تنزيل المقال تنزيل المقال

يسهل الانقياد إلى إصدار الأحكام على الآخرين دون إدراك ذلك، فقد تظن أنك تعلم كيف يجب أن يظهر أو يفكر أو يتصرف الآخرون. لا يمكن إنكار أن شعور معرفة كل شيء هو شعور يبعث على الراحة أغلب الوقت، لكنه رغم ذلك يمنعك من تكوين صداقات أو تجربة أشياء جديدة. لحسن الحظ يمكنك أن تتعلم كيف تتقبل الآخرين عن طريق تغيير منظورك وتوسيع آفاقك وإبقاء ذهنك متفتحًا.

طريقة 1
طريقة 1 من 3:

تغيير منظورك

تنزيل المقال
  1. فكر بإيجابية . تدفعك العقلية السلبية إلى إصدار أحكام على الآخرين، لذا حاول أن ترى الجانب الإيجابي لا السلبي في كل شأن؛ جاهد نفسك عندما تجدها تركز على السلبيات وابحث عن جانب إيجابي ما. [١]
    • كونك إيجابيًا لا ينفي أن تظل واقعيًا، فلا يجب أن تتجاهل الجانب السلبي، فقط لا تركز عليه حصرًا.
    • لا بأس أن يخطر ببالك أفكار سيئة. التمس لنفسك العذر إن كنت مهمومًا أو تمر بيوم سيئ.
    • يمكن للنظرة الإيجابية أن تحسن حياتك في شتى جوانبها.
  2. قد يرتكب الناس أفعالًا تجدها مقززةً كسرقة مال أحدهم أو محاولة تجاوز الصف، ورغم أن أفعالهم خاطئة إلا أنه لا ينبغي لك أن تحكم عليهم بناءً على موقف واحد، فلربما يملكون صفات جيدةً لم ترها بعد. [٢]
    • ضع في اعتبارك أن لأفعالهم دوافع لا تفهمها. قد يكون سبب سرقتهم للمال أنهم لم يتناولوا شيئًا منذ يومين.
  3. تأمل نفسك ومتى وجدتها تصدر حكمًا فاقض على تلك الفكرة في مهدها. عندما تلاحظ في نفسك أفكارًا نقديةً تجاه أحدهم فاعلم أن هذه الأفكار لا تفيد أيًا منكما واستبدل بها مجاملةً رقيقةً تقدمها له. [٣]
    • فمثلًا عندما تجد نفسك تفكر: "تحتاج تلك الفتاة إلى فقد بعض الوزن" فتحدّ تلك الأفكار وفكر في أنه ليس من شأنك ثم أخبرها بشيء لطيف قد لاحظتها فيها، كقولك مثلًا: "لديك ابتسامة جميلة".
  4. لكل إنسان مواهبه ومهاراته وصفاته الشخصية وتجاربه التي تميزه عن غيره، كما أنه ابن بيئته ونشأته، لذا عندما تتعرف على أحدهم فتخيل نفسك في وضع مماثل لوضعه، وحتى إن لم تكن ستقوم بنفس الاختيارات فامنحه الحق في اتخاذ قراراته الخاصة. [٤]
    • لربما نشأ الشخص الذي تعتبره متطلبًا دون وجود والد أو والدة يدعمانه، أما الآخر الذي تعتبره مهملًا دراسيًا فقد تكون أولويته كسب المال لدعم أسرته الفقيرة.
  5. وقتما تغريك نفسك بإصدار حكم على شخص مختلف عنك، فابحث فيه عن مواضع التشابه لا الاختلاف، وستجد بالتأكيد شيئًا مشتركًا فكلنا بشر في النهاية. يساعدك هذا على رؤية ما بالناس من جانب مشرق بدل أن تعميك التحيزات. [٥]
    • استدرجه إلى نقاشات عن مواضيع متنوعة حتى تجدا شيئًا يثير اهتمام كلاكما. سيمنحك هذا فرصة لإدراك أن الآخرين ليسوا مختلفين عنك تمامًا.
  6. قدر الأشياء الجيدة في حياتك، وخاصةً من ساعدك حتى تصل إلى ما وصلت إليه. احتف بأصدقائك وعائلتك وعلاقاتك وصحتك ومحل نشأتك وما منحك القدر إياه من فرص، واعلم أنه لم يتح لغيرك ما أتيح لك، لذا من غير العادل إصدار أحكام عليهم.
    • إن كنت على وشك قول شيء سلبي عن أحدهم فخذ نفسك عميقًا وبدلًا من ذلك تمنّ له ما منحتك الحياة من فضل ومنة.
  7. التعاطف هو الضد العملي لإصدار الأحكام، فبدل أن تحمل غضبًا تجاه أحدهم حاول أن تشفق عليه وتراعي مشاعره وظروفه. صحيح أنه ليس من السهل التحول من رؤية جانب سلبي في أحدهم إلى أن تتمني له الأفضل، لكن هذا التحول ممكن خاصةً إن منحتهم مساعدتك متى احتاجوها. [٦]
    • التعاطف مفتاح السعادة، فإن أردت أن تكون سعيدًا لا بد أن تكون عطوفًا تبذل مشاعر إيجابيةً تجاه الآخرين والعالم من حولك.
طريقة 2
طريقة 2 من 3:

توسيع آفاقك

تنزيل المقال
  1. الفضول أداة عظيمة لتجاوز سلبية إصدار الأحكام، فبدل أن يكون رد فعلك الأول هو إصدار حكم ما حاول أن تتأمل وتستكشف ما لا تعلم، فلربما تجد جمالًا ما كان نفورك من الاختلاف سيحرمك منه. [٧]
    • قد ترى أحدهم مثلًا يتجاوز طابور الغداء في المطعم، فبدلًا من أن تحكم عليه بأنه شخص وقح التمس له العذر، فلربما هو متأخر على موعد هام أو يعاني من مشكلة صحية.
  2. اسع دومًا لتجربة شيء جديد يختلف عما اعتدت فعله، قد يكون الأمر مخيفًا في البداية، لكنه سيحمل الكثير من المتعة خاصةً إن دعوت أصدقاءك لمشاركتك، [٨] وإليك بعض الطرق لفعل ذلك:
    • استخدم وسيلة مواصلات مختلفةً للذهاب إلى العمل.
    • جرب طعامًا جديدًا.
    • شاهدًا فيلمًا مترجمًا.
    • احضر طقسًا شعائريًا في غير دينك.
    • افعل شيئًا يخيفك كالوقوف على حافة مبنى مرتفع أو تسلق جبل أو تجربة سمك نيءٍ.
  3. يساعدك التسكع مع أناس مختلفين عنك على فتح آفاق عقلك، فمهما اختلف عنك أصدقاؤك في العرق أو الثقافة أو الدين أو الاهتمامات أو الطبقة الاجتماعية أو الأفكار أو المهن أو أيًا كان موضع اختلافهم، فالتعرف على أناس جدد من مختلف الخلفيات سيساعدك على إدراك مدى التنوع في العالم من حولك.
    • لا تجعل الأمر يبدو كأنه واجب عليك أن "توظف" أصدقاء من خلفيات مختلفة، فقط ابذل بعض الجهد في التعرف على أناس مختلفين متى وجدتهم في رحلة حياتك، وحتمًا ستستفيد من تلك التجربة.
    • مصادقة شخص اعتقدت دومًا أن لا شيء مشتركًا بينكما سيساعدك لتكون متفهمًا ومنفتحًا.
    • أعلم أصدقائك أنك مهتم بحضور مناسبات تخصهم إن رغبوا يومًا في دعوتك. قل مثلًا: "شيء رائع أن عائلتك انتقلت إلى هنا من اليابان! أنا مهتم حقًا بالثقافة اليابانية وسأكون في غاية السعادة إن أعلمتني متى أقيمت مناسبة تعرف بها".
  4. اختر نشاطًا تجده عادةً مملًا أو سخيفًا وتحدّ نفسك لحضوره أو حاول أن تتعلم شيئًا جديدًا، فإن فعلت ذلك ولو مرةً واحدةً فستقابل أناسًا مختلفين عنك وتنفتح على وجهات نظر مختلفة، وهو ما سيحفزك ذلك لتجربة مزيد من الأشياء المختلفة في المستقبل. [٩]
    • احضر مثلًا ندوةً شعريةً أو تجمعًا سياسيًا أو صفًا لتعلم الرقص.
    • افتح حوارًا مع الناس هناك وتقرب إليهم. إن وجدت نفسك تميل إلى إصدار أحكام عليهم ففكر كيف ستشعر إن أصدروا هم حكمًا عليك خاصة أنك دخيل عليهم.
  5. يمكن للسفر أن يوسع آفاقك ويريك كيف يعيش الآخرون حول العالم؛ إن لم تمتلك ميزانيةً كبيرةً فسافر إلى مدينة قريبة أو اقض عطلة نهاية الأسبوع في جزء مختلف من الدولة، المهم أنك ستتطلع على طرق مختلفة للعيش وتدرك أن لا حقيقة مطلقةً فيما يجب أن نقول أو نفعل. [١٠]
    • يمكنك أن توفر المال أثناء السفر عن طريق المبيت في نزل للشباب.
    • ليكن هدفك أن تسافر مرةً على الأقل في كل عام؛ سيخرجك هذا من منطقة راحتك ويعرضك للتعامل مع مختلف الأشخاص.
    • أو يمكنك أن تسافر وأنت على كرسيك! فقط اختر كتابًا يحكي عن مكان بعيد وانغمس فيه أو شاهد فيلمًا يتحدث عن ذاك المكان.
  6. سيساعدك هذا لترى كيف أن العائلات الأخرى تتصرف بطرق مختلفة تمامًا عن عائلتك، حتى إن وجدث كثيرًا من التشابه فبالتأكيد ستجد بعض الاختلاف. [١١]
    • اطلب من صديق أن يدعوك إلى مناسبة خاصة كنشاط ثقافي أو طقس شعائري، لكن لا تلح عليه في الطلب فقد لا يكون مرتاحًا لفعل ذلك.
  7. كل شخص تقابله يضفي قيمةً ما على حياتك ويمنحك شيئًا لتتعلمه. تساءل دائمًا ماذا لدى الآخرين لتعليمك سواء أكان ذلك معرفةً محضةً أم مهارةً أم درسًا عن نفسك.
    • فلدى صديقك الذي أتى من ثقافة مختلفة الكثير ليعلمك عن ممارسات ثقافته، وكذلك يستطيع صديقك الموهوب في الرسم أن يعرفك إلى مهارة جديدة.
    • بادر بإفادة أصدقائك وتعليمهم شيئًا تتقنه.
  8. تساعدك كثرة السؤال في فهم الأشخاص ومنشأهم على نحو أفضل، وكذلك تمنحك فرصةً للتعرف على خلفيات وثقافات مختلفة. [١٢]
    • إن أردت أن تتقرب فعلًا من أحدهم فيجب أن تعرف أكثر عن منشأه. سله أسئلةً مثل: ألديك أي إخوة؟ من أين أتيت؟ ماذا تدرس؟ كيف تكسب عيشك؟ ما الذي تستمتع بفعله في العطلة؟
    • لا تلح عليهم في الأسئلة وطلب الإجابة، ومع ذلك فقد يحثهم إظهارك اهتمامًا بهم على الانفتاح إليك.
طريقة 3
طريقة 3 من 3:

إبقاء عقلك منفتحًا

تنزيل المقال
  1. لكل إنسان أفكاره عن كيف ينبغي للعالم أن يسير، وفي معظم الأحوال تصطدم تلك الأفكار وتتصارع، وسواء أكنت متعلمًا أم لا فقيمك هي ما يشكل وجهة نظرك، ولا يختلف عنك الآخرون في هذا كثيرًا، لذا تقبل أنهم قد لا يتفقون معك. [١٣]
    • المرة المقبلة التي تدخل فيها في جدال تذكر أنه ثمة احتمال أن وجهة نظر الطرف الآخر قد تكون صحيحة.
    • ركز أن تشارك رأيك بدل أن تركز على تغيير آراء الآخرين.
    • تذكر أن معظم المواقف معقدة على نحو يجعلها لا تصلح للحكم المطلق بالصحة والخطأ، فثمة الكثير من درجات الرمادي.
  2. دع عنك الشائعات والمعلومات السلبية التي تسمعها عن إنسان أو ثقافة أو أي شيء آخر، واحذر أن تركن إلى الافتراضات المسبقة والافتراءات لتكون رأيًا عن شخص أو جماعة من الناس. [١٤]
    • اعلم أن للناس دوافعهم لنشر الشائعات والآراء السلبية، كالغيرة مثلًا أو مجرد الخوف من كل ما هو غير مألوف.
    • تذكر وقتما انتشرت شائعات عنك: أتود أن يحكم عليك الناس بناءً عليها؟
  3. عادةً ما يرتدي الأشخاص ما يعبر عنهم، لكن لا يعني ذلك أن مظهر أحدهم يخبر بكل شيء عنه، أضف إلى ذلك أن أصناف الأشخاص تتنوع في نمط العيش الواحد. [١٥]
    • فلا تفترض مثلًا أن الشخص الذي يمتلك أوشامًا أو ثقوبًا في جسده ليس لديه مهنةً محترمةً.
    • المرة المقبلة التي تخرج فيها تأمل نفسك في المرآة. ما الذي يمكن أن يفترضه الناس عنك بناءً على مظهرك في ذلك اليوم؟ وما مدى صحة ذلك أو خطئه؟
  4. لا تخبرك التصنيفات بالقصة الكاملة عن أحدهم، بل على العكس تحُدّ من نظرتك إليه. حاول أن تراه كإنسان وتتجاوز مظهره ومظهر أصدقائه إلى جوهره مركزًا على قصته الخاصة جدًا قبل أن تقفز إلى أي استنتاجات.
    • فمثلًا لا تدعُ أحدهم "من عبدة الشيطان" أو "دحيحًا" أو "بليدًا" أو غير ذلك من الألقاب.
  5. دع الناس يخبرونك عن هويتهم بدلًا أن تبدأ بتكوين الافتراضات، فأنت لا ترى إلا جانبًا صغيرًا من كل شخص تقابله، وإن أحسوا أنك تصمهم بحكم ما ففي الأغلب لن ترى إلا ذاك الجانب الصغير، وتأكد أن تصوراتك عن الناس ستتغير كلما تقربت منهم. [١٦]
    • تقبل الناس كما هم.
    • هل من العادل أن يحكم عليك أحدهم بناءً على تحدثك أمامه لبضع دقائق؟ كم يستطيع الشخص أن يعرف عنك في ذلك الوقت القصير؟
  6. أحيانًا قد يعطيك الناس انطباعًا سيئًا لكن لا تسئ بهم الظن وامنحهم فرصةً ثانية، فأنت أيضًا تمر بأيام سيئة تكون فيها متعكر المزاج. أحسن الظن ونح الأفكار السلبية جانبًا. [١٧]
    • ربما كان ذلك الشخص يمر بيوم سيء عندما قابلته أو ربما كان خجولًا يضطرب في سلوكه كما يفعل الخجولون عادةً.
  7. تولد الشائعات الكراهية وتدفع الناس إلى إصدار أحكام بعضهم على بعض دون معرفة الحقيقة كاملةً، أضف إلى ذلك أنك إن اكتسبت شهرةً كنمام فسيأتي الناس إليك رغبةً في النميمة لكن لن يثقوا فيك أبدًا. [١٨]
    • في المرة المقبلة عندما يوشك تعليق سلبي أن يندفع من فمك استبدل به تعليقًا إيجابيًا. بدلًا أن تقول: "أتعلم أن فؤاد وسميرة مرتبطان في السر؟" قل مثلًا: "أتعلم أن سميرة فنانة موهوبة؟ لا بد أن ترى أحد رسوماتها في وقت ما"، وتأمل كيف ستشعر بتحسن بسبب انتشار تلك السمعة الحسنة.

أفكار مفيدة

  • تذكر أن كل إنسان فريد بذاته مختلف عن الآخرين، وهذا ما يجعل العالم مثيرًا للاهتمام.

تحذيرات

  • ركز أن تحيا حياتك لا أن تفرض على الآخرين كيف ينبغي أن يحيوا حياتهم.
  • إصدار الأحكام على الآخرين يؤذي مشاعرهم كما يؤذي شعورك.

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ٤٬٩١٣ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟