تنزيل المقال تنزيل المقال

يُعد الاعتذار أمرًا صعبًا ويُشكل حملًا ثقيلًا بالنسبة لأغلب الناس. قد يمنعك كبرياؤك أو خوفك من الاعتذار، لكن علاقتك بوالدتك أهم من ذلك بكثير، لذا يتحتم عليك الاعتذار ويتحتم عليك تحمل عناء الضغط المترتب عليه. فكر مليًا قبل الاعتذار وجهز ما ستقوله، ثم اعتذر لوالدتك بصدق. اترك لها مساحة من الوقت واعلم أنها قد تحتاج لمساحة من الوقت قبل أن تتقبل اعتذارك تمامًا وتعود المياه لمجاريها.

جزء 1
جزء 1 من 3:

صياغة الاعتذار

تنزيل المقال
  1. كثيرًا ما تشعر ببعض التردد أو الامتعاض عند الاعتذار، وقد تعتقد من الأساس أنك لست بحاجة للاعتذار لأنك ترى أنك لم تخطئ، ولكن إذا قمت بتصرف أغضب والدتك، فعليك الاعتذار أيًا كان. اعترف بالخطأ الذي أغضب والدتك، وتجنب لوم الآخرين على أخطائك. تذكر أن لوم النفس هو الطريق الوحيد لتستوعب تداعيات أفعالك الخاطئة. [١]
    • قد تشعر بأن الأمر ليس خطأك بالكامل. قد تكون محقًا حيال ذلك، فقليلًا ما نواجه مواقف نُحمّل فيها شخصًا بعينه اللوم بالكامل. تؤثر العوامل الخارجية بسهولة على قراراتنا وتساهم في ارتكاب الأخطاء.
    • لا يتمركز الاعتذار حول شخصية المخطئ، ولكن حول الاعتراف بتحمل جزئًا من المسئولية ولو كانت بسيطة. النتيجة هنا أن والدتك تألمت في النهاية، حتى لو كان اللوم على شخص آخر.
    • على سبيل المثال: أقنعك أخوك بالانشغال بأمر ما في وقت عيد ميلاد والدتك، وبالتالي فوت الحفل؛ يجب عليك الاعتراف بخطئك. نعم قد أقنعك أخوك، لكنك أنت من أهملت الحفل.
  2. لا يشترط الاعتذار شفهيًا، فيمكن أن يفي كتابة خطاب بالغرض ويكون له نفس الفاعلية، بل إن الخطاب هو الخيار الأفضل أحيانًا. [٢]
    • إذا كنت متوترًا أو محرجًا، سيكون الخطاب حلًا أفضل. يجب أن يكون الاعتذار صادقًا ومخلصًا ليؤتي بثماره. إذا كنت غير واثق من قدرتك على التعبير عن مشاعرك وجهًا لوجه، فمن الأفضل كتابة خطاب.
    • يُفيدك ذلك بدوره إن كانت والدتك شخصًا يصعب التحدث إليه. إذا كنت قلقًا من انفعال والدتك عليك ومنعك من الحديث، اكتب لها خطابًا صادقًا ومتمعنًا. مثال: إن كانت والدتك غاضبة للغاية من إهمالك لحفل عيد ميلادها، قد يتحول الاعتذار وجهًا لوجه إلى مجادلة. حينها سيكون الخطاب حلًا أسلم، لكن تأكد من وضوح أسلوبك واعتذارك وندمك على فعلتك.
  3. تذكر أنه كلما كان اعتذارك صادقًا، كلما كان مقبولًا أكثر لوالدتك. اقضِ بعض الوقت في التفكير في أفعالك قبل الاعتذار. يُساعدك ذلك على فهم خطئك بصدق، مما سيزيد اعتذارك صدقًا. [٣]
    • فكر في لماذا كان فعلك خاطئًا. فكر في دورك في الخطأ وكيف آذى ذلك الفعل الآخرين. تأكد أنك مستعد للاعتراف بذلك. تدرب على ما تريد قوله أمام المرآة لتتأكد من أنك معترفٌ بخطئك.
    • مثلًا لا تقل: "أنا آسف لأن صديقي أحمد أقنعني بأخذ سيارتك دون استئذان"، ولكن قل: "أنا آسف لاستقلال السيارة دون إذنك". أثبت لوالدتك أنك تتفهم خطأك.
    • لا تعتذر إلى بعد أن تتأكد من أنك تعني ما تقوله. اقضِ بعض الوقت في تأمل وتكرار اعتذارك عدة مرات. ضع نفسك مكان والدتك محاولًا تحديد بمَ ستشعر لو كنت مكانها.
  4. الاعتذار مجرد بداية. بجانب الاعتذار، عليك أن تُري والدتك أنك تعلمت من خطئك وعازم على تغيير نفسك. فكر في أشياء يمكنك فعلها لتثبت لوالدتك أنك ستعوضها عن خطئك. [٤]
    • لا فائدة من إبداء ندم لا يصاحبه نية للتغير. فكر في فعلتك واكتب بعض الطرق لتفادي تكرار ذلك في المستقبل.
    • مثال: أخذت سيارة والدتك مع صديقك. فكر في الأحداث التي أدت لذلك. قد يكون هذا الصديق سبب إيقاعك في كثير من المتاعب. اكتب شيئًا مثل: "علي أن أبتعد قليلًا عن صديقي خالد. أنا أكره تصرفاتي وسلوكيات التي تتسبب في إغضابك، ولن أسمح لخالد بإيقاعي في المزيد من المتاعب بعد الآن."
جزء 2
جزء 2 من 3:

تقديم اعتذار صادق

تنزيل المقال
  1. أفضل طريقة للاعتذار هي البدء بالتأسف مباشرةً، فالاعتذار في أصله هو التعبير عن الندم على فعلتك، لذا ابدأ بذلك فورًا دون تفكير. ابدأ اعتذارك "أنا حقًا آسف على فعلتي وعلى ما سببته لك من أذى" [٥]
    • اجتهد في إظهار صدقك. ستكتشف والدتك بسهولة أنك تدعي الاعتذار إن لم تكن شاعرًا بصدق بالندم من داخلك. فكر في فعلتك واضعًا مشاعر والدتك في الاعتبار. اسأل نفسك بمَ ستشعر لو كنت مكانها.
    • تنطبق نفس القاعدة على كتابة الخطاب. ابدأ خطابك بشيء مثل: "أمي الحبيبة، أنا آسف حقًا عن الأذى الذي سببته لك..."
  2. ألحق بداية اعتذارك مباشرة بتعبير عن الندم. يُبرز الندم تفكيرك الصادق في فعلتك ومدى إدراكك للخطأ الذي اقترفته. عبر عن ندمك مباشرةً بعد كلمة "أنا آسف" التي بدأت بها سواءً كان الاعتذار شفهيًا أو كتابيًا" [٦]
    • اعترف بخطئك وتحمل مسئولية أفعالك. يمكنك شرح الأحداث التي أدت إلى هذا الخطأ، لكن إياك أن تعفي نفسك من المسؤولية.
    • على سبيل المثال قل: "كنت غاضبًا في تلك الليلة التي أخذنا فيها سيارتك، وألح خالد عليَ بشدة. على أية حال، أعلم أنه لا يوجد عذر لفعلتي حتى وإن كنت شخصًا آخر تلك الليلة. كان عليً أن أدرك أن تصرفي غير مقبول."
  3. قد يكون هذا الجزء الأصعب من الاعتذار، فمن المؤلم أن تذكر الأذى الذي سببته أفعالك لشخص ما، ولكن يظل هذا الأمر من أهم أجزاء الاعتذار؛ ستشعر والدتك بتحسن كبير إذا أقررت بمشاعرها. [٧]
    • قل بعض الجمل التي تعبر عن مشاعر والدتك وعبر عن ندمك لجعلها تمر بتلك المشاعر.
    • مثال: "لابد أنك قلقتِ للغاية ولم تعلمي أين ذهبت السيارة، وبالتأكيد شعرتِ بالخيبة والخيانة من ناحيتي عندما اكتشفتِ أني الفاعل. أنا متأكد أن الليلة بأكملها كانت موترة جدًا بالنسبة لك. أنا آسف لوضعك في هذا الموقف. كم أكره نفسي بسبب ما وضعتك به تلك الليلة."
  4. تجنب استخدام اللوم نهائيًا أثناء الاعتذار، حتى ولو لم يكن الأمر برمته خطأك. أنت لا تعتذر عن الأحداث المؤدية لخطئك، بل عن دورك في هذا الخطأ. ضع ذلك في ذهنك أثناء الاعتذار. [٨]
    • اختصر الجزء الخاص بالتبريرات وتجنب الأعذار؛ اسمه اعتذار وليس أعذار .
    • لا يمكنك قول: "أنا آسف لأن خالد دفعني للقيام بذلك"، فمهما كان لصديقك دورٌ في المشكلة، تظل في النهاية أنت من ارتكب الخطأ. بدلًا من ذلك يُفضل أن تقول: "أنا آسف لعدم رفضي لطلب صديقي ولأخذي السيارة دون استئذان."
  5. عليك إنهاء اعتذارك بطلب المغفرة، فسيفتح هذا بابًا للتصالح. اختم اعتذارك قائلًا: "آمل أن تقدري على مسامحتي على ما بدر مني." [٩]
    • تفهم أن الغفران يتطلب وقتًا خاصةً إذا كان الخطأ شنيعًا. حاول ذكر ذلك في اعتذارك أيضًا، كأن تقول: "أتفهم احتياجك لبعض الوقت لتتمكني من مسامحتي. خذي كل الوقت اللازم واغفري خطيئتي."
جزء 3
جزء 3 من 3:

تجنب أخطاء الاعتذار الشائعة

تنزيل المقال
  1. لا تتوقع أن يتم قبول اعتذارك فوريًا، فقد تتطلب المسامحة بعض الوقت خاصةً إذا كانت فعلتك شنيعة. اترك لوالدتك الوقت اللازم لمسامحتك. [١٠]
    • اعلم أن كلمة "أنا آسف" لن تكفي وحدها، خاصةً إذا خاب ظن والدتك فيك بشدة، فحينها لن يكون الاعتذار سوى مجرد بداية لعملية الصلح.
    • في الأسابيع التالية، لا تعتبر أن اعتذارك قد داوى مشاعر والدتك، فقد تظل منزعجة لفترة. إذا انفعلت عليك تقبل ذلك وكن صبورًا. تجنب قول أشياء مثل: "لقد اعتذرت الأسبوع الماضي، ماذا تريدين أن أفعل؟!"
  2. قد تسلب اللهجة الخاطئة من اعتذارك الكثير. انتبه للهجتك أثناء الاعتذار، وتجنب استخدام عبارات تجعل اعتذارك يبدو كأنه تبرير. [١١]
    • من أكبر الأخطاء التي قد تقع فيها قول: "أنا آسف، ولكن.....". أوقف نفسك كلما كدت أن تستخدم كلمة "ولكن" وبدلًا منها انشغل بالاعتذار عن أفعالك فقط لا غير.
    • تذكر أنك تعتذر عن أفعالك، لا الأحداث المؤدية إليها، ولا عن ما عانته والدتك من مشاعر سلبية. لا تقل: "أنا آسف لانزعاجك من فعلتي"، بل قل: "أنا آسف على فعلتي." لا تقل: "أنا آسف لخروج الموقف عن السيطرة"، بل قل: "أنا آسف على اشتراكي في الخطأ".
  3. قد ترغب بشدة في الاعتذار بأسرع شكل ممكن، لكن تذكر أن قبول الاعتذار يخص والدتك وأنك لست جدير بالغفران لمجرد أنك اعتذرت/ تنوي الاعتذار. إن بدت والدتك غير جاهزة لسماع أي شيء الآن، اترك لها بضعة أيام قبل أن تقدم اعتذارك. [١٢]
    • لا تعتذر مباشرةً إذا كانت والدتك في حالة من الغضب. لن تتقبل والدتك سماع اعتذارك لو كانت في حالة من الغضب أو الألم.
    • على الجانب الآخر، لا تطل انتظارك عن بضعة أيام، فسيوحي انتظار أسابيع بشيء من اللامبالاة أو أنك لم ترَّ أن هناك ما يستوجب الاعتذار. لا تطل عن بضعة أيام قبل اعتذارك.
  4. الاعتذار وسيلة لا غاية. حدد بنفسك الأشياء التي يجب إصلاحها، وبادر بالتنفيذ. أثبت لوالدتك أنك تعلمت من أخطائك وأنك تقدر على ما هو أكثر من الكلام. [١٣]
    • فكر في مسببات فعلتك. ما الذي يمكنك فعله لمنع تكرار ذلك في المستقبل؟ فكر في الأشياء التي يمكنك تغييرها، وابدأ بالتنفيذ.
    • مثال: أخذت سيارة والدتك دون استئذان بصحبة صديق سوء. يمكنك الابتعاد عن هذا الصديق، وإخبار والدتك من الآن فصاعدًا أين تذهب ومع من. احرص على احترام قواعدها.

تحذيرات

  • قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تتم مسامحتك. لا تتوقع أن تسامحك والدتك فور اعتذارك خاصة في حالة ارتكابك لخطأ شنيع.

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ٣٬٥٥٧ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟