تنزيل المقال تنزيل المقال

أفشوا السلام بينكم هي نصيحة الرسول محمد للبشرية، وهي جزء من تعاليم كل الثقافات وواحدة من أدوات تقوية العلاقات بين أفراد المجتمع الواحد. إلقاء التحية على الغرباء مهمة سهلة لكنك بحاجة لتعلم طريقتها الصحيحة، كما أنها الخطوة الأولى لبدء المحادثات مع من تعرفهم؛ حيويتك وأسلوبك المميز في إلقاء السلام قد يدفع المحادثة للأمام أكثر مما تتخيل. يجب أن تتناسب طريقتك في إلقاء السلام كذلك مع طبيعة الموقف، فما ستقوله لأخيك الصغير مختلف عما تقوله للغرباء ومختلف عما تقوله لمديرك في العمل؛ تحلَّ بالمرونة والذكاء في اختيار الطريقة الأمثل للظرف الاجتماعي المحيط بتأدب وانفتاح على الطرف الآخر لتؤتي تحيتك مفعولها المأمول. لا تقتصر التحية كذلك على القول، بل بالقليل من الحركية ولغة الجسد قد تنقل شعورك بالارتياح والحماس للكلام للطرف الآخر، ومن ثم تكون طريقتك في إلقاء السلام أفضل.

طريقة 1
طريقة 1 من 3:

التحية اليومية (غير الرسمية)

تنزيل المقال
  1. في المحادثات العادية مع شخص لا تجمعك به معرفة مسبقة، يمكنك قول أي تحية بسيطة تحبها دون التقيد بالرسمية. قل "أهلًا" أو "مساء/ صباح الخير" أو "السلام عليكم". يمكنك الانتقال بعد تبادل التحية إلى موضوع ما للمحادثة إن كان لدى الطرفين وقت واستعداد لذلك، بينما اكتفِ بالتحية اللطيفة إن كنت تمر سريعًا بجواره لا غير، لكن من الضروري إلقاء التحية على أغلب من تقابلهم في طريقك حتى لا تبدو متعجرفًا أو متعمدًا لتجاهلهم. [١]
    • مثال: "أهلًا يا محمد" أو "مساء الخير يا صفاء".
    • يمكنك طرح سؤال عامي سريع عن حاله قائلًا: "ازيك؟" أو "كيف حالك؟"
  2. لا يمكن حصر ما يمكن قوله في هذا السياق، بل تختلق كل جماعة من مرحلة عمرية معينة وفي مكان جغرافي واحد تحية شعبية متداولة بينهم، وقد تكون بين الفتيات "يا حلوة" وبين الشباب شيئًا مثل "يا معلم" أو "يا صاحبي". يحمل هذا النداء تحية للسلام بحد ذاته كما يلفت انتباه الأفراد المقربين لبعضهم البعض. [٢]
    • يمكنك المناداة باسم صديقك المقرب كوسيلة للتحية: "محمد، كيف حالك؟"
    • استبدل هذا النوع من النداء بكلمات وقورة أكثر مع من لا تعرفهم، مثل: يا أفندم، وحضرتك، وفي المواقف غير الرسمية تمامًا مع الأفراد من سنك أو أصغر، يمكنك أن تقول: يا صاحبي.

    نصيحة : لا تستخدم التحية التي تقولها لأصدقائك مع من هم أكبر منك سنًا، كوالديك وأساتذتك أو أصحاب المهن. لا تتعدَّ على حاجز الرسمية والاحترام مع الغرباء.

  3. إن مضى وقت طويل منذ آخر لقاء يجمعك مع الطرف الآخر. قد تتضمن التحية جملة من أي نوع وبأي معنى وفقًا لما يخطر في بالك في لحظة رؤية صديقك؛ استغل اللحظة الأولى في التعبير عن مشاعرك وسعادتك برؤيته. يمكنك كذلك أن تتبع ذلك بالحديث عن آخر مرة جمعتكما سويًا ومن ثم تجدا موضوعًا لتتدفق من حوله المحادثة بعد كل هذا الغياب. [٣]
    • قل مثلًا: "ايه يا معلم مشوفتكش من فترة" (بالعامية المصرية)، أو "كيف حالك خوي" أو بالصيغة العامية في بلدك.
    • جرب كذلك جملًا مثل: "يااه على الأيام والسنين" أو "أين اختفيت كل هذه المدة؟" أو "أخيرًا ظهرت يا صديقي. كيف حالك؟"
  4. "كيف حالك؟" أو "ما هي الأخبار؟" للاستمرار في المحادثة مدة أطول. استغل ما بدى على الطرف الآخر من راحة لمواصلة الحديث في الاستغراق في المحادثة، ولا يوجد ما هو أفضل من السؤال عن الحال. قد لا يتجاوب الطرف الآخر مع الأمر ويرد باقتضاب "كله تمام" أو قد يرحب بالحديث أكثر عن حاله ويسألك عن حالك أنت الآخر. تجاوب مع رد فعله إما بالاستمرار في الحديث أو إنهاء السلام بالوداع، وإذا رحب بالحديث معك لفترة أطول، كن مستمعًا يقظًا وأنصت لكل ما يقوله باهتمام. [٤]
    • قل مثلًا لتحية كاملة تفتح بابًا للمحادثة: "السلام عليكم يا محمد. لم أرك منذ زمن. كيف حالك؟ ماذا تفعل الآن؟"
    • صِغ السؤال عن الحال بأي شكل تحبه، مثل: "إيه الأخبار؟" أو "كيف تسير حياتك؟" أو "أي أحداث جديدة في حياتك؟ طمِّني على حالك". كلها بنفس المعنى.
طريقة 2
طريقة 2 من 3:

التحية الرسمية

تنزيل المقال
  1. أضف للتحية لقبه أو كلمة "حضرتك" إن كان من تحدثه أعلى رتبة أو أكبر سنًا أو غريبًا عنك على الإطلاق، بينما من تعرفه عن قرب ويجمعك به موقف رسمي، فيمكنك أن تناديه باسمه الوحيد. لا تكتفِ بالقول فقط، بل تأكد من إلقاء السلام بنبرة صوت لطيفة وودودة ليشعر الطرف الآخر بالترحاب. [٥]
    • مثال: "كيف حالك يا أستاذ محمد" أو "أهلًا يا ليلى".

    نصيحة: راعِ استخدام لقب الوظيفة أو اللقب العام إن كنت غريبًا عن الطرف الآخر وكان أكبر منك سنًا؛ قل "يا مدام" أو "يا أستاذ" لتجعل تحيتك للطرف الآخر رسمية أكثر.

  2. الأمر بسيط للغاية: في الصباح قل لمن تقابله "صباح الخير"، بينما إن حلّ وقت الظهيرة فالتحية الأنسب هي "طاب مساؤك"، ومع حلول الليل (غروب الشمس)، فالتحية الأنسب هي "مساء الخير". لا معنى للتحية إن قلتها في غير وقتها، لكن إن استخدمتها بشكل صحيح، فهي أمنية لطيفة لمن تقابله بأن يكون وقته من اليوم طيبًا وجميلًا. [٦]
    • مثال: قل لمديرك في العمل عندما تقابله في أول اليوم "صباح الخير يا أستاذ كامل"، بينما عندما تقابل نفس الشخص في الاجتماع بعد الظهيرة، يمكنك أن تقول: "طاب مساءك يا أستاذ كامل".
    • لا حاجة لبدء هذه التحية بالسلام عليكم أو أهلًا، فالاثنان يؤديان نفس الغرض وعليك اختيار واحدة منهم.
    • لاحظ أن "ليلة سعيدة" تُقال في نهاية اليوم وأنت تغادر، لذا إن حل الظلام فالتحية الأمثل هي "مساء الخير".
  3. تبدأ التحية مع الغرباء في المواقف الرسمية بنفس أسلوب التحية العادية، ولكنك بحاجة إلى تقديم نفسك، أي ببساطة ذكر اسمك، وربما وظيفتك للطرف الآخر ليعرف مع من يتحدث. انطق اسمك بوضوح ليقدر الطرف الآخر على سماعه واستخدامه بتأكد في بقية المحادثة. [٧]
    • مثال: قل ببساطة: "مساء الخير، أنا محمد طارق" أو "السلام عليكم يا أستاذة دينا، أنا ليلى اسماعيل.
    • عند مقابلة مدير في العمل لأول مرة، أو أي شخص يجمعك به سياق مهني، من الضروري تعريف وظيفتك ضمن التحية الأولى. مثال على ذلك أن تقول: "السلام عليكم. أنا طارق عبد المجيد، مسؤول المبيعات في الشركة."
  4. بعد التحية العادية والتعارف، من اللطيف أن تثني على تلك المحادثة وعلى فرصة تعرفك على الطرف الآخر قائلًا ما يعبر عن سعادتك بالتحدث إليه. ابتسم وانظر لعينيه لمزيد من التفاعل وكسر الحواجز بينك وبينه، مع الحفاظ على قدر من التأدب والاحترافية بناءً على الموقف. يمكنك قول ذلك في البداية أو في ختام المحادثة "سعدت بلقائك". [٨]
    • مثال: "صباح الخير يا أستاذ كريم. أنا محمد السيد. فرصة سعيدة أن أقابلك."
    • يمكنك صياغة نفس الجملة باحترافية أكثر بناءً على سياق المقابلة إن كنت تتحدث مع شخص أكبر سنًا أو مكانة: "ممتن للغاية لوقتك الثمين".
    • طالما تجمعك معرفة مسبقة مع الطرف الآخر، يمكنك ببساطة قول: "مبسوط لرؤيتك من جديد".
    • لا تخجل من معاودة سؤال الطرف الآخر عن اسمه إن لم يذكره من قبل أو إن لم تتعرفا بوضوح أو إن كنت قد نسيت اسمه. قل ببساطة: "آسف، ولكني لم أسمع اسم حضرتك بوضوح. أستاذ...؟"
  5. هل بدى على الطرف الآخر ارتياحه لمواصلة المحادثة؟ استغل ذلك في تعميق موضوعات الحديث. اسأل باهتمام وتفاعل عن أحداث حياته وما يفعله في الفترة الحالية وعن حالة معنوياته، وهو ما قد يؤدي بكما لمحادثة أعمق حول موضوع معين أو يدفع المحادثة للمزيد من النقاشات الصغيرة الطيبة. تجاوب بدورك مع ما يطرحه عليك من أسئلة وكن منفتحًا في الإجابة حتى لا تكون محادثة من طرف واحد (أو بمثابة التحقيق الجنائي!) وكذلك لا تتحدث عن نفسك أكثر من اللازم، بل وازن بين الحديث والإنصات. [٩]
    • فكر في طرح الأسئلة بصيغة محترمة أكثر بناءً على من تتعامل معه، فسؤالك لطالبك في الفصل عن حاله يختلف عن سؤالك لمديرك في العمل.
    • يمكنك إلقاء التحية على زملائك في العمل أو من تجمعك بهم المواقف المهنية عمومًا قائلًا: "مساء الخير. كيف يمكن أن نتعاون اليوم؟"
طريقة 3
طريقة 3 من 3:

لغة الجسد

تنزيل المقال
  1. التواصل البصري الفوري مع من تقابله أو تتعرف عليه مهم للغاية، فهو ما يسهل مهمة التواصل بينك وبينه. أتبع نظرة العين بابتسامة لاحقة بعدها بلحظات قليلة للتعبير عن سعادتك الحقيقة. مع استمرار المحادثة، حافظ على التواصل البصري قدر الإمكان كي تبقى المحادثة نشطة والتواصل فعّال بينك وبينه دون تشتت. [١٠]
    • راعِ الفروق الثقافية من مكان لآخر، ففي بعض الثقافات قد يُعتبر التواصل البصري نوعًا من الوقاحة، لذا تأكد من طبيعة المكان الذي تعيش به وتتعامل مع أهله. بين الرجال والنساء في العالم العربي مثلًا قد لا يكون التواصل البصري المباشر مفضلًا.
  2. قدم يدك اليمنى للطرف الآخر عندما تقابله لإلقاء تحية باليد، لكن لا تفعل الأمر بقوة أكثر من اللازم لدرجة تزعجه أو تؤذي يده. صافح يده لأعلى وأسفل لثانيتين أو ثلاث قبل إنهاء المصافحة. [١١]
    • المصافحة اليدوية القوية رمز للذكورة والجدية في بعض الثقافات، بينما قد تكون غير مقبولة على الإطلاق في ثقافات أخرى، لذا اعرف التقليد المتبع في بلدك أو أي بلد تزوره قبل استخدام هذا الأسلوب.

    معلومة مهمة: السلام باليد في العالم الإسلامي والعربي يكون باليد اليمنى، وهو ما يجب مراعاته عامة في أي مكان لأنه هو الأسلوب الشائع واليد اليمنى هي القوية لدى أغلبية البشر. [١٢]

  3. ارفع يدك بنفس مستوى رأسك ولوِّح بها للطرف الآخر، وهي الإشارة التي تعني "أهلًا". يمكنك كذلك أن تغلق أصابعك على كفك وتفتحها سريعًا بنفس المعنى. قد تحتاج إلى مسافات أبعد أو للفت انتباه الطرف الآخر أو إظهار سعادتك الشديدة برؤيته أن ترفع يدك فوق مستوى رأسك بكثير وتلوح له بكل ذراعك. [١٣]
    • التلويح باليد فكرة بسيطة لإلقاء السلام على الطرف الآخر بسرعة إن كنتما تمران بجوار بعضكما البعض سريعًا أو ليس لديكما وقت كافٍ للوقوف للتحية والحديث.
  4. كور قبضة بيدك ومد ذراعك للمس قبضة يد من يقف أمامك أو جرب تحية الهاي فايف (رفع الكف لأعلى ولمس كف الطرف الآخر). افعل هذا النوع من التحية مع من تجمعك بهم علاقة قوية ومن نفس سنك، لكن التزم كذلك بفعلها ببطء وخفة حتى لا يتحول الأمر إلى عراك بالأيدي عن طريق الخطأ. [١٤]
    • تحية القبضة صحية أكثر من المصافحة لأنها تجنبك الجراثيم التي قد تنتقل من كف يدك لكف يد من تصافحه أو العكس.
  5. مع من تحبهم وتجمعك بهم علاقة قوية، افتح ذراعيك بمجرد رؤيتهم وادعهم لاحتضانك. يفترض أن يكون قد صار متفقًا عليه هذا النوع من الترحيب المتبادل بالفعل، لذا الأغلب أن الطرف الآخر سيبادر باحتضانك بدوره. بعد ثانية أو اثنين، انتهِ من الحضن وقفا أمام بعضكما البعض لمواصلة الحديث. [١٥]
    • تجنب الأحضان الطويلة طالما لم يكن الطرف الآخر مرتاحًا لذلك أو إن كانت صداقتكما غير قوية لهذه الدرجة.
    • لا تبادر باحتضان الطرف الآخر إن لم يكن متجاوبًا مع هذا الأمر.

أفكار مفيدة

  • ألقِ سلامًا وقورًا على الغرباء عند مقابلتهم لأول مرة، وبمرور الوقت يمكنك التحول أكثر للتحية والسلام المرح الحميمي كلما تعمقت علاقتك معهم.

تحذيرات

  • ألقِ التحية بأسلوب يناسب الطرف الآخر؛ لا تبادر بالتقبيل والأحضان مثلًا إن لم يكن الطرف الآخر مرتاحًا لذلك.
  • استوعب الفروق الثقافية في أسلوب إلقاء التحية والسلام من بلد لآخر. الأمر المتعارف عليه المقبول في واحدة من المناطق الجغرافية قد لا يكون كذلك على الإطلاق في مكان آخر، لذا توخَّ الحذر فيما يتعلق بطريقة إلقاء التحية نفسها وكذلك بالنسبة للاختلافات حال تعاملك مع الذكور والإناث وكذلك الأفراد الأكبر سنًا أو أصحاب المناصب والمكانة العليا في الوسط الثقافي الذي تتعامل فيه. يجب أن تتحلى بالأدب وأنت تُلقي التحية على الآخرين، لكن معيار التأدب هذا يختلف من مكان لآخر، لذا راقب عن كثب واسأل عن الطريقة الصحيحة لإلقاء التحية.

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ٢٢٬٢٢١ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟