تنزيل المقال تنزيل المقال

لا تخلو حياة أي شخص من الصعاب والتحديات، وفي هذه الأوقات تحديدًا تظهر أهمية تلقي الدعم والمساندة من الأصدقاء. لا يجب أن تكتفي بموقع المتفرج في وقت معاناة صديقك المقرب من أزمة كبيرة؛ عليك أن تجد وسيلة ما لتوفير الدعم ومد يد العون حتى خروج صديقك من هذه الضائقة. يشعر البعض بالحرج وقلة الحيلة بسبب عدم قدرتهم على التوصل لحل ما أو عجزهم عن إيجاد كلمات العزاء والدعم المناسبة، لكن في المقابل من الضروري ألا تسمح لمثل هذه المخاوف بالوقوف حاجزًا بينك وبين صديقك. لا يحتاج صديقك أكثر من التواجد الإيجابي ومنحه الشعور بأنك تقف في ظهره ويمكنه الارتكان عليك في أي لحظة ضعف يحتاج فيها إلى ذلك. نقدم لك فيما يلي العديد من الاقتراحات لمساعدة صديقك على الشعور بحالة أفضل.

طريقة 1
طريقة 1 من 3:

فعل الأشياء الصحيحة

تنزيل المقال
  1. لن تقدر على تقديم المساعدة في حال كنت تبتعد بنفسك عن صديقك بمجرد ظهور الأزمات. يجب أن تتواجد معه في وقت المحادثات المتأخرة من الليل واللحظات التي يحتاج فيها إلى البكاء وإفراغ كل ما في جعبته من أحزان. يشعر البعض بالانزعاج من الأزمات التي تحدث في حياة أصدقائهم، وحقيقة الأمر أنك مطالب بالتغلب على هذا الشعور وإلا لن تصبح العلاقة بينكما "صداقة حقيقية".
    • اعرض على صديقك التواجد معه مهما واصل التأكيد على رغبته في البقاء وحيدًا. لا تحاول أن تجبره على الحديث طالما أنه غير راغب أو غير مستعد، لكن عوضًا عن ذلك وفر له مساحته الخاصة للانفراد بنفسه على أن تعاود محاولة التواجد بالقرب منه في وقت لاحق. أعد تكرار ذلك أكثر من مرة. لا تهرب بعد محاولة أو اثنتين. قد تدفعك قلة حيلتك، إزاء إيجاد ما يُقال أو يفعل لمساعدة صديقك في هذا الوقت الصعب، إلى الصمت التام أو الابتعاد بنفسك كليًا عن المشهد، وهو ما قد يترتب عليه بنسبة كبيرة جرح مشاعر صديقك وشعوره بالخذلان.
    • اجعل هدفك الأول هو تقديم النصيحة. في مثل هذه الأوقات الصعبة، يحتاج صديقك إلى التأكد أنه هناك من هو على استعداد للاستماع والتواجد وتقديم النصيحة وأن الأشخاص القريبين منه يهتمون لأمره. يؤثر ذلك بالإيجاب لأقصى درجة وقد يكون كافيًا لمساعدة صديقك على التحسن. اتصل به أو أرسل له رسالة للسؤال عن أحواله وعرض تقديم المساعدة.
    • جزء كبير من التواصل هو أن تكون متاحًا عندما يحتاج الطرف الآخر إليك. تأكد أن هاتفك مفتوح وأن ترد على اتصالات صديقك في الثانية بعد منتصف الليل وتتجاوب مع رسائله النصية. لا يجب أن يشعر صديقك في أي لحظة أنك مشغول عن الاستماع لما يحتاج لقوله.لا تشعر أنك بحاجة للتعامل بأسلوب مغاير، فقط أجرِ محادثة مماثلة لما يحدث بينكما كل الوقت. تحدث بنفس أسلوبك وبالطريقة المميزة للحوار بينك وبين صديقك وانتبه فقط إلى ضرورة عدم محاولة التربص بصديقك أو دفعه للحديث طالما أنه غير مستعد بعد لمناقشة الأمر.
    نصيحة الخبراء

    Laura Horne, MPH

    متخصصة تربية صحية
    لاورا هورن مديرة برنامج "أكتيف مايندز" (Active Minds)، وهي المنظمة غير الهادفة للربح الأهم في الولايات المتحدة الداعمة للوعي بالصحة العقلية وتثقيف الطلاب نفسيًا. سبق لها الإشراف على مبادرات الصحة العامة في جامعة تولين وفي الرابطة الوطنية لمسؤولي الصحة في المقاطعات والمدن (NACCHO). حصلت على ماجستير الصحة العامة من جامعة تولين الأمريكية، وهي حاصلة كذلك على شهادة اختصاصي التربية الصحية من قبل اللجنة الوطنية لاعتماد التثقيف الصحي.
    Laura Horne, MPH
    متخصصة تربية صحية

    لا تقلق من أنك لن تعرف ماذا تقول. تقول لورا هورن، أخصائية التربية الصحية: "في كثير من الحالات، لا يتعين عليك أن تكون خبيرًا حتى تتمكن من المساعدة - كل المطلوب هو أن تكون متاحًا. تحدث مع صديقك ليصله منك ما يخبره "أنا هنا من أجلك". إذا احتاج دعمًا أكبر من وجودك، يمكنك عندئذ مساعدته على إيجاد مصادر دعم إضافية ."

  2. يشعر صديقك بقدر كافي من الضغط والإحباط. كن الحائط القوي الذي يمكنه أن يستند بظهره عليه بدلًا من أن تصبح مسدسًا إضافيًا مصوبًا نحو رأسه. حتى إذا كنت بدورك تشعر بحزن شديد بسبب الأزمة الحالية، لا تسمح لنفسك أبدًا بإظهار ذلك وتحلّ بقدر كبير من الهدوء والتحكم في أعصابك.
    • لا تنفعل. لن يتسبب ذلك سوى في شعور صديقك أن المشكلة أكبر من حجمها الحقيقي أو أنها مستحيلة الحل. استوعب حقيقة أن كل إنسان بحاجة للاستسلام لأحزانه في بعض المرات، لذلك اترك مساحة لصديقك لمعالجة مشاعره دون أن تمثل عبئًا إضافيًا عليه. وفي نفس الوقت، راعِ أنه في لحظة ضعف بالغ ويتفاعل مع كل ما يحيط به، لذلك قد تكون انفعالاتك وغضبك سببًا إضافيًا في شعوره بالمزيد من الحزن.
    • فرق ما بين التعاطف والشفقة. ابذل ما بوسعك لدعم صديقك عاطفيًا دون أن يحمل ذلك أي قدر من الشفقة أو الرثاء السلبي لحاله، حيث يتسبب ذلك في شعوره بالسوء أكثر.
    • لا تبادر بأي أفعال متسرعة قد تتسبب في تعقيد الأمر وتدهور حالة صديقك أكثر. مهما كانت درجة القرب التي تجمع بينكما، أنت لا تفهم مشكلة صديقك كما يفهمها هو. تحدث مع صديقك قبل أي محاولة من جانبك لتصحيح الوضع، وتعرّف على مدى رضاه أو رفضه للحل المقترح منك. ينطبق ذلك على الأغلب الأعم من الحالات، إلا إذا كان صديقك عرضة للخطر أو تهديد نفسي أو جسدي، حيث يكون عليك في هذه الأوقات أن تطلب الجهات المختصة أو أي شخص بالغ لتوفير الحماية العاجلة لصديقك.
  3. يجب أن تظهر براعة شديدة في مهارة الإنصات والفهم أكثر من محاولة الكلام والتعبير عما بداخلك. يلعب التواصل البصري العاطفي دورًا بالغ الأهمية في عملية الإنصات، كما يجب كذلك ألا تغرق في صمت تام، بل في المقابل اختر بعناية اللحظات التي تشارك فيها بالحديث والتعليقات الذكية التي تقدم الدعم والتفهم لصديقك.
    • أخبر صديقك بمجموعة من القصص الإيجابية من تجارب الآخرين والحلول التي لجأ إليها البعض للتغلب على نفس الموقف الصعب الذي يمر به في الوقت الحالي. تأكد كذلك من الصمت ومراعاة أنك تستمع بتفهم وحرص لما يُقال لك من صديقك. قد لا يكون صديقك بحاجة لحل عاجل بقدر ما هو راغب في التنفيس عن مشاعره المكبوتة.
    • تذكر أن صديقك يعاني بالقدر الكافي وليس بحاجة نهائيًا للمزيد من الضغط. كن إيجابيًا الآن ولاحقًا وكل الوقت . صديقك يتحدث معك الآن لأنه بحاجة إلى المساعدة؛ اترك له الفرصة الكاملة للتحدث حول أي شيء، حتى إذا حدث ذلك بشكل عشوائي غير مفهوم. قد يكون كل ما يحتاج إليه هو إخراج ما بجعبته من حزن، دون أن ينتظر منك في المقابل أي شيء أكثر من الإيماءات المتعاطفة والتعليقات البسيطة، مثل: "أنا بجوارك وسوف أساعدك للخروج من كل هذا. أنت شخص قوي وأنا واثق من قدرتك على تخطي الأمر". هذه التعليقات تكون بالغة التأثير وقد يكون لها مفعول العجب.
  4. تحتاج إلى رد فعل مختلف تمامًا للتعامل مع شعور صديقك بالحزن الشديد في السياقات المختلفة، على سبيل المثال، لموت والدته، مقارنةً بحالة نفسية صعبة بسبب مروره بأزمة مالية. سوف يفيدك للغاية أن تتأمل طبيعة الموقف الحالي وأن تتعرف على أبعاد الأزمة التي يعاني منها صديقك بحيث تقدر على اختيار رد الفعل الأمثل للتعامل مع الوضع.
    • إذا كان صديقك يمر بأزمة مالية، يمكنك أن تساعده عن طريق تقديم المشورة ووضع ميزانية للتأقلم وأخذ دور المراقب المدقق لمصاريفه المختلفة أو ترشيح مستشار مالي قادر على تقديم المساعدة. في المقابل، تمهل كثيرًا قبل أخذ قرار إعارة الأموال لصديقك أو أحد أفراد عائلتك، سواء طلب هو ذلك أو كنت أنت من يعرض عليه الأمر. تتسبب الأموال في الكثير من الأحيان في إفساد العلاقات بين الأفراد. [١]
    • في حالات الوفاة أو الفقد لشخص عزيز على صديقك (نهاية العلاقات العاطفية على سبيل المثال)، قد يكون من المفيد أن تستوعب بدورك أن خبراء علم النفس اتفقوا على وجود ما يسمى بمراحل الحزن ، تحدث بشكل متتالي بالترتيب التالي: الإنكار ، الغضب ، المساومة (التفاوض على أمل الهروب من حقيقة الفقد)، الاكتئاب ، وفي النهاية، التقبل . [٢]
    • حاول أن تضع صديقك على تواصل مع شخص موثوق ولا تجمعهما علاقة شخصية، كأن يتواصل مع طبيب نفسي أو خبير أو شخص مختص في المجال الذي تندرج تحته الأزمة، بحيث يحصل صديقك على نصائح مهنية ويتلقى المساعدة المحايدة التي يحتاج إليها. [٣]
  5. نقصد بذلك أفعالًا مثل: الاحتضان أو اللمسات الخفيفة على الكتف أو مسك الأيدي. يعتبر كل ما سبق من الوسائل الرائعة للتعبير عن التعاطف، والتي يشعر من خلالها الطرف الآخر بالتحسن، أو على أقل تقدير، أنه يوجد من يهتم لأجله ويرعاه.
    • قد يكون كل ما تحتاج إليه صديقتك هو الحضن الدافئ والبكاء على كتفك، دون حاجة لقول أي شيء. افتحي لها ذراعيكِ، فقط لا غير، واحتضنيها بمحبة وصدق. اسمحي للحضن أن يستمر بقدر ما تحتاج صديقتك إلى ذلك، حيث يعد ذلك تعبيرًا خالصًا على أنك متواجدة لدعمها والوقوف بجوارها. حاولي أن تقولي جملة طيبة أو مزحة بسيطة تساعد صديقتك كذلك على الابتسام بعد انتهاء الحضن.
    • نقترح هنا أن يبدأ الغناء أو الرقص أو حتى قول مزحة بسيطة، بناءً على طبيعة اللحظة الخاصة بين الطرفين والوضع المحيط. ما إن يبدأ الطرف الآخر في الضحك، يصبح من الأسهل على الجميع التعامل مع هذا الوقت الصعب والتعافي من الضعف الداخلي والتفكير بهدوء فيما يجب أن يحدث في الفترة القادمة.
طريقة 2
طريقة 2 من 3:

اختيار أقوالك بعناية

تنزيل المقال
  1. بالتأكيد أنه من الجيد أن تشارك خبراتك من حياتك الشخصية في حالة كانت تنقل التعاطف أو تقدم وجهة نظر مساعدة لصديقك للتعامل مع ما يمر به، لكن في المقابل يظل من الضروري أن يبقى كل التركيز منصبًا على صديقك وليس على نفسك وحياتك وآرائك الشخصية. قاوم إغراء التباهي بقصص من حياتك وعن كيفية تعاملك مع الصعاب المماثلة، التي يبدو فيها أن الكلام يدور حولك وليس عن صديقك وأزمته.
    • لا تحاول كسب أسبقية المعاناة اعتمادًا على دفع الطرف الآخر في أعماق مشاكلك أنت الشخصية . ربما أنك مُطارد من قبل قاتل محترف وعلى بعد لحظات من فقدان حياتك بسبب أزمة رهيبة لم يسبق لها مثيل في العالم كله، لكن الآن الوقت مخصص للتركيز كليًا على مشكلة صديقك مع زوجته أو الصعاب التي تواجهه في العمل أو أيًا كان ما يتسبب في شعوره بالسوء. لا تدخل ساحة من المزايدة على الأزمات أو تظن أنك في مباراة لتنس الطاولة، يرد كل طرف بالكرة في ملعب الآخر بمعاناة أقوى وصعاب أشد.
    • ليس مقصودًا من كل ما سبق أنه لا توجد فرصة لخلق أرضية مشتركة عن طريق عرض خبراتك الشخصية المماثلة التي مرت عليك وكيفية تغلبك عليها. حقيقة الأمر أن النصيحة والدعم المطلوب منك تقديمهم قد يكونان في الأساس نابعين كليًا من هذه الخبرات، وقد يمثل عرضك لها العزاء الذي يحتاجه صديقك، لكن يظل من الضروري أن تقاوم إغراء التحكم في الوضع أو ظن أنك تعرف كل شيء وما يشعر به صديقك وأنك تملك الحل السحري العبقري الوحيد. لكل شخص حياته وتجربته الفريدة، لذلك حاول أن تقلل من قصص حياتك الشخصية قدر الإمكان.
  2. يتوقع الشخص عندما يحكي أزماته الشخصية لصديق أن يستمع إلى مجموعة من الردود الجاهزة، مثل: "أنا أتفهم ما تمر به" (على الرغم من عدم صدق الطرف الآخر) أو "لحسن الحظ أن الوضع ليس أسوأ من ذلك"، وحقيقة الأمر أن جمل العزاء المماثلة تمثل عبئًا إضافيًا لا فائدة منه على الإطلاق. بدلًا من ذلك، احرص على الحديث من قلبك، وعلى اختيار ردود فعل خاصة ومناسبة للموقف.
    • تعتمد الصداقة الحقيقية كليًا على استخدام لحظات الصدق بشكل فعّال. عندما يمر صديقك بوقت صعب، تكون بحاجة بدورك إلى تقييم الوضع ومعالجته بناءً على وجهة نظرك الشخصية. ضع نفسك مكان صديقك، وابذل كل ما بوسعك لمعرفة ما يشعر به والحالة التي تسيطر عليه من انفعال أو حزن أو هموم.
    • تحدث معه عن الأمر معبرًا عن شعورك بالتعاطف والمحبة واسمح له أن يعبر عن مشاعره بارتياح ووفق ما يرغب، أيًا كان ما يترتب على ذلك. ابتعد نهائيًا عن النصائح المبتذلة، فبالإضافة إلى قلة فائدتها، تعبر كذلك للطرف الآخر عن عدم اهتمامك ورغبتك في الخروج من الموقف في أسرع وقت، وهو ما قد يتسبب في زيادة شعوره بالحزن. لا تقل: "لا توجد مشكلة مما حدث"؛ كن واقعيًا لكن في نفس الوقت قدم الإلهام والإيحاء الذي يؤثر إيجابيًا على صديقك.
  3. لا يوجد فائدة الآن من الانتصار لنفسك أو تأنيب صديقك قائلًا: "لقد أخبرتك بضرورة عدم القيام بهذا الأمر" أو "كم مرة أخبرتك بذلك؟". سوف يتسبب ذلك في شعور الطرف الآخر بالمزيد من الضيق والضرر، كما ستشعر بدورك بالأسف، في وقت لاحق، على الاندفاع بهذا القول.
    • إذا كان صديقك يُصر على نمط تفكير سلبي متكرر في التعامل مع الوضع الحالي، فيمكنك أن تلفت انتباهه لضرورة تغيير ذلك من خلال عرض اقتراح إيجابي أو وسائل حل فعالة تمكنه من التغلب على الأمر، بدلًا من التعبير عن وجهة نظرك بأسلوب حاد من اللوم واللغة السلبية. تخلص من أي ميل للحكم على صديقك؛ هذه هي القاعدة الأساسية، والتي لم تخلق من فراغ لكن لأن أي حديث سلبي الآن في غير موعده ولن يؤتي نفعًا.
    • أجّل الحديث العميق عن الأخطاء التي قام بها صديقك وأدت إلى الوضع الحالي لوقت آخر، تحديدًا بعد أن تنتهي الأزمة الحالية. دورك الآن هو أن تقدم الدعم والمشورة الإيجابية، وليس أن تُحمّل صديقك الذنب أو تصدر حكمًا قاطعًا بالإدانة. تجنب نهائيًا الجمل الهجومية، مثل: "لقد أخبرتك بذلك منذ البداية" أو "إنها غلطتك".
    • تخيلي ما يلي: أنتِ صديقة "منى" الأقرب، ووالديها على وشك الطلاق. يجب عليكِ أولًا أن توفري لها الدعم النفسي من مشاركة وتواجد لمساعدتها على التعامل مع الأزمة التي تمر بها من خلال الاستماع لها وتقديم النصائح التي تساعدها على تقبل الوضع. ثانيًا، في نفس الوقت يجب أن يُترك لها مساحتها الخاصة من الانعزال والوحدة. ثالثًا، يمكنك أن تجهزي لها بعضًا من وسائل الراحة والتشتيت، مثل: قائمة بالأفلام والطعام والهدايا التي قد تساعدها على الضحك. يمكنك أن تكوني صديقة جيدة من خلال تقديم المساعدة ومعاملة صديقاتك بنفس الطريقة التي تحبين التعامل بها في وقت أزماتك الخاصة.
  4. جنبًا إلى جنب مع الدعم العاطفي، اهتم كذلك باقتراح وسيلة أو أخرى يمكن لصديقك من خلالها أن يتغلب على ما يمر به من صعاب. حاول كذلك أن تساعده بالإشارة إلى الأشياء الإيجابية الموجودة في حياته. أكد له أنه لا يستحق تلك المشاكل وأنه جدير بما هو أفضل وأن كل شيء سوف يمر ويتحسن بمرور الوقت.
    • حاول أن تقوم بفعل ما لمساعدة صديقك على الخروج من هذه الأزمة، في حالة كان ذلك ممكنًا بالطبع. إذا لم يكن بيدك حيلة تجاه هذه الأزمة بالتحديد، فركز مجهودك في المقابل تجاه القيام بأمر ما يهون على صديقك هذا الوقت الصعب. على سبيل المثال، قد يكون مضطربًا للغاية بشكل يمنعه عن تناول الطعام الكافي، يمكنك وقتها أن تحضر له الطعام أو أن تعرضي على صديقتك مجالسة أبنائها الصغار لبعض الوقت وغيرها من الأمور.
    • مهما بذلت من مجهود وكنت مقتنعًا بنسختك من الحل، يظل في النهاية القرار الأخير متروكًا في يد صاحب الشأن. لا تحاول أن تدفعه نحو ما تراه صحيحًا أو تؤثر عليه للاقتناع وتنفيذ تعليماتك بالأمر الواحد. أظهر "دعمك الصادق" وحرصك الشديد على مصلحة صديقك، لكن اترك له كامل حرية اتخاذ القرار. تحدث بشكل عملي ومحايد ولا تحاول أبدًا أن تدفعه نحو فعل معين، خاصة إذا لم تكن واثقًا تمام الثقة من رجاحة هذا الاقتراح. [٤]
    • يجب أن يكون هدفك الأول والأخير هو الإنصات، بحيث يشغل حديثك وحلولك المقترحة البناءة الفراغات البسيطة في أثناء لحظات صمت صديقك أو طلبه المباشر للنصيحة. في نفس الوقت، يعتمد مدى ارتياح صديقك لنصائحك وتوجيهاتك على مقدار الصداقة والقرب والثقة المتبادلة بين الطرفين.
  5. يُقدم الصديق الجيد كل ما لديه من دعم ومشورة واقتراحات، لكن في نفس الوقت يكون قانعًا بحقيقة أن الطرف الآخر، ومهما كانت درجة القرب بينكما، قد لا يكون مستعدًا للاقتناع أو تقبل هذه النصائح. يحتاج البشر دائمًا إلى استيعاب تجاربهم (العلاقات العاطفية والأزمات المالية ومواقف الموت وأي شيء آخر) والتعامل معها بأسلوبهم الخاص.
    • تفهم وتقبل أن أفعالك - مهما كانت حسنة النية وكنت مقتنعًا بصوابها وحكمتها - قد لا تؤتي النتائج المتوقعة كل الوقت. في النهاية هدفك الأساسي هو الدعم والمساندة، وليس الانتصار لرأيك أو توجيه الوضع على هواك الخاص، لذلك لا يوجد معنى للشعور بالضيق لأن نصائحك لم يُستمَع لها كما تتمنى.
    • قدم لصديقك المساعدة من أجل فهم الأسباب التي أدت لهذه المشكلة واقترح عليه وسائل العلاج الممكنة. استفد من خبراتك الشخصية وغريزتك وآراء الأشخاص الآخرين الذين تثق بهم. مرر تعليقاتك بلغة متعاطفة وطيبة، فقل: "هذه حياتك ومن حقك تمامًا أن تفعل ما تراه مناسبًا. لكن ألا تظن أن القيام بـ ___ سوف يؤدي إلى ___؟ قد يكون من الأفضل أن ___. يرجع الأمر لك في النهاية." بدلًا من قول "إنها فكرة سيئة للغاية، يجب بدلًا من ذلك أن تفعل ___".
طريقة 3
طريقة 3 من 3:

حلول إضافية

تنزيل المقال
  1. قم بالإبلاغ عن أي وضع يهدد أمن صديقك. [٥] لا تندرج كل أنواع الأزمات تحت نفس التصنيف ودرجة الخطر. يجب أن تجد حلًا عالجًا وسريعًا إذا كان يُحتمل أن يتعرض صديقك للخطر أو ما يهدد سلامته الشخصية، كحالات العنف الأسري أو التهديدات بالإيذاء الجسدي أو مظاهر إيذاء النفس [٦] ، مثل: الانتحار أو تجريح الفرد لجسده. يكون من الضروري ألا تقف مكتوف الأيدي مشاهدًا وحياة صديقك عرضة للخطر.
    • شجع صديقك على التحدث مع شخص مسؤول (في موقف سلطة ولديه خبرة وقدرة على التعامل مع الوضع بالطريقة الصحيحة) كأن يتحدث مع رجل شرطة أو طبيب معالج أو رجل دين أو أحد الوالدين. إذا رفض صديقك، وكانت احتمالات التعرض للخطر تتزايد بمرور الوقت، فلا يوجد مفر من أن تبادر بنفسك بالتحدث مع جهة مسؤولة تقدر على توفير الحماية اللازمة لصديقك.
    • إذا كان صديقك قاصرًا، فمن الضروري للغاية أن تتحدث مع والديه في حالة كان يعاني من أي حالات الإساءة والعنف من الآخرين، بما فيها أفعال التنمر . يعتبر التنمر واحدًا من أكثر أشكال الإساءة النفسية الشائعة [٧] ، والذي يجب ألا يتعامل معه الفرد من تلقاء نفسه. لا تبادر بدورك بالتصدي وحيدًا للشخص المتنمر، حيث يعرضك ذلك للمزيد من احتمالات الخطر. من المهم أن تُطلع شخصًا بالغًا على الأمر وتطلب مساعدته.
  2. لا تحاول إجبار صديقك على الابتهاج أو تشعر بالغضب بسبب عدم قدرة صديقك على التغلب على ما يسيطر عليه من أحزان. يمر صديقك بوقت صعب ومعاناة نفسية بالغة. قد يكون ما هو بأمس الحاجة له الآن هو أن ينغمس كليًا في لحظة الشجن تلك كما يحلو له. لا تشعر أنك بحاجة لفعل أي شيء، إلا بعد أن تستمر فترة الحزن لوقت زائد جدًا من الوقت.
    • تفرض عليك الضرورة في بعض الأحيان أن تظهر محبتك بأسلوب قاسي وإلا أصبحت عاملًا مساعدًا في تردي حالة صديقك دون أن تشعر. متى يكون الوقت مناسبًا لذلك؟ عندما تمر فترة كافية من الوقت وتجد أن صديقك ما زال عالقًا في دوامة مستمرة من الحزن والأسى والاكتئاب للدرجة التي انعكس فيها كل ذلك بشكل سلبي على جوانب أخرى من حياته، مثل العمل أو الدراسة. تظهر هنا ضرورة التعامل بأسلوب حازم لإيقاف كل هذا الضرر.
    • في البداية، يكون الانغماس في الحزن أمرًا طبيعيًا ومقبولًا، لكن بعد فترة من الوقت، يجب أن يتضاءل مستوى الحزن إلى أن تعود الأمور لمجراها. يختلف الأمر من شخص لآخر، لكن في لحظة معينة، يكون من المهم للغاية أن توجه صديقك نحو إيجاد حل نهائي لهذه الأزمة.
  3. إذا وجدت أنك بحاجة للانعزال بنفسك عن الموقف لأن كل محاولاتك للمساعدة تبوء بالفشل والطرف الآخر لا يتحسن، بل يغرق أكثر في شباك الحزن الشديد يومًا بعد يوم، فقد يكون الحل الأمثل هنا أن تقترح تدخلًا أكثر صرامة.
    • تعلم أعراض الإصابة بالاكتئاب. [٨] ابحث عن الأمر واسأل المتخصصين، وإذا اكتشفت أن صديقك يعاني من اكتئاب مرضي، فاقترح على الفور أن يبدأ في تلقي المساعدة من طبيب أو أخصائي نفسي.
    • لا يوجد ما يمنع من الإشارة بلطف، وباختيار دقيق للكلمات، إلى أنك لا تملك أي وسيلة للمساعدة وأنك غير مختص في التعامل بطريقة صحيحة مع الوضع الحالي. لا يمكنك أن تحمل أزمات صديقك على عاتقك كل الوقت. في لحظة معينة، تكون مظاهر التعبير القاسي عن الحب هي الحل الأمثل والوسيلة البناءة التي تضمن راحة ومصلحة الجميع. الحديث الصادق عن ما ترصده من أسلوب تعامل صديقك مع الأزمة قد يكون هو ما يحتاج إليه صديقك تمامًا والوسيلة التي تقدر من خلالها على تقديم المساعدة بشكل صحيح.
  4. ابحث عن أي وسيلة يمكنك من خلالها شغل بال صديقك بعض الشيء بعيدًا عن المشكلة التي يمر بها. اعرض عليه الذهاب لمشاهدة فيلم سينمائي أو التمشية بعيدًا عن المنزل أو القيام بالتسوق. يساعده ذلك على نسيان مشاكله ولو لبعض الوقت.
    • تساعد أفعالُ الإلهاء المختلفة الشخصَ على امتلاك وجهة نظر مغايرة تجاه أزماته. من المهم أن يحدث توازنًا بين التشتيت والانغماس في المشكلة كذلك؛ فلا يهمل الفرد المشكلة ولا يصبح أسيرًا لها كل الوقت. استوعب بدورك أن صديقك قد يكون بحاجة، على الأقل مع بداية الأزمة، إلى الجلوس صامتًا في غرفته الخاصة رافضًا أي محاولة منك للتخفيف عليه.
    • وفر له بعض الأطعمة المميزة، مثل: الآيس كريم أو الشيكولاتة أو طعامه المفضل. أحضر هذه الأطعمة لمنزله واجلس معه فترة كافية من الوقت. في أثناء ذلك، واصل التأكيد على النظرة الإيجابية للأزمة وأعد تذكير صديقك بصفاته وإنجازاته الشخصية المميزة. [٩]
    • بدرجة أو أخرى، قد يكون من الكافي للفرد، وفي لحظة معينة، أن يعود لأسلوب حياته الطبيعي والمضي قدمًا. لذلك لا تبالغ أكثر من اللازم في اقتراح أفعال تشتيت الذهن المختلفة، بحيث لا تصبح وسيلة يتذكر من خلالها ما حل به من مصائب!
  5. حافظ على خصوصية مشاكل صديقك لأقصى درجة وتجنب التسبب في جعل الوضع أسوأ. طالما أن صديقك ليس عرضة للخطر، فمن الضروري أن تحترم ثقته في شخصك واختيارك دونًا عن الآخرين ليبوح لك بأسرار المشكلة، وعليك بدورك ألا تفضح هذه الأسرار أو تتدخل في شؤونه على عكس رغبته. القيام بذلك ينزع عنك صفة الصديق الجيد، كما سوف يترتب عليه في أغلب الأوقات الكثير من المشاكل الإضافية.
    • الاستثناء الوحيد -وهذه النقطة في غاية الأهمية- هو أن يكون الوضع منطويًا على أي تهديد بالإساءة الجسدية أو النفسية أو التنمر أو أي ظروف أخرى تُعرض حياة وصحة صديقك للخطر. يكون من الضروري للغاية في مثل هذه المواقف أن تتواصل مع شخص مسؤول صاحب سلطة (مثل: ضابط شرطة أو طبيب معالج أو أحد الوالدين) في الحال، وأن تطلب منه المساعدة.
    • أما في غير ذلك من الحالات، فيجب عليك أن تتجنب "النميمة" وفضح أسرار صديقك، بحسن أو سوء نية. لا تُلمح إلى مشاكل صديقك في منشوراتك على وسائل التواصل الاجتماعي أو في أحاديثك مع دوائر الأصدقاء، حتى إذا كنت تعتبر أن الغرض من ذلك هو الحصول على المزيد من المساعدة.

أفكار مفيدة

  • امنح صديقك مساحته الخاصة عندما يطلب أو تشعر أنه بحاجة إلى ذلك.
  • تأكد أن صديقك لا يلجأ إلى أي وسيلة غير آمنة للتعامل مع أحزانه، كأن يتناول المخدرات أو الكحول. لن يتسبب ذلك سوى في تأجيج حالة الاكتئاب والانفعال العاطفي التي يشعر بها، وهو ما يعود عليه بالكثير من الضرر مستقبلًا.
  • لا تضغط على صديقك من أجل التعرف على أدق تفاصيل ما يمر به. إذا لم يبادر بدوره بأن يحكي لك ما يمر به من أحداث، فلا تبدأ من تلقاء نفسك في طرح الأسئلة وتتبع أفعاله.
  • يجب ألا تحشر نفسك في حياة صديقك الشخصية وألا تتواجد حوله أكثر من اللازم للدرجة التي يشعر فيها بالضيق الشديد من حضورك أو أنك عبء إضافي على عاتقه.
  • لا تُلزم نفسك بالتواجد معه طالما كنت تشعر بعدم القدرة على ذلك أو أن حضورك سوف يعقد الأمر بدلًا من أن يهونه.
  • مهما كان مستوى الثقة والقرب المتبادل بينك وبين صديقك، يجب أن تظهر له التعاطف والمحبة كل الوقت وأن تمدح قدرته على الصمود أمام الأزمات وأن تقدم له كل أنواع المساعدة التي تقدر عليها للتخفيف عنه وإخراجه من الوضع الصعب الحالي. دورك هو أن يشعر صديقك بالدعم والتفهم وأنه بحالة أفضل عامة عوضًا عن أن يضطر لمواجهة هذه الصعاب الشاقة وحيدًا.

تحذيرات

  • حافظ على خصوصية صديقك، خاصة إذا بادر بحكي أدق تفاصيل الموقف، إلا في حالات الخطر الشديد، مثل: محاولة الانتحار أو التعرض للتهديد أو الإساءة النفسية أو الجسدية أو حالات الاستغلال الجنسي وغير ذلك من المواقف التي تستدعي التدخل العاجل من أطراف أخرى لتوفير الحماية اللازمة للشخص.
  • لا تتدخل أكثر من اللازم حتى تصبح مشاكل صديقك شغلك الشاغل؛ احرص أن تساعد لكن دون أن تصبح مهووسًا.

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ٥٤٬٥٤٨ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟