تنزيل المقال
تنزيل المقال
يتميز المسرح بقصصه وأحداثه النقية. في الكتابة المسرحية كل ما عليك أن تتعامل معه هو شخصياتك ولغة حوارك المستخدمة. يجب عليك أن تعمل على تطوير قصة مصقولة ذات شخصيات قوية ليتم أدائها على خشبة المسرح، وذلك لتنضم لمرتبة مسرحيين مهمين من أمثال (ويليام شيكسبير، هنريك إيبسن، آرثر ميلر). ومع قليل من الحظ، ستحظى بفرصة مشاهدة مسرحيتك وقد تم تجسيدها على خشبة المسرح.
الخطوات
-
ابدأ بالشخوص. تقوم المسرحيات في الأساس على شخصياتها. عليك التأكد من صدق شخصياتك بقدر الإمكان، نظرًا لتبادلهم أطراف الحوار طوال العرض. في المسرحيات العظيمة، تجد أن التوتر الداخلي بين الشخصيات تظهر آثاره على كل شخصية. بمعنى أن مشاكل كل شخصية تشارك في عرض سلوكياتها وتصرفاتها.
- ما الذي تريده الشخصية؟ ماذا يحول بين الشخصية وهدفها؟ ما الذي يمنعها من بلوغ الهدف؟
- يساعد تخيلك لبعض الوظائف غير الاعتيادية على تطوير الشخصيات. ما أصعب الوظائف في رأيك؟ ما الوظيفة التي لطالما أثارت فضولك؟ على سبيل المثال كيف يبدو اختصاصي الأقدام؟ وكيف انتهى به الأمر لهذه الوظيفة؟
- لا تشغل بالاً بمظهر واسم الشخصية. اسم شخصية ما وهيئتها الجسدية، ومظهرها الخارجي ليس بهذه الأهمية. يمكنك الاكتفاء بسمة جسدية واحدة مميزة. ندبة فوق الحاجب إثر عضة كلب على سبيل المثال، أو شخصية لا ترتدي الجونلات أبدًا. طالما كشفت تلك السمة عن شيئًا ما في الشخصية، وزادتها عمقًا.
-
فكر في مكان المسرحية. المنظر المسرحي هو المكان حيث تدور أحداث المسرحية. اختيار المكان المناسب للشخصية من أهم الأمور في كتابة الدراما المسرحية. كذلك يساعدك اختيار المكان الخاص بالشخصية في تطوير علاقاتها. على سبيل المثال، قد يكون إخصائي الأقدام من باريس أو تكساس، إذن كيف سيبدو في حالة كل مدينة؟ وكيف انتهى به الأمر هناك بالتحديد.
- كن محددًا عند استعراضك لتفاصيل المكان. كلما كنت مفصلاً ومحددًا أكثر، كلما أصبح لديك المزيد من الأفكار للعمل عليها. بالتأكيد ليس الأمر سيان عند كتابة "المكان في الزمن الحالي" أو كتابة "عيادة عائلة الدكتور فلان إخصائي الأقدام، بجانب السوق التجاري الغربي، جنوب المدينة ـ يوم الجمعة في الثالثة والربع مساءً".
- فكر في الشخصيات الأخرى التي قد تأتيك مع اختيارك للمكان. من يعمل في الاستقبال في عيادة القدم؟ ربما تكون ابنة الطبيب في حالة كان عملاً عائليًا. من لديه موعد يوم الجمعة؟ من في قاعة الانتظار؟ ولماذا؟
-
اكتشف قصتك الداخلية. تعبر القصة الداخلية عن العوائق النفسية الدائرة داخل الشخصيات. قد تكون غير واضحة المعالم في القصة، لكن من الضروري أن تكون على دراية بها أثناء الكتابة. فهذه الدوافع الداخلية هي ما ستوجه الشخصيات في حبكة المسرحية. كلما وضحت الملامح النفسية للشخصيات، كلما سهلت عملية كتابتها، فالشخصيات هنا هي ما تحدد قراراتها بنفسها.
- ربما رغب أخصائي الأقدام في أن يصبح جراحًا، لكنه لم يمتلك الجرأة لذلك. ربما كان جدول ذلك التخصص الأقل ازدحامًا، وأتاح الفرصة لشخصيتك أثناء مرحلة الدراسة لمزيد من الاحتفالات المتأخرة. ربما يكون غير سعيد لكونه لم يغادر باريس قط.
-
عليك أن توفق بين قصتك الداخلية وقصتك الظاهرة. الحبكات الجيدة تتحرك للأمام وليس للخلف. لن يكون ممتعًا أن تتحدث شخصيتك بلا توقف عن رغبتها في ألا تصبح في هذا التخصص، ثم ينتهي أمرها بالانتحار بشكل ما. في المقابل، عليك أن تخلق موقفًا دراميًا تضع فيه شخصياتك في وضع الاختبار، ويتسبب في تغييرهم بشكل ما.
- بما إنه يوم جمعة لطيف، ربما يتوقع الإخصائي زيارة من والديه (أصحاب ذات المهنة) لتناول عشاء عيد الربيع. هل شخصيتك شخصية متدينة الطبع؟ هل تذهب للكنيسة؟ هل لديها منزل وأولاد ومهام أسبوعية؟ هل سيطلب والدها أن تتفحص بثرات قدمه مجددًا؟ هل ستكون هذه القشة التي قصمت ظهر البعير؟ ماذا سيحدث؟
-
تفهم حدود خشبة المسرح. تذكر أنك لا تكتب للسينما. في المسرح، يجب أن يكون التركيز على الحوار والتوتر بين الشخصيات، وعلى تطوير شخصياتك إلى شخصيات صادقه. ليس المسرح بالمكان الأنسب لمطاردات السيارات والشجارات المسلحة.
- يمكنك كنوع من التغيير أن تكسر قواعد المسرح التقليدي، وتشرع في كتابة مسرحية قد لا تتناسب مع الخشبة المعتادة. عامل مسرحيتك كأنها قصيدة شعرية بشكل ما، طالما لم يكن لديك النية في تجسيدها. هناك العديد من المبدعين ساهموا في خلق شكل المسرح التجريبي المعاصر من أمثال (بيرتلوت بريخت، صامويل بيكيت، وأنطونين آرتو)، هؤلاء أضافوا للمسرح جذب الجماهير للمشاركة الفعالة، وغيرها من العناصر السيريالية في الدراما.
-
اقرأ وشاهد المسرحيات. عليك أن تقرأ ثم تشاهد مسرحياتك المفضلة لترى كيف تم تجسيدها بصورة معاصرة على الخشبة. من أمثلة كتاب المسرح المشهورين: (ديفيد ماميت، توني كوشنر، وبولي ستينهام).
- من الضروري أن تشاهد مسرحيات جديدة إذا كنت ستشرع في كتابة واحدة. يجب أن تحدث معلوماتك بما هو جديد في عالم المسرح، ولا تكتفي بمعرفتك الجيدة بأعمال شيكسبير وحسب، أنت لا تعيش في عصر شيكسبير، لذلك ليس من المنطق أن تكتب كيفما كان يكتب هو.
-
اكتب نسخة استكشافية من النص. حتى مع تخطيطك لحصول مسرحيتك "عيد الربيع مع إخصائي القدم" على جائزة التوني، سوف تُفاجئ نفسك أثناء الكتابة. قد تكون لديك أفضل فكرة في العالم، لكن ما زال عليك أن تشرع في كتابتها وتترك لحس المفاجآة فرصة التدخل.
- في تلك النسخة الاستكشافية، لا تشغل بالك بتنسيق المسرحية أو كتابتها بشكل صحيح، اترك العنان لنفسك وحسب. اكتب حتى الوصول إلى بداية ووسط ونهاية مسرحيتك. [١] X مصدر بحثي
- ربما تضيف شخصية ما جديدة للقصة.
-
حاول أن تقصر المسرحية بقدر الإمكان. المسرحية ليست بالسيرة الذاتية، بل مجرد قطعة من الحياة اليومية. ليس المسرح بالمكان الأنسب للقفزات الزمنية الطويلة، مثل عشر سنوات، أو مثل تغيير لحياة إخصائي القدم على مدار سنوات، ومغادرته باريس ليصبح ممثلاً ناجحًا في نيويورك.
- قد تنهي مسرحيتك بقرار ما، أو بمواجهة الشخصية لإحدى الحقائق التي لم يسبق أن واجهتها. أعد التفكير في النهايات التي يقتل فيها الشخصية أحدهم أو يقرر الانتحار.
-
حرّك أحداثك للأمام دائمًا. في نصك المبدأي قد تكتب العديد من المشاهد دون تحرك زمني واضح. لا بأس، ففي بعض الأحيان تضطر لكتابة بعض الحوارات المطولة بين الشخصيات، لتكتشف بعدًا آخر في درامية الشخصية. هكذا إذن تكون في الطريق الصحيح، لكن احذر التطويل المبالغ فيه.
- تجنب المشاهد التي تحتوي على الشخصية وحدها. فلا شيء هام يحدث مع شخصية وحيدة في الحمام، تنظر إلى المرآة.
- تجنب التمهيدات المطولة. لا تأخر وصول والدي الشخصية 20 صفحة. اجعله يحدث في أقرب فرصة. سهل الأمور على نفسك.
-
اكتشف لغة كل شخصية. تكشف الشخصيات عن نفسها من خلال لغتها المتحدثة واختيارها للألفاظ. فطريقتهم في التعبير عن الأفكار قد تكون أهم مما يقولون. [٢] X مصدر موثوق University of North Carolina Writing Center الانتقال إلى المصدر
- طريقة رد إخصائي القدم على سؤال ابنته "ما الخطأ؟" هي ما ستخبر الجماهير عن تفكيره في معالجة الصراع الداخلي خاصته. قد يشيح النظر ثم يبدأ في البكاء قائلة: "كل شيء"، أو قد يلقي ببعض الأوراق في الهواء ليُضحك الابنة، فيكون الجمهور على دراية بوجود خطأ ما تحاول الشخصية استسهاله. والأمر يختلف عندما ترد الشخصية: "لا شيء، عودي للعمل". [٣] X مصدر بحثي
- لا تجعل الشخصية تعبر عن ثورتها الداخلية من خلال الصياح بصوت عال. لا يجب على الشخصيات أن تعبر عن صراعاتها الداخلية من خلال الصياح، على سبيل المثال: "أنا بالكاد رجل منذ أن تركتني زوجتي". يجب أن تترك أفعالهم تعبر عن نفسياتهم وألا تجبرهم على توضيح أحاسيسهم بهذه السطحية للجماهير.
-
راجع كتابتك. المراجعة لازمة للكاتب. يجب أن تكون ناقدًا لاذعًا لكتابتك الأولية حتى تحصل في النهاية على الدراما الواقعية التي ترغب فيها. تخلص من المشاهد والشخصيات غير المفيدة، واجعل عملك محكمًا ومختصرًا بقدر الإمكان.
- راجع كتابتك، وعلّم كل اللحظات التي تتسبب في خطأ ما في إيقاع الدراما، وكذلك علّم على تلك اللحظات التي تحرك الأحداث للأمام. امسح اللحظات الأولى، حتى لو انتهى بك الأمر لمسح 90% من كتابتك، أعد ملئ الفراغات بمثل تلك اللحظات المحركة.
-
اكتب ما تحتاجه من نصوص أولية. لا يوجد عددًا محددًا للنصوص المبدأية. استمر حتى تنتهي من الكتابة وتشعر بالرضا، وتحقيق توقعاتك الخاصة بالقصة.
- احتفظ بكل نسخ النصوص الأولية لتعود إليهم عند الحاجة. لا تهمل ملفاتك، فهي صغيرة الحجم، لكنها تستحق الاحتفاظ بها.
-
قسم المسرحية إل فصول ومشاهد. يعد الفصل مسرحية صغيرة مكونة من عدة مشاهد. المسرحية المعتادة تحتوي على ما بين 3 إلى 5 فصول. وعادة ما يحتوي المشهد على مجموعة من الشخصيات، وعند تقديم شخصية جديدة أو مغادرة شخصية ما، هذا يعني تحركك لمشهد جديد.
- من الصعب التفريق بين الفصول. على سبيل المثال، قد ينتهي الفصل الأول من قصة إخصائي القدم بوصول والديه والتعرف على الصراع الأساسي بينهم. أما الفصل الثاني فقد يحتوي على مزيد من التطور لهذا الصراع، كمشاهد الخلافات بين البطل والوالدين، ومشاهد طعام العشاء والكنيسة. أما في الفصل الثالث فقد نجد مشاهد إعادة التواصل بين البطل ووالده من خلال الكشف على قدمه. ثم النهاية.
- كلما زادت خبرتك، كلما زادت مهارتك في تحديد الفصول والمشاهد أثناء كتابة النسخة الأولية من النص. لا تقلق من ذلك في بداية عملك، فالتنسيق أقل أهمية من ضبط الحبكة بالطبع.
-
وضح إرشادات الحركة. يجب أن يحتوي كل مشهد على إرشادات الحركة خاصته، حيث تصف الشكل الخاص بخشبة المسرح ومحتوياتها. قد يتنوع ذلك ما بين البساطة والتعقيد، على حسب قصتك. لا تنس أنها فرصتك في التأثير على الشكل النهائي للمسرحية، إذا أردت وضع بندقية على الجدار في الفصل الأول، اكتب ذلك إذن.
- يجب أن يتضمن حوارك على اتجاهات حركة الشخصيات. تساعد رؤيتك الحركية للشخصيات الممثلين، على الرغم من حريتهم في التحرك أثناء التدريب، وكذلك حركتهم المتفقة مع رؤية المخرج. على سبيل المثال يجب أن توضح اتجاه حركة أحد الأفعال مثل (قُبلة ما في المشهد). لا تبالغ في وصف حركتك، فلا داع لوصف حركي تفصيلي لكل دقيقة في المشهد، خاصة أن الممثلين سيتجاهلون هذه الإرشادات في النهاية.
-
وضح الشخصية صاحبة الحوار. في المسرح، تسبق كل جملة حوارية اسم الشخصية صاحبتها، يُكتب اسم الشخصية بحروف كبيرة. لا داع لاستخدام علامات التنصيص مع جمل الحوار، ففي العادة يتم الفصل بينهم باسم الشخصية قبل كل جملة.
-
أضف ملحقاتك الافتتاحية. قد تكون تقدمة عن المسرحية، أو قائمة بالشخصيات ووصفهم، أو بعض الملحوظات عن التكوين الفني للمشهد أو أيّة إرشادات أخرى. يمكنك أيضًا أن تضيف ملخصًا بسيطًا عن مسرحيتك في البداية، خاصة في حالة تقديمها لمسابقات الكتابة المسرحية. [٤] X مصدر بحثي
أفكار مفيدة
- لا تخلق شخصياتك قبل الشروع في كتابة العرض. ستعرف متى تحتاج إلى الشخصيات مع شروعك في الكتابة، وستعرف أيضًا أفعالهم المطلوبة.
- اترك وقتًا كافيًا بين المشاهد لتغيير وضع المشهد وحركة الممثلين.
- لا تلق بالاً بالأسماء، يُمكنك تغييرها لاحقًا.
- احرص على اختيارك للقفشات المضحكة في حالة لم يكن العرض المقدم كوميديًا، فعادة ما يشعر الجمهور بالإساءة في العروض غير الكوميدية بشكل أقوى. أما في حالة عرضك الكوميدي، فعليك أن تتجنب المغالاة في القفشات المضحكة المسيئة، تجنب المزحات العرقية والجنسية والدينية، وتجنب استخدام الألفاظ المسيئة على ألسنة الأطفال على سبيل المثال، فمثل هذه المزحات تنجح عادة في الأفلام وحسب.
- يمكنك كتابة بعض المشاهد حيث تتحرك الشخصيات إلى مساحة الجماهير. افعل ذلك فقط عند الحاجة، كما في حالة المسرحيات الغنائية، واحذر المبالغة في الأمر.
- كُن مبدعًا.
