PDF download تنزيل المقال PDF download تنزيل المقال

كثير الكلام كثير الأخطاء. ينطبق ذلك على الحياة المهنية والتعليمية، كما هو الأمر على الحياة الأسرية والأوقات التي تقضيها مع أصدقائك. من الحكمة أن تعقل لسانك عندما تشتهي الكلام من غير داع؛ سأل رجلٌ أحد الحكماء: متى أتكلم؟ فقال: إذا اشتهيت الصمت. فسأل: متى أصمت؟ قال: إذا اشتهيت الكلام. الصمت خلق من الأخلاق الطيبة، كما أنها أداة تواصل بحد ذاته، لأنك تمنح الفرصة للآخرين للكلام والإدلاء بقولهم ضمن المحادثات. المرة التي تصمت فيها قد تكون تغاضيًا عن جرح مشاعر الطرف الآخر أو توفيرًا عليك من الدخول في دوامات سوء التفاهم بسبب كثرة الكلام، وستبدو كشخص منصت وهادئ ووقور، والأهم أنه في المرة التالية التي تتكلم فيها، سيكون من حولك أكثر اشتياقًا لمعرفة ما ستقوله.

طريقة 1
طريقة 1 من 3:

منع نفسك عن البوح بما في عقلك

PDF download تنزيل المقال
  1. تخيل أنك تقول أفكارك بمجرد أن تخطر على بالك لكن دون أن تقلها في الحقيقة. ستعاني في أولى محاولاتك للتحلي بالصمت من ظهور فرص للتفاعل مع الآخرين في الحديث، وسيكون من الشاق أن تمنع نفسك عن الرد. لتساعد نفسك على تخطي تلك الفترة الصعبة، نقترح عليك أن تفكر فيما ترغب في قوله وأن تتخيل أنك تقوله بالفعل، ولكن في رأسك فقط لا غير، بينما في أرض الواقع، سُتبقي شفاهك مغلقة وتكتفي بهز رأسك والإنصات فقط لا غير. [١]
    • استفد من هذا الاقتراح إن كنت في موقف تعاني فيه من الإحباط أو الانفعال العاطفي وتشعر برغبة عارمة للرد والكلام.
  2. الهدف هو ألا تبوح للعلن بكل ما يخطر في بالك، ولكن لا يعني ذلك أن تتوقف عن التجاوب مع المواقف والأحداث. ابقَ كما أنت منتبهًا لكل ما حولك، لكن فكر في وسيط آخر لإخراج أفكارك للعالم، كأن تدونها في دفتر يومياتك على سبيل المثال. قد يعوضك ذلك كليًا عن الحاجة للكلام. استفد من تلك التدوينات في إعادة النظر في أفكارك وكلامك، وستقدر حينها على التخلص مما لا ترضى عنه أو تطوير الأفكار الشيقة منها وإعادة صياغتها كأفضل ما يكون عندما تحين الفرصة للحديث. [٢]
    • اكتب في دفتر تدويناتك مثلًا: "لماذا خططتِ لتلك الحفلة بدون مناقشتي؟ يا لك من غبية!" تأمل تلك الجملة وحدد ما يعجبك منها وما لا ترضى عنه، وتخلص منها بعد ذلك. ستلاحظ بعدما تهدأ وتتأنى قبل الرد أن اختيارك النهائي لما ستقوله سيكون على الشاكلة التالية: "كان من الأفضل أن نشترك سويًا في التخطيط لهذه الحفلة وألا أعرف عنها الآن فقط".
  3. انتبه ليس فقط لما يقوله الطرف الآخر، ولكن كيف يقوله؛ تأمل التعبيرات غير اللفظية التي تصدر منه أثناء الكلام، مثل: تعبيرات الوجه أو حركة اليدين ولغة الجسد عامة، وكذلك نبرة الحديث. يساعد هذا الأسلوب على فهم ما يُقال وهضمه بصورة أفضل، ومن ثم حسن التواصل مع الطرف الآخر. سوف يمتن كذلك لأنك تنصت وتنتظر انتهائه من الحديث دون مقاطعة. [٣]
    • قد تطلبين من أختك مثلًا أن تعتني بأطفالك في مساء أحد الأيام، ولكن يكون ردها: "لست متأكدة من ذلك". احرصي على عدم مقاطعتها، بل انتظري منها توضيح موقفها وانتبهي لتعبيرات وجهها. قد توافق بدافع الحرج، بينما يبدو على وجهها العبوس أو تحرك يدها بعصبية، ويجب عليك وقتها فهم أنها غير مرتاحة للفكرة لسبب أو لآخر، وما عليك سوى ألا تضغطي عليها وتجبريها على شيء سيسبب لها المعاناة.
  4. هل أنت شخص محب للكلام ومعتاد عليه؟ ستكون مهمة إغلاق فمك شاقة ومرهقة، خاصة إن استسلمت للتفكير المستمر فيما ستقوله. بدلًا من ذلك، اعمل على تمرين عقلك على الاسترخاء في حالة من الهدوء الذهني. جرب الاقتراحات التالية: [٤]
طريقة 2
طريقة 2 من 3:

الصمت في اللحظات التي تستدعي الصمت

PDF download تنزيل المقال
  1. هل تشعرين بالرغبة للحديث عن كل وأي شيء أو شخص يزعجك، سواء سبب لك أزمة كبرى أو اعترض طريقك أثناء الخروج من المصعد؟ ستفقد كلماتك جدواها في آذان الآخرين، لأنهم لا يسمعون منك سوى النحيب والبكاء، ما يترتب عليه فقدانك للاحترام والتقدير وخسارتك للأشخاص المهتمين بالإنصات لكلامك. [٥]
    • يحدث هذا تحديدًا عندما يكون التشكّي هو النمط الوحيد والمتكرر في حديثك، وأكثر إن كنت تحاربين طواحين الهواء وتعترضين على أشياء غير قابلة للتغيير، مثل الطقس.
  2. نعيش جميعًا أيامًا غير سارة نكون فيها عرضة للعصبية أو تحت ضغوط مواقف معقدة والتزامات متراكمة؛ بدلًا من الاستسلام للغضب والتصرفات العنيفة ضد كل من يعترض طريقنا، كن الطرف هادئ الأعصاب الذي يمنح الفرصة لمن حوله للحديث ويتحلى بالطيبة والكرم . [٦]
    • عندما يسيء الآخر لك، توقع أن يتراجع عن سلوكه لاحقًا ويعتذر لك وأن يقدر لك أنك امتصتت غضبه ولم تحول الموقف العابر إلى أزمة كبرى.
  3. وأنت في قاعة العمل أو في الممر أثناء الاستراحة، امتنع تمامًا عن إغراء الاستغراق في أحاديث النميمة وذكر عيوب الآخرين في عدم حضورهم. ستفقد ثقة من تشاركه النميمة وسيتكون في ذهن من حولك صورة عنك أنك شخص ذو وجهين وتظهر للجميع غير ما تبطن. امتنع كذلك عن قول ما يسيء للآخرين ويجرح مشاعرهم. إن كنت ستظل ثرثارًا ولكنك على أقل تقدير ستتوقف عن النميمة، فهذا بحد ذاته تطور مثالي وجيد. [٧]
    • استوعب أن المحادثات من هذه النوع غير ممتعة وضررها أكثر من نفعها، وتلك المعلومات التي تسمعها أو تشاركها غير دقيقة بالضرورة وقد يترتب عليها نتائج غير سارة على الإطلاق، كما قد تفقد صداقة من تتحدث من وراء ظهره.
  4. لا يوجد أسهل من الاندفاع في الكلام في أوقات الغضب، ولكن اسأل نفسك: ما جدوى ما ستقوله؟ غالبًا ما سيكون الضرر أكثر من النفع وستضع نفسك في أزمات كبرى بسبب حديثك المنفعل في أوقات الغضب. استوعب أنه من الأفضل أن تصمت تمامًا بدلًا من أن تقول شيئًا ستندم عليه لاحقًا. [٨]
    • هل يحيّرك الاختيار ما بين الصمت وبين قول شيءٍ من شأنه أن يتسبب في غضب شخص آخر؟ الأفضل بالطبع أن تصمت.

    نصيحة عامة: هل تتحدث بما لا يسر في أوقات وقوعك تحت تأثير الكحوليات والمواد المخدرة؟ استوعب أنك تفقد قدرة السيطرة على نفسك في تلك الأوقات، لذا قد يكون من المفيد الإقلاع عن المشروبات الكحولية أو على أقل تقدير ألا تشربها إلا في حضور من تثق بهم فقط.

  5. احتفظ لنفسك بالمعلومات الحساسة والهامة، خاصة إن لم تكن تعنيك بمفردك. لا تتشارك مع الموظفين معلومات حول التعيينات الجديدة مثلًا أو تخبرهم بتلقيك لترقية أو زيادة في الراتب. لا تتحدث عن مشروعات العمل مع الجميع، حتى عائلتك وأصدقائك. المداراة على الشمعة تحميها من الانطفاء، كما يقول القول المأثور، كما أن مشاركة الخطط في مراحل تطورها مع أشخاص غير معنيين بتلك الخطط قد يحدث جلبة في بيئة العمل. الحديث المبكر عن الأمور سيضعك في موقف محرج إن لم تكن النتائج النهائية كما سبق وقلت أنها ستكون عليه، لذا ما داعي أن تضع نفسك في هذا الموقف من الأساس؟ [٩]
    • لا تجلس مع الجميع وتقول لكل من يمر أمامك: "سأكون أنا بطل المسرحية، لأنه لا يوجد شخص آخر لديه نفس خبرتي وموهبتي." بدلًا من ذلك، تحلَّ بالهدوء والكتمان إلى أن تعرف نتائج اختبارات التمثيل وقرارات المخرج.
  6. لن يعجب أحد بحديثك الواثق والمبالغ عن إنجازاتك، ولا أحد يهتم في حقيقة الأمر أن يكون موضوع الكلام هو أنك حققتِ كذا وكذا. يتحدث الناس عما يجمعهم من اهتمامات، ولا يوجد شخص في العالم مهتم بأن يهدر وقته على الإنصات لشخص يتفاخر بنفسه. إنجازاتك مهمة للآخرين عند رؤيتها كأفعال على أرض الواقع، ويعود لهم حق ذكر تلك الإنجازات ومدحك في الوقت المناسب، وليس بسبب أنك تضعين نفسك دائمًا تحت دائرة الضوء. [١٠]
    • تجنبي مثلًا قول: "أنا من نجحت في إتمام الاتفاق على تلك الصفقة. لا داعي لشكري!" بل بدلًا من ذلك تحلي بالتواضع والهدوء، وانتظري أن يصلك الثناء من الآخرين من تلقاء أنفسهم. إن كان تأثيرك مهمًا بالفعل في عقد الصفقة، سوف يتبرع أحد الزملاء بالثناء على دورك في نجاح الاتفاق وسيكون من الأفضل وقتها أن هذا الثناء أتى من شخص آخر.
  7. 7
    اصمت إن لم تكن تعرف إجابة السؤال أو ليس لديك ردٌ على ما يُقال. من قال لا أعرف، فقد أفتى. لا تقل حتى: لا أعرف. بل تحلَّ بالأدب الكافي للصمت في أوقات عدم وجود ما يمكنه إضافته لتيار الحديث. تدفعك عادة الكلام المفرط للقفز على المحادثات وقول الكثير عما لا تفهمه من الأساس. ابذل مجهودًا واعيًا للتحرر من تلك الخصلة، ففي حقيقة الأمر، يدرك الأغلبية ممن حولك أنك تتحدث عما لا تفهمه وأنك تهدر وقتك ووقت الجميع. عندما يدور الحديث عن شيء لا تعرفه، فالأفضل هو أن تنصت وتتحلى بالتواضع الكافي للتعلم من الآخرين وتترك الساحة لمن يعرف بصدق وعن يقين ما يقوله. [١١]
    • عندما يوجه إليك سؤالٌ مباشر عن رأيك، قل ببساطة: "لا أعرف الكثير عن هذا الأمر. هل لدى أي منكم فكرة أوضح بهذا الشأن؟"
  8. في أوقات الصمت المربكة أثناء التجمعات، تمهل واترك الفرصة لشخص آخر لاقتراح موضوع ما للحديث. لا تجعل من شعورك بعدم الارتياح أثناء فترات الصمت سببًا في الإقدام على الكلام والإفراط فيه، بل التزم بقرارك أنك شخص هادئ وصامت واترك الفرصة لشخص آخر لقيادة دفة الحديث، واكتفِّ أنت بمنحه اهتمامك وأذنيك بمجرد أن يتكلم. بدلًا من دور البطولة في المحادثات، كن الممثل المساعد الذي يتبرع بالإنصات ويقدّر ما يقوله الآخرين أكثر من رغبته في الحديث. [١٢]

    فكرة مفيدة: هل تواجه صعوبة في إمساك زمام لسانك؟ جرب العدّ الصامت في رأسك بين كل حديث وآخر. أنهِ كلماتك كأقصر ما هو ممكن، ثم انتظر 3 دقائق على سبيل المثال، قبل أن تعود للحديث مرة أخرى.

  9. تجنب مشاركة الكثير من المعلومات عن نفسك في محادثاتك العابرة مع الغرباء. هل تلتقي بوتيرة دائمة مع غرباء تتعرف عليهم لأول مرة؟ يختلف مستوى تقييم الإفراط في الحديث مع الغرباء عما هو عليه مع المعارف المقربة، لذا اوزن كلامك بميزان ذهب حساس للغاية. لا داعي لخوض نقاشات عن حياتك الشخصية أو مشاركة الكثير من المعلومات عن نفسك ضمن هذا السياق. يمكنك أن تكوّن معهم صداقات قوية، ولكن بالحديث عن الحياة العامة والتدرج في معرفتهم وتعريفهم على نفسك، بدلًا من صب كل تفاصيل حياتك في رأس الغريب المسكين مرة واحدة. [١٣]
    • انتبه جيدًا لردود فعل الطرف الآخر؛ سيبدو عليهم انصراف الذهن أو الملل أو الرغبة في الرحيل إن كنت تفرط في الكلام.
    • ينطبق نفس الأمر على أقاربك الذين لا تجمعك بهم معرفة وطيدة. توقع أن يشعر الآخرين بالارتباك إن قدمت لهم الكثير من المعلومات عن نفسك في سياق لا يتطلب هذا النوع من المشاركة.
طريقة 3
طريقة 3 من 3:

الوقت الصحيح للحديث

PDF download تنزيل المقال
  1. أنت أمام اختيارين؛ إما أن يكون رأسك مزارًا عامًا يرى الجميع كل ما به من سخافة وذكاء في نفس الآن أو أن تمرر كلامك على أكثر من بوابة تقييم ومراجعة وأن تتخذ قرارًا بأنك ستقول ما خطر في بالك أو ستمتنع عن قوله لسبب ما. هل ترغب في الجمع بين التحلي بالصمت والوقار، وفي نفس الوقت البوح بالأفكار المميزة التي تخطر في بالك والتواصل الأفضل مع من حولك؟ إذًا يجب أن تطبق الاختيار الثاني. [١٤]
    • ستبدو أكثر ثقة في النفس إن أتى حديثك مسترسلًا وبدون توقفات وهمهمة (مثل: هممم و آآه)، وهو ما يتحقق إن نظمت كلامك في رأسك قبل الحديث.
  2. هل تتساءل عن سبب ثرثرتك الدائمة وعدم خوضك لنقاشات متبادلة تستمع فيها لآراء مهمة من الآخرين؟ واحدة من الأسباب المحتملة أنك لا تطرح الأسئلة على الآخرين، بل تستغرق في طرح آرائك ولا تتمهل ليحصل الآخرون على فرصة للرد. جرب ما يلي وستلاحظ فرقًا رهيبًا: اطرح الأسئلة الذكية على من يشاركك الحديث، وستلاحظ أن المحادثات التي تخوضها أصبحت ثرية أكثر وتتعرف من خلالها على من حولك وتدخل معهم في نقاش متبادل فعّال. اطرح السؤال وتمهل حتى يرد الطرف الآخر بكل ما لديه لقوله وتجنب مقاطعته أو التطوع بالإجابة نيابة عنه.
    • طرح الأسئلة أمر بالغ الأهمية بالتحديد في اجتماعات العمل وجلسات التفاوض والحصص والمحاضرات الدراسية.
  3. الأولوية هي أن تنصت باهتمام وصدق لما يُقال وألّا تقفز في منتصف الحديث، بل أن تنتظر فرصتك دون مقاطعة الآخرين. هل سمعت ما ترغب في قوله على لسان شخص آخر؟ لا حاجة لأن تكرره بصوتك ولا فائدة من ذلك. في أثناء المحادثات، انتظر اللحظة التي يمكنك أن تُضيف فيها وجهة نظر مفيدة وجديرة بانتباه الآخرين، وإن لم تتحين لك، فاستغرق في الإنصات لما يُقال لتتعلم أكثر. [١٥]
    • التعود على هذا الأسلوب سوف ينعكس على مدى تقدير الآخرين لكلامك وإنصاتهم لك عندما تتحدث.

أفكار مفيدة

  • ينطبق الصمت كذلك على ما تكتبه عبر منصات التواصل الإلكترونية والرسائل النصية؛ طبق نفس الأفكار السابقة وأنت تستخدم هاتفك الذكي في التواصل مع الآخرين لتعرف متى من الجيد خوض مناقشة ومتى من الأفضل أن تتجاهل ما تراه وتُبقي عقلك مسترخيًا ويدك ثابتة لا تضغط بانفعال على أزرار لوحة المفاتيح!

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ٧٬٤٥٥ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟