تنزيل المقال تنزيل المقال

هل تظن أن شخصًا ما يتعامل معك بطريقة سيئة لكنك لا تعلم السبب؟ هل تظن أنه يخطط لشيء ما أو أنه يضمر لك الكراهية سرًا؟ سيكون معرفة السبب وراء تلك المعاملة السيئة سواء كان هذا الشخص أحد أصدقائك أو أحد أفراد عائلتك أو حتى شخصًا لا تعرفه خطوة مهمة ومبدئية من أجل إصلاح المشكلة.

  1. ما العلامات الواضحة التي تبين لك أن هذا الشخص لا يتصرف معك بطريقة لطيفة ويضمر لك شيئًا سيئًا؟ قد تتضمن بعض العلامات الآتي: النميمة عليك مع أشخاص آخرين وتجاهُلَك وأن يقول لك أشياء تجرح مشاعرك وكسر أو سرقة أغراضك والتحقير من شأنك وتدبير المكائد لك لتقع بمشاكل بسبب أشياء لم تقُلها أو تفعلها وندائك بألفاظ لا تحبها والتلميح بأنك لست ذكيًا أو أنيقًا أو اجتماعيًا وهكذا بقدره هو وتهديدك وكتابة تعليقات تسيء لك على مواقع التواصل الاجتماعي وعدم تنفيذ وعوده التي وعدك بها.
  2. ما المشاعر أو ردود الفعل التي تثيرها أفعاله أو أقواله في نفسك؟ قد يكون الشخص يتعمد إساءة معاملتك إن كنت دائمًا تشعر بأنه ينتقدك باستمرار وبأن كل ما يقوله يكون بقصد استفزازك أو الانتقاص من قدرك وبأن كل ما يقوله الشخص أو يفعله بحضورك يترك لديك انطباعًا سلبيًا أو يجرح مشاعرك أو يجعلك تشعر بضآلة شأنك بطريقة أو بأخرى.
  3. لا تخبرنا مشاعرنا إلا بجانب واحد من القصة بل إننا أحيانًا ما نفهم الأمر بطريقة خاطئة تمامًا لأننا لم نفهم وجهة نظر الشخص الآخر. هكذا قد تظن أن الشخص يتعمد إساءة معاملتك، لذلك يظل أمرًا مهمًا جدًا أن تفكر ببعض الدوافع أو الأسباب وراء تصرفات هذا الشخص تجاهك، لأن فعل ذلك سيمنحك فكرة أفضل عن دوافع الشخص؛ فأحيانًا يسيء بعض الناس لغيرهم دون قصد أو أنهم يتصرفون بطريقة طائشة لكن دون أن يضمروا السوء لغيرهم. لذلك دائمًا ما ستجد سببًا وراء تلك التصرفات من أفعال أو أقوال ومهم جدًا أن تفهم ذلك السبب قبل أن تُقبِل على التصرف مع الشخص. إليك بضعة أسئلة تسألها لنفسك (لكن يجب أن تكون صادقًا مع نفسك أثناء الإجابة):
    • هل يمكن أن يكون الأمر من محض خيالك؟ قد يبدو لك الناس أكثر عصبية أو قد يبدو أنهم يتعمدون مضايقتك إن كنت تمر بيوم سيء مما قد يبدون لك إن كان يومك عاديًا أو إن كنت سعيدًا. هكذا يعمل العقل؛ فهو يعكس مشاعرنا ومضايقاتنا على الآخرين.
    • هل يمكن أن تكون الفتاة معجبة بك؟ نعم فأحيانًا ما يحاول البعض لفت انتباه الآخرين من خلال إساءة معاملتهم أو إهانتهم أو قد يكونوا يشعرون بالإحراج ويستخدمون تلك المعاملة ليجعلوك لا تلاحظ مشاعرهم العاطفية تجاهك ولو لفترة مؤقتة. لا يفعل جميع الناس ذلك الأمر بالطبع، لذلك ليس بالضرورة أن تكون تلك الفتاة معجبة بك إن كان يبدو لك أنها تسيء معاملتك، أما إن كانت تفعل ذلك لأنها معجبة بك فسيظهر لك ذلك من خلال إشارات أخرى وغالبًا لن يطول سوء المعاملة من ناحيتها لفترة طويلة.
    • هل يمكن أن يكون الشخص يحاول تلقينك درسًا؟ أحيانًا ما يشعر الشباب أو حتى كبار السن بالإهانة عندما يحاول شخص من أهلهم أو أصدقائهم نصيحتهم بطريقة فظة بعض الشيء على أنها تعليقات يقصد بها الشخص إهانتهم أو الانتقاص من قدرهم، لكن اعلم أن النقد البنَّاء لا ينبُع من شخص سيء النية كما أنه قد يكون الناس الذين يحبونك يحاولون مساعدتك لا أكثر فلا تخلط بين الأمرين.
    • هل يمكن أن يكون الشخص يشعر بالغيرة ؟ هل يقول الشخص أشياء يتعمد بها التقليل من شأنك والإعلاء من شأن نفسه؟ يمكن أن يكون هذا الأمر حقيقيًا إن كان لا يشعر الشخص بالثقة بنفسه ولذلك يحاول أن يبدو أفضل منك، وفي هذه الحالة يعود السبب إلى الطريقة التي ينظر بها أولئك الأشخاص إلى أنفسهم لكن سيصعُب عليهم أن يتفهموا ذلك عندما تواجههم به.
    • هل ممكن أن تكون قد أهنت الشخص دون قصد؟ ربما قد أهنت أنت الشخص أولًا دون أن تعلم، ويحدث ذلك غالبًا بين الأصدقاء الذين لا يرغبون بمضايقة بعضهم البعض؛ حيث لا يرغب صديقك بمواجهتك بشيء قلته أو فعلته فيتعامل معك بطريقة سلبية دون أن يعي ذلك بدلًا من أن يفتح قلبه لك ويخبرك بمشاعره.
    • هل يمكن أن يكون الشخص يعاني من بعض المشاكل؟ أحيانًا ما يعكس بعض الأشخاص إحباطهم باستخدام الغضب مع الآخرين حيث يشعرون أن الطريقة الوحيدة التي تمنحهم شعورًا جيدًا هي بجعل الآخرين يشعرون بشعور سيء، لكن دائمًا ما يحدث ذلك على حساب الأشخاص الآخرين اللذين لا ذنب لهم بالأمر. يُعد الضغط العصبي أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل البعض يصرخون بوجهك دون أدنى سبب غير أنهم مضغوطون وفقدوا قدرتهم على السيطرة على أنفسهم، لذلك مهم جدًا أن تستطيع التفرقة بين شخص قد نفَّس عن غضبه دون أن يقصد الإساءة إليك شخصيًا وبين الشخص الذي يتعمد الإساءة إليك. ومرة أخرى اعلم أن هذا الأمر لا يتعلق بك شخصيًا بل يتعلق بكيفية شعور هذا الشخص تجاه نفسه.
    • هل يمكن أن يكون الشخص يكرهك ببساطة؟ غالبًا ما يعود ذلك لبضعة أسباب من التي سبق ذكرها (سواء كان لديه مشاكله الخاصة أو أنه يشعر بالغيرة منك أو حتى أنه خلط بينك وبين شخص كان يكرهه بالماضي وهكذا) لكن في كثير من الأحيان لا يسيء الناس معاملتك لأنك فعلت شيئًا جرح مشاعرهم.
  4. لماذا تحتاج إلى الإقرار والتصديق من قِبلَهم؟ هل تحتاج إليهم بهذا القدر لدرجة أنك تتوسل إلى حسن معاملتهم لتشعر بشعور أفضل؟ حتى وإن لم يحبونك، فما الذي يهمك بالأمر؟ تذكَّر أنك إن اهتممت بذلك الأمر ستكون شخصًا غير واثق بنفسك وتحتاج لرأي غيرك فيك.
  5. اسأل الآخرين عن رأيهم وخاصةً والديك وأصدقائك حتى تستطيع أن تقرر ما الخطوة التي يمكنك اتخاذها أو من أجل أن يساعدك أحدهم على أن تفهم لماذا يتصرف الشخص بهذه الطريقة، لكن لا تطلب النصيحة أبدًا من أصدقاء لك يكرهون هذا الشخص لأنك بهذه الحالة ستخاطر بألا تحصل إلا على انطباع سلبي عن الشخص، الأمر الذي قد يؤدي إلى أن تتشاجر معه أو تصطدم معه بالحديث. لذلك من الأفضل أن تسأل والديك أو زوجتك أو أحد أصدقائك أو أفراد أسرتك ممن تثق تمام الثقة برأيهم وحكمهم على الآخرين لأنك غالبًا ما ستجد حينها شخصًا حياديًا وخارج موقف سوء معاملتك بالقدر الكافي كي يستطيع مساعدتك.
  6. مهم جدًا أن تُنهي الخطوات التي سبق ذكرها عن ملاحظة الدلائل على سوء معاملة هذا الشخص لك، والتفكير في مشاعرك ، والعمل على جميع الاحتمالات قبل مواجهة الشخص، لأن الوصول إلى استنتاج أن شخصًا ما يسيء معاملتك يجعلك تحمل الكثير من المشاعر السلبية تجاه هذا الشخص وإن قمت باتهامه بذلك الأمر بدلًا من أن تعبر عما يضايقك (باستخدام الجُمل التي تبدأ بـ"أنا") بدون أن تكون توصلت إلى بعض الحقائق قد تجعل هذا الشخص يشعر بالغضب أو بالحماقة مما سيدفعه لأن يقف موقف المدافع عن نفسه بدلًا من أن تتناقشا نقاشًا منطقيًا تتوصلا منه إلى نتيجة ترضي الطرفين. لذلك تأكد من أنك لم تكن تتوهم الأمر وأن الشخص لم يفعل ذلك مرة واحدة لأنه كان غاضبًا بسبب شيء آخر فحسب، ومن الأفضل ألا تبالغ بالأمر بل اشرح للشخص كيف شعرت تجاه المعاملة السيئة التي عاملك بها وأخبره أنك على استعداد لمناقشة الأمر معه أو أي شيء يتعلق بهذا الأمر إن أراد ذلك، والأهم من ذلك أن تخبره أنك تريد تصفية الجو بينكما وألا يشعر هو بالضيق إن كنت أنت قُلت أو فعلت شيئًا ضايقه.
    • حافظ على هدوئك ولا تطلب من الشخص أن يعتذر لك أو تكرر له ما قاله كلمة بكلمة، بل اطلب منه فقط أن ينتبه لحديثه معك في المستقبل كي لا يجرح مشاعرك مجددًا.
    • إن لم يكن لدى الشخص إجابة لما قلته فامنحه بعض الوقت كي يفكر ويعود ليتحدث معك، وستصبح الكُرة الآن في ملعبه حيث يختار أن يستمر في إساءة معاملتك أو يتوقف عن الأمر.
    • إن استمر الشخص بتلك المعاملة حينها ستكون متأكدًا أنه يفعل ذلك عن قصد بعد أن أخبرته أن هذا الأمر يضايقك أو يجرح مشاعرك، وحينها يجب أن تتخذ خطوات أخرى لحل المشكلة.
    • إن لم تكن تعرف الشخص جيدًا ففكر في أن تصطحب معك شخصًا آخر مثل أحد والديك أو أصدقائك أو معارفك.
  7. غالبًا لن يكون لديك الكثير لتفعله لتؤثر على الشخص كي يغيِّر من معاملته تجاهك إن قرر أن يستمر بها بعد أن حاولت أن تحل الأمر معه وديًا؛ لأن استمرار تلك المعاملة بعد مواجهة الشخص غالبًا ما يعني أن الشخص يكرهك بالفعل (الأمر الذي لا يخصك مجددًا وغالبًا ما تعود الأسباب إلى الشخص نفسه) أو أنه يشعر أنه لا يمكن أن يفقد كرامته بتغيير معاملته لك وأنه ينبغي عليه أن يستمر بما يفعله بغض النظر عن الحقائق التي أمامه (مرة أخرى: اعلم أن هذا الأمر لا يتعلق بك بل يتعلق بعدم شعور هذا الشخص بالأمان ). برغم ذلك أنت لست مطالب بتحمُّل شخص يحاول أن يجعلك تشعر بشعور سيء فأخرِج نفسك من دائرته الاجتماعية ولا تستمع أبدًا للكلمات المغرضة التي يقولها لك ولا تضع معاملته السيئة في ذهنك بعد الآن، واطلب من أصدقائك ألا يعيدوا ما قاله عنك على مسامعك وألا يتعاملوا معه هم أيضًا إن أمكن ذلك، وأخبر من حولك أنك لن تتحمل هذه المعاملة أو هذا الشخص بعد الآن وأنهِ الأمر، واعلم أنه حتى أسوأ الشخصيات تشعر بالملل عندما تجد أن الشخص الذي تستهدفه لا يستجيب لمضايقاتهم فيبحثون عن شخص آخر يضايقونه.
  8. في تلك المرحلة سيحين الوقت أن تعتبر أن هذا الشخص لم يكن موجودًا بحياتك من الأساس وأن تتركه يفعل ما يحلو له وكأن الأمر لا يتعلق بك نهائيًا إن لم تُفلح محاولاتك لإعادة الأمور إلى نصابها، وإن لم تُفلح خطتك لتجنُّب هذا الشخص. وبرغم ذلك ستظل تشعر بداخلك بتساؤلات لماذا حدث ذلك والمشاعر التي تركها في نفسك، لكن تذكَّر أنه لا جدوى من أن تظل قابعًا بالماضي لأنك فعلت ما بوسعك لتتصالح مع الشخص وتوقفه عما يفعله، فامضِ بحياتك والأنشطة التي تقوم بها وأحِط نفسك بالأشخاص الذين يحبونك ولا يسيئون معاملتك وركز على الأشياء التي تهمك بالفعل؛ وبذلك تكون قد مضيت بحياتك ولم تسمح لإساءة المعاملة بإحباطك أو إعاقتك أو إفساد علاقتك بالآخرين بينما يظل الشخص الآخر يقبع بحقده.
    • أما إن استمرت المعاملة السيئة أو تصاعدت لدرجة قد تؤذيك يجب أن تخبر شخصًا يمكنه أن يُحدِث فرقًا بالأمر؛ فإن كان ذلك يحدث بالمدرسة فأخبر أحد المعلمين أو الأخصائي الاجتماعي أو أحد والديْك على الفور، أما إن كان الأمر بالعمل فأخبر قسم الموارد البشرية أو أحد المديرين أو الزملاء ممن تثق بهم لأنك ستحتاج لأن تؤمِّن نفسك ضد انتقام الشخص في حالة إذا ما فكر هذا الشخص في الانتقام منك.
    • إن استمر التعامل السيء داخل المنزل سيكون الموقف صعبًا لذلك إن كان سوء التعامل من جانب أحد إخوتك فاطلب من والديك أن يتدخلا بينكما وأن يضعا قواعد صارمة بخصوص التعامل بين أفراد الأسرة، أما إن كان أحد والديك هو من يسيء معاملتك فاطلب من الوالد الآخر التدخل، أما إن وقف الوالديْن مكتوفي الأيدي أو لم يدافع أيًا منهما عنك فاطلب المساعدة من خارج المنزل مثل أن تخبر جدك أو عمك أو تخبر الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة أو الشيخ بالمسجد أو القِس بالكنيسة أو شخص كبير من المعارف تثق به؛ المهم ألا تظل صامتًا بوضع يُعرضك لخطر الأذى النفسي أو الجسدي.

أفكار مفيدة

  • أحيانًا قد يتعامل معك بعض الناس بطريقة وضيعة لأنهم ليسوا مثلك ويريدون أن يصبحوا مثلك.
  • بالرغم من أنه أمر جيد أن تحاول معرفة لماذا يعاملك شخص ما بطريقة سيئة إلا أنك قد لا تستطيع معرفة السبب أبدًا. قد يكون لديك شعور فطريّ إن كان شخص ما يعاملك بطريقة سيئة وليس عليك أن تتحمَّل ذلك الأمر، فدافع عن نفسك إن كان الشخص يقصد أذيتك.
  • لا تحاول أن تتعامل مع الشخص الذي يعاملك بطريقة سيئة بأن ترد له الإساءة لأن ذلك يفاقم الوضع ويزيد من المشاجرات كما يمكن أن ينتج عن بعض التصرفات الخطيرة، واعلم جيدًا أنه لا جدوى من أن تهبط لمستواهم لأن هذا الموقف سيتحول لموقف يخسر جميع أطرافه.
  • أخبر الشخص كم أن ما يفعله يجرح مشاعرك، وأخبره كيف شعرت بالضبط عندما تفوَّه بتلك الكلمات.

تحذيرات

  • يتغذى بعض الناس على النميمة لكنهم لا يستخدمونها كي يفيدونك أبدًا فتذكَّر هذا الأمر دائمًا ولا تنشر أي شائعات أو تتفوَّه بالنميمة.

المزيد حول هذا المقال

تم عرض هذه الصفحة ١٥٬٢٦٣ مرة.

هل ساعدك هذا المقال؟