تنزيل المقال تنزيل المقال

الميزانية هي مستند أو قائمة ببنود الدخل والإنفاق خلال مدة زمنية معينة. لا بديل للشركات الكبرى والمؤسسات وأي مشروع تجاري عن وضع ميزانية شهرية وسنوية، لكنها من الإجراءات التي ينصح بها كذلك للأسر والأفراد سعيًا لضبط النفقات والاستقرار المالي. استفد مما ستتعلمه في هذا المقال عن بنود الميزانية والحيل الذكية التي تساعدك على إعداد ميزانية شخصية منطقية ومنضبطة، وستلاحظ بنفسك كيف يساعدك ذلك على ترتيب أولويات بنود الصرف وتحقيق أهدافك المالية فيما يتعلق بالتوفير والادخار وتغطية الديون وما شابه. الهدف من إعداد الميزانية هو أن تتحول تعاملاتك المالية من أفكار عشوائية في رأسك وفاتورة هنا ومصدر دخل هناك إلى مستند يضم كل تعاملاتك في مكان واحد وتقدر من خلاله على رصد ما يحدث على مدار الشهر، وتقدر بناءً عليه على وضع أهدافك المالية طويلة المدى. لن تتفاجأ بأي شيء مادي طالما نجحت في إعداد ميزانية منضبطة ودقيقة.

جزء 1
جزء 1 من 4:

تحديد أهدافك

تنزيل المقال
  1. لا تنظر تحت قدميك، فالالتزامات المالية ليست مقتصرة على تغطية المصروفات اليومية، ولكنها تشمل كذلك تسديد الديون والادخار للمستقبل. كي تحظى بحياة مالية مستقرة، لا بديل لك عن اكتساب مهارات التحكم في النفس وتعلم الطرق الصحيحة لإدارة الأموال. لا مانع من الاستعانة بخبير متخصص أو صديق أو أحد أفراد العائلة ليتحمل نيابة عنك عملية الإدارة المالية لنفقاتك ودخلك كحل بديل، لكن استوعب أن المحاسبين الطامعين في العمولة أو أفراد العائلة قليلي الخبرة قد يتسببوا في ضررك المالي أكثر من فائدتك. في المقابل، يمكنك عبر أجزاء هذا المقال تعلم بعض النقاط البديهية والأساسية التي تساعدك على تحمل مسؤولية إعداد ميزانيتك المالية بنفسك معتمدًا على عملية الرصد الدقيق لبنود الدخل والإنفاق وكذلك وضع الأهداف المالية المنطقية والمحددة. [١]
  2. التزم بأسلوب وضع الأهداف الذكية (سمارت) . في الأهداف الشخصية عمومًا – وبما في ذلك الأهداف المالية – يجب أن تضع لنفسك هدفًا يتوفر فيه الصفات الخمس التالية: محدد، قابل للقياس، قابل للتحقيق، وثيق الصلة، ذو إطار زمني. يُعرف الهدف من هذا النوع باسم الهدف الذكي أو سمارت (SMART). [٢]
    • وزع أهدافك المالية على ثلاثة أقسام: الأهداف قصيرة المدى (أقل من عام)، الأهداف متوسطة المدى (من 1 إلى 5 سنوات)، الأهداف طويلة المدى (ما بعد 5 سنوات من الآن).
    • مثال: لنفترض أن أحد أهدافك متوسطة المدى أن تدخر مبلغ 36 ألف جنيه مصري لدفع مقدم سيارة بمجرد تخرجك من الجامعة بعد 3 أعوام من الآن. إذًا أنت أمامك 36 شهرًا للادخار من أجل شراء تلك السيارة. وفقًا لما سبق، ستجد أنك بحاجة إلى ادخار ألف جنيه شهريًا (1000 جنيه مدخر × 36 شهر = 36 ألف ثمن السيارة). الهدف السابق ينطبق عليه المواصفات سابقة الذكر كما يلي:
    • هدف محدد: تدخر من أجل شراء السيارة.
    • هدف قابل للقياس: تعرف أنك بحاجة إلى ادخار قيمة معروفة من المال (36 ألف جنيه)
    • هدف قابل للتحقيق: تعرف أنك بحاجة إلى ادخار 1000 جنيه شهريًا. ولديك مصدر دخل شهري بالفعل يمكن اقتطاع تلك القيمة منه وادخارها.
    • هدف وثيق الصلة بحياتك: أنت تدخر لأنك ستكون بحاجة حقيقية للسيارة عندما تتخرج من الجامعة.
    • هدف ذو إطار زمني: ستعمل عليه من الآن ولمدة 36 شهرًا، وبانتهاء تلك المدة سيتحقق هدفك المنشود.
  3. الاستقرار في منزل من ملكيتك هو مستقبلك أنت وأسرتك (أو أسرتك المستقبلية إن كنت لم تتزوج بعد). يجب أن تخطط وأنت في مرحلة مبكرة من حياتك لهذا الأمر لأنك ستحتاج لسنوات طويلة من الادخار. حتى إن كنت تنوي التقسيط، فستحتاج إلى دفع مقدم شراء، وهو نفس الأمر إن حاولت الحصول على قرض من البنك. لهذا لا بديل بأي حالٍ من الأحوال عن امتلاكك لما يكفي من الأموال في رصيدك الشخصي قبل اتخاذ خطوة شراء المنزل. لا تقل قيمة مقدم شراء الشقق والبيوت عن 5% من قيمته الكلية. ضع في اعتبارك كذلك التكاليف الإضافية المصاحبة لشراء المنزل، مثل تكاليف التسوية أو عمولة الوسيط أو نفقات تجديد المنزل والأثاث وغير ذلك؛ يضع الخبراء نسبة 5% من سعر المنزل الكلي لتلك التكاليف سابقة الذكر. وفقًا لما سبق، أنت بحاجة إلى امتلاك 10% من قيمة أي منزل تنوي شراءه لتقدر على تقسيط ثمنه أو الحصول على قرض من البنك. [٣]
    • هل تريد شراء منزل سعره 200 ألف جنيه؟ أنت بحاجة إذًا إلى ادخار 20 ألف جنيه مبدئيًا لدفع المقدم وتكاليف التسوية والعمولة (200,000 × 0.10 = 20,000)، ولا تنسَّ حتمية وجود مصدر دخل ثابت شهريًا يعينك على تسديد الأقساط لاحقًا.
  4. سواء كنت تخطط لشراء سيارة فوريًا أو بالتقسيط، فأنت بحاجة إلى ادخار سعرها أو مقدم التعاقد. ينطبق الأمر نفسه إن رغبت في الحصول على قرضٍ من البنك بنسبة فائدة معقولة نظرًا لأن مقدم التعاقد الكبير كفاية يقلل من نسبة الفائدة وسنوات السداد ومن ثم يضمن لك استقرار مالي على المدى البعيد وضغوط نفقات شهرية أقل. وفقًا لميزانيتك المالية، استفد من تخصيص قيمة من دخلك نظير الادخار لشراء السيارة، وستجد بنفسك أنك في حالة مالية أفضل عند شراء السيارة سواء كانت جديدة بالتقسيط أو الدفع النقدي الفوري أو حتى إن فكرت في شراء سيارة مستعملة بحالة جيدة. [٤]
  5. الاستعداد المسبق للكوارث ليس تشاؤمًا، ولكنه عين العقل، لذا اجعل من أولوياتك تخصيص مبلغ شهري في ميزانيتك للادخار المتروك بعيدًا عن يد الإنفاق، والمكرس فقط للظروف الطارئة غير المتوقعة. لا يمر عامٌ على أغلب الأفراد بدون موقف صعب واحد على الأقل يفرض عليك الاقتطاع من مدخراتك، وتجاهل هذه الحقيقة سيضعك في النهاية في أزمات مالية ونفسية شاقة وستلقي بنفسك في دوامة الديون. ادخر ما لا يقل عن 5000 جنيه مثلًا في وديعة بنكية لا تقترب منها إلا في أحلك الظروف وأصعبها، وبمجرد تحررك من التزامات الأقساط والديون وما شابه، ضع مبلغًا أكبر في تلك الوديعة، جاعلًا من أولوياتك زيادة قيمة أموال الطوارئ بدلًا من الإنفاق على أغراض استهلاكية غير ضرورية. الذكي هو من وضع المصائب وتحديات الأقدار في اعتباره، واستعد لها بما يلزم قبل أن تطرق بابه. [٥]
  6. سدد ديونك . لا فائدة من ميزانية لا تتضمن أهدافها الأساسية تسديد الديون والتحرر منها. سواء كنت قد استلفت أموالًا من معارفك لظرف أو آخر أو يجب عليك تسديد الأقساط أو حتى ديون البطاقات الائتمانية للبنوك، يجب أن تضع في اعتبارك بذل كل ما يلزم للتخلص من تلك الديون وفي أقرب فرصة ممكنة. جنبًا إلى جنب مع مدخرات الطوارئ المستقبلية؛ ضع في حسبانك تخصيص قيمة من دخلك الشهري لتقليل قيمة هذه الديون، خاصة إن كنت مضطرًا لدفع فائدة مالية إضافية إن تأخرت في تسديد تلك الديون. قلل من نفقاتك اليومية في سبيل التحرر من الديون والإيفاء للمدينين بحقوقهم. يمكن حتى الاستغناء عن مستلزمات أساسية من حياتك، لفترة قصيرة من الزمن، في سبيل تحقيق هدف آخر أهم. [٦]
  7. اجعل هدفك تسديد تكاليف حياتك اليومية نقدًا. يلجأ البعض لرهن الممتلكات أو الاشتراك في بطاقات الدين البنكية، أو الذهاب لرحلات يسدد ثمنها بالتقسيط، ولكنها خطوة غير ذكية على المدى الاقتصادي البعيد. لا تدخل بنفسك في دائرة الديون المغلقة على نفسها؛ بمعنى أوضح، لا تشترِ شيئًا لا تملك ثمنه طالما أنه ليس حاجة ملحة. الأفضل من ذلك أن تدخر أموالك وتشترِ ما تريده عندما تملك سعره كاملًا. وفقًا لهذه القاعدة، يُوزع دخلك الشهري على بندين فقط لا غير: نفقاتك والادخار لأشياء تريدها مستقبلًا؛ يقصد بنفقات الحياة اليومية ما يلي: الإيجار، المرافق (كهرباء وماء...)، الطعام، المواصلات، الضرائب، صيانة السيارة، إصلاحات المنزل، الهدايا، الرحلات، الترفيه. [٧]
  8. تضمن لك خدمات التأمين توفر مصدر دخل أو تعويض نقدي عند تعرضك لأي حادث أو إصابة، ومن ذلك مثلًا التأمين على الحياة، وهو ما يضمن لأسرتك دخل مالي ثابت بعد تعرضك لا قدر الله للموت، أو تأمين التعرض للإعاقة، الذي يضمن لك مرتب في حال تعرضك لأي إصابة تمنعك عن العمل. خيارات المعاش الحكومي أو التابع لشركات التأمين بدورها تضمن لك حصولك على راتب ثابت بعد وصولك لسن التقاعد. من الخيارات المتاحة لك أيضًا الاشتراك في التأمين الصحي أو الرياضي، والذي يضمن لك الاستمتاع بالخدمات الصحية أو الترفيهية نظير مبالغ مالية أقل، وهو ما يقلل من نفقاتك العامة أنت وأسرتك. لا توجد أي متعة في التفكير المسبق في الأحداث غير السارة، ولكنه ليس تشاؤمًا أن تفترض السيناريوهات الأسوأ، بل هو الأسلوب الأمثل أن تستعد للأحداث غير المتوقعة والمصائب، حتى تهون على نفسك وعلى أهلك لحظات وقوعها.
  9. التبرعات والصدقة ليست حكرًا على الأغنياء، وأيًا كان دخلك الشهري، يمكنك اقتطاع نسبة ثابتة منه للجمعيات الخيرية والفقراء والمحتاجين. تعامل مع هذا البند بجدية بصفته بند مماثل لبند نفقاتك الشخصية أنت وأسرتك، فمراعاة حاجة الفقراء بحد ذاتها وسيلة من وسائل زيادة بركة رزقك وضمان استمراره على المدى البعيد، والالتزام بهذا التصرف سيطور حياتك الروحية والإيجابية، سواء فعلته من منطلق ديني أو تحملًا لمسؤوليتك المجتمعية تجاه من حولك. لا تهمل هذا الأمر ضمن بنود الإنفاق في ميزانيتك، والتزم بالإيفاء به شهريًا، يمكنك أن تخصص ما بين 2.5% إلى 10% (أو أكثر أو أقل حسب مقدرتك) للتبرعات والصدقة. [٨]
    • حدد بداية دخلك ومصاريفك الشخصية على مدار الشهر أنت وعائلتك ثم حدد مقدار ما ترغب في ادخاره لتحقيق أهدافك المالية المستقبلية، وبعدما توفي بتلك الالتزامات، حدد من المبلغ المتبقي نسبة تنوي التبرع بها للجمعيات الخيرية والمحتاجين.
    • يمكنك الالتزام بتسديد تعهد مالي سنوي أو شهري لواحدة من الجمعيات الخيرية التي تؤمن بدورها ومشاريعها في مجتمعك المحلي.
    • ضع في اعتبارك ما يقتطع من مرتبك كضرائب وما تسدده نظير ممتلكاتك. الضرائب واحدة من وسائط تسديدك للحق المجتمعي المفروض عليك بالفعل. جنبًا إلى جنب معها، تأكد من إجراء عملية حسابية دقيقة تحسب بها مصروفاتك ودخلك الشهري، لتقدر على تخصيص نسبة مالية ثابتة للتبرعات والجمعيات الخيرية. [٩]
جزء 2
جزء 2 من 4:

بنود الدخل

تنزيل المقال
  1. الراتب نظير الوظيفة التي تعمل بها أو أرباح مشروعك التجاري هما بند واحد فقط من بنود الدخل، وخلافًا لذلك يمكنك تحقيق أرباح مالية من أكثر من مصدر مالي آخر، لذا عند العمل على إعداد ميزانيتك المالية، من الضروري ألا تغفل عن أي من مصادر دخلك، وكذلك ألا تغفل عن أي من مصادر الإنفاق، لتجد نفسك في النهاية قادرًا على إعداد مستند ميزانية دقيق ومفيد في تحقيق أغراضه. قد تتضمن مصادر دخلك بنودًا مثل: الهدايا والهبات المالية والميراث ونفقة دعم الأطفال ومعاش التقاعد وعائدات التأمين على الحياة وتعويضات مالية -لسبب أو آخر- والمساعدات الحكومية ورواتب المنح الدراسية وقروض دعم الطلاب والفوائد على سندات الادخار... وغير ذلك الكثير. [١٠]
  2. إن كنت تقبض الأموال نظير العمل بالساعة، فأنت بحاجة إلى حساب صافي راتبك الشهري، وهي مجموع ساعات العمل مضروبًا في مرتبك في الساعة الواحد ومطروحًا منه الضرائب. اطلع على مستند التعاقد مع جهة العمل، والذي يفترض أن يكون واضحًا فيه قيمة الراتب الشهري وكل المعلومات المتعلقة بالأموال المقتطعة منه لبنود مثل التأمينات أو الضرائب وما شابه، وفي النهاية قيمة صافي الراتب الشهري.
    • يمكنك إجراء العملية الحسابية بنفسك. إذا كان راتبك الأسبوعي هو 2500 جنيه، وكنت تعمل نفس عدد الساعات أسبوعيًا، فما عليك سوى ضرب عدد الأسابيع في الشهر الواحد × راتبك الأسبوعي، ليكون راتبك الشهري (2500 × 4 = 10 آلاف جنيه) تقريبًا.
    • إن كان عدد ساعات عملك متغيرًا من أسبوع لآخر، وبالتالي يتغير صافي راتبك الأسبوعي أو الشهري، فعليك اتباع القاعدة التالية عند العمل على إعداد ميزانيتك المالية: احسب متوسط الراتب الشهري. لنفترض مثلًا أنك على مدار ثلاثة أشهر حققت في الشهر الأول دخلًا بقيمة 8500 جنيه، والثاني 8000 جنيه، والثالث 9000 جنيه. اجمع تلك القيم معًا (8500 جنيه + 8000 جنيه + 9000 جنيه = 25500 جنيه). اقسم الناتج على 3، ليكون قيمة متوسط راتبك هي (25500 ÷ 3 = 8500 في الشهر الواحد). متوسط الراتب يساوي إذًا 8500 جنيه في الشهر الواحد.
  3. هل تحصل على معونة دراسية أو قرض؟ حدد بداية ما إن كنت تحصل عليها شهريًا أم في بداية الفصل الدراسي، ووفقًا لذلك حدد قيمتها الشهرية التي لك أن تضيفها إلى ميزانيتك. راعِ كذلك ما إن كنت ستحسبها على العام ككل، أم في شهور الدراسة فقط لا غير، وفي الحالة الثانية يعني ذلك أن ميزانيتك في شهور الدراسة ستكون مختلفة عن ميزانيتك في شهور الإجازة الصيفية. [١١]
    • مثال: لنفترض أنك تحصل على معونة دراسية في بداية الفصل الدراسي الذي يمتد لفترة 5 أشهر، قيمتها 10 آلاف جنيه. احذف بداية التكاليف غير المتكررة المفروضة عليك، مثل سعر الكتب والمصاريف والرسوم الدراسية. اقسم القيمة المتبقية على 5، لتعرف القيمة المالية المخصصة شهريًا لتكاليف حياتك اليومية. إن تبقى لك مثلًا 5 آلاف جنيه بعد حذف المصاريف والتكاليف غير المتكررة، سيتبقى لك مبلغ قيمته ألف جنيه شهريًا لإنفاقها على حياتك اليومية (5000 ÷ 5 = 1000 جنيه).
  4. العمل الحر (الفريلانس) أو الموسمي أمر شائع للغاية، سواء للحرفين أو من يعملون عبر الإنترنت نظير مهام دون التعاقد مع جهة عمل بمرتب شهري ثابت. يفرض عليك هذا الأمر التعامل بأسلوب مختلف مع ميزانيتك المالية، وتحديدًا سوف يتم عكس الخطوات، فبدلًا من ضبط نفقاتك وفقًا لدخلك، سيحدث العكس وستعمل سعيًا لتغطية نفقاتك المالية؛ ابدأ أولًا بتحديد مصروفاتك الشهرية الأساسية، والتي تتضمن الأكل وإيجار السكن والمواصلات والأدوية والالتزامات الصحية. احسب كذلك أية ضرائب مفروضة عليك وأضفها إلى تكاليفك الشهرية. تعرف الآن الحد الأدنى من الدخل اللازم شهريًا لتقدر على تغطية نفقاتك. [١٢]
    • أضف لقائمة المصروفات الاحتياجات الثانوية. بمعنى آخر: بعد تحديد الاحتياجات الأساسية، ابدأ الآن في إضافة الرغبات. لا تقتصر حياة أي شغل على الأكل والسكن لا غير، بل يوجد بند ضخم للادخار وآخر للمصروفات الطارئة وثالث للترفيه وغير ذلك. اسعَّ للعمل بعدد ساعات، أو بالتعاقد على مهام، تضمن لك تغطية الاحتياجات الأساسية، وكذلك وجود فائق مادي لغيرها من بنود الصرف الإضافية. حدد القيمة المالية التي ترغب في ادخارها، وكذلك تكلفة تناول العشاء بالخارج في العطلات الأسبوعية أو الذهاب للسينما وما شابه. يضمن لك التخطيط الواعي الدقيق الدخل والنفقات أن تحقق الاستقرار المالي وألا تهدر أموالك دون أن تعرف من أين تأتي وأين تذهب!
جزء 3
جزء 3 من 4:

بنود الصرف

تنزيل المقال
  1. اكتب جدول بيانات ورقي أو رقمي تتبع عبره نفقاتك خلال شهر واحد. قسم النفقات إلى 3 تصنيفات، وهم: الاحتياجات الثابتة، الاحتياجات المتغيرة، الرغبات الإضافية. [١٣]
    • نفقات الاحتياجات الثابتة: النفقات المصروفة على الأغراض الأساسية اللازمة لاستمرار حياتك، والتي تتكرر شهرًا بعد آخر. يتضمن ذلك فاتورة التليفون وإيجار المنزل وما شابه.
    • نفقات الاحتياجات المتغيرة: المصروفات التي تتباين قيمتها من شهر لآخر، وينطبق ذلك على بنزين السيارة والطعام وما شابه.
    • نفقات الرغبات: أي الأشياء التي تريدها ولكنها ليست ضمن احتياجاتك الأساسية التي تتوقف عليها الحياة. بمعنى آخر، يمكنك الاستغناء عن تلك الرغبات إن قضت الضرورة القصوى. يتضمن ذلك: أوقات الخروج والترفيه والقنوات التلفزيونية المشفرة وما شابه.
  2. لن تصرف أموالك شهريًا على بنود الإنفاق المتكررة والمتوقعة فقط لا غير، بل سيظهر لك من العدم فاتورة مالية تقتضي الدفع الفوري لسبب أو آخر، كأن تذهب أنت أو أحد أفراد أسرتك للعيادة الطبية لا قدر الله أو تحتاج لإصلاح عُطل طارئ في السيارة. خصص من ميزانيتك بندًا للصرف على الطوارئ، وبالتالي تقع تلك المفاجئات غير السارة ضمن البنود المتوقعة بالفعل، وإن لم تضطر لإنفاق ما خصصته للطوارئ في نفس الشهر؛ القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود كما يقول المثل. يجعل البعض الادخار للطوارئ بندًا ذا أولوية على الأغراض غير الضرورية والترفيه والخروجات والفسح؛ بمعنى آخر: إن كنت ستختار بين الادخار للطوارئ وبين الذهاب إلى السينما، فالأولوية هي الادخار للطوارئ أولًا إلى أن تجمع قدرًا كافيًا من الأموال المخصصة لذلك، وبعدها يمكنك البدء في الإنفاق على المتع والرفاهية. [14]
  3. تعوَّد على تسجيل نفقاتك اليومية في سجل يمكنك من رصد أين وكيف تنفق أموالك. لهذه العادة الكثير من الفوائد، لعل أبرزها ضبط سلوكك المالي في الشراء والتسوق، كما تقلل التوتر الناتج عن المفاجئات السارة في نهاية الشهر عندما تتفاجأ بأنك أهدرت أموالك دون دراية. يمكنك تدوين كل ما تنفقه في دفتر أو الاعتماد على أسلوب الأظرف النقدية (توزيع أموالك على أظرف مخصص الواحد منها لكل بند من بنود الإنفاق على ألا تنفق على بند الإنفاق أكثر مما حددته له في الظرف في أول الشهر). إن كنت متقنًا لبرنامج الإكسل، وتوفر على جهاز الكمبيوتر المنزلي، استفد من القوالب المتاحة عليه مجانًا للميزانيات المالية الشخصية والمنزلية. [15]
جزء 4
جزء 4 من 4:

ضبط النفقات وتعديل الميزانية

تنزيل المقال
  1. في جدول بيانات رقمي أو ورقي، ضع قائمة بمصادر دخلك الشهرية واجمعهم سويًا ثم ضع قائمة ببنود الصرف وحدد حاصل جمعهم. احذف مجموع النفقات من مجموع الدخل الشهري لتعرف الفائض أو العجز المالي لميزانيتك؛ تلك البيانات ببساطة هي ميزانيتك المالية. في حالة وجود فائض مادي، وهو ما يعني أن دخلك الشهري أكبر من نفقاتك، فأنت أمام قدر من المال يتبقى لك في نهاية الشهر يمكنك ادخاره أو إعادة توزيعه لزيادة نصيب بند من بنود الصرف. لا تنسَّ أنك قد خصصت بندًا للادخار وللطوارئ بالفعل في ميزانيتك ضمن بنود الصرف، لذا فالفائض هو فائض في الادخار أو الإنفاق؛ يُعرف ذلك باسم "الإنفاق التقديري". في المقابل، قد تواجه عجزًا في الميزانية، في حالة كانت النفقات أكبر من الدخل، وهو ما يفرض عليك اتخاذ قرارات مالية حاسمة لموازنة نفقاتك ضمن حدود دخلك الشهري؛ لا بديل أمامك عن تقليل نفقات واحدة من بنود الصرف أو تقليل نفس النسبة منها جميعًا، فذلك هو الحل الوحيد لضمان كفاية راتبك ودخلك لنفقاتك وعدم الوقوع تحت طائل الديون. [16]
    • لنفترض أن دخلِك في الشهر هو 2000 جنيه راتب العمل و250 جنيه أرباح مشروعك التجاري؛ مجموع دخلك الشهري هو (2000 + 250 = 2500 جنيه)
    • اجمع كل نفقاتك الشهرية. اجمع أولًا النفقات الثابتة. قد يكون مثلًا الإيجار بمبلغ 800 جنيه، وفاتورة الهاتف 250 جنيه. اجمع بعد ذلك النفقات المتغيرة؛ ربما أنك تُقدر 500 جنيه شهريًا للبقالة والطعام و300 لبنزين السيارة و200 جنيه للكهرباء والمياه. يأتي بعد ذلك الدور على نفقات الرغبات؛ ربما أنك تشتري كوب قهوة بـ 5 جنيهات يوميًا قبل العمل (5 × 30 = 150)، وتخرج مع أصدقائك للسينما والتمشية والملاهي مرتين في الشهر، تُكلف المرة منهم 75 جنيه (75 × 2 = 150 جنيه). المجموع الكلي لنفقاتك الشهرية يساوي 2350 جنيه)
    • عند مقارنة الدخل مع النفقات في المثال السابق، سنجد أن دخلك يساوي 2250 جنيه، ولكنه أقل بمقدار 100 جنيه عن المصروفات الشهرية (2350 جنيه)، وبالتالي أنت مجبرة على تقليل نفقاتك الشهرية لتنجح خطتك للاستقرار المالي والإيفاء ببنود ميزانيتك.
  2. لا يمكن الإيفاء بميزانية مالية غير واقعية وفي نطاق دخلك ونفقاتك الشهرية على حد سواء. أنت بحاجة في العديد من الأوقات لإجراء تعديلات على بنود الميزانية بحثًا عن بنود الإنفاق التي يمكنك الاستغناء عنها لتوفير الأموال. تصبح هذه المهمة أسهل إن كنت قد التزمت بتصنيف بنود الإنفاق – كما سبق وذكرنا – فأنت تعرف أولويات إنفاقك الآن، ويمكنك البدء أولًا بالاقتطاع من نفقات الرغبات الثانوية، والتي يمكنك الاستغناء عنها دون مشكلة، طالما أنك تفي بالاحتياجات الأساسية الثابتة لاستمرار حياتك. [17]
    • راجع بنود الإنفاق بحثًا عن تصنيف "الرغبات الثانوية" بحثًا عن بنود الإنفاق المرتفعة. ربما أنك تفرط في تناول الطعام أو تدفع اشتراك مالي ثابت شهريًا نظير خدمات غير أساسية في حياتك. اعمل على استبعاد أو تقليل قيمة ما تنفقه على تلك البنود المالية لتساعد نفسك على الإيفاء بالتزامات الميزانية الأخرى الأكثر أهمية.
    • لنفترض مثلًا أنك تصرف 20 جنيه يوميًا للجلوس في المقاهي اعمل على وضع حد أقصى من الأموال الشهرية المخصصة لهذا البند من النفقات. بدلًا من تكرار ذلك يوميًا وإنفاق 600 جنيه على مدار الشهر ككل، اسمح لنفسك بالجلوس على المقهى مرتين فقط في الأسبوع، ما قد يقلل التكلفة من 600 جنيه إلى 160 جنيه تقريبًا فقط لا غير. يوفر لك ذلك ما يزيد عن 400 جنيه. يمكنك كذلك الاكتفاء بالمشروبات الرخيصة في المقهى بدلًا من المشروبات الغالية، وبالتالي يمكنك تقليل ما تدفعه في اليوم من 20 جنيه إلى قيمة أقل. بدلًا من الذهاب إلى السينما مرتين في الشهر، اجعلها مرة واحدة، وبالتالي تقل نفقات الترفيه من 150 جنيه في الشهر إلى 75 جنيه لا غير. بهذه التعديلات البسيطة سوف توفر لنفسك الكثير من الأموال.
    • استكمالًا للمثال السابق، ستجد أنك قللت مصروفاتك الشهرية بما يصل إلى 515 جنيه (440 + 75) من بندين فقط لا غير من بنود الرغبات الثانوية، وقد تكون تلك التعديلات فقط لا غير كافية لضبط الميزانية ولتصبح نفقاتك أقل من دخلك الشهري.
    • إن لم يكفِ تقليل المصروف على رغباتك الثانوية لضبط الميزانية، فلا مانع من الاقتطاع من الالتزامات المتغيرة. واحدة من خيارات التوفير الشهرية مثلًا الاعتماد على وسيلة مواصلات أرخص مما تستخدمها حاليًا أو التمشية بدلًا من ركوب المواصلات، وكذلك البحث عن عروض بيع البقالة والخضراوات التي توفر عليك نسبة من التكلفة.
    • هل لا تزال بحاجة إلى مزيدٍ من التوفير؟ لا مانع من النظر في أمر نفقاتك الأساسية الثابتة، بل لعلها من أكثر خيارات توفير الأموال المضمون على المدى البعيد؛ قد يكون الانتقال لسكن بتكلفة إيجار أقل واحدة من الحلول المثالية التي تضمن لك ضغوطًا مالية أقل في ميزانيتك.
  3. أحد أهداف الميزانيات المالية هو تقليل النفقات أو وضع بنود صرف معتدلة، ومن ثم ستجد نفسك حال تطبيقك للخطوات السابقة صرت قادرًا على توفير فائض من الأموال من دخلك الشهري في نهاية كل شهر. أحسن استغلال تلك الأموال، إما عن طريق ادخارها لتحقيق هدف مالي بعيد المدى، كشراء سيارة أو منزل أو الادخار لعمل مشروع تجاري، أو إضافتها إلى مدخرات الطوارئ أو تسديد الديون والبطاقات الائتمانية.
    • يمكنك أن تنفق فائق الأموال على الرفاهيات والرغبات غير الأساسية، لكن يمكنك كذلك البحث عن وسيلة لزيادة قيمة تلك الأموال واستثمارها؛ لا تنسَّ أن الأموال المدخرة التي لا تزيد، تقل قيمتها، في ظل التضخم الاقتصادي. فكر في شهادات الإيداع البنكية أو أنظمة التقاعد الفردي أو غيرها من خيارات استثمارات صغار المستثمرين. [18]
  4. اختر أحد التطبيقات والمواقع الإلكترونية التي تقدم لك أدوات رصد وتحليل وإعداد ميزانيتك المالية. فيما يلي مجموعة من الاقتراحات:
    • Mint - مينت : هي خدمة متاحة عبر الإنترنت وكتطبيق هاتفي تتيح لك إنشاء ميزانية مالية تتبع عبرها نفقاتك، وبها خاصية الإشعارات والتنبيهات للإنفاق غير المعتاد، كما تقدم لك معلومات حول تقليل النفقات وادخار الأموال. يمكنك كذلك الاستفادة من خاصية الرصيد الائتماني وتعلم المزيد عن الممارسات الائتمانية الصحيحة. [19]
    • Budget Tracker - بادجيت تراكر : تتيح لك هذه الأداة رصد وتتبع تعاملات حساباتك البنكية عبر الكمبيوتر. اطلع على بيانات كل حساباتك في شاشة واحدة. زامن بيانات كل الحوالات والتعاملات البنكية إما عن طريق استيرادها من خوادم البنوك أو إدخالها يدويًا بنفسك. استفد من تلك الأداة كذلك في رصد راتبك الشهري وغيرها من مصادر الدخل. [20]

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ٩٬٤٨٩ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟