تنزيل المقال تنزيل المقال

نقع جميعًا في فخ ارتكاب ذنوب منهي عنها في الدين الإسلامي عن قصد أو عن غير قصد، ويجب علينا كمسلمين الشعور بالذنب تجاه ارتكابنا لهذه الذنوب، والسعي للتوبة إلى الله وطلب المغفرة. يظن الكثير من المسلمين أن التوبة وغفران الذنوب أمر من الصعوبة بمكان، ولكنهم ينسون بذلك أن الله هو أرحم الراحمين. تشير كلمة "التوبة" إلى طلب المغفرة من الله على الذنوب والخطايا التي نرتكبها، ويمكنك قراءة هذا المقال لتتعرف بصورة أفضل على كيفية طلب المغفرة بالطرق التي علمها لنا رسول الله عليه الصلاة والسلام.

اعلم أنه لا يوجد مخلوق منزه عن ارتكاب الذنوب والخطايا، وربنا سبحانه هو أدرى بذلك لذا أرسل لنا الرسل المعصومين عن كبائر الذنب وليس عن صغائره التي يمكن أن يقع فيها حتى الرسل في مرحلة من مراحل حياتهم. [١] يجب على المسلم إذًا أن يقتاد برسل الله في طلب المغفرة عن ذنوبه وأن يحذو حذوهم في التوبة عن الذنوب وطلب المغفرة.

  1. من المهم أن يدرك الشخص انحرافه عن أوامر الله ونواهيه وأن يحلل سبب ذلك وكيفية تأثيره عليه وأن يتفكر في العواقب التي سيتكبدها جراء ذلك. فكّر بذهن مفتوح وبرؤية صادقة "وتقبّل" أخطائك، ليس بغرض تأنيب نفسك وإنما بغرض إدراك وتقبّل حقيقة اقترافك لذنب. لا تنسَ أبدًا أن الله هو خالقنا ورازقنا وأنه أمرنا بطاعته وعبادته.
    • تذكر أن الله أنعم علينا بالحرية في الاختيار وأن كل اختيار نختاره في الحياة يجر علينا تبعات نتأثر بها، سواءً بالسلب أو بالإيجاب.
    • اعلم أن الذنوب تخلق غطاءً على القلب يمكن أن يعزل المؤمن عن ربه.
    • لا تستهن بالأخطاء الصغيرة. يجب على الإنسان الاعتراف بكل خطاياه أمام الله بغية التعلم منها والاستفادة لتطوير وتقويم النفس.
  2. يمكن أن تحصل على المشورة والنصيحة من غيرك لتوضيح الخطأ والصواب، وسيقترح الآخرون عادة التوبة وطلب المغفرة عند معرفتهم بارتكابك لإثم إلا أن مردود توبتك في هذه الحالة سيكون منعدمًا إلا إن تبت بنفسك وطلبت المغفرة من الله. لن تؤثر التوبة إلا عندما تكون نابعة من القلب وليست مدفوعة بسؤال الآخرين.
    • اجعل الدعاء لطلب المغفرة دائمًا ومنتظمًا كجزء من عباداتك اليومية.
  3. اعقد العزم على عدم تكرار الذنب أبدًا . لا يمكن أن تتوب وتطلب مغفرة الله وفي ذهنك فكرة مفادها "سأطلب المغفرة وأكرر الذنب"، فلا يجوز ذلك ويجب التأكد من صدق نيتك في عدم تكرار الذنب أبدًا. لا تفكر بأنك "قد" ترتكب الذنب لأنك لست واثقًا من قدرتك على تركه وكن صادق النية في عدم العودة إلى الذنب ولا تدع عدم يقينك بالمستقبل يفسد رغبتك بطلب المغفرة لأن الله لن يقبل توبة الإنسان إن لم تكن صادقة فضلًا عن تحصيله لسيئة إن تعامل مع الله دون صدق نيته. تذكر أن تكرار الخطايا الصغيرة والإصرار عليها يجعلها خطايا كبيرة.
    • تذكر أن الله يكره تكرار الذنوب. يمكن أن تؤدي صغائر الذنوب إلى كبائرها، ويمكن أن تؤدي كبائر الذنوب إلى كبائر أخرى قد تؤدي نهاية إلى خروج المرء من عباءة دين الإسلام.
  4. تنطوي التوبة على ثلاثة عوامل:
    • الاعتراف بالذنب.
    • الخجل من مخالفة أوامر الله والندم على ذلك.
    • العزم على عدم تكرار الذنب أبدًا.
  5. فكّر فيما إن كانت أفعالك قد عادت بالضرر على غيرك واطلب الصفح منهم عند صحة ذلك.
    • من الواجب رد حقوق الآخرين إليهم إن كانت خطاياك قد انتهكت حق شخص آخر، كحقه في المال أو الملكية.
    • سيتوجب عليك طلب الصفح من الشخص بنية صادقة إن كانت خطيئتك هي الافتراء على غيرك.
  6. اعلم كذلك أن الله شديد العقاب وأنه لا ينبغي للشخص التفكير بأمر قبول التوبة كأمر مسلّم به، فلن يفيدك أبدًا التوبة وطلب المغفرة دون صدق نيتك تجاه الله. كن واثقًا في الله وادعه أن يصحح لك المسار، وتذكر قوله تعالى في كتابه الكريم:
    • "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين" (سورة البقرة، 2:222).
    • يخبرنا الله في القرآن بأنه عفو رحيم: "فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم". [2:37] [٢]
    • "قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم". [12:98] [٣]
    • استذكر وصف الحياة الآخرة في القرآن الكريم والسنة النبوية واستفد من ذلك لتحفيز نفسك على تجنب المعاصي.
  7. للتوبة محاسن كثيرة يجب على الشخص عدم تجاهلها.
    • تمهد التوبة الطريق إلى النجاح.
    • تبعدنا التوبة عن مشاق الحياة واختباراتها.
    • تساعد التوبة على إحياء الضمير.
    • يسعد الله بتوبة العبد.
    • تمثل التوبة تحولًا في حياة الشخص.
    • تساعد التوبة في قبول الدعاء.
    • تقود التوبة الصادقة إلى غفران الذنوب.
  8. صلِّ . أقم الصلوات وكن خاشعًا ومبجلًا لله فيها والتزم أولًا بأداء الصلوات الخمس المفروضة ثم احرص على الصلاة في المسجد قدر استطاعتك حيث يمكن أن تستفيد من أجواء المسجد الهادئة. لا تتردد كذلك في أداء الصلوات غير المفروضة من السنن والنوافل لتثقل بأدائها والانتظام عليها من ميزان حسناتك وتظهر صدق توبتك.
    • الصلاة هي مفتاح التقرب من الله، ويجب على المسلم جعلها الأولوية في يومه.
  9. يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: "وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل" (سورة هود 11:114). يدلنا ذلك بشكل واضح على حب الله سبحانه لمن يقيمون صلواتهم في مواقيتها ويخلصون في ذلك.
  10. يمكن أن يكون طلب المغفرة طريقًا طويلًا وشاقًا على الشخص ولكنه يبقى الدرب الوحيد لتحصيل المغفرة عن الخطايا، ويجب أن يدرك الشخص بأن الله لن يغفر خطاياه بين ليلة وضحاها أو بمجرد دعائه مرة أو مرتين حيث تنطوي التوبة على عملية إصلاح وتقويم للنفس من الباطن.
    • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها" (صحيح مسلم).
  11. يمكنك استخدام الأسماء التالية لطلب المغفرة: العفو والغفور والغفار.
    • "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" (الأعراف 7:180).
  12. يعد شهر رمضان من أعظم الأوقات التي يمكن أن يظهر فيها الشخص تفانيه في العبادة، ويعد شهر رمضان "شهر المغفرة" مما يستدعي انغماس المرء في العبادة بصدق وإخلاص.
  13. ركز على فعل الطاعات والخيرات لتحصيل ثواب الله وابتعد عن المعاصي والشرور المنهي عنها.
    • "وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين" [11:114] [٤]
    • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن ما لم تغش الكبائر" (صحيح مسلم).
  14. تعد الزكاة سبيلًا لتكفير الذنوب، ويؤدي ذلك إلى إشعار الشخص بالرضا فضلًا عن المساعدة على تحسين حياة غيرك.
  15. هذه هي الطريقة الأفضل لطلب المغفرة حيث يمحو الله ذنوب الشخص كلها عند أدائه لفريضة الحج.
    • اقرأ مقال أداء الحج للتعرف على هذه الشعيرة العظيمة بالتفصيل.
  16. تدرب على التحكم في النفس لتجنب المواقف المشابهة مستقبلًا. يمكن أن يشعر الشخص أحيانًا بإغراء "كسر القواعد"، ولكن تذكر دائمًا أن الله وعد الصابرين ممن يتجنبون المعاصي بجزاء جزيل.
    • استجب للأذان على النحو الصحيح. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيت بالله ربًا، وبمحمد رسولًا، وبالإسلام دينًا، غفر له ذنبه" (صحيح مسلم).
    • قول "آمين". قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا أمّن الإمام فأمّنوا، فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه" (البخاري ومسلم).
    • التقرب من الأشخاص الذين يذكرون الله وحضور مجالسهم. من الجوهري الابتعاد عن صحبة السوء وعن أي شخص يلهيك عن طريق الإسلام.
    • يساعد الزي الإسلامي على تذكر الله وتذكر وجوب طاعته والإذعان إليه.
    • يمكن الاستفادة من أداء ركعتين بخشوع في سعيك لتحصيل مغفرة الله، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من توضأ مثل وضوئي هذا، ثم قام فركع ركعتين لم يحدّث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه" (رواه البخاري).
  17. لقد ذكرنا سابقًا الكثير من الأدعية التي يمكن للشخص الدعاء بها، وتوجد غيرها الكثير من الأدعية التي ستساعدك في طلب مغفرة الله.
    • "قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين" [07:23 ص] [٥]
    • أكثر من قول "أستغفر الله". ردد استغفارك ثلاث مرات بعد كل صلاة ومائة مرة على الأقل كل يوم.
    • قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر" (صحيح البخاري 6405) [٦]

أفكار مفيدة

  • كن مهذبًا تجاه الآخرين.
  • أقم الصلاة واقرأ القرآن بانتظام.
  • حاول أن تبتعد عن الأشخاص الذين يمثلون عقبة تجاه اتباع أوامر الله، وتجنب صحبة السوء.
  • تخلّ عن غرورك، واطلب الصفح . لن يفيدك الغرور إن كان سيودي بك إلى نار جهنم.
  • تجنب الوقوع في الكبائر التي يمكن ألا تُغفَر لك. [٧]

تحذيرات

  • لا تطلب المغفرة دون استقرارها في نفسك بصدق، فلن يقبل الله إلا ما هو موافق لما في نفسك.

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ١٦٬٢٠٢ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟