تنزيل المقال تنزيل المقال

من الصعب علينا أن نعيش مع شخص يميل إلى الانتقاد المستمر سواء كان صديق أو رفيق سكن أو حبيب أو أحد الوالدين، فمن البديهي ألا تقدر على مواصلة حياتك بشكل طبيعي إذا ما لم تشعر بالاسترخاء في منزلك. يُعاني مُحبو الانتقاد من فقدان السعادة، ولهذا يتوجب عليك محاولة ألا تأخذ الموضوع على محمل شخصي، وإنما في المقابل عليك أن تجد بعض الطرق للتأقلم مع الوضع والتعامل مع الموقف بهدوء واحترام، ثم تجاوز الموضوع لمواصلة حياتك. حاول التركيز على الحفاظ على سعادتك وإيجابيتك بالرغم من وجود هذا الشخص في حياتك.

طريقة 1
طريقة 1 من 3:

التأقلم مع الوضع

تنزيل المقال
  1. من الضروري أن تتذكر أن الانتقاد الذي يطرحه الشخص لا يتعلق بك بالمرة، فالشخص المنتقد أو السلبي يميل إلى انتقاد كل شئ وكل شخص، فعندما يوجه لك انتقادًا حاول أن تهدئ نفسك وأن تتذكر ألا تأخذ الموضوع على محمل شخصي.
    • فكر في السبب وراء الانتقاد. في أغلب الأمر يكون الانتقاد المستمر من الشخص الذي يعيش معك ناتجًا عن الأمور السلبية التي يواجهها بحياته، فمثلاً هل يميل للانتقاد بصورة عامة؟ أم يتحدث عادة عن العمل أو الدراسة أو الأصدقاء؟ تذكر أن ذلك السلوك ما هو إلا انعكاس لرؤيته الحياتية ولا يُعبر عنك بأي صورة موضوعية. [١]
    • تذكر أنك أكثر من مجرد السلبيات والأخطاء. في بعض الأوقات قد يكون للانتقاد فوائد منها محاولة العمل على التحسين من حالتنا وأخطائنا، ولكن تذكر أن الأخطاء ليست بمثابة تعريف شخصياتنا، فعلى سبيل المثال إذا كان رفيقك بالمنزل أو الغرفة يستمر في انتقادك لعدم إلقاء عبوات اللبن الفارغة، فهذه هي مشكلته من ناحية اختيار ذلك الخطأ وحسب للتركيز عليه بدلاً من التركيز على صفاتك وتصرفاتك الحميدة. [٢]
  2. إن الشخصيات المُحبة للانتقاد تميل للشكوى فقط دون الرغبة في حل المشكلة، وهو ما يجعل الجدال معهم فكرة سيئة، لذلك حاول بقدر الإمكان أن تقاوم الرغبة في الجدال.
    • حاول الاستماع للشخص المنتقد بتفهم. استمع إلى الشخص باهتمام وبتفهم أثناء انتقاده لأمر ما وكرر ما يقوله، يعكس ذلك اهتمامك دون تسليم أو اقتناع بأسبابه غير المنطقية، كما أن الاستماع أفضل من الخوض في جدال لا طائل منه. على سبيل المثال: جرب أن تقول له: "أنا الآن أرى أنك تظن أنه من غير العادل أنني لم أنظف أطباقي بعد عشاء البارحة، أليس كذلك؟" [٣]
    • يحاول الأشخاص المنتقدين دفعك نحو الجدال معهم، وفي بعض الأوقات يدفعهم الرد المتفهم إلى المزيد من الانتقاد. بدلاً من أن تجادلهم حاول أن ترد بهدوء بعبارة مثل: "أنا آسف أنني لم أفعل ذلك ولكنني نسيت الحقيقة، سوف أقوم بتنظيفهم الآن وسأحاول ألا أنسى فعل ذلك في المرة القادمة. في حال استمر الشخص في العودة إلى النقطة السابقة، استمر أنت بدورك في قول العبارة السابقة حتى يصل الشخص إلى مرحلة من الشعور بالملل فيجد نفسه مُجبرُا أن يتوقف. [٤]
  3. في بعض الأوقات يستلزم الأمر أن تتجاهل تصرفات الشخص الذي يميل للانتقاد المستمر، حيث أن الانتقاد والشكوى المستمرة بالنسبة له أسلوب حياة.
    • يميل الأشخاص المبالغون في الانتقاد إلى تضخيم المواضيع في حالات الخلاف والجدال، فكلما قمت بالرد عليهم، زاد انتقادهم، ولهذا حاول الرد بكلمات من مقطع واحد عند تعرضك للانتقاد مثل: "أها" و"حسنًا" و"لا بأس". [٥]
  4. عادة ما يكون الأشخاص المحبون للانتقاد غير سعداء وذلك نظرًا لتوقعاتهم المرتفعة بخصوص إنجازاتهم الشخصية، ولهذا تعلّم أن تظهر بعض التعاطف في حال كنت تعيش مع شخص يحب الانتقاد باستمرار.
    • كُن على دراية بأنك تتعامل مع الشخص بخصوص موقف معين وحسب. في المقابل يعيش الشخص المُنتقد مع نفسه طوال الوقت، وقد يشعر هو أو هي - سواء كان صديقًا أو قريبًا أو زميل سكن أو حتى شريك حياة - ببعض النقص ولذلك يميل إلى انتقادك المستمر. [٦]
    • فكر في الأمر من منظور الشخص المُنتقد. قد يكون للشخص محب الانتقاد أسبابه الشخصية التي تدفعه لانتقادك، على سبيل المثال: قد يقوم والدك بانتقاد عادات مذاكرتك في الجامعة بدافع الغيرة من إنجازك الشخصي ووصولك للجامعة التي لم يُقدَّر له أن يلتحق بها. هذا يعني أن الانتقاد ليس شخصيًا وإنما هو انعكاس لحال أبيك غير السعيد، لهذا من الضروري أن تُظهر بعض الاحترام والتعاطف في هذه المواقف لتقلل من شعور الشخص بالإحباط. [٧]
  5. في بعض الأوقات يكون الاستسلام لرغبات الشخص كثير الانتقاد أسهل بكثير من الجدال معه، على سبيل المثال: إذا كان زوجك يشعر بالضيق باستمرار بسبب عدم طي الغسيل بشكل معين، عليكِ إذن أن تهتمي بفعل ذلك فهو ليس بالتنازل الخطير في مقابل تجنب مشاكل لا داع لها. [٨]
    • في بعض الأوقات يكون هناك سبب مقنع وراء انتقاد الشخص المستمر لأفعالك. على سبيل المثال: قد يستمر رفيقك بالسكن في إزعاجك بخصوص عدم تجفيف أرضية الحمام عقب الاستحمام، لكنك إذا فكرت في الأمر ستجد أنه من الممكن أن ينزلق أحدهم بسبب ذلك. قم بتجفيف الأرضية بدلاً من الشعور بالانزعاج من انتقاد رفيقك.
طريقة 2
طريقة 2 من 3:

التعامل مع الموقف

تنزيل المقال
  1. بالتأكيد لن تخضع لانتقاد زميلك أو رفيقك طوال الوقت، لكن في بعض الأوقات سيتوجب عليك أن تتصرف بحزم بخصوص تعرضك للانتقاد وخاصة عندما يُصبح الانتقاد غير محتمل. بمعنى أن تعرضك للانتقاد بخصوص عدم إخراجك لكيس المهملات أمر بسيط مقارنة بتعرضك للانتقاد بخصوص حياتك الشخصية والعملية.
    • رد بحزم ولكن بلطف. تجنب الرد بعنف أو بقلة احترام فذلك من شأنه أن يصعّد الموقف ويدخلك في جدال لا طائل منه بدلاً من الوصول إلى حل. [٩]
    • قم بالرد ببساطة ووضوح. على سبيل المثال: أخبر رفيقك بالسكن الذي يتدخل في حياتك الشخصية وعلاقتك بحبيبتك بالآتي: "أنا أقدر اهتمامك بخصوص علاقتي بحبيبتي والوقت الذي نقضيه سويًا، فمن اللطيف أن تفكر بي إلى هذه الدرجة، ولكن أنا أرى أن علاقتي بها مستقرة في الوقت الحالي ولا أشعر بأني في حاجة للنصيحة. إذا اختلف الوضع في المستقبل سوف أتأكد من إعلامك بالأمر". [١٠]
  2. من الضروري أن تحاول التفكير في الانتقاد بصورة موضوعية على الرغم من صعوبة ذلك، ولكنك إذا تمعنت في الأمر وفي أسباب الشخص ودوافعه المحتملة للانتقاد المستمر فقد يساعدك ذلك في التعامل مع الموقف.
    • فكر أولاً في الأمر محل الانتقاد، هل يمكنك التحكم به؟ إذا كانت الإجابة بنعم، عليك إذن أن تحاول تغييره، يمكنك أن تنظف الأطباق عقب استخدامها على سبيل المثال. لكن للأسف يميل الأشخاص كثيرو الانتقاد إلى تصيد الأخطاء صعبة التغيير مثل ضحكك بصوت مرتفع عند مشاهدة الأفلام الكوميدية، وهو ما يجعل الانتقاد في هذه المواقف غير عادل فذلك ليس بتصرف يمكن تغييره وإنما هي طبيعتك الشخصية. [١١]
    • كيف يُعبر الشخص عن انتقاده؟ من الطبيعي أن يُعبر رفيقك بالسكن عن رأيه فيما يتعلق بالعادات التي تقوم بها وتزعجه، ولكن في حال تعبيره عن ذلك عن طريق الصياح والتلفظ بألفاظ نابية أو التعبير بغلظة وقسوة، فذلك لا يُعد منطقيًا على الإطلاق. [١٢]
    • لماذا ينتقدك الشخص؟ هل تعتقد يا تُرى أن رفيقك بالسكن يرغب فعلًا في أن تتغير للأحسن؟ أم أنه يستمتع وحسب بالشكوى والتذمر المستمر؟ [١٣]
  3. من الضروري أن تخبر الشخص المنتقد عن رأيك في تصرفاته من أجل أن تتأقلم معه، حيث أن بعض هؤلاء الأشخاص يواجهون مشكلة في التواصل مع الآخرين ومحاولة مساعدتهم دون فعل ذلك بانتقاد أو تعال.
    • يُعاني الشخص المنتقد في بعض الأوقات من فشل في التعبير عن رأيه أو إبداء النصيحة بسبب ميله لتحويل ذلك إلى انتقاد مستمر. في حال كنت تعيش مع شخص كثير الانتقاد عليك إذن أن تخبره بما هو جيد وبما هو خاطئ فيما يتعلق بإبداء رأيه، فربما يتعلم بسبب ذلك كيفية التواصل بشكل صحيح معك. [١٤]
    • على سبيل المثال: إذا استمر رفيقك بالسكن في محاضرتك بخصوص عدم تجفيفك للأرضية، فقد تقوم بفعل ذلك في اللحظة ولكن قد تنسى فعله لاحقًا في المرة القادمة، ولهذا أخبره بالآتي: "أنا متفهم لرغبتك أن أقوم بتجفيف الأرضية، ولكن هل من الممكن أن تذكرني أن أفعل ذلك في المرة القادمة قبل بداية التنظيف؟ أنا أخشى أن أنسى فعل ذلك الأسبوع القادم". [١٥]
  4. إذا ما تسبب الشخص المنتقد في جرح مشاعرك بسبب انتقاده وسلبيته المستمرة، عليك إذن أن تعبر عن إحباطك باستعمال العبارات التي تبدأ بكلمة "أنا" فهذه العبارات تؤكد على شعورك بالجرح وليس رغبتك في لوم الشخص. تعلم أن تعبر عن مشاعرك بدلاً من محاولة الحكم على الموقف وحسب. [١٦]
    • تتكون هذه العبارات من ثلاثة أجزاء، فهي تبدأ بكلمة "أنا أشعر" ثم تخبره بإحساسك، بعد ذلك تفسر الموقف أو التصرف الذي تسبب في شعورك ذلك، وأخيرًا توضح السبب الذي حفّز هذا الشعور بداخلك. يعمل ذلك على تجنب حصر الأمر في إلقاء اللوم، وذلك عن طريق التأكيد على مدى تأثير انتقاد الشخص لك على المستوى الشخصي بدلاً من محاولة إثبات خطأه. [١٧]
    • على سبيل المثال: إذا انتقد شريكك قضائك وقت طويل بالاستحمام، تجنبي أن تردي عليه هكذا: "إنني أشعر بالإنزعاج لأنك تتطرق لهذه المسألة دائمًا، فأنا لا أزعجك أثناء وجودك بالحمام، هذا تصرف يفتقد للاحترام"، لأنك عندما تستعملي هذه اللغة قد تفقدين حجتك الصائبة كما أن شريكك سيشعر باللوم أو تحميله الخطأ. [١٨]
    • في المقابل استعملي العبارات التي تبدأ بكلمة "أنا" مثل: "أنا أشعر بعدم احترامك لي عندما تحاضرني بشأن الوقت الذي أقضية في الاستحمام، فأنا أشعر دائمًا إنني أحترم خصوصيتك بنفس الشأن". [١٩]
  5. إن العيْش مع شخص آخر يعني ضرورة المساومة في بعض الأوقات حتى إذا كان الحق في ناحيتك، حاول أن تبحث عن طرق للمساومة وإيجاد حلول ترضي الطرفين عند العيْش مع شخص مبالِغ في الانتقاد.
    • تقبل الانتقاد المنطقي. حاول أن تبذل مجهودًا في تغيير العادات السيئة التي تزعج رفيقك أو حبيبتك أو عائلتك، فجميعنا معرضون لارتكاب التصرفات المزعجة. [٢٠]
    • حاول أن تعمل على التخلص من شعورك بالاستياء. حاول أن تتفهم السبب وراء قيام الشخص بانتقادك وتعلّم أن تستسلم للموقف في بعض الأوقات. [٢١]
طريقة 3
طريقة 3 من 3:

التقدم للأمام

تنزيل المقال
  1. يُعتبر التفكير الإيجابي أحد أفضل الطرق لمواجهة العيْش مع شخص كثير الانتقاد، وذلك من خلال عدم السماح له بإقحامك في مشاعره السلبية. حاول أن تعمل على تعليمه أن يصبح شخصًا أكثر سعادة وإيجابية. [٢٢]
    • إذا انتقدك أحدهم بخصوص كل تصرفاتك، جرّب أن ترد عليه بإجابة عكسية، فذلك يخبر الشخص بأنه غير قادر على إقحامك ضمن سلبيته. على سبيل المثال: إذا انتقدتك حبيبتك بشكل مستمر بخصوص آرائك السياسية، اخبرها: "أليس من الرائع أننا نحيا في بلد يتمتع فيها كل فرد بحرية الرأي؟" [٢٣]
    • تجنب استرضاء الشخص السلبي. يميل الأشخاص السلبيون للشكوى المستمرة بخصوص أمورهم، وقد يرفضون الاستماع إلى أي حل محتمل. في هذه الحالة تجنب استرضاء الشخص بل اقطع الحديث وأخبره: "أنا لا أعرف ما الذي ينبغي أن أقوله لك ولكنك بالتأكيد ستجد الحل" ثم ابتسم وانسحب من المحادثة. [٢٤]
  2. من الضروري أن تحافظ على سعادتك حتى إذا كنت تعيش مع شخص سلبي، عليك أن تبذل المجهود لتستمتع بحياتك بالرغم من المواقف التي قد تحيط بك. [٢٥]
    • تعلم التفكير الإيجابي بحياتك. حاول أن تتقبل حياتك بحلوها ومُرها من أجل أن تشعر بالسعادة، قد يكون الأمر صعبًا وخاصة إذا كنت محاطًا بالسلبية، لكن جرّب أن تفكر على النحو الآتي: "من الصعب أن أعيش مع هذا الشخص ولكن هذه هي الحياة، أنا ما زلت على طبيعتي وأستمتع بحياتي". [٢٦]
    • احصل على راحة عند اللزوم. اخرج لقضاء بعض الوقت خارج المنزل، اخرج مع الأصدقاء في عطلة نهاية الأسبوع، أحط نفسك بأشخاص إيجابيين وبلحظات سعيدة، فذلك يحافظ على مستوى سعادتك حتى مع وجودك مع شخص سلبي وكثير الانتقاد. [٢٧]
  3. فكر في مصير العلاقة إذا ما زاد الانتقاد على الحد، وبخاصة في العلاقات الرومانسية. إذا كنت لا تشعر بالسعادة والإيجابية في وجود شريكك أو رفيقك وكانت الأوقات كلها مليئة بالانتقاد المستمر، وإذا لم تجد أي تغير في العلاقة بعد تحدثك مع الشخص ومحاولتك للمساومة، فقد يتوجب عليك حينها أن تنهي هذه العلاقة من أجل مصلحتك. قُم بتقييم العلاقة وحدد إذا ما كانت تستحق الاستمرار بها أم لا. [٢٨]

أفكار مفيدة

  • كُن صبورًا. يعاني الكثير من الشخصيات المحبة للانتقاد من حب الكمال، وهو ما يُصعّب عليهم أن يتقبلوا الأمور ب ما فيها من نواقصه، لهذا تفهّم أن التغيير من تصرفات هذا الشخص قد يتطلب بعض الوقت.

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ٤٨٬١٩٠ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟