثر منه بقليل للغاية، وهو ما يساعدك أيضًا على عدم الاسترسال والحديث بشكل مباشر عن موضوع المقال. يتعامل غالبية المحررين بحزم شديد فيما يخص عدد كلمات المقال ويفترض دائمًا أنك سوف تلتزم بذلك. يكون حجم المقالات الصغيرة حوالي 500 كلمة تقريبًا، بينما يزيد إلى 2000 و3000 في حالة القصص الصحفية. لاحظ كذلك أن المجلات تكون محددة بعدد صفحات ومساحة محكومة للغاية لكل مقال، لذا عادة لا تقبل المقالات المطولة الممتلئة بالتفاصيل غير المتعلقة بالموضوع المحدد، ويفضل عادة ألا يزيد حجم المقال النهائي، كأقصى ما يكون، عن 12 صفحة، متضمنة الرسومات والصور. [١٣]
    • يجب أن تضع في اعتبارك مسألة الصور والرسومات التي تحتاج إلى إدراجها في المقال والمساحة التي سوف تشغلها عند النشر، بالإضافة إلى المصدر الذي يمكنك أن تحصل على هذه الصور من خلاله. يمكنك أن تلتقط بعض الصور بنفسك، كما قد توفر لك جهة النشر مصورًا مرافقًا للعمل معك على المقال. وفيما يتعلق بالرسوم البيانية والتصميمات والصور الإلكترونية، من المقترح أن تطلب مساعدة مصمم جرافيك لتجهيز هذه الرسومات أو أن تحصل على حق استخدام الرسوم والتصميمات الجاهزة التي تحتاج لضمها للمقال.
  6. يجب أن يجذب المقال الجيد انتباه القارئ ويدفعه للاستغراق فيه إلى النهاية من أول جملة. حقيقة الأمر أن الفقرة الافتتاحية تعتبر هي الفقرة الأهم على الإطلاق في المقال ككل. توجد العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها أن تكتب جملة جذب قادرة على التفاعل وإلهام القراء، من بينهم: [١٤]
    • اذكر أمرًا مباغتًا أو مثيرًا للذهن. يمكن أن يكون ذلك عبارة عن تجربة شخصية متعلقة بموضوع المقال أو لحظة معينة من لقائك مع أحد الضيوف التي تفسر بشكل غير مباشر الكثير من وجهة نظر مقالك. على سبيل المثال، يمكنك أن تبدأ مقالك حول "زراعة القطن في الريف المصري الحديث" عن طريق سرد قصة أحد المزارعين: "لم يظن أحمد المنياوي – ابن التاسعة والسبعين – أن ينتهي به الأمر ضحية لضائقة مالية خانقة، وهو من كان يعتقد أن زراعة القطن سوف تُدر عليه الأرباح التي لا تنتهي لآخر عمره، كما كان الوضع في الماضي."
    • استخدم الاقتباسات المستفزة للذهن. يكون ذلك عادة عن طريق الاعتماد على أحد مصادر المقال، والذي يثير تساؤلًا أو يعرض وجهة نظر جدلية حول الموضوع. على سبيل المثال، يمكن أن تعرض تساؤل أحد العاملين في الجهات الحكومية: يقول "عبد الكريم وجدي" المدير العام في وزارة الزراعة: "الذنب الأول يقع على الفلاح الذي ترك أرضه وذهب للعمل في مهن مكتبية وغيرها في القاهرة طمعًا في الأموال. ماذا يمكن أن تفعل الحكومة ولا يوجد فلاح مستعد للعمل في أرضه؟"
    • استخدم حكاية موحية. الحكاية هي قصة قصيرة تحمل معنى رمزي أو أخلاقي. ابحث عن حدث طريف أو حكاية ذات معنى شاعري ورمزي موحي لكي تبدأ بها مقالك. يستهدف النشر في المجلات عادة المحتوى خفيف الظل، حتى لأكثر القضايا جدية، لذا لا يوجد أبدًا ما يمنع الاعتماد على الافتتاحية القصصية لمقالك، حتى إذا كنت تتحدث عن قضية سياسية كبرى. يمكنك على سبيل المثال أن تسرد واحدة من النوادر التاريخية أو طرفة مرتبطة بموقف لرجال السياسة السابقين أو من دول خارجية، بشرط واحد فقط أن يوجد سياق متصل تنتقل من خلاله إلى موضوع المقال.
    • اطرح سؤالًا مثيرًا للتفكير. ابحث عن سؤال يدفع القراء للتفكير والاندماج مع مقالك أو – ربما – يفاجئهم ويصدمهم. على سبيل المثال: في المقال حول حالة الزراعة في العصر الحديث في مصر، يمكنك أن تطرح سؤال: "ما الذي سوف يحدث إذا توقف كل الفلاحين عن الزراعة وتحول الوادي الأخضر المصري إلى صحراء جرداء لا تنتج فدانًا واحدًا من القطن أو القمح؟"
  7. يجب أن تقوم بضبط لغة المقال ونبرته لكي تتوافق مع الجمهور المستهدف من خلال المجلة مستدلًا على ذلك من خلال المقالات المنشورة مسبقًا في جهة النشر التي تتعامل معها. من جهة أخرى، احرص على أن تستند إلى اقتباسات قوية ووثيقة الصلة من المصادر (والحديث هنا ليس عن الأشخاص ولكن عن المنشورات الأخرى والكتب العلمية وما شابه) أو اقتباسات من الخبراء المشهورين. [١٥]
    • احرص على تجنب الاعتماد المبالغ فيه على الاقتباسات، فالاقتباسات لن تكتب المقال نيابة عنك. القاعدة المثالية هي أن تستزيد في الاقتباس إلى أن تصل للنقطة التي تحقق غرضك منه، لكن في الوقت نفسه أن تستخدم هذه الاقتباسات بتروي شديد وفي الحالات الضرورية التي تترك تأثيرًا قويًا لدى القارئ وفي سياق أجزاء المقال. يجب أن تدعم هذه الاقتباسات زاوية تناولك للموضوع وأن تدعم أي ادعاءات تقدمها من خلال المقال.
  8. انته من المقال بفقرة ختام قوية تكشف النقاب عن حقائق قوية حول الموضوع أو تتوسع في شرح وجهة نظرك بشكل يحقق الغرض من المقال. يجب أن تحرص على ذلك منذ المسودة الأولى للمقال، بحيث تضمن احتواء الفقرة الختامية على استنتاج مُرضِي للقراء ويجعلهم في الوقت نفسه متطلعين لمعرفة المزيد ويترك بداخل عقولهم العديد من الأسئلة. اكتب ختامًا للمقال يجبر القارئ على أن يتساءل "وماذا بعد؟" دون أن تحاول الإجابة على كل الأسئلة المطروحة من خلال المقال، بينما في المقابل اختم المقال بنهاية مفتوحة بهدف إثارة الانتباه أكثر. [١٦]
    • يمكنك الاعتماد في الختام على أكثر اقتباسات المصادر أو المقابلات قوة، والتي يبدو أنها تحمل وجهة نظر جديرة بالانتباه إليها حول تداعيات الواقعة أو تتنبأ بالوضع المستقبلي وتطورات موضوع المقال المتوقعة. قد يأخذ المقال صورة أكثر مصداقية وقدرة أكبر على الإقناع إذا اعتمدت في ختامه على اقتباس من مصدر مسؤول أو صاحب خبرة، حيث يبدو للقارئ أن وجهة نظرك جديرة بالاحترام والانتباه إليها وأنها ليست مجرد رأي شخصي خاص بل يوجد من يدعمها وأدلة تثبت صحتها.
طريقة 3
طريقة 3 من 3:

مراجعة المقال

تنزيل المقال
  1. المحرر اللغوي هو الشخص المسؤول على مراجعة المقال في جهة النشر. ما أن تشعر بالرضا عن المسودة الأولى للمقال، احرص على التواصل مع محرر المجلة التي تتعامل معها وأرسل إليه هذه المسودة. اطلب منه أن يقترح عليك الأجزاء التي تحتاج للتعديل أو الإضافة وأن يخبرك برأيه (كشخص صاحب خبرة كبيرة في التعامل مع النصوص الصحفية) حول مدى قدرتك على توضيح فكرة المقال. [١٧]
    • توفر لك المحادثة مع المحرر فرصة للتعرف على رأي شخص صاحب خبرة مهنية كبيرة وعارف بما يناسب أسلوب الكتاب الخاص بجهة النشر وما لا يناسبه. يساعدك المحرر على الوصول بالمقال لأفضل صورة ممكنة وتطوير مسوداته الأولى. يجب عليك بدورك أن تكون متقبلًا لتعليقات المحرر وأن تعمل معه على تحسين المقال دون التشبث بوجهة نظرك والنظر للأمر بشكل احترافي وليس شخصي.
  2. بالإضافة إلى المحرر، يُنصح بأن تشارك مقالك مع كاتب زميل أو أحد أصدقائك الذين تثق في آرائهم، وتشاور معهم حول كيف يمكن أن يكون هذا المقال أفضل، خاصة إذا كنت تعاني في الانتهاء من جزئية معينة من المقال أو تشعر بعدم رضا عليها في المسودة الأولى. يضمن لك الإنصات لاقتراحات هؤلاء القراء أن يتطور شكل مقالك ويصل إلى أفضل شكل ممكن فيما يتعلق بالمحتوى والرتم والبناء والأسلوب اللغوي. [١٨]
    • يجب كذلك أن تحصل على نسخة من كتاب الأسلوب الخاص بجهة النشر أو ما يسمى أحيانًا "ملف المبادئ التوجيهية للنشر"، والذي تضمن لك مراجعته أن تلتزم في مقالك بهذه المعايير والإرشادات. يجب أن تراعي هذه القواعد من خلال مقالك لضمان أنه سوف يصبح جاهزًا للنشر بحلول الموعد المحدد لتسليمه (أو ما أصبح متعارف على تسميته "الديدلاين").
  3. يشير مصطلح الرتم – الذي لا يوجد له أصل لغوي بقدر ما هو معنى متعارف عليه – إلى موسيقى النص؛ التدفق والاسترسال في القراءة نتيجة للبناء الجيد للجمل واختيار المصطلحات اللغوية البليغة في مكانها المناسب. حاول أن تقرأ مقالك جهرًا مع نفسك أو لأحد أصدقائك المتعاونين. لاحظ وجود خلل في بناء أي جملة واكتشف الجزئيات الغامضة أو التي تحتوي على كلمات إضافية لا فائدة منها. كن مستعدًا لإزالة أو إعادة العمل على جزئيات كبيرة من النص لضمان علاج مشاكل عدم التدفق وبهدف بناء جمل لغوية قوية.
  4. تأكد من تسليمك للمقال في الموعد المحدد، خاصة في حالة كان هذا هو تعاملك الأول مع جهة النشر، بل احرص كذلك على تسليمه مبكرًا عن الموعد بهدف لفت انتباه المحرر والتأكيد على أنك قادر على التعامل تحت ضغط وتسليم العمل في الوقت المحدد في المواقف المستقبلية. [١٩]
    • تقبل جهات النشر استقبال المقالات كنسخة إلكترونية، بل أصبح ذلك هو الشكل المفضل لما يسهله من مهام التعديل والنشر. تحدث مع المحرر لتحديد الطريقة الأمثل لتقديم مقالك، بعد أن تنتهي من مراجعته بالطبع.

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ١٢٬٣٥٧ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟