تنزيل المقال تنزيل المقال

يتسبب الانتحال أو السرقة الأدبية -أي طرح أفكار أو أقوال الغير على أنها من بنات أفكار المرء- في وقوع المشاكل في أي مرحلة من مراحل الحياة؛ فقد يرسب الطلاب بسببها، كما قد تنهي طموحات الساسة؛ كما حدث لجو بايدن في حملته للترشح لرئاسة الولايات المتحدة عام 1988. [١] إليك ما يجب عمله لئلا تقع في الانتحال عن عمد أو بدونه.

  1. يعرّف الانتحال في قاموس التراث الأمريكي علي أنه "استخدام ألفاظ وأفكار الغير أو محاكاتها بدون رخصة، وطرحها على أنها من ابتكار المنتحل." [٢] لهذا لا يقتصر الانتحال على النسخ الحرفي للنص الأصلي فقط، بل يشمل المحاكاة القريبة له؛ فاستبدال الكلمات بمرادفاتها أو ما شابه ليس مبررًا للانتحال. عليك أن تصوغ المراد بأسلوبك أنت وأن ترده إلى مصدره الأصلي. ولكي تبتعد بأسلوبك عن اللفظ الأصلي؛ قد يفيدك أن تنظر لعملية إعادة الصياغة على أنها تفسيرك أو فهمك للنص بدلًا من مجرد تبديل للكلمات.
    • النص الأصلي : "وخلاصة القول أن الاستبداد داء أشد وطأة من الوباء، أكثر هولًا من الحريق، أعظم تخريبًا من السيل، أذل للنفوس من السؤال."
      • استخدام منتحل : "الخلاصة أن الاستبداد مرض أكبر من الوباء، وأصعب من النار، وأشد من السيول، وأقسى من التسول."
      • استخدام غير منتحل : "مهما بلغ الناس من ضرر في حياتهم، سواء في الصحة أو المال أو الممتلكات، فهم أفضل حالًا من المصاب بداء الاستبداد. (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد لعبد الرحمن الكواكبي)"
    • ينطبق الانتحال أيضًا على: [٣]
      • تحميل الأبحاث من على الإنترنت.
      • استخدام الغير للكتابة تحت اسمك.
      • محاولة عرض أفكار الغير بشكل يوحي أنها لك.
  2. فبفهمك له، يصير من الأرجح أن تكتب فيه بأسلوبك من أن تكرر كلام غيرك. ابحث عن المعلومات المتعلقة بما تود الكتابة عنه في الإنترنت أو في الكتب، مع العلم بأن الكتب أكثر موثوقية من الإنترنت في كل الأحوال تقريبًا.
    • الفكرة هنا أن تستعين بالعديد من المصادر معًا. إذا اكتفيت بواحد؛ ففرصة النقل أو الانتحال عن غير عمد ستكون أكبر مما لو استعنت مثلًا بثلاثة كتب، ووثائقي، ومصادر أصلية جديدة.
  3. الهدف من هذا أن تفهم المعنى وتصير قادرًا على صياغته بطريقتك. تجنب الإفراط في قراءة مصدر بعينه؛ فذلك أدعى ألا تستخدم تعبيراته.
    • النص الأصلي : "ومبنى قاعدة أن الاستبداد لا يقاوم بالشدة، إنما يقاوم بالحكمة والتدريج هو: أن الوسيلة الوحيدة الفعّالة لقطع دابر الاستبداد هي ترقي الأمة في الإدراك والإحساس، وهذا لا يتأتى إلا بالتعليم والتحميس."
      • بعد الصياغة : "فيجب أن يتبع المرء سياسة النفس الطويل في مقاومة الاستبداد، لا أن يندفع في محاولة رفعه؛ لأن زيادة وعي الناس بالتعليم والثقيف ورفع الحس هو الضمان لعدم عودة الاستبداد. (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد لعبد الرحمن الكواكبي)"
      • صياغة أخرى : "لن يتأتي التحرر من الاستبداد بالعنف، بل بالعمل على تهذيب الناس عقلًا وروحًا على المدى الطويل، باعتبار ذلك حائط الصد الحقيقي أمام تسلل الاستبداد من جديد. (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد لعبد الرحمن الكواكبي)"
  4. يجب أن تـُضمـِّن بحثك قائمة بالمراجع التي استعنت بها. إذا استعملت اقتباسًا مباشرًا من كاتب معين فعليك أن تحسن الاقتباس والنـَسب، وذلك حسب القواعد المتعارف عليها، أو كما يحدده أستاذك.
    • يستحسن- كي تتجنب الوقوع في الانتحال بغير قصد- أن تضع علامات الاقتباس (عند الاقتباس المباشر) وتذكر المصدر فور استخدام الاقتباس سواء المباشر أو المصوغ. إذا أجلت ذلك، أو جعلته ضمن عملية التنسيق؛ فقد تنساه وتقع في ورطة.
  5. ولذلك الأمر طرق عدة لتفادي الانتحال، مثل الآتي:
    • اذكر المصدر ضمن الصياغة: "كما يقول نابليون: إياك أن تقاطع عدوك عندما يرتكب خطأً."
    • ضع بين علامتي اقتباس تلك العبارات المميزة التي قد يُظَن أنها منقولة: "يرى البعض ما حدث من قبيل 'العدالة الشعرية'".
  6. يمكن للانتحال أن يكون أكثر من تصرف أكاديمي مشبوه؛ إذ قد يعد خرقًا للقانون إذا تعديت على حقوق النشر. لذلك انتبه للتالي كي لا تتورط في ذلك:
    • كقاعدة عامة، لا تخضع الحقائق لقوانين النشر. أي أن بإمكانك أن تستعين فيما تكتب بأية حقائق تجدها. [٤]
    • مع ذلك، تقع الألفاظ التي استخدمت للتعبير عن تلك الحقائق تحت حماية قوانين النشر، بالذات إذا كانت أصلية أو فريدة (تحمي حقوق النشر التعبير المبتكر). بإمكانك أن تستعمل معلومات المصادر الأخرى في كتاباتك، شريطة أن تعبـِّر عنها بأسلوبك. لضمان ذلك، عبـِّر عن مضمون هذه الحقائق بطريقتك الخاصة؛ بحيث تغير من التركيب اللغوي، لا أن تكتفي بإضافة فاصلة أو نقطة. [٥]
  7. لا ينبغي نسبة كل تفصيلة في البحوث الأكاديمية إلى مصدر ما؛ وإلا يصير القيام بالبحوث عذابًا. مما لا يلزم نسبته الأمور الآتية:
    • الملاحظات البديهية، والفلكلور والحكايات الشعبية، والوقائع التاريخية المعروفة، كتاريخ بدء حرب أكتوبر.
    • تجاربك الشخصية، وملاحظاتك، وابتكاراتك، وأفكارك.
      • انتبه إلى أنك إذا كنت قد استخدمت أي من تلك التجارب والملاحظات والابتكارات والأفكار الشخصية في بحث أكاديمي سابق قمت بإرساله أو نشره؛ فيجب عليك الحصول على إذن مشرفك لإعادة استخدامها، وكذلك يجب عليك- بعد الاستئذان- أن تضيف الاستشهاد الذاتي self-citation.
    • ما أنتجته بنفسك من أفلام فيديو وعروض توضيحية وموسيقى وغيرها من الوسائل الإعلامية.
      • وهنا أيضًا تنطبق قاعدة الإذن والاسشهاد الذاتي إذا كنت قد استخدمت أي منها في بحوث أكاديمية سابقة.
    • الأدلة العلمية التي جمعتها أثناء القيام بأبحاثك واختباراتك، إلخ.

أفكار مفيدة

  • إذا خشيت أن يُظن أن ما لديك هو من قول شخص آخر، فظنك غالبًا في محله.
  • إذا شككت في أن نصًا ما منتحل، فقد تفيدك بعض المواقع مثل Plagramme.com أو Grammarly.com أو غيرها.
  • إذا كنت ناسخـًا ولا بد، فلا تنسخ فقرات أو صفحات بأكملها! بل صغ معظمها بأسلوبك وضع الجزء المنقول بين علامات تنصيص؛ ثم انسب للمصدر بالأسلوب المعتمد لدى مؤسستك.
  • حتى إذا كان ما تكتبه من بنات أفكارك، فمن المستحسن وبشدة أن تذكر أنك من أتى به؛ وإلا قد يظن معلمك أو مشرفك أنك قد اقتبسته دون ذكر المصدر ويتهمك بالسرقة الأدبية.
  • هناك حيلة لتسهيل إعادة الصياغة، وهي أن تستخدم ترجمة جوجل لتترجم النص إلى لغة أخرى: مثلًا من العربية إلى الإنجليزية؛ ثم تترجم الناتج من الإنجليزية إلى الفرنسية مثلًا ثم تعود به إلى العربية. سيصير لديك نص ركيك مفكك لا يكاد يفهم؛ لكن بإمكانك -بمعرفتك بالموضوع كما سبق- أن تعيد بناء اللغة المهشمة، ويصير لديك نص مختلف عن الأصلي يحمل بصماتك.
  • تقدم بعض المؤسسات التعليمية والبحثية خدمات تقوم بمسح البحوث بحثـًا عن الانتحال. يمكنك، إذا أهمك الأمر، الاستعانة بتلك الخدمات.
  • بادر بذكر المصادر فور الاقتباس أو إعادة الصياغة؛ كي لا تنسى فتقع في الانتحال.
  • إذا كنت أمينًا في كتابة البحث، فاحتمال وقوعك في الانتحال ضئيل؛ أما إذا كنت مدركًا لكونك تنقل من عمل غيرك، فالأرجح أنْ سينكشف أمرك.

تحذيرات

  • لا تغامر بالانتحال؛ فلن تفقد التقدير الدراسي وحسب، بل واحترامك وسمعتك بين معلميك وزملائك. كثير من الكليات والجامعات يطرد الطلبة متعمدي الانتحال.
  • إرسال البحث نفسه أو مثيله إلى جهتين مختلفتين أو أكثر يعرف بالانتحال الذاتي. أحيانـًا يمكن إعادة استخدام أجزاء أو أفكار موجزة من بحث سابق لك، بشرط استيفاء إذن المشرف والاستشهاد الذاتي (مع العلم أنه لا يجوز الاقتباس الحرفي أو القريب، بل ينبغي إعادة الصياغة هنا أيضًا).
  • الاستعانة بمن يعدِّل في بحثك بإضافة أو استبدال بضع كلمات أو جمل لا يزال يعتبر من قبيل استكتاب الغير وهو نوع من الانتحال.
  • ملاحظاتك التي تكتبها في الصف والمواد التي قمت فقط بتغيير الوسيط المحتوي لها لا تـُعتبر من عملك الخاص الذي يجوز فيه إغفال الاستشهاد؛ فهي من عمل الغير حتى إذا كتبتها بأسلوبك أو غيرت هيئتها. بالتالي لا بد من ذكر الاستشهاد عند ذكرها بمعلمك أو بالمصدر الأصلي. (مثلًا: إذا صنعت رسمًا بيانيًا باستخدام إحصائية وجدتها على شبكة الإنترنت، فلا يزال ينبغي أن تذكر موقع الإنترنت الذي أخذت البيانات منه حتى لو كان الرسم البياني من صنعك).

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ١٨٬٧٨٥ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟