تنزيل المقال تنزيل المقال

المقال الافتتاحي هو مقال يحمل وجهة النظر الجماعية لفريق العمل في أي إصدار (مجلة، جريدة، موقع إلكتروني…) ولذلك عامة ما يُنشر بدون توقيع كاتبه، بل بتوقيع "فريق العمل". تخيل أنك محامٍ بصدد إلقاء مرافعة في المحكمة؛ تحتاج عند كتابك لهذا النوع من المقالات لاستعراض وجهة نظر منطقية تُعبر عن توجهات وآراء فريق العمل محاولًا إقناع القراء بالاتفاق معك. المقال الافتتاحي هو مقال رأي جماعي – كما سبق وأشرنا – ولكنه لا يخلو من التعليق الخبري والتفاعل مع القضايا الحالية، لذا دائمًا ما يكون موضوعه واحدة من القضايا الحالية المشتعلة. [١]

طريقة 1
طريقة 1 من 2:

أساسيات الكتابة

تنزيل المقال
  1. الغرض من المقالات الافتتاحية لأي إصدار هو التأثير على الرأي العام وتحفيز التفكير النقدي، بل وحتى دفع القراء لاتخاذ رد فعل تجاه قضية معينة. من البداية، يجب أن يكون موضوع هذا المقال حديثًا ومثيرًا لانتباه الجمهور وأن يكون لديك غرضٌ ما من وراء الكتابة حوله. يوجد عامة أربعة أنواع من المقالات الافتتاحية: [٢]
    • "مقال شرح وتفسير" : وفيه توضح الكيفية والسبب الذي دفع الجريدة أو المجلة لاتخاذ موقف معين تجاه واحدة من الموضوعات المثيرة للجدل.
    • "مقال نقدي" : وفيه توجه النقد إلى أفعال وقرارات جهة معينة تسبب في تفاقم الأزمة، بالإضافة إلى تقديم حلول أفضل. الهدف من هذا النوع هو أن تُظهر للقراء وجود مُشكلة كبيرة يجب الانتباه إليها.
    • "مقال إقناعي" : يكون هدفك في هذا النوع من المقالات الافتتاحية أن تُشجع القارئ على المبادرة أو اتخاذ رد فعل معين تجاه القضية، بالتركيز على الحلول الممكنة، وليس مُجرد استعراض الأزمة.
    • "مقال للإشادة والمدح" : يكون التركيز مُنصبًا في هذا النوع من المقالات الافتتاحية على إظهار الدعم للأفراد أو المنظمات التي حققت دورًا مشهودًا في سبيل التعامل مع أزمة معينة. [٣]
  2. يمزج المقال الافتتاحي ما بين الحقائق والرأي (ومن جديد نؤكد أنه ليس رأيك بمفردك ولكن رأي فريق العمل والمؤسسة الصحفية ككل). لا تستعرض رأيًا بلاغيًا، ولكن اعمل على تكوين بنية مُقنعة للنص من خلال استعراض مجموعة من الحقائق التي لا تخلو من البحث والتدقيق والتقديم الموضوعي للقارئ.
    • يجب أن يحتوي مقالك على "نقطة تنوير" واحدة على الأقل، والتي لن تتحقق لك ما لم تُفاجئ القارئ بحقيقة أو فكرة صادمة تخالف قناعات وتجعله مستعدًا للاقتناع ببقية الأفكار المُدرجة في مقالك. اهدف إلى "إدراج فكرة أو أفكار أصلية وجديدة" [٤] في مقالك، وهو ما يستدعي تجميع المعلومات من عدة مصادر والإشارة للعلاقات الخفية بين المعلومات بالتحليل والرصد، بالإضافة كذلك للحديث حول العواقب الوشيكة وأي خلل ظاهر في التحليل السائد للقضية موضوع المقال.
  3. اكتب نصًا صديقًا للقارئ العادي، وذلك لأن المقال الافتتاحية تُقرأ بسرعة نوعًا ما قبل أن يندمج القارئ مع بقية محتويات المجلة أو الجريدة. اختر صياغة لغوية بسيطة وساحرة كذلك لكسب ود القارئ. في المقابل، امتنع عن الإفراط في طول النص أو الاستفاضة في الحديث عن نقاط بعيدة عن الموضوع الأساسي. بوصلتك أثناء العمل هي أن يكون المحتوى مُرضيًا وقابلًا للقراءة من قبل القارئ العادي (وهو ما يختلف نسبيًا بناءً على طبيعة الإصدارة التي تعمل بها).
    • الطول المثالي للمقال الافتتاحي في حدود 600-800 كلمة. [٤] ستخاطر إن زاد طول المقال عن ذلك بفقدان اهتمام القارئ. بدلًا من الاستفاضة في الحديث، اكتب نصًا مختصرًا ولاذعًا وقادرًا على إصابة الهدف في مقتل بأقل عدد ممكن من الكلمات. اكتب ببلاغة وذكاء كذلك بدلًا من الإفراط في الكتابة الخطابية.
    • استبدل المصطلحات المعقدة بأخرى بسيطة. هدف القارئ هو أن يفهم المقال وأن يصل عن طريقك لما غاب عنه من معلومات فيما يتعلق بقضية تهمه للغاية، لا أن يكتشف أن ثقافته ضئيلة وأنه غير مُلم بعشرات المصطلحات التقنية المعقدة والمفردات اللغوية المتحذلقة غير المفهومة. اكتب مقالًا سهل القراءة وليس العكس. استوعب جيدًا طبيعة الجمهور المستهدف من القراء واضعًا نصب عينيك النجاح في الوصول بأفكارك "المهمة" إلى أكبر عدد ممكن منهم.
طريقة 2
طريقة 2 من 2:

كتابة المقال الافتتاحي

تنزيل المقال
  1. يجب أن تكون مُقدمة المقال الافتتاحي (الفقرة الأولى أو الفقرتان الأولى والثانية) جاذبة لانتباه القارئ وتأخذ بيده للمزيد من الانغماس في موضوع المقال. ابدأ بصيغة بلاغية مميزة، كسؤال مثير للذهن مثلًا، أو اكتب اقتباسًا من مصدر موثوق أو لخص فكرة المقال الافتتاحي ككل ليصبح القارئ على علم بما ينتظره إن أكمل القراءة.
    • وضح فكرتك الجدلية من المقال جيدًا، فبقية الفقرات ستكون متصلة ومبنية على تلك المقدمة وساعية لدعم وجهة نظرك. اطرق الحديد وهو ساخن في أول بضعة جمل في المقال مباشرة. صوب نحو الهدف دون مقدمات مملة. في كل الأحوال التزم كذلك بالصياغة اللغوية القوية التي تنقل ثقل المحتوى ومصداقيته وكونه مُعبرًا عن فريق العمل ككل وعدد كبير من الداعمين لنفس وجهة النظر، بدلًا من الكتابة الذاتية أو المتهاونة التي تضر بصورة الجريدة وتبدو أقل احترافية. [٥]
  2. يفترض بك تقديم شرح وافٍ وموضوعي للقضية التي تتناولها في مقالك، بأسلوب خبري مُشابه للتقارير الصحفية، قبل أن تنتقل لاحقًا لفقرات استعراض الرأي. اجعل القارئ مُلمًا بحتمية الحديث حول هذا الموضوع بالذات ومستوعبًا لأهميته وتأثيره عليه شخصيًا وعلى المجتمع ككل. [٣]
    • أجب على أسئلة من؟ ماذا؟ متى؟ أين؟ لماذا؟ كيف؟ من واقع عملك الصحفي من المؤكد أنك مُلم بالأسئلة سابقة الذكر التي يجب أن يُجيب عليها أي خبر أو تقرير صحفي. اجعلها نقطة بدايتك التي تضمن لك تغطية كل الجوانب الرئيسية واستعراض مختلف الحقائق والمعلومات والاقتباسات من المصادر المعنية. اكتب ذلك في فقرة أولية من المقال لتضمن أن كل القراء يقفون على أرض واحدة من المعرفة المشتركة – دون استعراض متحيز للمعلومات أو حجب لجزء من الحقيقة على هواك! – تجاه الموضوع مثار النقاش، وبالتالي تقدر على تقديم أفكارك التالية وعقول القراء قد أصبحت مستعدة لاستقبالها.
  3. عرِّف بوضوح الأطراف الداعمة للرأي المعارض واستعرض تلك الآراء المُخالفة، مما يضع نقاط تحرك تنطلق منها المناظرة. لا تذكر رأيك مباشرة وإلا ستكون الصورة ضبابية للقارئ، بل وفر حالة من التضاد التي توضح المعنى وتُظهره وتجعل القارئ مُلمًا تمامًا بأبعاد ما يحدث. في نفس الوقت، التزم كليًا بالعرض الموضوعي والدقيق للمعلومات والاقتباسات الصادرة من الجانب المُضاد، واحترم نفسك ككاتب واحترم القارئ عن طريق تجنب أي صياغة متلاعبة أو افتراءات.
    • من الرائع أن تعدد الجوانب الإيجابية في وجهة النظر المعارضة – طالما كانت واقعية وصادقة – ما يُظهر التزامك بمعيار أخلاقي في النقاش وحرصك على الموضوعية في التناول وإظهارك الاحترام الشديد لمن تخالفهم في الرأي بدون اتهامات أو افتراء. لا تحول نصك إلى ساحة للعراك الشخصي، واستعرض رأي المعارضين بكل ما فيه من إيجابيات قبل العيوب، وإلا لن تكتب سوى مقالًا غير احترافي لا يخلو من التحيز والشخصنة.
    • اذكر وجهة نظر قوية ومتماسكة للجانب المعارض لرأيك، وتأكد من مجابهة الصورة الأفضل لوجهة النظر تلك. لن تجني شيئًا من الدخول في مناظرة مع وجهة نظر ضعيفة. تعرف كذلك جيدًا على الآخر واستوعب معتقداتهم وما يدافعون عنه من أفكارٍ ورؤى، واجعل قارئك مُلمًا بدوره بتلك الأفكار، ما يُمهد لك فرصة استعراض أفكارك القوية بدورك لاحقًا.
  4. استعرض الأسباب والدلائل التي تدحض ادعاءات أصحاب وجهة النظر المعارضة . ابدأ أول فقرة في هذا القسم بعملية تحول في السرد والأفكار تنقل القارئ بسلاسة من جانب الرأي المعارض لجانب رأيك أنت وفريق العمل. الفرصة الآن متاحة للبدء في استعراض المعلومات والحقائق والاقتباسات التي تدعم وجهة النظر التي ترغب في الدفاع عنها.
    • ابدأ بحجة قوية وأتبعها بأخرى أكثر قوة إلى أن تستعرض كل الأسباب الداعمة لوجهة نظرك. لا تكتفِ باستعراض وجهات النظر التقليدية حول القضية، ولكن اذكر بوضوح وجهة النظر المُعبرة عن توجه الجريدة أو المجلة. يجب أن يأخذ المقال الافتتاحي صف واحدة من وجهات النظر، فلا مجال هنا للمساحات الرمادية أو الوقوف على مسافة واحدة من الجميع.
    • التلميحات ذات الطابع الأدبي مقبولة جدًا ومناسبة في هذه الحالة (الإحالة الضمنية). حقيقة الأمر أنها تُضيف مصداقية للمقال وثقلًا ثقافيًا وفكريًا. [٣] يُقصد بذلك الإشارة غير المباشرة لحوادث أو فترات زمنية أو أفراد – حقيقيين أو من أعمال أدبية – معروفين كونها إشارات تحمل مدلولات مفهومة بالفعل للقارئ وفي نفس الوقت تدعم وجهة نظرك.
  5. الحديث الآن عن شيء مختلف عن ذكر الأسباب والدلائل، فبعد استعراض وجهة النظر المعارضة وعيوبها ومميزات وجهة النظر البديلة التي تُقدمها من خلال مقالك، يأتي الدور على تقديم مقترحات قابلة للتطبيق. إذا كنت مُقتنعًا أن خفض ميزانية التعليم حلٌ فائق السوء، فمن أين يمكن في رأيك ضبط موازنة الدولة؟ ما هي بنود الصرف التي يجب خفض ميزانيتها؟ المقال الافتتاحي هو ساحة للرأي وللمبادرة والحل، وليس تقريرًا لاستعراض المشكلة فقط لا غير، ما يجعل الحلول المقترحة جزءًا لا بديل عنه من أجزائه. لا تعرف الحل؟ إذًا أي حل آخر موجود أفضل، ولا فائدة من مقالك.
    • يجب أن تكون حلولك المُقترحة واضحة و منطقية و قابلة للتطبيق . لا فائدة من حل نظري بحت لكنه مستحيل على أرض الواقع، بل يجب كذلك أن يكون حلًا قادرًا على استمالة الرأي العام. كثيرًا ما تُقال الحلول الرائعة في المطبوعات ولكنها مجرد إقامة للأذان في مالطا، بينما الهدف المثالي للكاتب/ المؤسسة الصحفية أن تلقى اقتراحاتها قبولًا من الشارع وتدفع المعلومات والأفكار والحجج المنطقية في مقالاتها القراء للمبادرة والفعل.
  6. اختم المقال بجملة قوية لا تخلو من الذكاء والحنكة والإقناع بما يضمن أن تُحفر فكرتك في عقل القارئ للأبد. اعتمد على ما يناسب من اقتباسات أو اختر صيغة بلاغية على هيئة سؤال تدفع القارئ للانشغال طوال اليوم، ولفترة زمنية طويلة، بما عرضته من أفكار في مقالك. (مثال: يمكن لنا جميعًا أن نغفل النظر عن الكوارث البيئية الحادثة، ولكن هل سنتحمل نحن وأطفالنا التكلفة المستقبلية لهذا التراخي؟)
    • اختم المقال بتلخيص مُكثف وقوي. ستحظى لا محالة بعدد من القراء المهتمين بقراءة المقال كلمة بكلمة في كل فقراته، ولكنه عدد قليل على الأغلب، لذا في النهاية ستظل بحاجة إلى مغادرة القارئ وأنت تصب/ تُعيد صب في عقله أهم ما جاء في محتوى مقالك. يجب أن يشعر القارئ بأنه استفاد على الجانب المعرفي والفكري من تصفح هذا المقال، وأنه صار مستعدًا للتفاعل مستقبلًا مع القضية التي تتحدث عنها.
  7. اللغة هي وسيط الكتابة، لذا مهما كانت أفكارك رائعة ووجهة نظرك بلا عيب، لن يكون لذلك أي قيمة إذا كان النص مليئًا بالأخطاء النحوية والإملائية وبعلامات الترقيم غير المُستخدمة في موضعها الصحيح. راجع بنفسك المقال قبل تسليمه للنشر، كما يمكنك بالطبع الاعتماد على زميل أو مسؤول التحرير والمراجعة، فبالحديث عن المراجعة؛ عينان خيرٌ من عين واحدة.
    • لا تكتفِ بالمراجعة اللغوية، بل يجب مراجعة الأفكار المذكورة في المقال بدورها. أنت بصدد كتابة مقال جماعي . نكرر الكلمة مرة أخرى: جماعي . ما تُعبر عنه هو وجهة نظر المؤسسة وفريق العمل ككل، أو لنكن أكثر تحديدًا: وجهة النظر "المتوافق عليها من أغلبية فريق العمل". يُنصح دائمًا بأن تتم عملية الكتابة بعد مناقشة أولية لما يُريد الجميع التعبير عنه في هذا المقال، وكذلك مُراجعة تالية وتحرير جماعي لأفكاره، أكثر من مرة، سعيًا للوصول لصورته التوافقية الأمثل والأخيرة. قد تفوتك في المسودة الأولى بعض الأفكار أو يعيب صياغتك عدم نقلها للمعنى المطلوب تمامًا، لذا استفد دائمًا من تعليقات وأفكارك زملائك لصياغة مقال متماسك ومميز.

أفكار مفيدة

  • ابتعد عن الصياغة التكرارية وتجنب أن تُعيد وتُزيد فيما سبق وقلته؛ ستبدو كل جملك وكأنها نفس الجملة وبالتالي ستفقد انتباه القارئ في الحال. بدلًا من ذلك، اكتب نصًا حيويًا لا يخلو من التكثيف والبلاغة والتجدد في كل فقراته.
  • اختر عنوانًا مميزًا. يحدد الكثير من القراء رغبتهم في قراءة المقال من عدمه أثناء قراءة الخمس أو الست كلمات في العنوان، لذا اختر عنوانًا مُختصرًا، ولكن في نفس الوقت مثيرًا للانتباه (فكريًا وعاطفيًا).

تحذيرات

  • لا تكتب في هذا المقال أبدًا أي جملة بصيغة المفرد، وكذلك لا تعرض من خلاله وجهة نظرك الشخصية.
  • لا تكتب منتقدًا أو متفحصًا بالتحليل لشخص واحد فقط، بل تذكر أنك تحمل وجهة نظر مجموعة من الأفراد، لذا يجب عليك أن تستهدف خصمًا عبارة عن جماعة أو قناعة فكرية لها أتباع كثيرون بدورهم.
  • لا تكتب بلغة سوقية ولا تُدرج في مقالك البذاءات والشتائم. تجنب كذلك الافتراء كذبًا بما تذكره من معلومات وادعاءات لأن التشهير جريمة خطيرة قد تعرضك وتعرض مؤسستك للمساءلة القانونية.
  • لا تسرق أبدًا عمل كاتب آخر، بل احرص على ذكر مصادر الاقتباسات والمعلومات دائمًا.

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ١٤٬٣٢٠ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟