تنزيل المقال تنزيل المقال

كيف يمكن أن تبدو لنا الحياة دون مشاعر؟ على الأغلب ستكون موحشة وكئيبة! يتفق معظم الناس أن المشاعر – أي القدرة على الشعور بما حولك والاهتمام وليس التفكير العقلاني فقط – تجعل الحياة تستحق أن تُعاش، فلقد قطع العلماء شوطًا كبيرًا في مسألة فهم المشاعر ولقد قاموا بتوثيق كيف يشعر معظم الناس عندما يمروا بتلك المشاعر، لكن يظل هناك الكثير من الجدل حول ما يتعلق بالمشاعر.

طريقة 1
طريقة 1 من 2:

فهم طبيعة المشاعر

تنزيل المقال
  1. المشاعر هي استجابات مُبرمجة تم تكوينها خلال التطور كي تسمح للبشر استكشاف البيئة المحيطة بهم بطريقة سمحت لهم بالتكيف معها في الماضي وحتى الآن على الأغلب، فلقد استطاع أجدادنا الذين كانت لديهم القدرة على الشعور بالخوف عند الوصول إلى حافة جبل مثلًا قد كانوا أكثر حذرًا وبالتالي أكثر قابلية على الاستمرار في الحياة عن أولئك الذين لم تكن لديهم تلك القدرة. [١]
    • وتُقسَّم المشاعر إلى قسمين أساسيين وهما المشاعر الإيجابية والسلبية، فالمشاعر الإيجابية هي التي تحدث عندما يكون هناك احتمال حدوث شيء مفيد بالنسبة للشخص، أو عند حدوثه بالفعل. أما المشاعر السلبية فتحدث قبل أو عند حدوث موقف له وقع سيء عليك. [٢]
  2. يتفق معظم علماء النفس أنه توجد مجموعة تُسمى بـ"المشاعر الأساسية" والتي مُنحت للبشر جميعًا مثلها مثل العينين، والرجلين، والذراعين؛ وتتضمن المشاعر الأساسية السعادة، والاندهاش، والغضب، والخوف، والحزن.
    • ولقد أضاف الباحثون إلى قائمة المشاعر الشعور بالازدراء، والفخر، والخزي، والحب، والقلق وبالرغم من احتمالية وجود مشاعر أساسية أكثر من ذلك لكن هناك اختلاف عما إذا كانت تلك المشاعر عالمية أو تقتصر على ثقافات بعينها. [٣]
  3. للمشاعر أهمية كبيرة من أجل بقائنا على وجه الأرض كبر، وقدرتنا على التطور، وعلى اتخاذ القرارات الصحيحة؛ ففكرة أنه يوجد حد فاصل بين المشاعر والمنطق فكرة خاطئة، [٤] ويمكن رؤية أهمية المشاعر فيما يتعلق ببقائنا على الأرض من خلال هذا المثال:
    • تخيَّل أنك استيقظت ذات يوم ولا تشعر بأي نوع من الإحراج، أو الخجل، أو القلق الاجتماعي؛ حينها لن تهتم أبدًا كيف تتصرف أمام الناس، وغالبًا ما ستخسر جميع أصدقائك إن لم تهتم كيف ستتصرف في حضورهم. والمقصود هنا أن المشاعر – بما في ذلك المشاعر السلبية – مهمة جدًا من أجل أن نتماشى مع ما ومن حولنا ومن ثَمَّ تصبح تذكرتنا من أجل البقاء. [٥]
  4. فالمشاعر مهمة بشدة من أجل قدرتنا على اتخاذ القرارات؛ فهي تمدنا بقيمة بعض المعلومات؛ مم يجعلنا نميل نحو اتخاذ قرارات معينة دونًا عن غيرها، ولقد وجدت بعض الدراسات أن من يعانون من تلف في أجزاء المخ المتعلقة بالمشاعر لديهم مشكلة في اتخاذ القرارات بل ومشاكل أخلاقية في بعض الأحيان. [٦]
    • وأشهر مثال على ذلك هو "فيناس جيج" وهو شخص تعرَّض لحادث حيث دخلت عصا معدنية في رأسه مم أدى إلى تدمير الجزء المسؤول عن المشاعر بمخه، ولقد نجا فيناس من تلك الحادث بمعجزة بالرغم من أنه لن يعود نفس الشخص مرة أخرى؛ فلقد تغيرت شخصيته بشكل كبير حيث كان يُظهر مشاعر غير مناسبة أو جامدة، ويأخذ قرارات خاطئة تمامًا، وأصبح شخص لا يرغب أحد في صحبته. يُعد التلف الذي حدث في الجزء المسؤول عن المشاعر بمخه هو أحد الأسباب الرئيسية في كل ذلك. [٧] [٨]
    • ويعاني من لديهم اضطراب عقلي أيضًا من مشكلة عدم الاندماج في المجتمع؛ ويُعد أحد أهم مفاتيح تشخيص حالة أولئك الأفراد هي فقدانهم للشعور فيم يُسمى بصفات صلابة المشاعر؛ وهو فقدان الشعور بالتعاطف أو الذنب مم يؤدي إلى تصرفهم بطريقة مضادة لتوجه المجتمع. والمقصود هنا هو أن المشاعر مهمة للغاية فيما يتعلق بالحس الأخلاقي لدينا. [٩]
  5. فالمشاعر تضطرب مثلها مثل الكُلى أو الأعين. إن شعرت باضطراب في شعورك فاحرص على استشارة الطبيب النفسي وطلب المساعدة الطبية. إليك بعض الاضطرابات الشعورية أو الاضطرابات العقلية التي تتضمن اضطرابات المشاعر: [١٠]
  6. يمكنك تدوين مشاعرك بالكتابة بعد أن تشعر بها وتدركها من أجل أن تستطيع فهمها وتعرف كيف ترتبط تلك المشاعر بشخصيتك. فاحتفظ بمفكرة صغيرة تكتب فيها المشاعر التي طرأت عليك وما الذي حفَّز ظهورها حتى تستطيع معرفة كل شيء عن مشاعرك الخاصة.
    • فقد تكون شعرت بالغضب مثلًا فتُدرك أنك قد انتظرت لمدة ربع ساعة من أجل الحصول على غدائك وأنت تكره الانتظار.
    • يمكنك أيضًا استخدام تلك المعلومات من أجل زيادة أو إنقاص المشاعر التي تريدها أو لا تريدها في حياتك؛ فإن كنت تعرف ما الذي يُسبب الغضب بشكل عام وغضبك أنت بشكل خاص، وأنت لا تريد أن تشعر بكل هذا الغضب الذي تشعر به حاليًا، حينها يمكنك اتخاذ بعض الخطوات لتجنُّب المواقف التي تُحفز مشاعر الغضب لديك (مثل أن تتجنَّب المطاعم المزدحمة حيث يجب عليك الانتظار طويلًا من أجل الغداء).
طريقة 2
طريقة 2 من 2:

إدراك مشاعرك

تنزيل المقال
  1. فالناس تُفصح عن اختلاف شعورهم بكل شعور، فبالرغم من وجود فارق واضح بين الشعور بمشاعر سلبية والشعور بمشاعر إيجابية، إلا أن المشاعر السلبية تختلف بينها وبين بعضها أيضًا فالشعور بالإحراج يختلف عن الشعور بالحزن، والشعور بالخوف يختلف عنهما أيضًا.
  2. الإنسان يشعر بالغضب عندما يخطئ شخص ما بحقه، وهو مفيد كي يعلم هذا الشخص أن ما فعله لم يعجبك ومن ثَمَّ لا يفعله مجددًا. وبدون شعور مثل الغضب يمكن أن يستغلك الآخرون. [١٥]
    • يبدأ الغضب من الخلف بين الكتفين ثم ينتقل لأعلى حيث الجزء الخلفي من الرقبة ثم حول الفكين والرأس، وقد تشعر بالحرارة والاهتياج عند شعورك بالغضب. [١٦] فإن لاحظت توترًا، وألمًا، وضغطًا في ظهرك، ورقبتك، وفكيك فغالبًا ما ستكون غاضبًا.
  3. الشعور بالاشمئزاز ينتج عن محفزات منفرة؛ أشياء قد تجعلنا نشعر بالمرض الجسدي وهذا الشعور يعمل على حمايتنا من الأشياء التي قد تصيبنا بالمرض، كما يعمل على شعورنا بالاشمئزاز النفسي أيضًا من انحرافات أخلاقية معينة. [١٧]
    • ويبدأ الشعور بالاشمئزاز من المعدة إلى الصدر إلى الرأس، [١٨] وقد تشعر بالمرض أو الدوار فعليًا وتجد نفسك تسد أنفك وتبعد عن الشيء المنفر. [١٩]
  4. يحدث الخوف كرد فعل للتعرض للمخاطر مثل رؤية دُب، أو المرتفعات، أو البنادق وهو يساعدنا على تجنُّب تلك الأشياء التي تهدد حياتنا في اللحظة نفسها وتجنُّبها في المستقبل أيضًا [٢٠] وبالرغم من أن الخوف شعور فطري إلا أننا نكتسب الخوف من كثير من الأشياء بينما نكبر، وبرغم ذلك فإننا نتعلم الخوف من أشياء طبيعية مثل الثعابين أو المرتفعات أكثر من الأشياء الأكثر خطورة مثل قيادة السيارة أو الاقتراب من الكهرباء. [٢١]
    • ونحن نشعر بالخوف في الجزء العلوي من جسدنا، فيما عدا إذا كان الخوف من المرتفعات فقد نشعر بتوتر في أرجلنا. [٢٢] وقد يدق قلبك بسرعة أكبر، وتتلاحق أنفاسك، ويتعرق باطن يديك وتزيد حرارته بينما يتزايد اضطراب جهازك العصبي ويُسمى ذلك برد فعل "الهجوم أو الهرب". [٢٣]
  5. نحن نختبر السعادة كرد فعل لأشياء تشير إلى استمرار حياتنا، أو تحسينها، أو انتقال جيناتنا الوراثية؛ فبعض الأشياء التي تمنحنا شعورًا بالسعادة هي: إنجاب الأطفال، والجماع، والنجاح في تحقيق هدف كبير، ومدح الآخرين لنا، والشعور بأننا في بيئة لطيفة ترحب بنا. [٢٤]
    • بالرغم من أن السعادة شعور نستطيع التعرف عليه وتمييزه بمنتهى السهولة إلا أنه من أصعب المشاعر من ناحية التعريف، وهو يتضمن شعورًا بالدفء يسري في الجسد، كما يتضمن شعورًا بالرضا، والأمان، وعيش حياة سعيدة. [٢٥] [٢٦]
  6. الحزن يُعد رد فعل لفقداننا شيء أو شخص يهمنا، وهو شعور مؤلم جدًا، ويساعدنا على تجنُّب فقد نفس الأشياء في المستقبل أو تقدير الأشياء أو الأشخاص أكثر عندما تعود إلينا بعد أن فقدناها (مثل عودة أحبائنا إلينا بعد الانفصال). [٢٧]
    • وغالبًا ما يبدأ الحزن من الصدر وينتقل لأعلى خلال الحلق ثم إلى أعلى حيث الأعين وحيث نرى الدموع، وغالبًا ما ستكون قد سمعت التعبير اللغوي "يختنق من الحزن". ويمكنك أن ترتاح كثيرًا إن سمحت لنفسك بالبكاء. وسيساعدك الانتباه إلى تلك الأحاسيس الجسدية في تلك المناطق والسماح لتلك الطاقة بالتحرك على الحزن لفقدان شيء أو شخص ما، والشعور بمعاناة الآخرين، والحفاظ على صحتنا. [٢٨] [٢٩]
  7. نحن نشعر بالدهشة لحدوث شيء لم نتوقعه لكنه لا يُشكِّل تهديدًا، وهو شعور مشوِّق لأنه حيادي مقارنةً بمشاعر أخرى تكون إما سلبية أو إيجابية، وقد تساعدنا الدهشة على إعادة توجيه انتباهنا إلى أشياء جديدة غير متوقعة. [٣٠]
    • ونشعر بالدهشة في رأسنا وصدرنا بشكل أساسي، وبما أنها رد فعل لأشياء غير متوقعة فيمكن أن نشعر بشيء مثل القفزة الفجائية. [٣١] [٣٢]

أفكار مفيدة

  • تذكَّر أن المشاعر ذات فترة زمنية قصيرة لكن ما يظل لفترة أطول هو المزاج، فإذا شعرت بالخوف مثلًا فاعلم أن هذا الشعور سيزول خلال فترة قصيرة من الوقت.
  • وتذكَّر أن المشاعر سواء كانت إيجابية أم سلبية هي ردود أفعال بشرية طبيعية بل إنها مفيدة في معظم الأوقات.

تحذيرات

  • ستحتاج إلى زيارة الطبيب النفسي إن كنت تعاني من حدة مفرطة في مشاعرك، أو إن لاحظت تغييرات حادة في مزاجك.
  1. http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/mental-illness/basics/definition/con-20033813
  2. http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/depression/basics/definition/con-20032977
  3. http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/generalized-anxiety-disorder/basics/definition/con-20024562
  4. http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/schizophrenia/basics/symptoms/con-20021077
  5. http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/bipolar-disorder/basics/definition/con-20027544
  6. https://www.psychologytoday.com/blog/fulfillment-any-age/201205/the-complete-guide-understanding-your-emotions
  7. http://www.pnas.org/content/111/2/646/F2.expansion.html
  8. http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/19251631
  9. http://www.pnas.org/content/111/2/646/F2.expansion.html
  10. http://changingminds.org/explanations/emotions/disgust.htm
  11. https://www.psychologytoday.com/basics/fear
  12. https://www.paulekman.com/wp-content/uploads/2013/07/Basic-Emotions.pdf
  13. http://www.pnas.org/content/111/2/646/F2.expansion.html
  14. http://kidshealth.org/kid/feeling/emotion/afraid.html
  15. http://www-personal.umich.edu/~nesse/Articles/EvolExplanEmotions-HumNature-1990.pdf
  16. http://www.pnas.org/content/111/2/646.full
  17. http://www.pbs.org/thisemotionallife/topic/happiness/what-happiness
  18. https://www.psychologytoday.com/blog/fulfillment-any-age/201205/the-complete-guide-understanding-your-emotions
  19. http://www.pnas.org/content/111/2/646.full
  20. https://www.psychologytoday.com/blog/emotional-freedom/201007/the-health-benefits-tears
  21. http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/23317823
  22. https://www.psychologytoday.com/blog/the-author-speaks/201503/surprise
  23. http://www.pnas.org/content/111/2/646.full

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ٢١٬٦٣٩ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟