PDF download تنزيل المقال PDF download تنزيل المقال

تجريح النفس هو عملية إلحاق الضرر بجزء سطحي من الجسد، ويصنف من أنواع إيذاء النفس التي تتم بدون وجود نية للانتحار. الأفراد الذين يلجؤون إلى نوبات متعددة من تجريح النفس، عادة ما يندرجون تحت تلك الفئة من البشر التي تعاني من الوحدة أو الفراغ العاطفي أو الذين يواجهون صعوبات في علاقاتهم مع الآخرين. الشخص الذي يلجأ إلى تجريح نفسه ربما أنه يعاني كذلك من عدم القدرة على التأقلم مع التوتر، أو العجز عن التعبير عن مشاعره نظرًا لوجود نقص في مهارات التواصل مع الآخرين، أو أنه مر بتجارب مؤلمة في حياته، أو تعرض لاعتداء من نوع ما، قد يكون جنسي أو جسدي أو عاطفي في لحظة ما من حياته. [١] إذا كنت تعرف شخصًا ما تعرف أنه يفكر في إيذاء نفسه عن طريق التجريح أو أي طريقة أخرى، فالمقال التالي يتناول العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها أن تقدم له المساعدة والدعم.

طريقة 1
طريقة 1 من 5:

التواجد والتواصل الفعّال

PDF download تنزيل المقال
  1. إذا كنت ترغب حقًا في مساعدة صديقك الذي يفكر في إلحاق الضرر بنفسه، فمن الضروري أن تكون في حالة استقرار عقلي وعاطفي قبل البدء في ذلك. أثناء محاولاتك لمساعدة الشخص الذي يقوم بتجريح وإيذاء نفسه، تكون عرضة للاستماع إلى ومشاهدة مواقف مرهقة وصادمة للغاية. عليك أن تلتزم أخلاقيًا مع نفسك منذ البداية بإتمام الأمر. لا يمكنك أن تستسلم في منتصف الطريق. قد يتسبب انسحابك واختفائك في جعل الوضع أكثر سوءًا بالنسبة للطرف الآخر، في حالة أنه تعوّد على مشاركتك تجاربه وآلامه.
    • انتبه إلى أن مساعدة الأفراد الذين يعانون من محاولات إيذاء النفس قد يضع عليك عبء الكثير من المشاعر بدورك. ربما تجد نفسك تشعر بالغضب والامتعاض من هذا الشخص، أو يتكوّن لديك مشاعر شفقة وتعاطف قوية معه، أو تشعر بإحباط شديد بسببه. عندما تباغتك هذه المشاعر، تذكر أهمية الحفاظ على توازنك وفحص ومراجعة مشاعرك؛ لضمان المحافظة على حضورك المحايد والمحب والداعم للطرف الآخر. [٢]
  2. إذا ما لاحظت وجود جروح على يد صديقك أو أنه يرتدي ملابس بأكمام تغطي الجلد كله وأنتم بالخارج سويًا، حتى إذا كان الطقس حارًا، أو إذا ظهر أي سبب آخر يجعلك تخمن قيام صديقك بإيذاء نفسه، فعليك أن تتحدث مع بأسلوب لطيف وهادئ. لا تحاول إلقاء اللوم عليه بسبب إخفائه للأمر عنك، ولا الصراخ في وجهه بسبب ما يقوم به، ولا النزاع معه بأي شكل من الأشكال. يحتاج الفرد في مثل هذه المواقف إلى الدعم والتفهم والمساعدة، ما يجعل إلقاء الاتهامات أو التصرف بعنف أمر عديم الفائدة على الإطلاق. بدلًا من ذلك، عليك أن تحاول التواصل معه بالكثير من الهدوء والتعاطف، وأن تبذل كل ما بوسعك من أجل تفهم حالته، والتأكيد على أنك متواجد من أجل تقديم المساعدة والدعم في أي وقت يحتاج فيه إلى ذلك. لا تكن سببًا في المزيد من الضغط على عاتقه، واحترم أنه يعاني بما فيه الكفاية في حياته.
    • إذا كان الطرف الآخر غير مستعد بعد للحديث عن الأمر، فعليك أن تتقبل احتياجه للمزيد من الوقت. أبقِ عينك منتبهة ويقظة في مراقبة تطور حالته، ووفر له الدعم بكل الطرق الممكنة، وأكِد عليه أنك متواجد من أجل تقديم المساعدة في أي وقت يحتاج فيه إلى ذلك. احترامك لحريته الشخصية واستعداده النفسي، وتوفير الدعم دون أن تصبح نوعًا من الضغط المرهق على مشاعره، يضمن لك أن يأتي صديقك إليك في الوقت الذي يكون فيه مستعدًا للحديث حول الأمر.
    • لا تحذره أو تهدده بالامتناع عن التواجد معه أو تقديم المساعدة له. عليك أن تظل داعمًا وإيجابيًا في تعاملك معه. [٣]
  3. بما أن غالبية الأفراد الذين يقومون بتجريح أنفسهم يفعلون ذلك من أجل التحرر من ضغط المشاعر الداخلية المرهقة، سوف تكون مطالبًا بأن تُظهر لصديقك أنك تُدرك هذه المشاعر وتتفهمها أو على الأقل تتعاطف معها. سوف يوفر ذلك للطرف الآخر قدر هائل من المساعدة التي سوف تقطع شوطًا كبيرًا في سبيل تخطي هذه المرحلة الصعبة. عليك أن تخلق درجة من التواصل الشخصي بينك وبينه، بحيث تكون في مكان يساعدك على تقديم الدعم الحقيقي، ويضمن لك نجاح محاولاتك لإنقاذه من ضغط المشاعر الكئيبة، وأن تكون جزءًا من عملية تعافيه. أخبر صديقك أنك تتفهم مدى التوتر والارتباك الذي تخلقه مشاعره بداخله، وأنك بدورك تشعر بمثل هذه الحالات من الخلل والانزعاج في حياتك بدورك.
    • يمكنك أن تستغل هذه الفترة في الحديث حول الكيفية التي تتحرر فيها من مشاعرك الكئيبة والضاغطة على الأعصاب، دون أن تخبره بشكل مباشر بكيفية تغيير أو التحرر من هذه المشاعر. سوف يقدم له ذلك اقتراحات إيجابية لوسائل التعبير عن المشاعر البديلة لإيذاء النفس، لكنها لا تتم بأسلوب عدائي أو صلب أو من خلال الأوامر المباشرة الجامدة التي تطلب منه أن يغير من حياته.
    • بالتأكيد أنك ترغب في إظهار التعاطف والتفهم لصديقك، لكن لا يعني ذلك، في أي وقت من الأوقات، أن تشاركه عملية إيذاء النفس، في محاولتك لكسب ثقته والتأكيد على تفهمك لما يشعر به. لن يجدي ذلك نفعًا على الإطلاق، بل على النقيض سوف تلحق الأذى بنفسك وتعزز من محاولاته لإيذاء نفسه. [٤]
  4. لا ترتد ذهابًا وإيابًا في محاولاتك لمساعدته على التغلب على إيذاء نفسه. لا تتصرف وكأنك تشعر بالشك في نواياه أو مشاعره أو سلوكياته. إذا كنت تشعر على أي نحو بأنك لا تثق به أو بما يخبرك به، فلا تجعل ذلك واضحًا عليك. تواجد معه من أجل تقديم الدعم والمساعدة، واجعله واثقًا أنك متاح في أي وقت يحتاج إليك. نيل الثقة الكاملة من الطرف الآخر أمر يستغرق الكثير من الوقت. إذا تعاملت معه في مرة من المرات بسلوك متفهم ومتعاون للغاية، ثم في المرة التالية ظهر عليك عدم الاهتمام، فقد تكون بدورك سببًا أساسيًا في وصول حالته لدرجة أسوأ. [٥]
  5. لا تسمح لمحاولاتك في المساعدة أن تتحول إلى قيادة تامة لحياة صديقك أو حبيبتك. على الرغم من صدق نواياك في تقديم المساعدة، ورغبتك الحقيقية في تغيير سلوك إيذاء النفس الذي يدمنه الطرف الآخر، إلا أن ذلك لا يمنحك حق التحكم في كل شيء في حياته. لا تسمح لنفسك بأن تتحول لشخصية مُسيطرة أو صارمة بشكل مزعج. قد يتسبب ذلك في شعور الطرف الآخر بالخوف للدرجة التي تجعله يشعر أنه من غير الممكن التواصل معك، وهو ما يصعب بالتالي من محاولة مشاركتك أي شيء من حياته، وتفضيله لتجاهل طلب المساعدة منك في أكثر الأوقات التي قد يحتاج فيها إلى شخص متفهم وهادئ بجواره.
    • قد يتسبب هذا الأسلوب في تفاقم سلوكيات إيذاء النفس، خاصة إذا كان الطرف الآخر يلجأ إلى تجريح نفسه كنوع من التعبير عن امتلاكه وتحكمه في حياته وجسده. [٦]
  6. لا يمكنك أن تجبر صديقك على التعافي أو التغيير من سلوكه، مهما كانت درجة رغبتك في تقديم المساعدة. من أجل تقديم المساعدة الحقيقية للتغلب على سلوكيات إيذاء النفس، كل ما يمكنك القيام به هو التواجد الصادق ومحاولة تقديم الدعم والمساعدة بطريقة صحيحة، إلى أن يجد صديقك طريقه بنفسه ويتوصل إلى الوسائل التي تساعده على التعافي والتغلب على هذه السلوكيات والعادات الضارة.
  7. قد تكون عاجزًا عن إقناع صديقك بالنصائح التي توجهها له. إذا كان لا يزال غير مستعد بعد لتقبل المساعدة، فلا يمكنك أن تجبره على أي شيء. تأكد من الإبقاء على حالة من التواصل الفعّال مع الطرف الآخر، وأكِد عليه أنك متواجد بجواره في أي وقت يحتاج إليك، دون أن تضغط عليه بأي شكل من الأشكال، أو تجبره على الإنصات لنصائحك. افعل كل ما بوسعك في حدود ما هو مقبول وممكن. الإصرار الزائد عن الحد في توجيه النصيحة قد يجعل الطرف الآخر يشعر بالنفور والانزعاج منك، وبالتالي سوف تصبح غير قادر على تقديم المساعدة بعد ذلك على الإطلاق.
    • اهتم بمراقبة صديقك من أجل ضمان الانتباه في حالة تصاعد سلوكياته في إيذاء النفس لدرجة لا يمكن السكوت عليها. قد تحتاج في هذا الوقت إلى المساعدة من شخص متخصص في التعامل مع حالات إيذاء النفس؛ لضمان التحكم في الوضع وإنقاذ صديقك قبل تطور الأمر لما لا يحمد عقباه. [٧]
طريقة 2
طريقة 2 من 5:

تقديم المساعدة

PDF download تنزيل المقال
  1. اهتم بتشجيع الشخص الذي يعاني من هذه العادة السيئة على أن يكون نشطًا قدر الإمكان. يحتاج الفرد في مثل هذه المواقف، التي يشعر فيها بالاضطراب أو الرغبة في تجريح نفسه، إلى إيجاد مخرج إيجابي وجيد من أجل التنفيس عن مشاعره السلبية. اقترح على صديقك ممارسة الأنشطة الرياضية القوية، مثل: الجري أو الرقص أو تمارين الأيروبيك أو السباحة أو التنس أو ملاكمة الركل (الكيك بوكسينغ). هذه الرياضات توفر منفذًا إيجابيًا للمشاعر الحزينة والعدوانية أو الأفكار غير الصحية التي تدفع الفرد نحو إيذاء نفسه. يمكنك كذلك أن تقترح على صديقك أن تقوما بهذه الأنشطة سويًا.
    • يمكن تجربة ممارسة اليوجا أو التأمل أو التاي تشي؛ حيث أنهم من الوسائل التي تلعب دورًا كبيرًا في المساعدة على تهدئة العقل. هذه التمارين تساعد الفرد على منح نفسه فرصة جديدة مع الحياة، بأسلوب وكيفية أكثر ثقة وحيوية، وهو ما يساعد بدوره على التوقف عن إيذاء وتجريح النفس.
    • تساعد التمارين البدنية كذلك على إطلاق هرمون الإندروفين في الجسد، وهو عبارة عن مواد كيميائية جسدية تساعد في تحسين الحالة المعنوية. [٨] قيام الفرد بتجريح نفسه يتسبب في اندفاع الإندروفين أيضًا إلى مناطق الجروح وفي مجرى الدم، وهو ما يترتب عليه مشاعر الاسترخاء والسعادة وتحرر الألم، لكن يظل بالتأكيد أنه ارتياح مؤقت وبأسلوب غير صحي على الإطلاق. التمارين الرياضية توفر نفس فوائد ونتائج إطلاق الإندروفين في الجسد، لكن بكيفية إيجابية وبأسلوب صحي لا يحمل أي أضرار، بل الكثير من الفوائد والمميزات. [٩]
  2. انخفاض معدل ثقة الفرد بنفسه يعد من أبرز الأسباب التي تدفع الشخص لمحاولة إيذاء نفسه. يمكنك أن تعمل على مساعدة صديقك على فهم أن هذه العادة السيئة لن تحقق أي تطور في شعوره بالثقة على الإطلاق، ولكن العلاج الإيجابي الحقيقي هو أن يبادر بالعمل والسعي لتحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات في حياته. ساعد الطرف الآخر على الإثبات لنفسه أنه شخصية جيدة وجديرة بالمحبة والتقدير. عندما يدرك الفرد ما حققه من نجاحات في حياته، تزداد ثقته في نفسه ويشعر بالرضا والاستقرار، وهو ما يؤدي بالتأكيد إلى تحرره من الحافز المزعج لإيذاء نفسه. [١٠]
    • يمكنك أن تساعدي صديقتك على الشعور بأنها جديرة بالمحبة والتقدير وأن حياتها ممتلئة بالإنجازات والنجاحات التي تستحق الإعجاب، عن طريق مشاركتها قائمة بالصفات والأحداث الإيجابية التي مرت في حياتها.
  3. توجيه أفعال الأمر والنهي غير النهائية لن تساعد الطرف الآخر أبدًا على التغيير من نفسه، ولا التوقف عن سلوك إيذاء النفس. لا تبدأ في إلقاء المحاضرات والخطب المزعجة والجمل الطويلة التي تستمر للكثير من الوقت لدرجة مملة. اجعل كلماتك له بسيطة وموجزة ومختصرة. اترك له مساحة لأن يهضم ما تقوله ويستوعبه. لا تستحوذ على حقه في التفكير والقبول والرفض عن طريق الإفراط في التوجيه والإرشاد.
    • أجرِ مع صديقك محادثة بسيطة في مكان مناسب ويساعد على الاسترخاء. يمكن أن يتم ذلك وسط الطبيعة، بعيدًا عن الصخب والضجيج، وفي مكان يوفر لك مساحة شخصية للحديث، بحيث تكون فرص المقاطعة أقل ما يمكن. يمكنك أن تقترح الجلوس في غرفة هادئة في منزلك أو أحد صالات الدراسة المنعزلة في المكتبة العامة أو على مقهى هادئ. المكان نفسه لا يهم بقدر ما يهم ضمان أنه يوفر لك فرصة للمحادثة الصادقة والمتواصلة بلا أي مشتتات.
    • اترك له المساحة للحديث. تأكد من أنك توفر لصديقك حقه في الحديث، وأنه يعرض رغباته واحتياجاته بدون مقاطعة منك. لا تضغط عليه من أجل الإسراع فيما يقوله، واختر دائمًا الوقت والمكان بالشكل الذي يحقق له الراحة.
  4. لن يتوقف صديقك عن عادة تجريح نفسه بين ليلة وضحاها أو بمجرد ما تأمره بذلك. بالنسبة لمن يقوم بتجريح نفسه، تعتبر هذه الطريقة هي وسيلته المضمونة والأكيدة التي يقدر بها على التكيف مع مشاعره الثقيلة. الحديث معه حول التوقف عن ذلك السلوك في الحال قد لا يسبب له سوى المزيد من القلق والخوف، خاصة إذا كان تعوّد بدرجة كبيرة على هذا الفعل باعتباره آلية التعامل مع الصعاب والضغوط، وسوف يشعر الطرف الآخر بفقد كبير في حياته إذا لم يتوفر له البديل الصحي المناسب. قد يتسبب التوقف الفوري في جعل الحالة أسوأ؛ حيث يفقد الفرد وسيلته الوحيدة للتكيف مع الألم والصدمات. عليك أن تتحلى بالصبر وأن تتقبل أن الأمر سوف يستغرق بعض الوقت. تجنب كذلك الشعور بالإحباط، وأكّد على نفسك أن صديقك بحاجة لك ولمساعدتك ولا يمكنك أن تخذله. [١١]
    • الحديث بالإنذارات والأمر والنهي بدون تقديم مساعدة حقيقية من أجل إيجاد بدائل وطرق تعافي تتناسب مع شخصية صديقك لا يعتبر أبدًا من الخيارات الحكيمة، والارتكان لذلك والتمادي فيه لن يجدي أي نفع، بل سوف يتسبب في جعل حالة صديقك أسوأ بمرور الوقت. [١٢]
  5. الأفراد الذين يقومون بتجريح أنفسهم يكونون قلقين من المواقف الاجتماعية بسبب احتمالية تعرضهم لنظرات الاشتباه والأسئلة غير القابلة للرد من الآخرين. من أجل صرف نظر صديقك عن تجريح نفسه، وفي نفس الوقت مساعدته على تجنب المواقف الاجتماعية طالما أنه يحتاج لذلك، فإن الحل الأمثل هو "القراءة". تساعد الكتب على فتح آفاق جديدة للقراء، ويقدر صديقك على السفر عبر الصفحات لما وراء حوائط غرفته الضيقة، دون أن يتحرك في الحقيقة من على مقعده. كما أنه سوف يتعلم مما يقرأه أنه يوجد عدد لا يعد ولا يحصى من الأفراد المختلفين الذين مر عليهم في حياتهم الكثير من الأوقات والتجارب الصعبة.
    • تساعد الكتب في التأكيد على وجود العديد من الوسائل الإيجابية والمقبولة للتأقلم والتكيف مع الواقع الصعب. اشترِ لصديقتك بعضًا من الكتب ذات الأفكار المثيرة للذهن، والتي تساعد القارئ على النظر بداخل نفسه وتقييم شخصيته وأزماته.
  6. من الطرق الجيدة لمساعدة صديقك على تخطي محاولاته المتكررة لإيذاء نفسه أن تقوم بتشجيعه على كتابة يومياته. اقترح عليه أن يحتفظ بدفتر يوميات يسجل فيه كل أفكاره وأحزانه وآلامه ولحظات سعادته. تساعد الكتابة في الكثير من الأحيان على التخلص من الألم، وتترك الفرد في حالة من الارتياح والاستقرار. اطلب من صديقك أن يكتب عن كل وأي شيء يخطر على باله.
    • لا تنصحه بشكل مباشر أن تكون كتابته عن مسألة إيذاء النفس، طالما أنه لا يذهب إلى طبيب أو مستشار معالج. لا يمكنك أن تعرف أبدًا كيفية تشكل نمط الفكر المحفز على تجريح النفس، بمعنى أن محاولاته للكتابة عن هذه المشكلة بالتحديد قد تحفز بداخله رغبة القيام بالأمر. التركيز على الأزمة السلوكية التي قد تعتبر بمثابة وسيلة التعويض عن صدمة أو أزمة نفسية لا يعتبر فكرة جيدة إلا في حالة إجراء ذلك تحت إشراف طبيب محترف.
    • دفتر اليوميات قد يعتبر وسيلة مساعدة للطبيب أو الأخصائي النفسي، يقدر من خلالها على الاطلاع على ومعرفة وفهم حالة صديقك قبل البدء في عمليات التشخيص والعلاج. [١٣]
طريقة 3
طريقة 3 من 5:

تجنب النوبات القادمة

PDF download تنزيل المقال
  1. تزداد فرص القيام بتجريح النفس عندما يكون الفرد في المنزل ولديه قدرة على الوصول إلى الأدوات الحادة بسهولة. يمكن أن تستخدم العديد من الأجسام في تنفيذ هذه العادة السيئة، مثل: شفرات الحلاقة أو السكاكين أو المقصات أو القوارير الزجاجية.
    • اجلسي مع صديقتك بينما تتخلص من هذه الآلات من محيط منزلها. إذا كانت غير مستعدة بعد للتخلص منهم نهائيًا، فاطلبي منها وضعهم فوق أحد الرفوف العالية أو في غرفة بعيدة من المنزل. سوف يفرض عليها ذلك مساحة من الوقت للتفكير فيما تنوي القيام به قبل القيام به، وهو ما يتيح لها فرصة لتغيير رغبتها وعدم إيذاء نفسها.
  2. صرف ذهن صديقك عن المشكلات في حياته يعد من الطرق الجيدة التي تساعد في الابتعاد عن إلحاق الأذى بالنفس. بموافقة ومساعدة الطرف الآخر، ابدأ في تغيير البيئة المحيطة به بهدف مساعدته على الشعور بحالة أفضل. قم بتغيير الديكور المنزلي في غرفته واستخدام ألوان حوائط مبهجة أكثر أو قم بتعليق بعض الملصقات المرحة والملهمة. يمكنك أن تساعده كذلك على اختيار التغييرات التي يرغبها بنفسه لغرفته ومشاركته تنفيذها. قد يكون الأمر بسيطًا للغاية عن طريق مجرد تغيير رائحة أو الإحساس العام للغرفة.
    • كن جزءًا من العملية منذ البداية للنهاية. اذهب مع صديقك من أجل التسوق وشراء الأشياء الجديدة التي سوف يتم وضعها في الغرفة، ولا تتركه إلا بعد أن تنتهي المهمة تمامًا. تواجد معه وساعده على الشعور بمتعة القيام بالأمر واستقبال التغييرات الجديدة على حياته بالكثير من الترحيب والرغبة في فتح صفحة جديدة.
  3. محاربة حافز الرغبة في تجريح النفس يصبح عملية مرهقة للغاية إذا كان الفرد وحيدًا في المنزل دون وجود أي شيء آخر يشغل باله أو وقته، أو إذا كان فريسة سهلة للآلام والأفكار الحزينة دون وجود دعم من أي شخص آخر. اعرض على صديقك أن يقوم بمحادثتك أو القدوم إلى منزلك في أي وقت يشعر فيه بدافع إيذاء نفسه. حاول أن تشرك نفسك في مختلف الأنشطة التي يقوم بها في سعيك لجعل وقته مشغولًا وممتلئًا بالأحداث الملهية. ضع في اعتبارك الأشياء التي تثير إعجابه واهتمامه وهواياته بشكل عام، وحاول أن تعرض عليه القيام بشيء ما يجمع بين كل هذا.
    • إذا كان محبًا للطبيعة فاعرض عليه التنزه في الحدائق سويًا. إذا كانت صديقتك موهوبة في الرسم، فشجعيها على ممارسة تلك الهواية بشكل احترافي أكثر. القيام بأي شيء إبداعي سوف يلعب دورًا كبيرًا في التعبير عن مشاعرها وآلامها بأسلوب صحي، وفي نفس الوقت دفعها لشغل وقتها وإنتاج شيء رائع بنفسها. شجع الشخص الذي يعاني من رغبة إيذاء النفس على كتابة القصص أو العزف على آلة موسيقية أو الرسم. يمكن كذلك شغل الوقت عن طريق مشاهدة البرامج التلفزيونية أو الاستماع إلى الموسيقى أو ألعاب الفيديو أو أي شيء آخر يشعر بسعادة القيام به.
    • إذا كنت تساعد في جعل صديقك محاطًا بكل الأنشطة والأشياء التي يحبها، فسوف تزداد نسبة تشتيت ذهنه عن الوقوع فريسة لسلوك الإيذاء وعدم الحاجة للقيام بتجريح نفسه.
    • إذا كانت صديقتك لا تخرج من المنزل كثيرًا، فشجعيها على مقابلة المزيد من الأفراد وتطوير علاقاتها مع الآخرين وبناء علاقات الصداقة والتعارف. سوف يساعدها ذلك على بناء مشاعر الثقة في النفس واحترام الذات، ومن جهة أخرى سوف تشعر بالثقة في الآخرين.
طريقة 4
طريقة 4 من 5:

التشجيع على العلاج

PDF download تنزيل المقال
  1. في أول مرة تعرف فيها قيام صديقك أو حبيبتك بإيذاء نفسها، حاول أن تستطلع مباشرة مدى استعدادها للجلوس مع طبيب أو استشاري نفسي. هؤلاء الأفراد المتخصصين لديهم معرفة علمية ومدربين بشكل معتمد على كيفية مساعدة الأفراد الذين يحاربون السلوكيات التي تدفع للإيذاء النفسي أو إيذاء الآخرين. إذا رفض الطرف الآخر الأمر من منطلق أنه غير مجنون، فلا تجادله في ذلك. من جهة أخرى تحدث معه حول أن الخبراء النفسيين لديهم قدرة على التعامل مع العديد من أزمات الحياة، وأنهم يقدمون الدعم لمختلف الأفراد من أجل الإتزان النفسي والنمو الذاتي. إذا اعتبر صديقك أن زيارة الطبيب النفسي تحمل جانبًا من وصمة العار، فاقترح عليه أن يتم الأمر بشكل خفي، ومع طبيب خارج المدينة. إنها وسيلة بالغة الفائدة وسوف تلعب دورًا كبيرًا في مساعدة صديقك على التعافي. الأفراد المتخصصون لديهم معرفة أفضل حول كيفية تقديم المساعدة بشكل صحيح، وتفهم الأسباب التي تدفع صديقك لتجريح نفسه، والقدرة على اقتراح وسائل التعافي المناسبة. [١٤]
    • من المهم أن تتشارك الأمر مع طبيب متخصص طالما أنك مهتم حقًا بتعافي صديقك ومساعدته على تخطي هذه الفترة الصعبة. يوجد وصمة عار مجتمعية فيما يتعلق بطلب المساعدة من الأطباء النفسيين، ولكن من الضروري أن تتغلب على هذه الفكرة الخاطئة وأن تساعد وتقنع صديقك بالذهاب من أجل تلقي العلاج الصحيح. [١٥]
    • إذا لم يكن مستعدًا لذلك، فاعرض عليه على الأقل أن يقوم بالبحث والقراءة حول إيذاء النفس والعوامل المحفزة له. يعاني الإنترنت من وجود نقص كبير في الكثير من المعلومات، وموضوع إيذاء النفس لا يختلف في ذلك. تأكد من أنك تلجأ إلى المعلومات والمواد العلمية من مصادر موثوقة، مثل: المؤسسات النفسية ذات السمعة الجيدة أو المواقع الإلكترونية الخاصة بخدمات مساعدة الطوارئ. انتبه إلى المحتوى الخاطئ، من المصادر غير الموثوقة، الذي قد يتسبب في سوء الحالة بدلًا من معالجتها.
  2. مجموعة الدعم هي المكان الذي يجمع بين بعض الأفراد الذين يعانون من نفس المشكلة، ولديهم نفس المخاوف، ويواجهون نفس التحديات والتجارب. على الرغم من محاولاتك للعب هذا الدور بنفسك، إلا أن الشخص يحتاج في النهاية إلى رفقة من الأفراد القادرين حقًا على تفهم واستيعاب كل ما يمر به، وليس من ينظر للموقف من الخارج فقط لا غير. بعد فترة من الوقت من العمل معًا، قد يجد صديقك الشجاعة الكافية لمقابلة الأفراد الآخرين من نفس حالته؛ ويبدأ في التعرف على قصصهم ومشاكلهم، والكيفية التي نجحوا من خلالها في التغلب على نوبات إيذاء النفس، وتعلم كيف ولماذا لم تنجح معهم بعض الأساليب بينما نجح غيرها. [١٦]
    • قد يكون صديقك مترددًا من فكرة قبول التواجد في هذه المجموعات المخصصة للأفراد أصحاب التجارب مع تجريح النفس. من أجل تشجيعه، يمكنك أن تصاحبه في المرات الأولى؛ من أجل تقديم الدعم والقوة التي يحتاج إليها من أجل أخذ الخطوة الأولى.
  3. العلاج السلوكي الجدلي هو أحد الطرق الفعّالة في علاج الأفراد الذين يقومون بإيذاء أنفسهم. يعتبر هذا الأسلوب العلاجي بمثابة النسخة المُعدلة من العلاج السلوكي المعرفي (CBT). في العلاج السلوكي الجدلي يقوم الطبيب بعمل تحليل دقيق للشخص الذي يلجأ إلى تجريح نفسه. وبالإضافة للعمل المباشر مع الشخص نفسه، يحاول الطبيب إشراك أفراد العائلة من أجل فهم وتعريف المواقف والتجارب التي ربما قادت الفرد إلى هذا السلوك. يحاول الطبيب النفسي كذلك أن يدمج مهارات التأقلم الصحية والإيجابية بداخل شخصية الفرد. [١٧]
  4. مصطلح "التدخل" أو "الإرشاد" في علم النفس يقصد به المحاولة المدبرة من قبل شخص في سبيل تلقي المساعدة المحترفة فيما يخص بعض حالات الأزمات النفسية. يتم الأمر تحت إشراف أحد "المرشدين" المحترفين. تمتاز هذه الطريقة بكونها واحدة من أفضل الوسائل التي تمهد لفتح المناقشة مع الشخص المعني حول أزمة إيذائه لنفسه مع الأفراد المهمين في حياته. ما يضيف لصعوبة القيام بالأمر في بعض الأحيان هو احتمال عرض المشاعر المؤلمة، المتسببة في سلوك تجريح النفس، على الملأ أمام كل الأفراد الموجودين في هذه اللحظة. وعلى الرغم من الفائدة الناتجة عن تقبل الحديث الصريح بدون القلق من جرح مشاعر بعضنا البعض، إلا أن الأمر قد يكون صعبًا بعض الشيء.
    • يلعب المرشد المحترف دورًا هامًا في المساعدة على تخليص صديقك من سلوك إيذاء النفس. اطلب من أحد المرشدين المتخصصين أن يتواجد من أجل تقديم المساعدة لصديقك. يمكنك كذلك أن تتواجد في جلسة الحديث عن الأمر، بما أنك تهتم للغاية بأن يصبح صديقك بحالة جيدة. [١٨]
طريقة 5
طريقة 5 من 5:

الحديث عن العواقب السلبية

PDF download تنزيل المقال
  1. يظل على الجسد علامات متبقية بعد نوبات التجريح. هذه الندوب والإصابات قد تتسبب في جعل صديقك أكثر خجلًا وأقل ثقة في النفس، وهو ما يعيقه عن التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء وأفراد العائلة بسبب مشاعر الخوف والقلق من الإحراج. يستنزف ذلك كل مستويات الثقة بداخل صديقك، ويجعله أكثر عرضة لمشاعر انعدام الأمان، وهو بدوره ما يعيد تغذية رغبة إيذاء النفس مرة بعد مرة. حاول أن تشرح له هذا الأمر بالمزيد من التفصيل، والتأكيد على أن فرصة التوقف عن هذه العادة السيئة متاحة أمامه، وهو ما سوف يحميه من أي ندبات إضافية.
  2. قد يصل صديقك لمرحلة من المراحل التي لا تؤثر الجروح السطحية على شعوره بالارتياح نهائيًا، وهو ما سوف يدفعه إلى محاولة جرح نفسه على مستويات أعمق بمرور الوقت. يترتب على ذلك دون شك الكثير من المشكلات الصحية الخطيرة، مثل: العدوى والالتهابات. الجروح المفتوحة الناتجة عن تجريح النفس التي تظل مكشوفة يترتب عليها الالتهابات والعديد من الأزمات الصحية الأخرى.
    • قد ينتهي الأمر بصديقك وهو يجرح المكان الخاطئ من جسده، وهو ما يترتب عليه فقدان خطير للدم أو الموت المفاجئ. [١٩] [٢٠]
  3. نوبات تجريح النفس المتواصلة قد تتسبب في تعطيل العمل الحيوي لأعضاء الجسد. حيث أن فقدان الجسد للدم أثناء نوبات تجريح النفس المتكررة يستنفذ معدلات الهيموجلوبين في الدم، وهو ما يتسبب في الإصابة بمرض فقر الدم. عدم الإسراع لعلاج فقر الدم قد يترتب عليه إصابة الجسد بأعراض: ضيق التنفس، الخفقان، تورم الذراعين والساقين، الألم في الصدر، الحرقة، التعرق، التقيؤ. [٢١]
    • في حالات الأطفال والمراهقين، تؤثر الأنيميا على المهارات الحركية والعقلية. يمكنك ملاحظة ذلك إذا ما كانت صديقتك تعاني من انخفاض في معدلات القدرة على الانتباه، أو إذا أصبحت أقل تركيزًا وتجاوبًا في ردود فعلها.
    • البالغون الذين لا يتم علاج إصابتهم بفقر الدم قد تتطور لديهم مشاكل صحية متعلقة بالقلب قد تصل إلى التعرض للسكتات الدماغية وأمراض القلب. قد تتسبب الأنيميا كذلك في إضعاف القوى الإدراكية. [٢٢]

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ٥٬٢٨٤ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟