تنزيل المقال تنزيل المقال

أحد أهم وأقوى الإسهامات البشرية هي القدرة على التواصل من خلال الكلام، ومن النتائج المثيرة للاهتمام أيضًا أننا نستطيع التعبير عن أفكارنا بشكل آني فلا نحتاج للتخطيط مسبقًا لما نقوله. لهذا مميزاته وعيوبه، إذ سيكون من المرفوض لنا تمامًا أن نصيغ أفكارنا قبل لفظ تحذير سريع مثل "اركض"! وسيبطئ التواصل بشدة إذا عجزنا عن الرد بسلاسة على الناس في المحادثات الطبيعية.

وبالمقابل عادة ما تشكل هذه القدرة الفطرية مصدر خوف حين يكون ما نقوله بشكل عفوي شيئًا نتمنى لاحقًا لو أننا لم نقله أو نطقناه بطريقة مختلفة. يحدث هذا للجميع ويكمن السر في تذكر اللحظة، فهذا غالبًا ما يحدث حين نستجيب للمواقف الموترة أو خلال النزاعات رغم أنه قد يحدث في أي وقت، ومن المهم أن ندرك بأننا لا نقول دومًا ما نود التعبير عنه. التخفيف من هذه المشكلة ليس معقدًا لكنه يتطلب بعض التغيرات السلوكية، والهدف هو إدراك متى نتكلم بعفوية وتلقائية ومتى نفكر قبل الكلام ومتى لا نتكلم البتة.

  1. لاحظ الظروف التي تقول فيها ما لا تريد قوله (بعد التفكر). هل يحدث هذا غالبًا مع شخص محدد أو مجموعة محددة من الأشخاص أو المجموعات بشكل عام؟ أهذا أكثر شيوعًا في الخلافات والجدالات؟ أيكون هذا حين توضع في موقف حرج ويضغط عليك لتقديم المعلومات؟ حاول أن تجد نمطًا ما. قد يفيدك أن تبدأ بتدوين الأحداث حتى يسعك مقارنتها في وقت فراغك.
  2. حاول بعد تحديد أكثر الظروف التي تولد هذه النتائج غير المرغوبة أن تكون شديد الملاحظة بخصوص أوقات ظهورها جلية، فكلما زادت مهارتك في تمييزها تحسنت في تغيير أسلوبك. [١]
  3. الآن وقد عرفت أنك في أحد هذه المواقف فإن الهدف هو معالجة المعلومات. يرجع سبب عدم استجابتنا بالشكل اللائق في الغالب لعدم استيعابنا الكامل لما قيل. هذا وقت الجلوس والاستماع لما يحدث حولك، لا تبدأ التركيز على ما ستقوله وإنما استوعب فحسب. سيعالج ذهنك هذه المعلومات في الخلفية. [٢]
  4. من يتحدث ومع من يتواصل؟ بعض الأشخاص حرفيون للغاية بينما يستخدم البعض الآخر الأمثلة ويستخدم البعض الكثير من تعبيرات الوجه و لغة الجسد لتعزيز محادثاتهم بينما يعتمد البعض الآخر على الإسهاب اللغوي المعقد. طريقة توصيل الناس للمعلومات مؤشرٌ جيدٌ جدًا لأفضل طرق استيعابهم للمعلومات .
  5. ليست واحدة فقط ولكن ادرس خياراتك. هناك العديد من الطرق المختلفة لقول الأشياء وهدفك هنا هو إيجاد أفضل الطرق للتعبير عما تريد بطريقة ذات تأثير إيجابي. إن التواصل وظيف المتلقي بشكل مبدئي لذا عليك التواصل حسب المستمع. [٣]
  6. هل ما تريد قوله فعال وضروريٌ ودقيقٌ وفي وقته المضبوط ولائق (الصفات الخمس)؟ إذا كنت ترد فحسب لمجرد أن الآخرين يتحدثون فمن الممكن ألا يناسب ردك هذا النموذج، وفي هذه الحالة تراجع واستمر بالإنصات إذ يجب أن يكون لما تقوله أثر وليس مجرد إصدار الضجيج.
  7. هل المعلومات التي ستقدمها مصاغة بطريقة تحدث تأثيرًا إيجابيًا؟ يضمن خلق المناخ السلبي فشل الاتصال إذ يجب أن يفهم الناس أنك تساهم في الحديث ولا تشتته، يتطلب تدمير قدرتك على التواصل في ذلك الوقت محاولة واحدة فقط، حدد كيف ستكون استجابة المستمعين. [٤]
  8. طريقة الكلام مهمة بقدر الكلام نفسه من عدة نواح، فنبرة الصوت قد تعبر عن الحماس والصدق أو قد تنفر وتنم عن السخرية ويمكن أن يؤخذ كلامنا على محمل خاطئ كما جرب العديد منا. أرجح سبب لذلك هو أن نبرة الصوت وما قيل ولغة الوجه والجسد وكذلك المحتوى لم تكن جميعها مترابطة بشكل مدروس لتتكامل مع أكثر طرق التواصل فعالية لدى المستمع.
  9. أن تعرف ما ستقوله وسبب انطباق المعايير الخمسة السابقة عليه وكيف ستقوله ورد الفعل المحتمل. انتظر الفاصل الملائم في المحادثة وتكلم، يفضل ألا تقاطع الآخرين رغم أن هذا يكون أنسب شيء في بعض الحالات، لكن الوقت المناسب للمقاطعة خارج نطاق هذا المستند.
  10. فكر مليًا فيما تقوله أثناء حديثك ولاحظ ردود الأفعال عن كثب لحظة تكونها. راجع العملية كلها في ذهنك مرة أخرى بعد انتهاء المحادثة ولاحظ ما كان يمكن فعله بشكل مختلف ولماذا، هذه عملية مستمرة وبمرور الوقت ستتحسن وتنقح وتصبح أفضل في التواصل وسيتقبل الناس ردودك بذهن أكثر تفتحًا. [٥]

أفكار مفيدة

  • احرص أن تكون تعليقاتك متصلة ولائقة بالمحادثة. لا تخرج عن الموضوع وحافظ على تركيزك.
  • تذكر الاقتباسات المعروفة والمشهورة
    • من الأفضل أن تظل صامتًا ويظنوك أحمق عن أن تتحدث وتنفي الشكوك حول ذلك." أبراهام لينكولن: 12 فبراير 1809 - 15 أبريل 1865
    • ""من الأفضل أن تطبق فمك ويظنك الناس مغفلًا عن أن تفتحه وتنفي الشكوك جميعها" سامويل كليمنز (مارك توينز): 30 نوفمبر 1835 - 21 أبريل 1910
  • احرص على الاعتذار إذا قلت شيئًا لا يجدر بك قوله وإذا كان جارحًا إما على الفور – أو بشكل شخصي– لكن الأول أكثر لياقة.
  • إذا قلت شيئًا لا يجدر بك قوله فعالج الأمر في ذهنك لتجنب هذا الموقف بالتحديد مستقبلًا.
  • فكر قبل دخول المكان فيمن يشملهم الموقف والأسئلة المحتملة التي قد يتم طرحها عليك. حدد كيف سترد والنقاط التي تريد توضيحها قبل دخوله.
  • سيستغرق هذا بعض الوقت ويجب أن يكون جزءًا من حياتك ومع تحسن أسلوبك سيقدرون رأيك.
  • اقرص إصبعك أو أي مكان خفي آخر (برفق لكن بما يكفي لإعادة نفسك للمسار الصحيح) لتذكر نفسك بأن تفكر قبل التحدث. إذا وضعت نظامًا للرد على الأسئلة فستقل احتمالات تفوهك بأول ما يتبادر لذهنك.
  • إسناد الذقن على ظهر يدك (كما وضحنا أعلاه) لغة جسد تدل على التفكير لكن كن على دراية بمحيطك إذ قد تدل على الضجر أيضًا.
  • انتظر 5 أو 10 دقائق قبل الرد فهذا يمنحك الوقت اللازم لصياغة أ) الرد المطلوب وأيضًا ب) رد ملائم ومدروس. [٦]

تحذيرات

  • قد لا يكون الناس راغبين في رأيك إذا لم يخاطبوك، لذا حاول أن تخفف اقتحامك للمحادثات.
  • لا تحاول أن تكون مقنعًا إذا لم تكن تعرف ما تتحدث عنه. لا بأس بالتعبير عن رأيك، لكن احرص ألا يعرف الناس أنك تضارب.
  • تجنب "البذاءة". يشيع استخدام السباب أو الإشارات الشخصية غير اللائقة من أي نوع على الإنترنت لزيادة التأثير لكن الناتج يكون مختلفا جدًا في المحادثات الواقعية إذ ستفقد احترامك وتضمن النتائج السلبية، تذكر أن هذا يتعلق بالتفكير قبل التحدث.
  • تجنب الاستخدام المفرط للعبارات الشائعة مثل "خلاصة القول أن".
  • سيسأم المستمع سماع الشيء نفسه مرارًا إذا كررته عدة مرات.
  • الأمور المطلقة نادرة الدقة. يوفر استخدام مصطلحات مثل "دومًا" و"أبدًا" افتتاحية للجدل لكن "غالبًا" و"كثيرًا" و"من آن لآخر" و"قليلًا" و"نادرًا" بدائل جيدة، تذكر "لن يكون الأمر مثاليًا دومًا البتة" وتذكر دومًا ألا تستخدم أبدًا ودومًا البتة.

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ١٩٬٢٠١ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟